هدد أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، بإحراق إسرائيل بعد إعلان حركة حماس اليوم الاثنين موافقتها على مقترحات مصر وقطر بشأن وقف إطلاق النار في القطاع.

وبحسب ما أفادت القناة الـ12 العبرية، فإن أهالي الرهائن الذين يتظاهرون حاليا في تل أبيب قالوا إن "حماس وافقت على الصفقة، الآن هو الوقت المناسب للحكومة لإعادة المختطفين إلى الوطن، وإلا سنحرق البلاد".

وأجرى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اتصالاً هاتفيا مع الوسطاء في مصر وقطر وأبلغهم موافقة حركة حماس على مقترحهم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار. 

وطلبت إسرائيل من المدنيين الإخلاء غربًا إلى منطقة المواصي، وقدمت خريطة تحدد الموقع في رسائلها إلى السكان.

يأتي ذلك بالتزامن مع خطط جيش الاحتلال الإسرائيلي ببدء نقل عدد من الفلسطينيين من شرق مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، إلى مناطق أخرى تحضيرا لشن عملية عسكرية في رفح الفلسطينية.

وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، حذرت مصر في بيان لوزارة الخارجية، من عملية إسرائيلية مرتقبة في مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، بعد مطالبة جيش الاحتلال النازحين الفلسطينيين شرق رفح بالخروج إلى مناطق أخرى.

وقالت مصر في بيان الخارجية "حذرت جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية يوم ٦ مايو الجاري، من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة بمنطقة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، لما ينطوي عليه هذا العمل التصعيدي من مخاطر إنسانية بالغة تهدد أكثر من مليون فلسطيني يتواجدون في تلك المنطقة".

وأضاف بيان الخارجية "طالبت مصر إسرائيل بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب المزيد من التصعيد في هذا التوقيت بالغ الحساسية في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، وحقناً لدماء المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لكارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب على قطاع غزة".

وأكدت جمهورية مصر العربية أنها تواصل اتصالاتها على مدار الساعة مع كافة الأطراف من أجل الحيلولة دون تفاقم الوضع أو خروجه عن السيطرة.

وتصاعد التوتر في جنوب قطاع غزة، بعدما طالبت قوات الاحتلال الإسرائيلية النازحين الفلسطينيين في شرق مدينة رفح، بإخلائها، تحضيرا لهجوم مرتقب.

وتعد مدينة رفح آخر ملاذ للنازحين في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى جانب عملية اجتياح بري بدأت في الـ27 من الشهر نفسه.

وتمتد مدينة رفح الفلسطينية من البحر الأبيض المتوسط غربا إلى حدود 1967 شرقا، ومن الحدود المصرية جنوبا إلى حدود محافظة خان يونس شمالا، وتفصلها عن مدينة القدس 107 كيلومترات إذا سرت بخط مستقيم باتجاه الشمال الشرقي.

معظم أهالي مدينة رفح من اللاجئين الفلسطينيين الذين لجأوا إليها بعد نكبة 1948، وفيها مخيمات: الشابورة، والمخيم الغربي، ومخيم يبنا، ومخيم بدر، والمخيم السعودي، ومخيم الشعوت، وبلوك "أو"، والعديد من المخيمات تحت مسميات مختلفة.

واليوم، تتسع رفح على ضيق مساحتها المقدرة بنحو 65 كيلومترا مربعا، لأكثر من 1.5 مليون فلسطيني، اضطر أغلبيتهم إلى النزوح إليها سعيا إلى الأمان.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه برا وبحرا وجوا على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، الذي أسفر عن استشهاد 34735 مواطنا فلسطينيا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 78108 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: عائلات الرهائن إحراق إسرائيل موافقة حماس أهالي الأسرى الإسرائيليين وقف إطلاق النار في قطاع غزة إسماعيل هنية رفح الفلسطینیة مدینة رفح قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حماس تنتصر- فأين تكمن قوتها؟

تزعم إسرائيل أنها قاب قوسين من هزيمة حماس. وبعد مضي تسعة أشهر على هجوم 7 أكتوبر لا تبدو إسرائيل على وشك النصر، كما لم تظهر ملامح هزيمة حماس.  Robert A. Pape – Foreign Affairs

لقد تسببت الهجمات الإسرائيلية الفتاكة، بما لايقل عن 70 ألف طن من القنابل، على شمال غزة وجنوبها بسقوط 40 ألف جندي مقاتل وأكثر من 37 ألف مدني وتهجير 80% من السكان. وحولت هذه الهجمات غزة إلى مدينة أشباح بعد أن حرمت سكانها من المياه والغذاء والكهرباء وتركت من بقي منهم على حافة المجاعة.

ولكن لماذا تتزايد قوة حماس وتستعصي المشكلة على إسرائيل؟

لقد تحولت الحرب بين إسرائيل وحماس إلى حرب عصابات عنيدة. ويكمن الخلل في استراتيجية إسرائيل العسكرية وليس في تكتيكاتها. ولم تدرك إسرائيل قوة حماس الحقيقية، كما لم تدرك أن المذابح والدمار لم تزد الحركة إلا قوة وتصميما.

ظنّت إسرائيل أنه كلما ازدادت أعداد قتلى حماس اقتربت هي من النصر. وزعمت أنها قتلت 14 ألفا من مقاتلي حماس من أصل 40 ألق مقاتل. أما حماس فتصر على أن عدد قتلاها لم يتجاوز 8 آلاف مقاتل. وتشير مصادر استخباراتية أمريكية أن العدد الحقيقي هو 10 آلاف.

ورغم خسائر حماس فإنها لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من غزة وتتمتع بدعم السكان وإمكانية الحصول على المساعدات الإنسانية والعودة مجددا للأماكن التي طهرتها إسرائيل. لا بل يشير تقرير إسرائيلي جديد إلى ازدياد أعداد المقاتلين في شمال غزة.

وتعتمد حماس على نصب الكمائن والألغام البدائية، مما قد يطيل أمد الحرب لنهاية عام 2024 وفق مستشار الأمن القومي الإسرائيلي. ولا تزال حماس قادرة على ضرب إسرائيل، كما لا تزال 80% من شبكة أنفاقها صالحة لتخزين الأسلحة والهروب من الإسرائيليين. وهي تكتسب المزيد من التأييد في صفوف المدنيين، رغم مواصلة الجيش الإسرائيلي لعملياته في الجنوب.

مكامن القوة

تكمن قوة الحركة في قدرتها على التجنيد وجذب أجيال جديدة من المقاتلين والناشطين الجاهزين للموت في سبيل قضيتهم. وهذا التأييد المجتمعي اللافت يمكّن الحركة من تجديد صفوفها واكتساب الموارد وتجنب الكشف عنها.

وما يشجع الشباب على الانخراط في صفوف حماس هو غضبهم من فقدان أحبتهم، ومن استخدام إسرائيل للقوة المفرطة. ولكن الأهم من كل ذلك هو ثقافة "التضحية بالنفس" وهي إيديولوجيا تعتمد عليها الحركة؛ حيث يتم تكريم المقاتلين الذي ضحوا بحياتهم من أجل القضية، وحثّ رفاقهم على السير في هذا الدرب لينالوا الشرف الكبير.

تبيّن استطلاعات للرأي (PSR) في يونيو 2024 أن الدعم السياسي لحماس مقارنة مع منافستها "فتح" ازداد بنسبة 40% للأولى مقابل 20% فقط للثانية.

ويعتقد 73% من الفلسطينيين أن حماس كانت عل حق في هجوم 7 أكتوبر. وهذا يفسر امتناعهم عن تقديم معلومات استخباراتية لإسرائيل حول قادة حماس أو الرهائن رغم الخسائر الهائلة في أرواح ذويهم.

الحملة الدعائية الناجحة

هناك مصدر قوة أخر مهم للحركة وهو قيامها بالحملة الدعائية المتطورة التي تعينها عى كسب المؤيدين. وتعمل هذه الدعاية على توجيه مواد غزيرة عبر الإنترنت لحشد االدعم الشعبي الفلسطيني للانتصار على إسرائيل.

وتركز المادة الدعائية على أنه ليس أمام الشعب الفلسطيني خيارات سوى القتال للتخلص من فظائع إسرائيل. كما أنها تبث الأمل في نفوس الفلسطينيين بأن النصر مؤكد في ظل حماس، وتركز على أهمية التضحية في سبيل القضية.

أما المظالم التي تستند عليها الحركة لتأجيج المشاعر فهي الاضطهاد الطويل للشعب الفلسطيني وسلوك المستوطنين وتوسعهم وطرد الفلسطينيين من أراضيهم وديارهم، والحصار المفروض على الفلسطينيين لعقود طويلة، وسياسات الفصل العنصري وغير ذلك من مظالم.

كما تستعرض الحركة عبر الفيديوهات قدرتها على مواجهة الجيش الإسرائيلي المدجج بأقوى الأسلحة الثقيلة والتكنولوجية. ويظهر مقاتلو الحركة بزيهم العسكري الكامل الذي يشير إلى جاهزيتهم، إضافة للخلفيات الدينية والآيات القرآنية التي تضفي الشرعية على قضيتهم.

وكل ما سبق يشير إلى فشل الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية؛ فحماس لم تهزم وليست على وشك الهزيمة، وقضيتها أصبحت أكثر شعبية وجاذبية. وسوف تستمر الحرب وأهوالها ضمن هذا المنظور.

المصدر: Foreign Affairs

 

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

مقالات مشابهة

  • حماس تدعوا لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم التعذيب ضد الأسرى والمحتجزين الفلسطينيين
  • أمريكا تساعد إسرائيل على إبادة الفلسطينيين
  • غزة بعد الحرب.. واشنطن وبرلين تطالبان بدور للسلطة الفلسطينية
  • حماس تنتصر- فأين تكمن قوتها؟
  • عائلات قتلى هجوم "حماس" على إسرائيل ترفع دعوى ضد "الأونروا"
  • نتنياهو يشكل خطرا على أمن إسرائيل ولا تهتم بالجنوب ولا بالشمال .. ما القصة؟
  • بعد تصريح مرحلة قتال جديدة في غزة.. هل بدّل نتانياهو موقفه؟
  • بعد تصريح مرحلة قتال جديدة في غزة.. هل بدّل نتانياهو موقفه حقا؟
  • بعد تصريحه عن مرحلة قتال جديدة في غزة.. هل بدّل نتانياهو موقفه حقا؟
  • "رسالة تحذير" لنتنياهو من عائلات الرهائن في غزة