الأسبوع:
2025-02-21@21:37:41 GMT

بجميع المساجد.. نص خطبة الجمعة القادمة 10 مايو 2024

تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT

بجميع المساجد.. نص خطبة الجمعة القادمة 10 مايو 2024

أعلنت وزارة الأوقاف عن موضوع خطبة الجمعة القادمة 2 ذو القعدة 1445 هـ الموافق 10 مايو 2024، وذلك في إطار إعلان الوزارة عن موضوعات خطب شهر مايو منذ بدايته.

وحددت الوزارة موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان التنمر والسخرية وأثرهما المدمر على الفرد والمجتمع.

نص خطبة الجمعة القادمة

وجاءت كلمات موضوع خطبة الأوقاف بالمساجد الجمعة القادمة، كالتالي: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا}، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمَّ صَلَّ وسلِّمْ وبارِكْ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:

نص خطبة الجمعة القادمة

فإنَّ التنمُّرَ يعنِي الانتقاصَ أو النظرَ بعينِ الاستصغارِ أو الاحتقارِ أو السخريةِ مِن الناسِ وذكرِ عيوبِهِم على وجهٍ ينالُ منهُم بالقولِ أو الفعلِ أو الإشارةِ أو الحركةِ، وهو خُلقٌ ذميمٌ يتنافَى مع الفطرةِ السليمةِ والأخلاقِ القويمةِ، لذلكَ شدَّدَ الشرعُ الحنيفُ على تحريمِهِ والتحذيرِ منهُ، حيثُ يقولُ الحقُّ سَبْحَانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، فقد وصفَ الحقُّ سبحانَهُ مَن لمْ يَتُبْ مِن غمزِ ولمزِ الناسِ بأنَّهُ ظالمٌ، ويقولُ سبحانَهُ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}، ويقولُ نبيُّنَا (صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ): (بحسبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخَاهُ المسلمَ، كلُّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ، دمُهُ ومالُهُ، وعِرضُهُ).

ومِن أسوأِ أنواعِ السخريةِ، السخريةُ مِن غيرِ القادرينَ الذينَ ينفقونَ في حدودِ إمكاناتِهِم الماديةِ، يقولُ سبحانَهُ: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.

نص خطبة الجمعة القادمة

إنَّ المسلمَ الحقَّ هو الذي يسلمُ الناسُ مِن أذَى لسانِهِ ويدِهِ، فلا يصدرُ منهُ إلَّا كلُّ خيرٍ ونفعٍ للناسِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ:(المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ ويده).

وللتنمُّرِ والسخريةِ أثرُهُمَا المدمِّرُ على الفردِ والمجتمعِ، فالشخصُ المتنمِّرُ والساخرُ مِن خَلقِ اللهِ يُغضِبُ ربَّهُ، ويفقدُ وقارَهُ عندَ الناسِ، ويُسقطُ عن نفسِهِ صفةَ المروءةِ، كمَا أنَّهُ مُنتَهِكٌ لحقوقِ الإنسانِ الذي كرَّمَهُ اللهُ (عزَّ وجلَّ) في القرآنِ الكريمِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}، وهو ظالمٌ لِمَن تعرَّضَ لهُ أو سخرَ منهُ بمَا يسببُ لهُ مِن الحرجِ.

كمَا أنَّ هذا الخُلقَ الذميمَ يميتُ القلبَ، ويورثُهُ الغفلةَ حتى إذا كان يومُ القيامةِ ندمَ المتنمِّرُ على ما قدمتْ يداهُ ولاتَ ساعةَ مندمِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ:{أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}، ويقولُ سبحانَهُ في أهلِ النارِ يومَ القيامةِ كما ذكرَ القرآنُ الكريمُ: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ}، ويقولُ سبحانَهُ:{ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33)}.

نص خطبة الجمعة القادمة

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خَاتَمِ الأنبياءِ والمرسلينَ سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.

لا شكَّ أنَّ التنمُّرَ والسخريةَ يدمرانِ العلاقاتِ والروابطَ الاجتماعيةَ القائمةَ على الأخوةِ والتوادِّ والتراحمِ، كمَا أنَّهُمَا يزرعانِ بذورَ العداوةِ والبغضاءِ ويورثانِ الأحقادَ والضغائنَ بينَ الناسِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ:(المُسْلِمُ أخو المُسلِم، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخدُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ)، ويقولُ (صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ):(لا تَقَاطَعُوا وَلا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا).

على أنَّ السخريةَ إذا كانتْ مِن أمرٍ جسدِيٍّ فإنَّهَا تحملُ تطاولًا على سننِ اللهِ (عزَّ وجلَّ) في كونِهِ وحكمتِهِ في خلقِهِ، وهو أمرٌ جدُّ خطيرٍ على دينِ المرءِ ومروءتِهِ.

اللهُمَّ ألفْ بينَ قلوبِنَا وأصلحْ ذاتَ بينِنَا *** واحفظْ مصرَنَا وارفعْ رايتَهَا في العالمين

الالتزام بموضوع الخطبة

وشددت «الأوقاف» على الأئمة ضرورة الالتزام بموضوع الخطبة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير وألا يزيد زمن الخطبة عن 15 دقيقة، لتكون ما بين عشر دقائق وخمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية معا كحد أقصى، مع التأكيد على أن البلاغة الإيجاز، ولأن ينهى الخطيب خطبته والناس في شوق إلى المزيد خير من أن يطيل فيملوا، وفى الدروس والندوات والملتقيات الفكرية متسع كبير.

اقرأ أيضاًوزير الأوقاف يوجه مديري المديريات بالمتابعة المستمرة لجميع الأنشطة الدعوية والقرآنية

الأوقاف: انعقاد المؤتمر الدولي الأول للواعظات أغسطس المقبل

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الخطبة مساجد مصر نص خطبة الأوقاف نص خطبة الجمعة نص خطبة الجمعة القادمة وزارة الأوقاف نص خطبة الجمعة القادمة سبحان ه

إقرأ أيضاً:

عبد العزيز الحلو، ما قدر يكتسب الرمزيّة الحقّقها قرنق، أستاذه التبع خطاه وتبنّى أفكاره ولبس طاقيته!

وما معنى كلمة الحارب الدنيا؟!
إنّو إنت لسّع ماكل ليك زكاة!
ما عرفت معنى صدقة!!
٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪٪؜٪؜٪؜٪؜٪٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜
من الفوائد العظمى الممكن نطلع بيها من تجربة الحرب القاسية دي، وياريت ما نضيّعها، إنّنا نوعى بأهمّيّة السلامة الروحيّة وخطورة المرض النفسي؛
وإذا كنت مستكتر على العقد النفسيّة يكون عندها دور كبير ورا حربنا دي، فخلّيني أذكّرك بي دورها في أكبر حرب شهدها العالم في تاريخه، من وراء فرد واحد الفيسبوك يحظر ذكر اسمه: you know who!
طبعاً أكيد الحرب العالميّة وللا حربنا دي وللا أيّ حرب بيكون عندها أسباب اقتصاديّة وسياسيّة كامنة وراها، زي ما ناقشنا قبل كدا [١]، لكن تظل الدوافع النفسيّة موجودة على مستوى الشخصيّات المؤثّرة في المشهد!
مناقشة الأبعاد النفسيّة للحرب دي في بالي من مدّة؛
لكن الاستدعاها في الوقت دا هو المشاهد الغير مألوفة في اللقاء التأسيسي العلني الأوّل للحلف الجنجويدي؛
فما بين تحيّة إبراهيم الميرغني للأشاوس في الميدان، وبين صورة تسابيح معهم في القاعة؛
وبين إجلال الحلو للرفيق حميدتي؛
وبين مصافحة النور حمد لـ”العقل الرعوي شخصيّا”، كما علّق بعض الساخرين؛
وبين التعبير التافه لتراجي، وبين صفقة الحضور ..
بتحس بي نفسك بتحضر ليك في فلم رعب وللا خيال علمي كدا؛
من النوع البتعرّضوا فيه الناس لعضّة مستذئب وللا لسعة كائن فضائي، ويتحوّلوا بعدها لكائنات غريبة السلوك؛
الناس ديل مالهم؟!
ما أظن العمولة وللا “الغمتة”، كما ذهب البعض، بتفسّر الظواهر الغريبة دي؛
بل التفسير في اعتقادي بيكمن في كلمة “ظواهر” نفسها؛
ظواهر، أظن، هي الوصف الممكن يجمع بين النور حمد وصلاح سندالة؛
ظواهر مثيرة للجدل؛
وحب الظهور هو الدافع الكامن وراء الظواهر دي؛
: التماس التقدير، ولو على سبيل الاستهجان!
فالناس ديل، فيما يبدو لي، واصلين نفس القدر من فقدان احترام الذات البتجده واحدة من نجوم الأفلام الإباحيّة، البخلّيها تبذل كلّ العندها مقابل الحصول على الإعجاب والاهتمام، أكثر من رغبة الحصول على المال، والله أعلم؛
وهنا داير أشدّد على نقطة مهمّة؛
وهي إنّه كلامي دا أبداً ما بقوله في سياق شتيمة وابتذال، وإنّما محاولة توصيف تجريديّة “علميّة” ممكن تقول، في محاولة تفسير الظواهر القدّامنا دي؛
امتهان الإباحيّة، في اعتقادي، تعبير عن عقدة نفسيّة تجاه المجتمع أكثر من كونه بحث عن المال؛
وكذلك فلا أعتقد أنّ المال هو الدافع المحرّك لمجموعة نيروبي، وإنّما الحنق تجاه المجتمع وعدم احترامهم له؛
وشكراً للإسمها تراجي دي على تعبيرها عن عقدة فرويديّة عميقة كامنة جوّاها تجاه المجتمع الذكوري، كمثال لعقد كراهية المجتمع العند الناس ديل!
لكن ليه هم ما محترمين المجتمع؟!
لأنّه ما محترمهم!
بهذه البساطة!!
الناس ديل مستشعرين أهمّيّة لذواتهم ما قدروا يلقوها من مجتمعهم؛
وشكراً جزيلاً للقوني دقلو إنّه وصّل الفكرة دي في كلمته المقتضبة القالها، وسط إعجاب احمد الضي والحوله؛
وعلى ذكر الأخير، فخلّونا ناخد أمثلة تفصيليّة لطبيعة العقدة النفسيّة المهيمنة على اجتماع نيروبي؛
احمد الضي بشارة فشل في اكتساب التقدير اللقاه عصام الشوالي، نموذجه القلّده وحاول يتوسّل بيه نحو المجد؛
فشل في إقناع المجتمع بالإعجاب البستحقّه على موهبته؛
وقس عليه بعد داك؛
– النور حمد، ما قدر يلقى الاعتبار اللقاه محمود محمّد طه، أستاذه التبعه وتقرّب منه وتوسّل بيه نحو المجد؛
– عبد العزيز الحلو، ما قدر يكتسب الرمزيّة الحقّقها قرنق، أستاذه التبع خطاه وتبنّى أفكاره ولبس طاقيته!
– التعايشي، ما قدر يحقّق مقام الزعامة البتطلّع ليه لمن امتطى حزب الأمّة لرئاسة الاتّحاد، ولمن اعتلى أكتاف الرفاق نحو مجلس السيادة، ولمن جرى في اتّفاق سلام جوبا؛ وما زال يلهث، وسخرية الناس من عجلته تطارده وتزعج أحلامه؛
– وإبراهيم الميرغني، ما قدر يصل مقام السيّد علي، الفشل جدّه من قبل في بلوغه؛
– وتسابيح ما قدرت تملا مكانة الإعجاب اللقتها مذيعات أخريات في الإعلام المحلّي والإقليمي، أترك ليكم تعديد الأمثلة؛
وهكذا؛
– “إنهم يسجنوننا في إطار”: they frame us؛
أو كما قال القوني بلسان حال رفاقه في مجموعة نيروبي؛
ومن ثمّ خرج الاجتماع التأسيسي في شكل استعراض صارخ، parade، يشبه محافل قوس قزح ???? التي يعبّر فيها المشاركون عن تحدّيهم لكبت المجتمع!
ومرّة تانية فالقصد من التشبيه دا ليس الشتيمة والوصم، وإنّما محاولة الاستيعاب والفهم؛
وفي الحقيقة التشبيه ممكن يفيد في الاتّجاه المعاكس، يساعدنا نفهم نفسيّة الجماعة ديلك من خلال معرفتنا لي ديل!
إذن؛
فالبحث عن رد اعتبار هو العامل المشترك الذي يجمع بين رفقة نيروبي؛
لكن ما العامل الوحيد، وإنّما فيه عامل مكمّل ليه؛
وهو وجود قدرات فوق العادة كامنة في الناس ديل؛
ما مجرّد أوهام محضة؛
بعبارة أخرى، فكلّ واحد في المجموعة دي ممكن يوصف بأنّه
: موهبة لم يحالفها التوفيق في التعبير عن نفسها بالصورة البتستحوذ على إعجاب المجتمع؛
– “الوصف دا حصيلة الوصلت ليه وفق المهارات التحليليّة البستخدمها في البحث، لكن محتاج تدعيم بأمثلة”
دي الخاطرة الجاتني أثناء ما بكتب؛
وسريع جدّا حضرني مثال بموهبة النور حمد في تلحينه وأداؤه لأنشودة صوفيّة بالعود، “إنّ قوماً لم يروا”، محتفظ بيها في تلفوني وبستمتع بسماعها، وشاركت بيها عدد من الأصدقاء؛
إذن لقينا مثال، لكن ما أظنّه وحيد؛
فما بشك مثلاً في وجود مواهب إبداعيّة كبيرة لدى صلاح سندالة؛
والأخير بيجيبنا للسمة التالتة المهمّة البتجمع بين مجموعة نيروبي؛
وهي “الشجاعة” الكبيرة، رغم المظهر الجبان الممكن يظهروا بيه؛
وشجاعتهم تحديداً تكمن في المظهر الجبان دا؛
الشجاعة الأدبيّة البتخلّيه يحارب الدنيا؛
فشنب النور حمد المحلوق، ولحية سندالة الكثّة، تعبير عن إنّهم ما سائلين في زول؛
نفس شجاعة محمود محمّد طه البتخلّيه يواجه المجتمع باعتزاله للصلاة؛
واللي هي برضو نفس الشجاعة الظهرت بيها مارلين مونرو عارية في غلاف العدد الأوّل من المجلّة الإغراء الشهيرة، لو صحّت معلوماتي؛
خلّيك معاي شويّة وح ألخّص ليك السمات دي في كلمة واحدة!
الحاجة الوصفنا بيها مجموعة نيروبي دي ما حكر عليهم؛
بنلقاها بدرجات متفاوتة عند كلّ مجموعة تقدّم؛
بس ما وصلت مستوى التحدّي الصريح للمجتمع: مازال بينهم وبين المجتمع بقيّة احترام متبادل!
لكن القصّة ما واقفة على تقدّم بأيّ حال من الأحوال؛
عقدة التماس التقدير دي هي ظاهرة متكرّرة في المجتمعات، خصوصاً المدنيّة، زي ما ح نشوف السبب بعد شويّة؛
ولو رجعنا لمسرح مجتمعنا؛
ح نشوف عقد مشابهة كتيرة؛
مثلاً
– “الأستاذ” ذاالنون، اللي ما قدر يصل مقام الترابي، أستاذه التوسّل بيه نحو المجد، ولا شفعت ليه تجارب كفاحه الحكى عنّها؛
– أسعد التاي، المحاول يلتمس التقدير من خلال لعب دور الكاهن البقرا الغيب؛
وممكن نعدّد أمثلة كثيرة في التعليقات؛
كلّها بتعبّر عن ظاهرة “الموهبة المدفونة” الما قدر المجتمع يقدّر قيمتها؛
واستيعاب النقطة دي بيساعدنا نفهم حاجات كتيرة ومهمّة؛
فمثلاً؛
لمن هشام عبّاس يتوسّل للمجتمع من أجل توظيف الإمكانات الغير عاديّة للأشاوس، بدل تضيع هدر؛
يمكن في نظرة ثانية تشوف إنّه هو بشوف فيهم نفسه ومواهبه الضاعت هدر والمجتمع زهد في الاستفادة منها؛
ودا بيسوقنا لي حتّة مهمّة للغاية؛
وهي إنّه المواهب الدفينة دي بتكون عُرضة لأنّها تقع ضحيّة للاستغلال؛
نفس الاستغلال الوقعت فيه مارلين مونرو من قبل؛
والإغراء، وان تضمّن عرضاً مادّيّا جزيلاً، فالعنصر الأكبر فيه هو العرض الاجتماعي بتصدّر المجتمع والاستحواذ على إعجابه واهتمامه؛
ففضلاً عن السمات البتجمع الناس ديل إذن، بتمجعهم برضو مصائر متشابهة، على اختلاف مشاربهم؛
وهي الوقوع في شرك “النجوميّة”؛
قبل زي ١٠ سنوات بديت أكتب لي رواية، “مدينة الأنبياء”، بتلخّص فلسفتي في الحياة؛
ـ يات: وماذا عن جورج؟
ـ دو: جورج وأمثاله، سياسيّون، مستثمرون، خبراء، وغير ذلك، يعبثون بأحلامنا؛ نحن في صراع كبير معهم..
دي جزئيّة من الحوارات الدارت في القصّة، لو زول من الحضّرتهم الفلم دا متذكّر؛
في تأليف الحتّة دي استعرضت قدّامي تجارب مختلفة لفنّانين عاشوا حيوات أليمة، زي مايكل جاكسون، ووقعوا تحت استغلال الراسماليّة النجحوا في إغراهم بفكرة “قاعدة المعجبين”، fan base، وحلبوا مواهبهم مقابل الحاجة دي؛
لكن ما لقوا الحاجة الببحثوا عنّها لحدّي ما حياتهم انتهت، أو أنهوها؛
هم في الحقيقة، الحقيييقة، بيبحثوا عن محبّة الناس، وليس إعجابهم؛
والآلة الراسماليّة، في المقابل، حوّلتهم لسلعة استهلاكيّة، زيّهم وزي أيّ بقرة بحلبوها ويشربوا لبنها؛
هنا ممكن نقيف وناخد الخلاصة الأهم للبوست دا، والكنت خالّيها للآخر لكن السرد جابها هنا؛
﴿أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَت أَودِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحتَمَلَ السَّيلُ زَبَدًا رابِيًا وَمِمّا يوقِدونَ عَلَيهِ فِى النّارِ ابتِغاءَ حِليَةٍ أَو مَتٰعٍ زَبَدٌ مِثلُهُ كَذٰلِكَ يَضرِبُ اللَّهُ الحَقَّ وَالبٰطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذهَبُ جُفاءً وَأَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكُثُ فِى الأَرضِ كَذٰلِكَ يَضرِبُ اللَّهُ الأَمثالَ﴾ [الرعد ١٧] نصيحة ليك، شان ما تقع في نفس الشرك دا:
«فكّر في تقديم ما ينفع الناس، لا ما يعجبهم.»
رجوعاً لتحليلنا للظاهرة دي؛
قلنا الناس الزي دي بيكونوا vulnerable للاستغلال؛
ودا الحصل عمليّا لعدد من المذكورين؛
احمد الضي، أسعد التاي، بوشي، حمدوك، والكثيرين غيرهم، مرّوا بمرحلة الالتقاء بعبد الرحيم دقلو؛
وتحوّلوا بعدها لتروس في مشروع الدعم السريع؛
حاجة عجيبة، مش كدا؛
أدّاهم شنو يا الله؟
وللا خوّفهم بشنو؟
دي الأسئلة الممكن نتبادر لعقل الزول البقرا في المقال دا، تبعاً لتركيبة وعيه المدني؛
لكن الموضوع عنده عمق نفسي أكبر، عنده علاقة بخلفيّة عبد الرحيم دقلو، “ضابط الخلا”، وتركيبة “عقله الرعوي” ..
من أين لي بكلّ هذا الوصف المفصّل؟
من قلب الحدث!
كان ممكن أكون هناك معاهم في نيروبي، لولا لطف الله ورعايته الاحتوتني في محطّات كتيرة، بحمد الله؛
وأبرز محطّة رأيت فيها برهان ربّي، زي ما ممكن تتوقّع، كانت الشهادة السودانيّة؛
قصّة “أوّل السودان” الفاقعة مرارة الجماعة ديل؛
حيث وصلت الحتّة البيطمحوا يصلوا ليها؛
الحتّة البيكونوا كلّ الناس وراك، وما قدّامك زول؛
وصلت هناك، بحمد الله، وقدرت أشوف الحاجة الما شافوها الناس ديل؛
قدرت أشوف بي غادي فيه شنو!
تتوقّع لقيت شنو؟!
ولا شي!
دا الشي العظيم البتلقاه لمن تصل المقدّمة؛
《 لا تهلك عمرك سعياً وراء الشهادات. رأيي الخاص أنّ الشهادات وسيلة وليست غاية: وعدٌ بالإنجاز وليست إنجازاً في نفسها، وأنّ الجوائز والمكانة الاجتماعيّة التي يجدها صاحب الشهادة ما هي إلّا تشجيع له لينجز إنجازه الموعود. إن كنت نلت شيئاً من هذا فليدفعْك ضميرك لتنجز ما عليك في مقابله: «من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل.» 》
دي واحدة من النصايح الأسديتها “إلى البرالمة الأعزّاء” قبل ٢٥ سنة [٣]؛
لكن صعب تقنع زول لو ما شاف بي عينه؛
المهم؛
حصيلة تجربة أوّل الشهادة السودانيّة بالنسبة لي هي الانعتاق من التماس التقدير عند الناس، والبحث عن التقدير الذاتي من خلال الحاجات البتعملها: تتنافس مع قدراتك انت، مش مع تقييم الناس!
بس دا ما هو قلب الحدث المكنّي من استيعاب الكلام الوصفته فوق، وإنّما كان بمثابة السجن العصمني من الوقوع في شرك التسليع المذكور؛
إنّما الخلّاني أفهم طبيعة الناس الموصوفين ديل هو ما حدث بعد ذلك، وقبله كذلك؛
“التنمّر” صفة أخرى ملازمة للفئة المذكورة؛
وانا قضيت جز معتبر من حياتي بعاني من عضعيض المتنمّرين؛
والقصّة ما بالشكل الممكن يتبادر للذهن للوهلة الأولى؛
الحمد لله ما أظن عشت تحت رحمة متنمّر قبل كدا؛
إنّما أنا بتكلّم عن متنمّرين كتار؛
يكاد يكون أيّ متنمّر في محيطي أخد فيني عضّة ????؛
لكن هي عضّة واحدة بس، بيضوق بعدها عضّتي ????؛
ويروح لحال سبيله؛
فالواحد بيدخل حياتي في شكل صديق؛
وبيطلع منّها بي شكل الألم المتبادل دا؛
وينرك لي أطنان من الحيرة؛
الناس دي مالها؟!
أخدت عمر طويل جدّا عشان ألقى إجابة للسؤال دا؛
والإجابة جابت معاها الفهم العريض الموصوف فوق دا لظاهرة الظواهر!
لو دايرين مفردة واحدة تصف الموصوفين أعلاه، وتجمع سماتهم المذكورة، فهي “ألفا”، alpha؛
الكلمة الجات منّها “ألفة الفصل”؛
وهي اسم الحرف الأوّل في اللغة الإغريقيّة؛
اللي هو نفسه “ألف” بتاعة العربي؛
يللا المفردة دي بتستخدم حرفيّا لوصف “الفحل” بتاع القطيع؛
ودا فعليّا إسقاطها في المستوى الحسّي؛
لكن بعد داك بتتعمّم في كلّ المستويات لوصف الفرد العنده نوع من “السيادة”، dominance، على المجموعة؛
والنزعة دي بيختلف تمظهرها في مستويات مختلفة؛
أدناها، زي ما قلنا، هو المستوى الحسّي المرتبط بالذكورة، ان جاز التعبير؛
لكن الصفة دي أكيد ما واقفة على المستوى دا؛
وإنّما تتعلّق بالشخصيّة في مستويات أعلى من المستوى البايولوجي البدائي؛
ولا هي خاصّة بالذكور؛
فيه إناث ألفا؛
محكوم عليهن بالعذاب والعضعيض طول حياتهن، الله يكون في عونهن؛
وعلى سبيل المثال، مرّ علي توصيف لشابّة في السياق دا بأنّه “فيها شراسة كدا”؛
يمكن صادفكم التعليق دا؛
وللمرّة التالتة، ما قاصد أيّ إساءة أو ابتذال أو قلّة أدب في استحضار التعبير دا؛
وإنّما ذكرته كمدخل لشرح نقطة في غاية الأهمّيّة؛
وهي مسألة مستويات الإدراك المختلفة لـ”الألفويّة”، المتناسبة مع أنماط التفكير المختلفة اللّت يونغ؛
فيه ناس نمط تفكيرهم حسّي، Sensor (S) types، لو زول عنده خلفيّة عن تقسيم MBTI، وناس نمط تفكيرهم حدسي، iNtuiting ( N ) types؛
يعني ناس بتحسّسوا الظواهر ويتفاعلوا معاها بشكل مباشر، وناس يترجموها لي معاني أوّل ويفكّروا فيها؛
وبين ذلك طيف كبير؛
المهم؛
النمطهم حسّي ديل لمن يشوفوا alpha female بيقدروا بشكل سريع يتحسّسوا الألفويّة، الأنفة، الكامنة جوّاها؛
بالذات لو كانوا هم ذاتهم ألفا، لأنّها بتستفز رغبتهم في إخضاعها، والحاجة دي يمكن تظهر في مستوى حسّي؛
أمّا الناس النمط تفكيرهم حدسي أكتر، فياهو بيلمحوا حاجة غريبة، زي “بتحضر ليك في فلم رعب وللا خيال علمي كدا؛
من النوع البتعرّضوا فيه الناس لعضّة مستذئب وللا لسعة كائن فضائي، ويتحوّلوا بعدها لكائنات غريبة السلوك”؛
دا الوصف القلناه فوق؛
الشاهد في النقطة المهمّة دي إنّه الألفا في أيّ مستوى بين الحس والحدس بيقدر يميّز الألفوات الفي مستواه والقدّامه في اتّجاه الحدس، لكن صعب يستوعب الفي مستوى حسّي أكتر من مستوى وعيه؛
ودي هي المشكلة اللاقتني طول عمري في استيعاب سلوك المتنمّرين القلت عليه؛
تستات أنماط الشخصيّة الأخدتها طلّعتني حدسي ١٠٠٪؜؛
فالحاصل، ببساطة، إنّي ألفا، وما جايب خبر ????؛
الباقين بتحسّسوا الحاجة دي، وبيخشّوا معاك في شكل بتاع دَيَكة دفاعاً عن مناطق نفوذهم الاجتماعي؛
وانت ما بتكون واعي بالتهديد المسبّبه ليهم لأنّك ما معلّم حدود لي مجتمعك؛
المهم؛
البوست ما عنّي، وإنّما بس مستخدم تجربتي كنموذج للتوضيح؛
نرجع لي موضوعنا!
بعد التقديم دا؛
في مستوى عالي من التجريد؛
فالساحة السياسيّة السودانيّة شهدت ومازالت تشهد الكثير من صراع الألفوات في محاولة لفرض سيادتهم في مجتمعاتهم الصغيرة والمجتمع الكبير؛
متذكّر زمان تعليق لي أختنا أمنية، أيّام شكلة حميدتي والفكي السبقت انقلاب أكتوبر، قالت حميدتي بغير من الفكي الغيرة الواااحدة دي؛
أها القصّة ما غيرة، وإنّما نزاع بتاع سيادة، dominance؛
انتهى عملياً بإخضاع الفكي لسيادة حميدتي، زي ما نحن شايفين الليلة؛
للمرّة التانية بقول إنّه دا ماهو السبب الجوهري للحرب: عندها مسبّبات اقتصاديّة وسياسيّة بكل تأكيد؛
لكن المسبّبات دي بتجسّد روحها في شكل دوافع وصراعات زي دي على مستوى الأفراد؛
المهم؛
حميدتي نجح عمليّاً في إخضاع الكثيرين في صراع الفحول دا؛
وفي تلخيص غير مخل شديد؛
فالحصل إنّه “ضكور” المدينة مشوا جابوا ضكر خلا استعانوا بيه في صراعاتهم، وتعاملوا معاه كوحش شرس يخوّفوا بيه خصومهم؛
لكن بفضل مهارة التفكير الحسّي العالية عنده، فهو أقدر منّهم كلّهم على تحسّس الألفوات بين الضكور المتصارعين ديل، وقدر يخضعهم واحد ورا التاني باستخدام مهاراته كألفا متمرّس؛
ومن يجعل الضرغام بازاً لصيده تصيّده الضرغام فيما تصيّدا
والمسلسل دا تكرّر في أكثر من دورة؛
ممكن نتابعها من استخدام الترابي للبشير، متجاهل الشراسة الكامنة فيه كضابط صاقعة؛
فالبشير اتمسكن لحدّي ما قلب الطاولة على الإسلاميّين؛
لكن رغم نجاحه في قهرهم حسّيّا، ما كان مآمن مكرهم الحدسي؛
فتقوّى بحميدتي، ضبع الخلا؛
والأخير بعد داك نجح في إخضاع النخبة المدنيّة السايدة في عهد الثورة، وقهرهم حسّيّا، لكن ما أمن مكر حدسهم؛
فاستعان بقبيلته؛
وهنا ظهرت مفاجأة غير متوقّعة؛
هنا ظهر فحل الخلا الما كانوا ناس المدينة قادرين يشوفوه، ولا هو كان قادر يلقى فرقة معاهم؛
عبد الرحيم دقلو!
عبد الرحيم لييي رقبته، داير ياخد المقام اللقاه حميدتي، أخوه الصغيّر؛
فباختصار شديد، لكن غير مخل؛
عبد الرحيم نجح في إخضاع المذكورين أعلاه في اللقاءات القابلهم فيها؛
ما عارف كيف؛
لكن البقدر اتخيّله إنّه كل واحد كان تفكيره مقتصر على فحول المدينة المتصارع معاهم، فقبل الديل العرضه عليه عبد الرحيم لمساعدته في تحقيق سيادة على منطقته ترضي طموحه؛
وزي ما قلنا؛
فالنور حمد مثلاً ما ح يقدر يصل المقام المحمود؛
ولا إبراهيم الميرغني بيلحق المقام العلي؛
ولذلك فممكن يقبلوا بالعرض بتاع عبد الرحيم إنّه يخلق ليهم مقامات جوّة عين الناس الما قدّروا قيمتهم ديل!
المقال طال؛
ووصل مفترق طرق يصعب تجميعها؛
بتوقّع كثير من الناس القروه بتمعّن بيكونوا حسّة بتساءلوا المسلسل بتاع صراع العروش دا ممكن ينتهي كيف؟
لحسن الحظ تذكّرت إنّي ناقشت الحاجة دي في بوست بدري في بدايات الحرب [٤]؛
خلاصته في سياقنا دا إنّه القهرهم حميدتي وللا عبد الرحيم ديل ما فحول المدينة الجد جد، وإنّما ألفوات المدينة اللسّة عايشين بعقليّة الخلا: أصحاب النزعة الاستبداديّة؛
ودا السبب الخلّا ضبع الخلا يميّزهم بسهولة ويخضعهم بنفس السهولة؛
لكن فحولة المدينة بتختلف جوهريّا، بنفس اختلاف طبيعة المدينة نفسها؛
ففحول المدينة بيقدروا يقسّموا مساحات نفوذهم من غير ما يدخلوا في صراعات الإخضاع دي؛
متعاونين أكتر مما هم متشاكسين؛
ضبّاط الجيش مجرّد مثال للحاجة دي: البرهان والعطا والكبّاشي ما عايشين حالة الصراع البتصوّروها أولياء الميليشيا أو يحاولوا يصوّروها في القروبات زمان؛
لكن دا مجرّد مثال؛
الفكرة إنّه المجتمع المدني فيه فحول أكتر ممّا يتصوّر خيال دقلو وأولياؤه المشوا لقّطوا حفيد علي دينار وحفيد الختم ووريث الأستاذ واولاد الإمام وواحد سمّوه المؤسّس وحبّة سنابل، وفاكرين روحهم لمّوا المدينة في فتيل!!
عموماً ممكن تراجعوا المقال المذكور لمزيد من التفصيل [٤].
بعد خلصنا من الطريق دا ممكن نختم المقال من حيث بدأناه في عنوانه؛
نصايح لأيّ زول يلتمس في نفسه نزعة ألفويّة؛
من عمّكم ألفا قديم في الشغلة؛
أخد ليك وقفة، واسأل نفسك: “ما معنى كلمة الحارب الدنيا؟”
حارب الدنيا، ما بمنعك؛
دي غريزة كامنة جوّاك؛
لــــــــــــكـــــــــــن؛
حارب الدنيا عشان الدنيا نفسها تكون أحسن؛
مش عشان انت تكون أحسن زول فيها؛
كنت داير أكتب واشرح، لكن تذكّرت “قصّة قصيرة” كتبتها قبل كدا [٥] بتلخّص #الحياة:
«قاتل كي يدخل الجنّة وينفرد بها، وقتل كلّ من ينافسه عليها لئلّا يشاركه فيها، ليكتشف حين صرع الجميع أنّ الجنّة هي من ألقاهم خلفه!»
حاول ترتقي قدر ما تقدر من مستوى الصراع الدارويني مع الآخرين من أجل أن تسود سلالتك انت، لمستوى إنّك تنثر لقاحك في وتضع بصمتك وتزرع بذرتك في الجميع؛
لتبقى ببقاء الآخرين، بدل تفنى بفنائهم؛
وصدّقني، الحاجة دي ممكنة؛
عن تجربة، وبكلّ ثقة؛
فإذا لمست في نفسك نزعة ألفويّة؛
فلتكن كذلك: أبقى قدرها؛
أبقى أبو الكل، البتعب من أجل راحة أبنائه، مش يرتاح بشقاهم؛
أبقى أخو البنات البتطمّنن بيه، مش يخافن منّه؛
أبقى حامي الحمى البتصدّر لقضايا المجتمع، مش تستهلك المجتمع في صراعات بتخصّك مع منافسيك على الصدارة؛
أبقى سيّد، ما تبقى متسيّد!
أمّا النصيحة الثانية لمن يلتمس في نفسه الألفويّة، فتتعلّق بالعقدة القلناها قبيل؛
عقدة الأستاذ؛
إذا تابعت أستاذ، ف ح تصل مرحلة أستاذك يبقى ليك عقبة أمام تحقيق ذاتك؛
دي يحلّوها كييييف؟!
الأستاذ، المرشد، mentor، مهم، ومفيد؛
فما بنصحك تابى تتلمذ عشان ما تتأطّر؛
لكن عندك أكتر من حل؛
من بينها إنّه تخلّي فرقة عمر كويسة بينك وبين أستاذك، ما تضطر تتنافس معاه، زي علاقتي بي أوليڤر؛
من بينها تخلّي فرق نوع، لو انت ولد يكون المرشد بت والعكس؛
ومن بينها يكون عندك أكتر من مرشد!
النصيحة الأخيرة؛
للكل؛
النجاح الأسطوري .. أسطورة؛
أسطروها ناس فشلوا لذاتهم عشان يشلّوا غيرهم؛
عشان لمن تنجح، وتحس بي نفسك ما عملت حاجة، تقيف!
فماف حاجة إسمها نجاح أسطوري في الدنيا دي؛
فيه نجاح عادي بس؛
نجاح تراكمي؛
والنجاح الكبير بتحصّل من خلال الصبر على النجاحات الصغيرة؛
نجاح ورا نجاح ورا نجاح؛
الحاجة دي أنا عايشها بشكل يومي؛
في كلّ بوست طويل زي دا بتقراه على صفحتي دي، ممكن تسأل زوجتي وللا أصدقائي القراب، ويحكوا ليك عن توصيفي ليه بأنّه بوست مهم، من أهم ما كتبت؛
وهو فعلاً ممكن يكون مهم؛
لكن الحاجات المهمّة في الدنيا دي أكتر من الـ ١٠٠ بوست الانا كتبتهن وانت قريتهن ديل؛
فما في وسع فرد إنّه يكتب البوست الأهم في تاريخ الحياة؛
ولا يبتكر الاختراع الأخير، ولا يؤلّف القصيدة المعجزة، ولا يحقّق النجاح الأسطوري؛
فما تغش نفسك بأنّك ح تعمل الحاجة الناقصة في الدنيا دي؛
أعمل البقدر عليه انت بس، وكتّر ألف خيرك؛
وزي ما قلنا فوق،
«فكّر في تقديم ما ينفع الناس، لا ما يعجبهم.»
أمّا لو شايف دورك تقدّم نموذج ملهم للناس؛
فممكن أقول ليك؛
أنا ما زول كورة؛
يمكن وجداني يرتبط بي روماريو أو مارادونا، من ذكريات طفولتي؛
لــــــــــــكـــــــــــن؛
لو سألوني عن لاعب نموذجي؛
ح أسمّي ميسّي؛
رغم إنّي ما حصل شفته بلعب؛
عارف ليه؟
لأنّه قيادة فريقه للحصول على كاس العالم؛
الخطوة الكبيرة في سيرته؛
كانت الأخيرة في مسيرته؛
بعد سلسلة نجاحات أصغر؛
ياهو دا النجاح الأسطوري!!
كونوا مثل ميسّي.

عبد الله جعفر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عبد العزيز الحلو، ما قدر يكتسب الرمزيّة الحقّقها قرنق، أستاذه التبع خطاه وتبنّى أفكاره ولبس طاقيته!
  • استعداداً لشهر رمضان.. أوقاف الشرقية تطلق حملة نظافة مكبرة بجميع المساجد
  • أوقاف الشرقية تطلق حملة نظافة مكبرة بجميع مراكز المحافظة
  • وما ذنب المساجد تحرقونها وتمنعوا الناس الصلاة فيها ؟!!
  • خطبة الجمعة اليوم.. نوح العيسوي: الشريعة الإسلامية تميزت بالسهولة والتيسير.. والعمل التطوعي يقوي التماسك والترابط بين أفراد المجتمع.. فيديو
  • موضوع خطبة الجمعة اليوم 21 فبراير 2025
  • موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الأوقاف
  • أهمية الاعتدال في الدين وتعزيز العمل التطوعي.. نص خطبة الجمعة 21 فبراير 2025
  • إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ برِفْقٍ.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 21 فبراير
  • سبحان الله العظيم وبحمده.. أذكار الصباح والمساء اليوم الأربعاء 19-2-2025