غزة في المتحف العربي للفن الحديث عبر معرض شاهد التفاعلي بالدوحة
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
الدوحة- بينما كانت شمس الدوحة، اليوم الاثنين، توشك على المغيب كان جمهور متنوع يشق طريقه عبر طرقات المدينة التعليمية إلى "المتحف العربي للفن الحديث"، لحضور افتتاح معرض "خالد البيه: شاهد"، أحد معارض "فضاء المشاريع" للفنان السوداني ورسام الكاريكاتير السياسي خالد البيه (مواليد 1980، بوخارست).
المعرض -المقام في الطابق الأول من المتحف- هو عمل فني تركيبي يستخدم وسائل سمعية وبصرية تفاعلية، يتكون من 4 رسومات رقمية مطبوعة معروضة على مرآة تمتد بعرض الحائط، وتعكس هذه الرسوم مشاهد مؤثرةً انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، وحصدت عددًا غير مسبوق للشهود على هذه المأساة.
وقال الفنان خالد البيه للجزيرة نت إن العمل التركيبي جديد وغير معتاد بالنسبة إليه كفنان كاريكاتير سياسي، وفكرته هي أن يعيش الزائر تجربة أن يكون جزءا من أحداث غزة وآلامها ومشاهدها.
وأضاف "العمل التركيبي يحث المشاهدين على التحول إلى شهود عبر قراءة أسماء الشهداء الذين نقرأ أسماءهم ونعرف أعمارهم، وهكذا نقف ضد استمرار المجازر حتى ينالوا حقوقهم".
وتابع "كفنان سوداني -في ظل انقطاع الإنترنت وغياب الصحافة العالمية- أشعر بمعاناة غزة التي رغم اهتمام الإعلام وتدفق الفيديوهات والصور التي تأتي من غزة يصر الإعلام الغربي أن ينأى بنفسه عن شهود ما يجري".
وتؤكد انعكاسات صور الزوار في المرآة بين صور الضحايا أهمية دورهم كشهود، ويشتد المشهد حدةً عبر عرض صورةٍ منعكسةٍ لمدينة غزة المدمرة في المرآة، مع تسجيل صوتي للزوار يرددون فيه أسماء الشهداء وأعمارهم.
يستمر المعرض حتى 10 أغسطس/آب المقبل، ويدعو الزوار إلى التركيز على دورهم كشهود على التطهير العرقي خلال الفظائع الأخيرة التي ارتكبت في غزة، والمعرض من تقييم فاطمة مصطفوي وهديل الكوهجي.
وقالت مديرة "المتحف العربي للفن الحديث" زينة عريضة إن المتحف يلتزم دومًا بإلقاء الضوء على تركيبات متنوعة من الفن العربي، مضيفة "لا نستطيع التنصل من مسؤوليتنا".
وتابعت حديثها للجزيرة نت "خططنا خلال أقل من 6 أشهر لعمل المعرض؛ فدورنا في المتحف أن نعطي منصة للفنانين الإقليميين لعرض رؤاهم وليتناولوا المواضيع التي تهمهم وتهم المجتمع، وبهذا الإطار فدور المعرض هو أن يروي ويجعلنا نفكر في كل مشكلة من مشكلات المجتمع".
وأضافت عريضة "ليست لدينا أجوبة ولكن لدينا أسئلة نطرحها للجمهور بما في ذلك التساؤلات حول دور الفن في سياقاتنا المحلية والإقليمية، ونمنح الفرصة للفنانين والمفكرين ليأتوا بأسئلتهم للمتحف ويعبروا عنها فنيا، ويمكن أن تلاحظ ذلك في مجموعات المتحف مثل معرض الكتب الذي تحضر فيه فلسطين كقسم مهم من العالم العربي".
من خلال هذا العمل الفني التركيبي، يؤكد البيه دور كل زائر كـ"شاهد" وكيف يضم صوته إلى أصوات أولئك الذين يتحدثون علنًا عن فلسطين في مواجهة وسائل الإعلام الرئيسية المتحيزة، حيث يستخدم الفنان أثر الانعكاس، حرفيًا أو مجازيًا، ليكشف عن تواطؤ العالم في هذه المأساة، وعن التحيز والظلم الذي يكمن في السياسة المعاصرة والقانون الدولي.
وعلّق خالد البيه: "إذا لم يتمكن العالم من رؤية ما يحدث في غزة رغم كل هذه الأدلة التي تعرض أمامه، كيف للعالم أن يرى السودان؛ وهذا يعني أنه إذا تمكن العالم من التيقن مما يحدث في غزة، حتمًا سيتمكن حينها من إدراك ما يحدث لنا جميعًا".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
السوربون أبوظبي تفتتح معرض خيوط من التراث
افتتحت جامعة السوربون أبوظبي معرضها الثقافي "خيوط من التراث: الأزياء والمجوهرات التقليدية للمرأة الإماراتية"، احتفاءً بالهوية الثقافية وتطور الفنون، بالتعاون مع الأرشيف والمكتبة الوطنية، ومرصد التراث في جامعة السوربون باريس، وهيئة الثقافة والفنون في دبي، وذلك خلال أمسية خاصة أُقيمت في الجامعة.
ويأتي تنظيم المعرض في إطار "عام المجتمع"، ليكرّس أهمية التراث الثقافي بوصفه ركيزةً لتعزيز الهوية الجماعية وصون الموروث المادي ودعم الحوار بين الأجيال.
ويفتح المعرض أبوابه للجمهور حتى الثالث من مايو المقبل، ليأخذ الزوار في رحلة بصرية معرفية غامرة تسلط الضوء على تطور أزياء المرأة الإماراتية ومجوهراتها التقليدية بين الماضي والحاضر، من خلال استعراض مجموعة مختارة من الملابس والمجوهرات والقصائد والقطع الأثرية النادرة.
ويتولى تنظيم المعرض الدكتور كريستوف مولرات، الأستاذ المشارك في قسم علم الآثار وتاريخ الفن والمتخصص في مجال المنسوجات، بالتعاون مع نخبة من علماء الآثار والأكاديميين والباحثين في مجالي التراث والأدب.
أخبار ذات صلةويركز المعرض على أربعة محاور رئيسية تُبرز تطور أزياء ومجوهرات المرأة الإماراتية، بوصفها مرآة لتحولات المجتمع وتطوره الاجتماعي والاقتصادي والتاريخي، وتحولها إلى رمز من رموز الهوية الثقافية الإماراتية.
ويأخذ المعرض زواره في رحلة زمنية متسلسلة ترصد ملامح تطور الأزياء والمجوهرات في دولة الإمارات منذ مطلع القرن العشرين وحتى اليوم، مع تسليط الضوء على فترة سبعينيات القرن الماضي بوصفها مرحلة فاصلة أعادت تشكيل الملامح البصرية والرمزية للزي التقليدي.
ويضم المعرض كذلك مجموعة من القطع الأثرية التي تعكس الأبعاد الثقافية المرتبطة بهذه التحولات، إلى جانب مجموعة من المجوهرات الإماراتية النادرة المُكتشفة والمدعومة بوثائق بصرية تُبرز المهارات الحرفية وأهمية هذه القطع في تشكيل الهوية الثقافية.
وقالت البروفيسورة ناتالي مارسيال، مديرة جامعة السوربون أبوظبي إن التراث الثقافي هو الرابط الذي يوحد الماضي بالحاضر، ويقدم معرض "خيوط من التراث" منصة تتيح للجمهور التفاعل مع الحكايات والتقاليد والرموز التي شكلت الهوية الإماراتية، كما يعكس التزامنا الراسخ بالاحتفاء بالتنوع الثقافي وصون التراث وتعزيز الحوار المجتمعي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية "عام المجتمع".
المصدر: وام