كتب- محمد شاكر:

اختتم جناح "ضيف الشرف" جمهورية مصر العربية، في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، فعاليات البرنامج الثقافي الذي شاركت به وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، بفعالية حول مناقشة وتوقيع كتاب «أدبيات الكرامة الصوفية.. دراسة في الشكل والمضمون»، لمؤلفه الشاعر والناقد الدكتور محمد أبو الفضل بدران، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، وحاوره الكاتب والإعلامي خالد منصور.

وأكد بدران، أن المعجزة خاصة بالأنبياء، والهدف هو التحدي لغير المؤمن، أما الكرامة فهي خاصة بالأولياء وعباد الله الصالحين، وهي مذكورة في القرآن، وهناك آيات كريمات وُجد فيها هذا المشهد الكراماتي، مشيراً إلى أن الأديان السماوية وغير السماوية يوقنون في الكرامة.

وأضاف: وجدت أن الكرامة نبع من منابع القصة القصيرة، فبعضهم يفر حين تريد أن تخبر به، فالولي الصادق يحاول قدر الإمكان أن يكون مجهولًا للأغيار، لا أن يكون قد دخل في باب العجب والرياء، كذلك كانوا يخافون أنهم أصحاب كرامات أو شيء من هذا القبيل.

وكان الحوار رائقًا بين سؤال وجواب حول فصول الكتاب وما تناولته، وقام الدكتور بدران حاكيًا بعض القصص التي استشهد بها في مؤلفه.

وعقب اللقاء كانت هناك بعض المداخلات من متخصصين في الأدب والأدب الشعبي، مما أصّل لحالة من التجاذب المرغوب لهذه الصورة الشعبية في هذا الكتاب، وتم توقيع نسخ للحضور الذي ملأ قاعة ضيف الشرف، ليكون ختامًا يليق بثقافة مصر التي أثرت العالم العربي والعالمي.

وكان من فقرات البرنامج الثقافي أيضًا، إذاعة جلسة بعنوان: "نجيب محفوظ وهؤلاء" بمشاركة: الأديب محمد جبريل، ود. يحيى الرخاوي، والشاعر فاروق شوشة، ضمن محور (نجيب محفوظ في ذاكرة معرض القاهرة الدولي للكتاب)، للاحتفال في دورته الرابعة والثلاثين ببلوغ الأديب العالمي نجيب محفوظ سن التسعين.

وتشارك جمهورية مصر العربية "ضيف شرف" معرض أبو ظبي الثالث والثلاثون للكتاب، وذلك ببرنامج ثقافي وفني، ووفد رسمي وثقافي على رأسه الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، والدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وقطاعات وزارة الثقافة بمنتجها الإبداعي المطبوع والفني.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: التصالح في مخالفات البناء لقاح أسترازينيكا مقاطعة الأسماك أسعار الذهب الطقس سعر الدولار سعر الفائدة رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان جناح ضيف الشرف جناح في معرض أبو ظبي معرض أبو ظبي للكتاب

إقرأ أيضاً:

مقامات الشحي وتأملاته الصوفية

وأنا أقف عند عتبة عنوان ديوان الشاعر محمد بن عبدالكريم الشحي الجديد (مقامات لام وضمّة ميم - من تأملات شاكر حسن آل سعيد ومذكراته)، استحضرت مقولة اليوناني سيمونيدس (450 ق.م) «الشعر رسم ناطق والرسم شعر صامت»، حيث اشتهر الفنان شاكر حسن آل سعيد بالحروفـيات التي يعتبرها الدكتور حاتم الصكر من التقنيات الشعرية التي تقدّم «مقترحها الأبرز» فـي لقاء «الرسم والشعر، وانفتاح النصوص البصرية والكتابية وإيقاعاتها»، ففـي هذا الديوان، الذي صدر عن مؤسسة بيت الزبير ويمتد على 175 صفحة، عمّق الشحّي علاقة الشعري بالتشكيلي، فقدّم قراءة شعرية لتجربة الفنان العراقي شاكر حسن آل سعيد (1925-2004)، فتجلّت حروفه بها، وتماهى معها، فـي ديوان يتألف من خمسة أقسام أطلق عليها تسمية مقامات، وهي تعني لدى المتصوفة المراتب التي يبلغها العبد فـي تجلياته وهو يقف بين يدي الرب، من خلال الانقطاع لعباداته، وهي: التوبة، والورع، والزهد، والفقر، والصبر، والتوكل على الله، لتحقيق منزلة عليا لديه، وجعل الشحّي لكلّ قسم من الأقسام الخمسة عنوانا، فالأول عنوانه (مقام الأحافـير والأحجار والجدران)، وضمّ (13) نصا، أما الثاني، فعنوانه (مقام الأنوار والأزمنة والنداءات)، وضم 9 نصوص، أما المقام الثالث فحمل عنوان (مقام النقطة)، وضمّ 13 نصا، أما المقام الرابع، فعنوانه (مقام الأشجار والخضرة والينوع)، وضمّ 11 نصا، وخامس المقامات وآخرها هو (مقام البعد الواحد)، وهو المصطلح الذي أطلقه الفنان على مرحلة من مراحل نضج تجربته الصوفـية ويعني به «البعد الواحد الذي يصل الإنسان بالله» كما ينقل عن جبرا إبراهيم جبرا، وضم نصّا طويلًا وفـي كلّ مقام من هذه المقامات، تتجلّى حروفه، وهو يلقي إضاءات شعرية على تجارب شاكر حسن آل سعيد الفنية والروحية، ففـي نص (مديح الماء فـي نوم الغزالة)، وهو أطول نصوص الديوان، يستعير رمز الغزالة من أدبيات المتصوفة، فـيتساءل:

«قل لهم: ماذا تبقى من حروف؟

فالحروف لها حتوف

ماذا يقابل حرفك الباقي

من التأويل حين تغادر اللغة الجريحة برجها

وتصير رمزا فـي كراريس العدد»

فـي هذا الإصدار، لم يكتب الشحّيّ ديوانا شعريا، فحسب، بل وضع بحثا شعريّا فـي تجربة شاكر حسن آل سعيد، دوّن فـيه تأمّلاته فـي عوالمه الصوفـيّة، فكتب نصًا موازيًا، لأعماله وطروحاته، وقدّم تجربة فريدة تندرج ضمن ما يسمّى بالقصيدة- الديوان، فنرى فـي ديوان الشحّي وحدة الموضوع، ليس عبر قصيدة واحدة طويلة، بل عدّة قصائد تندرج ضمن موضوع واحد هو مغامرة الفنان شاكر حسن آل سعيد التشكيلية، فقام باستلهام واستحضار تجربته الصوفـية، حتى أنه ثبّت فـي الصفحة (175) المصادر والمراجع التي تمت الإشارة إليها والاقتباس منها، ومن ضمنها كتب الفنان، مع كتاب لكل من: جبرا إبراهيم جبرا، ورباح آل جعفر، ونزار شقرون وكتابين لشربل داغر الأول قراءة فـي تجربته والثاني حوارات أجراها معه، بالإضافة إلى كتاب عبدالغني النابلسي ( كشف السر الغامض شرح ديوان ابن الفارض)، فقد تماهى «الشحي» معه وأهدى ديوانه لروحه، كما أنه افتتح ديوانه بعتبتين استلّهما من مذكراته، وكتاباته، وقدّم قراءة شعرية فـي أعمال الفنان الذي كان يجنح فـي حروفـياته، وأعماله إلى التصوف، ملامسًا الجوانب الروحية مستكشفًا تلك العوالم عبر قصائد تمزج بين شعر التفعيلة والنثر، ساعيًا إلى كتابة نص مجاور، له قوّة تأثير الصورة، التي ترتفع إلى مصاف الرموز الدينية، وقد تحدّث عبدالقاهر الجرجاني فـي كتابه (أسرار البلاغة) عن هذا التأثير قائلا «الشعر فـيما يصنعه من الصور ويشكله من البدع ويوقعه فـي النفوس من المعاني التي يتوهم بها الجماد الصامت فـي صورة الحي الناطق؟»، وفـي نصوص الشحّي تقف البلاغة «حافـية» تسير على صخور صلدة، يقول فـي المقطع (ذ) من نصّه (مخطوطة أحجار الريح):

لدواعي الإنصاف

يمكنك الآن تعريف العالم بأنه:

«بلاغة حافـية

تجرب السير

على صخور المعاني الحادة»

وهذا النص مؤلف من تسعة مقاطع قصيرة، يستغني به عن الأرقام، ويكتفـي بالحروف، وقام باستدعاء الرموز التي أثّرت فـي تجربة آل سعيد ومن بينها يحيى بن محمود الواسطي، والغزالي، وجواد سليم، وجبرا إبراهيم جبرا، فقد تلبّس شخصه، ونطق بلسان حاله، ففـي قصيدة أهداها إلى النحّات جواد سليم (1919-1961) يقول:

أنت قمرنا البعيد يا جواد

أشعلت الشمعة من طرفـيها

وغادرتنا باكرا لتسبقنا

لثمرة الخلود

ننظر للجدارية الوشم

لنصب الحرية

وكم كنت أتمنى أن يكلّل هذا الجهد الإبداعي بلوحات من أعمال الفنان، فقد غابت لأمور تتعلق بحقوق النشر، وشمل هذا الغياب صورة غلاف الديوان الذي صمّمه الكاتب هلال البادي، لكن روح الفنان تجلت فـي كتاباته ذات المنحى الصوفـي، التي هضمها الشحّي فخرج بتجربة شعريّة مغايرة لما هو سائد، معزّزة خطّا شعريّا نهجه الشحّي منذ سنوات بعيدة، وها هي ثماره تنضج فنيّا، وفكريا، وروحيّا.

مقالات مشابهة

  • مهرجان سينيمانا العربي السادس يختتم فعالياته في البريمي
  • الجناح السعودي يختتم أعماله في معرض ومؤتمر الدفاع الدولي “آيدكس2025”
  • المنتدى السعودي للإعلام يختتم فعالياته ويكرّم الفائزين بجوائز الدورة الرابعة
  • المنتدى السعودي للإعلام يختتم فعالياته ويعلن الفائزين بجوائز الدورة الرابعة
  • رئيس القومي للمرأة ووزيرة التضامن تتفقدان جناح المجلس فى معرض ديارنا
  • مايا مرسي وأمل عمار يتفقدان جناح القومي للمرأة في معرض ديارنا
  • بالصور.. افتتاح معرض كاريكاتير «عمنا.. صلاح جاهين» بالهناجر
  • إيجبس يختتم فعالياته مستعرضا التطورات في قطاعات البترول والغاز والطاقات المتجددة والتحول الرقمي
  • مقامات الشحي وتأملاته الصوفية
  • المؤتمر الوطني الفلسطيني يختتم فعالياته في الدوحة