بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثاته مع نظيره الصيني شي جين بينغ بالتأكيد على الحاجة إلى علاقات تجارية أكثر توازنا بين أوروبا والصين، مع التركيز على التجارة والحرب في أوكرانيا، وذلك خلال أول زيارة لرئيس صيني إلى أوروبا منذ 5 سنوات، حسب ما سلطت عليه الضوء صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وقال ماكرون لشي -في كلمته الافتتاحية بقصر الإليزيه وبجانبه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين– إن "الوضع الدولي يعني بوضوح أننا بحاجة إلى إجراء حوار أوروبي صيني أكثر من أي وقت مضى"، مضيفا أن "أوروبا تمر بنقطة تحول في تاريخها، الأمر الذي يتطلب منا مواجهة الصعوبات الهيكلية والتغلب عليها.

. ثمة حاجة إلى قواعد عادلة للجميع".

تحقيقات

وتتزامن زيارة شي مع موجة من التحقيقات التي يجريها الاتحاد الأوروبي لمكافحة الدعم الذي تتلقاه الشركات الصينية من حكومتها، بما في ذلك إجراء تحقيقات موسعة في مجال السيارات الكهربائية، وهي صناعة سعت فرنسا أيضا إلى حمايتها من خلال دعم المصنعين المحليين والأوروبيين.

ويقول المسؤولون الصينيون إن هدف شي الرئيسي خلال زيارته التي تستغرق 6 أيام إلى أوروبا، والتي ستشمل أيضا صربيا والمجر، هو الحد من الأضرار الناجمة عن التوترات التجارية، في وقت يتبنى فيه الزعماء الأوروبيون نهجا متباينا تجاه بكين.

ويأتي على رأس جدول أعمال زيارة الرئيس الصيني لأوروبا تقارب الصين من روسيا خلال الحرب المستمرة في أوكرانيا.

وخلال زيارة الدولة، التي من المتوقع أن يتناول فيها الزعيم الصيني العشاء مع ماكرون مساء اليوم في قصر الإليزيه قبل زيارة جبال البيرينيه غدا الثلاثاء، أشار شي إلى احتمال وصول أكبر للصادرات الفرنسية، مثل مستحضرات التجميل والسلع الزراعية، إلى السوق الصينية.

وكتب شي -في مقال موقع لصحيفة لوفيغارو الفرنسية وأعادت طباعته باللغة الإنجليزية صحيفة الحزب الشيوعي الصيني- "نرحب بمزيد من المنتجات الزراعية ومستحضرات التجميل الفرنسية عالية الجودة في السوق الصينية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للشعب الصيني من أجل حياة أفضل".

واليوم خلال لقائه مع ماكرون، قال شي إن الصين وأوروبا، "باعتبارهما قوتين مهمتين في هذا العالم"، يجب أن تظلا شريكتين وأن تعملا على تحسين "تعاونهما الإستراتيجي".

وكانت التحقيقات التي أجراها الاتحاد الأوروبي بشأن المنتجات الصينية ناجمة عن مخاوف من أن تؤدي القدرة الصناعية الفائضة في الصين إلى إغراق أسواق الاتحاد الأوروبي، وخاصة السيارات الكهربائية والبطاريات والألواح الشمسية وغيرها من السلع المرتبطة بالطاقة الخضراء.

الرئيس الصيني يسعى إلى تخفيف التوترات التجارية مع أوروبا (الفرنسية) السوق الصينية

في الوقت نفسه، أصبحت شركات تصنيع مستحضرات التجميل الأوروبية -بما في ذلك الشركات الفرنسية الكبرى- تشعر بقلق متزايد بشأن الوصول إلى الأسواق في الصين، وقد أعربوا عن شكاواهم من أن اللوائح الجديدة بشأن كل شيء إما غامضة جدا أو غير عملية وتؤدي إلى إبطاء قدرتهم على البيع في السوق الصينية.

وتقول الشركات الأوروبية العاملة في الصين بشكل عام إن السلطات في البلاد تفرض بشكل متزايد حواجز إدارية في قطاعات متعددة.

وتنفي السلطات الصينية أن صناعاتها تعاني "فائضا في العرض"، ووصفت الاتهامات الغربية بأنها "ضجيج" يهدف إلى تبرير الحمائية، ونفذت بكين حزما مختلفة تهدف إلى تشجيع الاستثمار الأجنبي.

من جانبها، قالت فون دير لاين -التي كانت مدافعة قوية عن "إزالة المخاطر" في العلاقة التجارية لأوروبا مع الصين من خلال التنويع في أسواق أخرى- إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي والصين "ضمان الاحترام المتبادل وتجنب سوء التفاهم وإيجاد حلول مشتركة للتحديات العالمية".

وأشارت -في بداية الاجتماع اليوم الاثنين مع ماكرون وشي- إلى أن الاتحاد الأوروبي والصين لديهما مصلحة مشتركة في مكافحة تغير المناخ وفي "السلام والأمن والأداء الفعال للنظام الدولي القائم على القواعد"، لا سيما في ضوء الصراع في منطقة الشرق الأوسط والتوترات في شرق آسيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الاتحاد الأوروبی السوق الصینیة

إقرأ أيضاً:

رغم رسوم ترامب..نائب رئيس الوزراء الصيني يدعو إلى التعاون مع واشنطن

أكد نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ، أن على بكين وواشنطن التعاون في استكشاف سبل للتعاون بينهما، رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية إضافية على الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقال هي خلال مأدبة عشاء في بكين أمس الجمعة، استضافته غرفة التجارة الأمريكية: "للصين والولايات المتحدة مصالح مشتركة واسعة ومجال واسع للتعاون"، حسب وكالة أنباء الصين الجديدة، شينخوا.
وأضاف "طبيعة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين قائمة على المنفعة المتبادلة، واستفادة الجانبين".
ولكنه أشار إلى أن الصين سترد على الرسوم بتدابير مضادة إذا واصلت الولايات المتحدة تطبيق قيود تجارية إضافية، حسب ما نقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن مصدرين حضرا العشاء، ورفضا كشف هويتيهما.

ترامب: التوصل لاتفاق تجاري مع الصين "ممكن" - موقع 24اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، أنه من "الممكن" التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، بعدما فرض اعتباراً من مطلع فبراير(شباط) الجاري رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10% على كل واردات بلاده من البضائع الصينية.

كما تحدثت سارة بيران، نائب رئس البعثة الدبلوماسية بالسفارة الأمريكية في بكين، فشددت على أن الولايات المتحدة تريد النزاهة والمعاملة بالمثل في العلاقة التجارية.
وقالت بيران: "نريد أن نرى نهاية للدعم غير العادل، وغير ذلك من التدابير التي تجعل الساحة مناوئة للشركات الأمريكية"، حسب تصريحات نشرتها السفارة الأمريكية في بكين.

مقالات مشابهة

  • 6 أشهر حبسا بحق فؤاد عبد المومني في قضية تدوينة زيارة ماكرون
  • تفاصيل لقاء رئيس الأعلى للإعلام ووفد من السفارة الصينية
  • اليورو ينهار والدولار يطير وسط تصاعد التوترات التجارية
  • التقى مسؤولين حكوميين.. خفايا زيارة مبعوث ماكرون إلى المغرب
  • ماكرون يدعو لمناقشة الردع النووي الأوروبي في مواجهة التهديدات الروسية
  • ماكرون يثير احتمالات امتلاك أوروبا أسلحة نووية جديدة
  • هل هي حرب معلنة بين رئيس الجمهورية الفرنسية ووزير داخليته بخصوص الجزائر ؟
  • ماكرون: مستعد لمناقشة الردع النووي من أجل أوروبا
  • رغم رسوم ترامب..نائب رئيس الوزراء الصيني يدعو إلى التعاون مع واشنطن
  • رئيس وزراء المجر: عودة ترامب إلى البيت الأبيض تسهم في إنهاء الحرب في أوكرانيا