توالت ردود الفعل العربية والدولية الرافضة لإعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، البدء في "الإجلاء المؤقت" للفلسطينيين من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح إلى منطقة المواصي، تمهيداً لعملية عسكرية محتملة، وسط تحذيرات من ارتكاب الاحتلال مجزرة في المدينة الواقعة جنوبي قطاع غزة.

تحذير أممي

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الإثنين، إن الأوامر الإسرائيلية بنقل الفلسطينيين من رفح غير إنسانية، وتهدد بتعريضهم لمزيد من الخطر والبؤس.

وأضاف في بيان: "لا يزال سكان غزة يتعرضون للقنابل والأمراض، بل والمجاعة. واليوم، قيل لهم إنه يتعين عليهم الانتقال مرة أخرى، مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح.. هذا غير إنساني".

تحذير أوروبي

بدوره، قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الإثنين، إن أمر إسرائيل للمدنيين بإخلاء رفح في جنوب غزة "غير مقبول".

وقال بوريل في تغريدة له على منصة "إكس": "أوامر الإخلاء الإسرائيلية للمدنيين في رفح تنذر بالأسوأ، ألا وهو المزيد من الحرب والمجاعة. إنه أمر غير مقبول".

وأضاف بوريل إنه يجب على إسرائيل "التخلي" عن شن أي هجوم بري على المدينة.

واستطرد قائلاً :" يمكن للاتحاد الأوروبي، بل وينبغي عليه، العمل مع المجتمع الدولي، لمنع حدوث مثل هذا السيناريو".

القاهرة تحذر

بدأت التحذيرات من القاهرة، إذ أعربت الإثنين، 6 مايو/أيار 2024 من  مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة بمنطقة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، لما ينطوي عليه هذا العمل التصعيدي من مخاطر إنسانية بالغة تهدد أكثر من مليون فلسطيني يتواجدون في تلك المنطقة.

التحذير جاء في بيان  صادر عن وزارة الخارجية، طالبت مصر فيه إسرائيل بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب المزيد من التصعيد في هذا التوقيت بالغ الحساسية في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، وحقناً لدماء المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لكارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب على قطاع غزة.

بيان القاهرة أكد أن مصر تواصل إجراء اتصالاتها على مدار الساعة مع كافة الأطراف من أجل الحيلولة دون تفاقم الوضع أو خروجه عن السيطرة.

"عار على النظام الدولي"

ومن مصر إلى الأردن، حيث طالبت عمان، المجتمع الدولي بتحرك فوري، الإثنين، لمنع حدوث مجزرة في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

المطالبات جاءت على لسان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الذي قال إن "الفشل" في منع مجزرة برفح جنوبي قطاع غزة، سيكون "وصمة عار لن تمحى"، داعياً إلى موقف دولي "رادع" للحكومة الإسرائيلية.

وفي منشور عبر صفحته على منصة "إكس" أضاف أن الفلسطينيين "يواجهون خطر مجزرة أخرى، تهدد قوات الاحتلال الإسرائيلي بارتكابها في رفح".

كما أضاف: "يجب على المجتمع الدولي كله التحرك فوراً لمنعها"، لافتاً إلى أن فشل المجتمع الدولي في منع هذه المجزرة "سيكون وصمة عار لن تمحى".

وختم قائلاً: "عار على النظام الدولي أن تظل الحكومة الإسرائيلية ترتكب المجازر دون موقف دولي رادع يلجم وحشيتها".

"أكبر جريمة إبادة"

وكانت الرئاسة الفلسطينية حذرت، الإثنين، إسرائيل من ارتكاب "أكبر جريمة إبادة جماعية" باجتياح مدينة رفح المكتظة بالنازحين جنوبي قطاع غزة، محملة الإدارة الأمريكية المسؤولية.

وفي بيان بيان للناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، حذر فيه من أن "سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) بدأت فعلياً التمهيد لارتكاب أكبر جريمة إبادة جماعية باجتياح رفح"، محملاً الإدارة الأمريكية مسؤولية هذه "السياسات الإسرائيلية الخطيرة".

وقال أبو ردينة إن "الإدارة الأمريكية التي توفر الدعم المالي والعسكري للاحتلال الإسرائيلي، وتقف بوجه المجتمع الدولي لتمنع تطبيق قرارات الشرعية الدولية ووقف العدوان، هي التي تشجع نتنياهو وقادته بالاستمرار بمجازرهم ضد الشعب الفلسطيني؛ سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية، كما يحدث في محافظة طولكرم ومخيماتها".

وفي السياق، طالبت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأمريكية بـ"التحرك فوراً ومنع الإبادة الجماعية والتهجير، ومحاسبة الاحتلال (الإسرائيلي) على الانتهاكات الخطيرة التي يرتكبها بحق القانون الدولي قبل فوات الأوان"، بحسب البيان ذاته.
 

ردود فعل دولية

كما تواصلت ردود الفعل الدولية الرافضة على قرار اجتياح رفح، حيث جددت فرنسا الإثنين معارضتها القوية للهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح الفلسطينية.

إذ قالت وزارة الخارجية في باريس في بيان: "فرنسا تؤكد مجدداً أيضاً أن أي تهجير قسري للمدنيين يمثل جريمة حرب بموجب القانون الدولي".

كما جدد رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس، الإثنين، مطالبة إسرائيل بعدم تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح بقطاع غزة الفلسطيني.

وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الأيرلندي، فإن هاريس أجرى محادثة هاتفية مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز، تناول فيه الاعتراف بالدولة الفلسطينية والتطورات في غزة.

وأفرد البيان حيزاً لتصريحات هاريس الذي قال: "أجريت اتصالي الثالث مع سانشيز في الأسابيع القليلة الماضية. وناقشنا الوضع السيئ في الشرق الأوسط، وخاصة في غزة، واتفقنا على العمل معاً من أجل التوصل إلى تسوية فورية".

وأضاف: "وناقشنا وقف إطلاق النار والإفراج غير المشروط عن الأسرى، وزيادة المساعدات الإنسانية لسكان غزة".

وتابع: "أنا وسانشيز نشارك القلق العميق إزاء التقارير التي تفيد بأن إسرائيل أمرت بإجلاء المدنيين من أجزاء من رفح استعداداً لعملية عسكرية".

ولفت إلى أن المجتمع الدولي أكد أن أي عملية إسرائيلية ضد رفح ستؤدي حتماً إلى عواقب إنسانية كارثية وفقدان أرواح مدنيين أبرياء، مشدداً على أن  حماية المدنيين في قطاع غزة، مسؤولية تقع على عاتق الجميع بموجب القانون الإنساني الدولي.

ألمانيا تحذر

في غضون ذلك، حذرت كاثرين ديشاور، متحدثة الخارجية الألمانية، الإثنين، إسرائيل من شنّ "عملية برية واسعة" على مدينة رفح بقطاع غزة، مشيرة إلى وجود أكثر من مليون إنسان "بحاجة إلى الحماية والدعم الإنساني" في رفح.

وأضاف أن الحكومة الألمانية ووزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك، سبقا أن حذرا من "مأساة إنسانية" محتملة جراء شن عملية برية واسعة على رفح، مؤكدة أن الحكومة الألمانية تحذر من شنّ "عملية برية واسعة" على رفح، وتشدد على "ضرورة الحيلولة دون وقوع مأساة إنسانية" هناك.

وصباح الإثنين، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان له، إنه "بناء على موافقة المستوى السياسي، يدعو الجيش الإسرائيلي السكان المدنيين إلى الإجلاء المؤقت من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح"، إلى منطقة المواصي.

وحسب الأناضول، فإن المنطقة التي طالب الجيش الإسرائيلي بإخلائها تضم معبر رفح البري على الحدود مع مصر، وهو المعبر الرئيسي الذي تمر عبره المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والوحيد الذي يستخدمه الفلسطينيون بغزة للسفر إلى الخارج.

كما يستخدم معبر رفح لنقل عشرات من الفلسطينيين المصابين بجروح خطيرة يومياً لتلقي العلاج بالخارج في ظل شح الإمكانيات الطبية في مستشفيات القطاع.

وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على قطاع غزة تسببت بسقوط مئات الآلاف من الضحايا معظمهم من الأطفال والنساء، ناهيك عن الدمار الهائل في المباني والبنى التحتية.​​​​​​​

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الإدارة الأمریکیة المجتمع الدولی جنوبی قطاع غزة عملیة عسکریة مدینة رفح فی رفح

إقرأ أيضاً:

فرانشيسكا ألبانيز: تعليق عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة واجب على المجتمع الدولي تنفيذه

المناطق_متابعات

قالت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، “إن إسرائيل تستهدف الشعب الفلسطيني في عملية الإبادة الجماعية في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967″، مؤكدة أن محاولة الفصل بين الضفة الغربية وغزة سيبقى مجرد وهم.

وأضافت ألبانيز، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الفلسطينية، اليوم السبت، أن إسرائيل تعمل على تقسيم الأرض والشعب الفلسطيني بطريقة تجعل الناس يعتقدون أن غزة والضفة الغربية منفصلتان، لكن لا، الحقيقة غير ذلك، فإسرائيل تستهدف الفلسطينيين كشعب.

أخبار قد تهمك رئيس الوزراء الإسرائيلى يشكر ترامب لدعمه “الجريء” لإسرائيل 8 مارس 2025 - 11:07 مساءً جنوب أفريقيا: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحًا في غزة 6 مارس 2025 - 1:18 صباحًا

وتابعت: “أنا لا أعتقد أن إسرائيل تريد قتل كل فلسطيني، لكنها تريد القضاء على فكرة الوجود الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة لصالح مشروع (إسرائيل الكبرى)، تاركة أمام الفلسطينيين ثلاثة خيارات كما أعلنها وزير المالية سموتريتش: المغادرة، أو البقاء شريطة الخضوع، وفي حال الرفض مواجهة القتل”.

وبينت ألبانيز أن ما يحدث في الضفة الغربية يختلف عن غزة من حيث الشدة والسرعة، لكن تبقى الضفة الغربية النموذج الأول لأعمال الإبادة الجماعية”، وقالت: “لقد حدث ذلك في غزة بعد السابع من أكتوبر 2023 ضمن عملية التطهير العرقي لفلسطين وهو هدف إسرائيل، وقد حدث خلال النكبة والنكسة، والآن خلال الحرب، إذ تستغل إسرائيل حالة الطوارئ، ولم يتوقف ذلك أبدا، والفلسطينيون يعرفون ذلك أكثر من أي شخص آخر.

وحول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أكدت ألبانيز أنه لا يمكن لأحد إنهاء “الأونروا” التي وجدت بموجب قرار دولي ومحمية بقواعد ومواثيق الأمم المتحدة.

وأوضحت أن إسرائيل لا تستهدف الأونروا لإنهاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين، بل تستهدفها لأنها أكبر هيئة تابعة للأمم المتحدة في فلسطين المحتلة، وبالتالي فإن التخلص منها سيسهل ويسرع التخلص من أي وجود أممي آخر يعارض سياسة إسرائيل القائمة على التطهير العرقي وإخضاع الشعب الفلسطيني.

وقالت ألبانيز إن الأونروا لن تختفي لأنها جزء من الأمم المتحدة، وإذا أرادت الدول الأعضاء إنهاء عملها فلا يمكنها فعل ذلك إلا من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وليس من خلال تغيير القوانين أو تجريم الوكالة كما تفعل إسرائيل، ولا عبر قطع التمويل عنها كما فعلت سويسرا، ونذرلاند، والولايات المتحدة وغيرها، أما حقوق اللاجئين الفلسطينيين فستظل محفوظة لأن هذه الحقوق منصوص عليها في القانون الدولي.

وأضافت أن طلب تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة أمر لا ينبغي إهماله لما قامت به إسرائيل من اعتداء على مؤسسات الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي هذا السياق، قالت ألبانيز: “عندما طالبت بتعليق عضوية إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ركزت على نقطة محددة ألا وهي أنه حتى لو تجاهلنا الاحتلال غير القانوني ونظام الفصل العنصري الذي هو جريمة ضد الإنسانية، وحتى لو تجاهلنا الإبادة الجماعية، فإن تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة واجب على المجتمع الدولي تنفيذه بسبب ما فعلته خلال الـ15 شهرا الماضية ضد الأمم المتحدة، إذ دمرت 70% من مقراتها في غزة، واستهدفت مدارس الأونروا التي كانت تؤوي اللاجئين، ورأينا أطفالا قصفوا أثناء بحثهم عن مأوى في منشآت الأونروا، كما جرمت إسرائيل الأونروا ووصفتها بالإرهاب، واعتبرتني أنا نفسي والأمين العام للأمم المتحدة شخصيات غير مرغوب بها، واتهمت العديد من مسؤولي الأمم المتحدة بمعاداة السامية وتمجيد الإرهاب.

وتابعت: “إسرائيل مزقت ميثاق الأمم المتحدة أمام أعضاء الجمعية العامة، ولذلك، وبسبب عدم احترامها لقوانين الأمم المتحدة، فإنها لا تستحق أن تبقى ضمن عضوية الأمم المتحدة حتى تتراجع وتحترم قواعد وقوانين المنظمة الأممية”.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل تصعيد في الضفة الغربية
  • المقررة الأممية: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف 'الأونروا' لإنهاء الوجود الدولي في فلسطين
  • مقرر أممي: مخطط تهجير فلسطينيي غزة “وهم”
  • مجرد أوهام..مقرر أممي يرفض الترحيل القسري للفلسطينيين من غزة
  • "حماس" تدعو المجتمع الدولي لحماية الفلسطينيات من جرائم إسرائيل
  • مقرر أممي: فكرة الترحيل الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة "مجرد خيال"
  • فرانشيسكا ألبانيز: تعليق عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة واجب على المجتمع الدولي تنفيذه
  • قطر تطالب المجتمع الدولي لإخضاع منشآت إسرائيل النووية
  • الطيران الحربي الإسرائيلي يشنّ سلسة غارات على مناطق عدّة جنوب لبنان
  • مقرر أممي: الموقف الراهن في غزة صعب للغاية جراء صعوبة إدخال المساعدات إلى القطاع