حظر الجزيرة ومحادثات الصفقة ورفح تشغل الصحف الإسرائيلية
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
ركزت الصحف الإسرائيلية الصادرة، اليوم الاثنين، على قرار السلطات الإسرائيلية حظر قناة الجزيرة وإغلاق مكاتبها في القدس، وعلى مسألتي اجتياح رفح ومفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، وعملية معبر كرم أبو سالم التي أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 4 جنود فيها.
فقد رفضت هآرتس بافتتاحيتها غلق الجزيرة، وقالت "باتخاذها هذا القرار المناهض للديمقراطية، سارت إسرائيل في المنزلق السلس في الطريق إلى تحولها إلى دولة تكمم الأفواه".
وتابعت أن إغلاق القناة يخلق مخاوف من أن تكون مقدمة لسياسة تجاه كل وسائل الإعلام، إسرائيلية أو دولية، لا تعجب السلطات، مبرزة أن هذا هو الحال عندما تسيطر حكومة يمين متطرفة تشن حربا على حرية التعبير و"على سلطة القانون في إسرائيل".
وأضافت أن إسرائيليين كثرا يشاهدون بث قناة الجزيرة، العربية والإنجليزية، بعدما رأوا فيها مصدر معلومات مهما عما يجري في العالم وفي غزة، في الوقت الذي أخفت القنوات الإسرائيلية تماما ما يجري فيها.
وقالت هآرتس "دون الجزيرة وبضع قنوات أجنبية أخرى، لا يمكن أن يرى المرء داخل إسرائيل ما يحصل في غزة".
دعاية فاشلة
وفي نفس الصحيفة، تحدث الخبير في شؤون الشرق الأوسط تسفي برئيل في مقال عن مدى ضرر قرار إغلاق الجزيرة على خدمة الرواية الإسرائيلية، وأكد أن "القرار اتخذ في الحكومة بالإجماع وكأن الأمر يتعلق بالعدو الأكثر خطورة على إسرائيل".
وتابع أن القرار محاولة للفوز بمعركة فاشلة في مجال "الدعاية"، وتساءل عن الحل الذي تملكه الحكومة الإسرائيلية لآلاف الحسابات في منصات التواصل الاجتماعي الذين يوفرون معظم المضامين التي تبني صورة إسرائيل في العالم حاليا.
واعتبر الكاتب أن محاولة "تصفية الحسابات" مع قطر عبر إغلاق مكاتب الجزيرة في إسرائيل لن تغير مكانة قطر في الولايات المتحدة ولن تؤثر على علاقتها مع حماس.
وشدد على أنها خطوة يجب أن تقلق جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها و"كل صحفي عاقل لا ينجح في الوصول إلى ميدان القتال في غزة وأن ينشر مباشرة من هناك".
واهتمت الصحف بقضية اجتياح رفح، ونشرت مقالات بهذا الخصوص هذا اليوم، قبل أن تعلن حركة حماس مساء الاثنين أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع مدير المخابرات المصرية عباس كامل، وأبلغهما موافقة الحركة على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال المحلل العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي في يديعوت أحرونوت مؤيدا مهاجمة رفح وعملية معبر كرم أبو سالم، إن انتهاء المحادثات في القاهرة دون موافقة حماس، إلى جانب المقذوفات من رفح، تؤكد ضرورة مبادرة الجيش الإسرائيلي للمناورة في رفح في أقرب وقت ممكن.
فخ كلاسيكي
وأضاف "رغم الأسى على المصابين من بين رجالنا، لا تحتاج دولة إسرائيل إلى دليل أفضل على أن عملية في رفح ضرورية لإزالة تهديد حركتي حماس والجهاد على إسرائيل، ولأجل الوصول إلى صفقة تحرير المخطوفين دون أن تتمكن حماس من حمل إسرائيل على وقف الحرب وعرض نفسها كمنتصرة فيها".
ولكن الكاتب يوآف ليمور في صحيفة "إسرائيل اليوم" كان له رأي آخر، إذ قال إن إطلاق قذائف الهاون أمس والطريق المسدود الذي علقت فيه المفاوضات لصفقة المحتجزين كفيلة بأن تدل على أن حماس تفكر بالذات بشكل مختلف، في أن عملية في رفح ستورط إسرائيل بالذات.
واعتبر أن إعطاء إسرائيل الأولوية لاجتياح رفح على الموافقة على الدولة الفلسطينية والتطبيع "هي أنباء طيبة لحماس، لأنه بغياب بديل تبقى هي عمليا في الحكم، وبدلا من أن تعمل على حل براغماتي في غزة، يكون بمثابة أهون الشرور، تعمل إسرائيل بشكل يبقيها مع الشر المطلق لحماس".
وشدد ليمور على أن غزة "لم تُهزم بعد ولن تهزم تماما حتى لو هزمت الأربع الكتائب المتبقية في رفح"، وشكك في أن تؤدي العملية المخطط لها في رفح إلى ذلك.
أما المحلل العسكري عاموس هرئيل فكتب في هآرتس أنه إزاء معارضة الولايات المتحدة، فإنه من المشكوك أن يحتل الجيش الإسرائيلي كل مدينة رفح، ورجح أن مجلس الوزراء المصغر سيأمر الجيش الإسرائيلي بالعمل بشكل محدود على مداخل المدينة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات الجیش الإسرائیلی على أن فی غزة فی رفح
إقرأ أيضاً:
بالتفصيل.. «هآرتس» تكشف وثائق حول نقاشات الأطراف المعنية بهجوم 7 أكتوبر
نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، وثائق استولى عليها الجنود من قطاع غزة، تلقي الضوء على “الاستعدادات التي قامت بها “حماس” قبل هجوم 7 أكتوبر التي تضمنت نقاشات مع “حزب الله” وإيران”.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية “إنه تم نشر تحليل للوثائق على موقع “مركز تراث الاستخبارات”، وهو هيئة تعمل بالتنسيق مع مجتمع الاستخبارات وغالبا ما تساعد في نشر مواد كانت مصنفة سابقا على أنها سرية”.
وذكرت أن “الوثائق التي استخدم بعضها في التحقيق الداخلي في جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن العام (الشاباك) حول الإخفاقات التي سمحت بالهجوم المفاجئ على معسكرات الجيش الإسرائيلي والمستوطنات المحيطة بغزة، توثق تبادل الرسائل بين قيادة “حماس” في قطاع غزة وقيادة المنظمة في الخارج، وأحيانا مع “حزب الله” في إيران وإيران، لمحاولة تنسيق الهجوم بينهم.”
وحسب كاتب التحليل، أوري روست، فإنه “يتضح من الوثائق أنه منذ عام 2021، قام كبار قادة “حماس” بتسريع الاتصالات مع إيران، طالبين منها المساعدة في تمويل هجوم يهدف إلى تحقيق هزيمة إسرائيلية”.
ويتضمن تقرير “روست” اقتباسات من “تصريحات علنية ومناقشات داخلية حول تنفيذ خطة التدمير”.
ففي خطاب ألقاه “يحيى السنوار” في مؤتمر عقد في غزة عام 2021 حول “فلسطين بعد التحرير”، تم التعبير عن تقدير بأن “النصر قريب… نحن نرى التحرير بالفعل، ولذلك نستعد لما سيأتي بعده”، وفي المؤتمر، تمت مناقشة أفكار للسيطرة على أراضي إسرائيل بعد احتلالها.
من جانبه، قال “صلاح العاروري”، أحد كبار قادة “حماس” في الخارج، في مقابلات في أغسطس 2023: “أصبحت الحرب الشاملة حتمية، نحن نريدها، محور المقاومة، الفلسطينيون، كلنا نريدها”.
أما أمين عام “حزب الله” “حسن نصر الله”، أعلن بعد “حارس الأسوار” عن معادلة جديدة، مفادها أن “الرد على الاعتداءات على المسجد الأقصى في القدس لن يقتصر على قطاع غزة بل سيكون “حربا إقليمية من أجل القدس”، وبعد عامين، ادعى “نصر الله” أن هناك أملا عمليا لتحرير فلسطين، “من البحر إلى النهر”.
وقال حينها “إن الجبهة الداخلية في إسرائيل “ضعيفة، مهتزة، قلقة، مستعدة دائما لحزم الحقائب والمغادرة”.
وكتب “روست” أن هذه “التصريحات العلنية تجد صدى قويا في الوثائق التي تم الاستيلاء عليها، والتي تشير إلى أنها لم تكن مجرد تفاخر فار”، ويستشهد برسالة من كبار قادة “حماس” في غزة إلى “إسماعيل قاآني”، قائد فيلق القدس، في يونيو 2021، تمت الإشارة فيها إلى “أن الهدف هو النصر الكبير وإزالة السرطان، وكذلك “القضاء على الكيان وإزالته من أرضنا وأماكننا المقدسة”، و”تم تقديم طلب تمويل بقيمة 500 مليون دولار لمدة عامين، لتحضير العمليات العسكرية”.
وفي رسالة أرسلت أيضا إلى المرشد الأعلى الإيراني،”علي خامنئي”، كتب: “هذا الكيان الوهمي (إسرائيل) أضعف مما يظن الناس… بمساعدتكم، نحن قادرون على اقتلاعه وإزالته”.
بعد شهر، كتب “السنوار” إلى “سعيد يزدي”، رئيس قسم فلسطين في فيلق القدس، ووعد بـ”انتصار استراتيجي هائل سيكون له تأثيرات استراتيجية على مستقبل المنطقة بأكملها”. وطلب “من يزدي مساعدة حماس في بناء قدرة عسكرية مستقلة للمنظمة في جنوب لبنان”.
بعد عام، ازدادت خطوات التنسيق بين قيادات “حماس” في غزة وقطر، أرسل “السنوار” رسالة إلى “إسماعيل هنية” الذي كان في الدوحة، وقدم فيها سيناريو استراتيجيا لتدمير إسرائيل.
ووصف “السنوار” ثلاثة سيناريوهات هجومية محتملة:
الأول، والأكثر تفضيلا، هجوم مشترك من “حماس” و”حزب الله”، ويفضل أن يكون في الأعياد اليهودية، لأن إسرائيل “تزيد من أعمال العدوان في الأقصى”.
الثاني، هو هجوم من “حماس” بدعم جزئي من “حزب الله”، سيضع الأساس لتدمير إسرائيل في المستقبل.
الثالث ستقوم “حماس” بالعمل بقوة من غزة والضفة الغربية، مع تلقي الدعم من ميليشيات في الأردن وسوريا، دون دعم مباشر من “حزب الله” أو إيران.
وحسب الوثائق فإن مثل هذا الإجراء لا يتطلب موافقة مسبقة من الإيرانيين، بل فقط تنسيق مع “حزب الله”. وقد طلب “السنوار” من هنية زيارة إيران على وجه السرعة، والدفع نحو إنشاء قوة لـ”حماس” في لبنان.
في 1 يوليو 2022، كتب هنية إلى “السنوار” أنه أجرى اجتماعا سريا مع “نصر الله” من “حزب الله” ومع “يزدي” من فيلق القدس، وتم تقديم السيناريوهات، وكتب “هنية” أن “نصر الله” أيد السيناريو الأول، وأشار إلى أنه سيناقشه مع “خامنئي”.
بعد ستة أشهر، في اجتماع لـ”حماس” في الدوحة، وصف “هنية” التصعيد في إسرائيل مع تشكيل حكومة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو، وذكر أن الصراع مع إسرائيل يقترب من نقطة الانفجار، وأشار إلى الاحتجاجات ضد “الثورة القضائية” (التي كانت في منتصف يناير 2023 لا تزال في بداياتها) كعامل يزعزع إسرائيل.
في منتصف يونيو 2023، زارت بعثة “حماس” برئاسة “هنية والعاروري” إيران، والتقت بكبار المسؤولين في النظام، بقيادة خامنئي، أكد “هنية” في المحادثات أن الحركة جاهزة لحملة جديدة ضد إسرائيل. وأشار الإيرانيون إلى أنهم يرون “إمكانية لإزالة إسرائيل من الخريطة”.
وقالت “هآرتس” ما حدث بعد ذلك، للأسف، معروف لكل إسرائيلي: قررت “حماس” في النهاية الهجوم بمفردها، دون تنسيق الموعد مع إيران و”حزب الله”، ونصرالله بعد تردد وأخيرا أمر بمشاركة جزئية من لبنان بشكل سمح لإسرائيل بالدفاع ثم شن هجوم مضاد. ومع ذلك، فوجئت إسرائيل تماما بالهجوم من غزة، وكانت أضراره هائلة.