متطوعون: العطاء من صفات أبناء زايد الخير
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
التطوع في دولة الإمارات من القيم والتقاليد الأصيلة التي تسكن في وجدان أبنائها، مستلهمين العطاء من القائد المؤسس وباني الوطن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولا غرابة في أن يتألق أصحاب الحضور التطوعي من شباب الوطن طوال أيام معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي انفضت دورته الـ33 أمس الأول، حاملين على عاتقهم فلسفة العطاء وروح التعاون المشترك والفريق الواحد، متنقلين بين أروقة المعرض بنظامٍ لافت وإتقانٍ مهني يستحق الثناء والإطراء.
خدمة المجتمع
يقول طارق محمود محمد، موظف إداري في قسم المتطوعين بـ«الهلال الأحمر» الإماراتي: «التطوع مسألة وطنية تجعل شبابنا أمام تجربة ثرية في خدمة المجتمع والإنسانية»، لافتاً إلى أن «التطوع لدى شبابنا اليوم مسألة ثابتة، ونراهم بحماس وجهد كبير ومثابرة ديناميكية تجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز على هذا الدور الرائد الذي يقومون به».
وتابع: «مرتكزات إدارة المتطوعين في (الهلال الأحمر) تقوم على عوامل عدة، ومنها: التفعيل، ومن خلاله يتم استقطاب الكفاءات والخبرات المؤهلة من الكوادر البشرية، كما أن باب الترشح مفتوح لجميع أفراد ومؤسسات مجتمع دولة الإمارات، وهناك أيضاً التدريب، حيث تطلق الإدارة خطتها التدريبية السنوية لرفع كفاءة منتسبي (الهيئة) من المتطوعين، لتتمكن من استثمار هذه الطاقات الشابة، بما يخدم أهداف وتطلعات (الهيئة)، وبعد ذلك يأتي التحفيز، وهو أمر مهم لاستمرار العطاء الإنساني، فتقدير جهود المتطوعين وتكريمهم يأتيان على أولويات قائمة الإدارة»، مختتماً بأن «التطوع فلسفة عطاء إنساني دائم ومستمر يسهم في تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي في الحياة».
خدمة الآخرين
يقول علي سالم المحيربي، من فريق «أدنيك» التطوعي: «إننا سعداء بهذه المشاركات التطوعية والتي تجعلنا ننهل من القيم الإنسانية، وجمالية خدمة الآخرين، ففي خدمة الآخرين حياة ووجود وسعادة بلا شك»، مؤكداً أنها «تجربة ثرية وغنية بالمعرفة والخبرة، وتفتح نافذة جديدة من العلاقات البشرية، والمشاركة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب جعلتنا نتعرف على العديد من الأدباء والمثقفين، وجعلتنا كذلك نقترب أكثر من المشهد الثقافي الوطني، وهذا ما يصب في خدمة الشباب وصقل أفكارهم ومعارفهم ومهاراتهم الحياتية».
ويقول حمد أحمد الزعابي، في فريق «أدنيك» التطوعي: «حريصون على المشاركات التطوعية؛ لأنها تجعلنا أكثر ثقة في أنفسنا، وتعزز فينا روح المشاركات المجتمعية، وأن نكون دائماً حاضرين»، مشيراً إلى أن «شباب الوطن على قدر المسؤولية بلا شك، وهذا ما نلاحظه ونشاهده أثناء وجودهم في الأعمال التطوعية في جميع المحافل الدولية».
مهارات الحياة
يقول عبدالعزيز الزعابي، في فريق «أدنيك» التطوعي: «هناك الكثير من الشباب ساهم التطوع في صقل شخصياتهم، وأضفى عليها الطابع الأكثر حضوراً من حيث السلوك والحديث والتعامل مع الآخرين. فالعمل التطوعي بحد ذاته مدرسة يتعلم منها المتطوع أرقى وأجمل مهارات الحياة».
من جانبه، يقول نهيان محمد المنصوري، في فريق «أدنيك» التطوعي: «بالنسبة لي، استفدت على الصعيد الشخصي كثيراً من وجودي في الأعمال التطوعية، ودائماً أشعر بالرضى تجاه نفسي كلما أنجزت عملاً تطوعياً؛ لأنه في مثل هذه الأعمال ترى نفسك وتجد جهدك واضحاً في أعين الآخرين، وفي ابتساماتهم الممزوجة بالشكر والثناء».
سعادة وفخر
وأشارت المتطوعة صبحة عبدالله الرميثي، مصورة إماراتية، إلى أن مثل هذه المشاركات المجتمعية تجعلنا دائماً موجودين في المناسبات الوطنية، وتشعرنا بالسعادة والفخر حين نمثل الدولة أمام ضيوف المعرض وزواره من مختلف الجنسيات، مؤكدة أن هذه الرسالة الوطنية التي يقدمها شبابنا أقل ما يستطيعون تقديمه لهذا الوطن الغالي، والعمل التطوعي هو أسمى وأرقى ما يقدمه الشباب دون مقابل؛ لأنه مبني على الحب وقيم العطاء التي تعلمناها من مدرسة زايد الخير والعطاء.
أصغر متطوع
خليفة سعيد الشامسي البالغ من العمر 6 سنوات، أصغر متطوع في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بدورته الـ33، بابتسامته العفوية ومشاعره الصادقة، وإحساسه الشغوف بحب التعامل مع الآخرين، ومساعدة الأطفال في المعرض، متنقلاً من جناح إلى آخر للتواصل مع الأطفال والحديث معهم، وتلبية ما يحتاجون إليه من استفسارات وتساؤلات حول المعرض. وقال الشامسي: «المساهمة في مساعدة الآخرين صفة جميلة تعلمناها من والدنا الشيخ زايد، طيب الله ثراه»، مؤكداً أن والديّ دائماً ما يشجعانني على العمل التطوعي، ومن خلالهما أشعر بحماس دائم للاستمرار في هذا العمل الإنساني النبيل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التطوع الإمارات زايد بن سلطان معرض أبوظبي الدولي للكتاب الثقافة معرض أبوظبی الدولی للکتاب
إقرأ أيضاً:
«أبوظبي للتنقل» يحوّل خدمة «الحافلة 65» إلى صديقة للبيئة
أبوظبي: «الخليج»
أعلن مركز النقل المتكامل «أبوظبي للتنقل»، التابع لدائرة البلديات والنقل، تحويل الخدمة رقم 65 إلى خدمة صديقة للبيئة باستخدام حافلات خضراء بالكامل، تعمل بتقنيات متقدمة مثل الهيدروجين والكهرباء، ما يسهم في الحدّ من البصمة البيئية وتقليل انبعاثات الكربون، ويضع معياراً جديداً للتنقل الحضري المستدام في الإمارة، ما يعكس التزام إمارة أبوظبي بالاستدامة البيئية وريادتها في مجال النقل المستدام.
ويعد هذا التحول جزءاً من الخطة الاستراتيجية الطموحة لأبوظبي للتنقل لتحويل جزيرة أبوظبي إلى منطقة خضراء للنقل العام بحلول عام 2030، وتحقيق هدف طموح يتمثل في الحد من انبعاثات الكربون بتحويل 50% من وسائل النقل العام بالإمارة إلى نقل أخضر، ومن خلال هذه المبادرة، سيتم تحقيق انخفاض بمقدار 200 طن متري يومياً من الكربون، وهو ما يعادل إزالة 14,700 سيارة من الطريق.
واختار «أبوظبي للتنقل» تشغيل الخدمة 65 باستخدام الحافلات الخضراء كونها أحد أكثر الخطوط ازدحاماً في جزيرة أبوظبي، وباعتباره أحد أهم خطوط النقل العام بالإمارة، حيث يربط بين مارينا مول وجزيرة الريم، ويستوعب نحو 6,000 راكب يومياً، ويغطي أكثر من 2,000 كيلومتر يومياً، ما يعزز أهمية تقديم حلول نقل صديقة للبيئة لخدمة هذا العدد الكبير من الركاب وتوفير الراحة لهم.
وتواصل «أبوظبي للتنقل»، جهود الاستدامة بتوسيع استخدام الحافلات الخضراء لتشمل خطوطاً أخرى، مثل الخط 160، الذي يربط بين حديقة العاصمة ومدينة خليفة، والخط A2 الذي يربط بين مدينة أبوظبي ومطار زايد الدولي.
وتعمل الحافلات الخضراء بنظام الهيدروجين والكهرباء، وتعتمد على أنظمة بطاريات متطورة وخلايا وقود الهيدروجين لتوفير عمليات خالية من الانبعاثات، ليسهم هذا التحول التكنولوجي في تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري واستهلاك الطاقة التشغيلية بشكلٍ كبير، وبالاعتماد على هذه التكنولوجيا، يعتبر هذا المشروع مثالاً بارزاً على كيفية تطبيق الابتكارات التقنية في قطاع النقل العام لتحقيق الأهداف البيئية الطموحة.
ويتم تقييم تجربة الركاب باستطلاعات الرأي على متن الحافلات، بما في ذلك الحافلات الخضراء، إضافةً إلى أنظمة المراقبة المتطورة التي تضمن التشغيل الأمثل للخدمات، ويمثل تحويل خط الخدمة 65 إلى خط صديق للبيئة باستخدام الحافلات الخضراء خطوة مهمة في تعزيز التزام أبوظبي بالاستدامة البيئية، وهو ما تم التأكيد عليه مؤخراً خلال قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة، كما تدعم استراتيجية الإمارات لتحقيق الحياد المناخي 2050.