يواصل طلاب الجامعات الأميركية اعتصاماتهم واحتجاجاتهم المناصرة لقطاع غزة في وجه العدوان الإسرائيلي، في حين توسع الحراك في كل من بريطانيا وهولندا وبلجيكا.

وقد أعلنت جامعة كولومبيا العريقة في نيويورك الاثنين أنها قررت إلغاء حفل تخرج الطلاب الرئيسي الأسبوع المقبل.

وقالت الجامعة إنها "ستتخلى عن الحفل على مستوى الجامعة المقرر في 15 مايو/أيار الجاري" وستنظم سلسلة من الفعاليات الصغيرة بدلا منه.

وقالت الجامعة في بيان إنها قررت اقتصار أنشطة التخرج على تكريم الطلاب فرادى.

ومن جانبه، قال رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون إن "على مجلس أمناء جامعة كولومبيا أن يقيل رئيسة الجامعة فورا لاستعادة النظام".

وأضاف "رئيسة جامعة كولومبيا تفضل التنازل عن السلطة لأنصار حماس بدلا من استعادة النظام".

إخلاء وإضراب

وتتواصل الاحتجاجات الرافضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في العديد من الجامعات الأميركية.

وفي لوس أنجلوس، نقلت شبكة "سي إن إن" عن الشرطة أنها أزالت المخيم الاحتجاجي في حرم الجامعة  التي لا تزال مغلقة.

وحسب شبكة "سي إن إن"، فإن منظمات حقوقية ومدنية في الولايات المتحدة فتحت تحقيقات بشأن سلوكيات الشرطة خلال فض الاحتجاجات الجامعية.

ونقلت الشبكة أن الشرطة "تقوم بإخلاء مخيم احتجاج مؤيد للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو".

وفي ذات السياق، أعلن 17 طالبا في جامعة برينستون بنيوجرسي إضرابا عن الطعام، حتى تتم تلبية مطالبهم المتعلقة بوقف الدعم الأميركي للعدوان الإسرائيلي على غزة.

اعتصام ورفض

وفي بلجيكا، بدأ طلاب في "جامعة خنت" اعتصاما لمدة 3 أيام، لمطالبة إدارة الجامعة بقطع علاقتها مع مؤسسات ومعاهد إسرائيلية، والمطالبة بمزيد من الشفافية بشأن الاتفاقيات المبرمة، وكانت إدارة الجامعة قد رفضت الجمعة الماضية مطالبة الطلاب لمجلس الإدارة بتقديم توضيحات بشأن الشراكة والتعاون مع إسرائيل.

وفي بريطانيا، بدأ طلاب من جامعتي أكسفورد وكامبريدج مظاهرات مناصرة لفلسطين.

وقام طلاب مناصرون للقضية الفلسطينية في جامعة أكسفورد بنصب الخيام في حديقة متحف بيت ريفرز.

وأكدت المجموعة -التي أطلقت على نفسها اسم "منظمة أكسفورد للعمل من أجل فلسطين"- أن الجامعة سهلت الإبادة الجماعية من خلال الاستثمار في شركات تتعاون مع إسرائيل.

وطالب الطلاب المشاركون في التظاهرة الجامعة بقطع علاقاتها مع الشركات المعنية، وذكروا أنهم سيواصلون احتجاجاتهم حتى تحقيق مطالبهم.

من جهة أخرى، أعلن أعضاء مجموعة تدعى "كامبريدج من أجل فلسطين" أنهم سيخيمون في شارع كينغ باريد احتجاجا على استثمار جامعتهم في شركات متعاونة مع إسرائيل.

وذكر الطلاب أن جامعتهم تدعم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، وأنهم رفضوا البقاء غير مبالين بهذا الوضع.

وأضافت المجموعة قائلة "نقف مع جميع الفلسطينيين، ونطالب جامعة كامبريدج بالكشف عن كافة علاقاتها مع المنظمات التي تساعد وتحرض على الإبادة الجماعية في غزة، وإنهاء تلك العلاقات".

وفي المملكة المتحدة أيضا، يستمر اعتصام طلاب جامعة إدنبره الذي بدأ أول أمس الأحد في حديقة المقر الرئيسي للجامعة.

وقد تواصلت إدارة الجامعة مع الطلاب، وقالت إنها على استعداد للحديث ومناقشة مطالبهم. ويقول الطلاب إنهم مستمرون في الاعتصام إلى حين الاستجابة لمطالبهم، وأهمها قطع العلاقات مع إسرائيل.

أمستردام تدخل على الخط

وفي هولندا، بدأ عدد من طلاب "جامعة أمستردام" -التي تعد من أبرز جامعات البحوث في أوروبا- اعتصاما للتنديد بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ودعما للشعب الفلسطيني.

وتنظر إدارة الجامعة في ما إذا كانت ستسمح للمعتصمين بالبقاء داخل الحرم الجامعي أم ستلجأ للشرطة لفض الاعتصام، على غرار ما حدث في بعض الجامعات الأميركية والفرنسية. ووفق أرقام رسمية، فإن الجامعة تضم نحو 40 ألف طالب.

وفي  العاصمة الدانماركية كوبنهاغن بدء اعتصام احتجاجي طلابي داخل ساحات جامعة كوبنهاغن تضامنا مع طلاب الجامعات الأميركية ودعما لفلسطين وغزة

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وفي 18 أبريل/نيسان الماضي، بدأ طلاب وأكاديميون رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك الأميركية، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.

ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات المحتجين بالجامعات الأميركية، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الجامعات الأمیرکیة جامعة کولومبیا إدارة الجامعة مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2

يناير 31, 2025آخر تحديث: يناير 31, 2025

محمد الربيعي

بروفسور ومستشار دولي، جامعة دبلن

تعتبر جامعة كامبردج، بتاريخها العريق الذي يمتد لاكثر من ثمانية قرون منذ تاسيسها عام 1209، منارة للعلم والمعرفة، وصرحا اكاديميا شامخا يلهم الاجيال المتعاقبة. تعد كمبردج رابع اقدم جامعة في العالم، وثاني اقدم جامعة في العالم الناطق باللغة الانجليزية، حاملة على عاتقها مسؤولية نشر العلم والمعرفة وخدمة الانسانية. لم تكن كمبردج مجرد مؤسسة تعليمية عابرة، بل كانت ولا تزال محركا رئيسيا للتطور الفكري والعلمي على مستوى العالم، وشاهدة على تحولات تاريخية هامة، ومخرجة لقادة ومفكرين وعلماء غيروا مجرى التاريخ، امثال اسحاق نيوتن، الذي وضع قوانين الحركة والجاذبية، وتشارلز داروين، الذي وضع نظرية التطور، والان تورينج، رائد علوم الحاسوب.

تتميز جامعة كمبردج بمكانة علمية رفيعة المستوى، حيث تصنف باستمرار ضمن افضل الجامعات في العالم في جميع التصنيفات العالمية المرموقة، مثل تصنيف شنغهاي. هذا التميز هو نتاج جهود مضنية وابحاث علمية رائدة في مختلف المجالات، من العلوم الطبيعية الدقيقة كالفيزياء والكيمياء والاحياء، مرورا بفروع الهندسة المختلفة كالهندسة المدنية والميكانيكية والكهربائية، وصولا الى العلوم الانسانية والاجتماعية التي تعنى بدراسة التاريخ والفلسفة والاقتصاد والعلوم السياسية. تضم الجامعة بين جنباتها العديد من المراكز والمعاهد البحثية المتطورة التي تساهم في دفع عجلة التقدم العلمي والتكنولوجي، مثل معهد كافنديش الشهير للفيزياء. تعرف كمبردج باسهاماتها القيمة في جوائز نوبل، حيث حاز خريجوها على اكثر من 120 جائزة نوبل في مختلف المجالات، مما يعكس المستوى العالي للتعليم والبحث العلمي فيها. من بين الاسهامات الخالدة لجامعة كامبريدج، يبرز اكتشاف التركيب الحلزوني المزدوج للحامض النووي (DNA) على يد جيمس واتسون وفرانسيس كريك عام 1953. هذا الاكتشاف، الذي حاز على جائزة نوبل في الطب عام 1962، غيّر مسار علم الاحياء والطب، وأرسى الاساس لفهم أعمق للوراثة والأمراض، ويعد علامة فارقة في تاريخ العلم.

اضافة الى مكانتها العلمية المرموقة، تتميز جامعة كمبردج ببيئة تعليمية فريدة من نوعها، حيث تتكون من 31 كلية تتمتع باستقلال ذاتي، ولكل منها تاريخها وتقاليدها الخاصة، وهويتها المعمارية المميزة. هذه الكليات توفر بيئة تعليمية متنوعة وغنية، تجمع بين الطلاب من مختلف الخلفيات والثقافات من جميع انحاء العالم، مما يثري تجربة التعلم ويساهم في تكوين شخصية الطالب وتوسيع افاقه. توفر الجامعة ايضا مكتبات ضخمة ومتاحف عالمية المستوى، تعتبر كنوزا حقيقية للطلاب والباحثين، حيث تمكنهم من الوصول الى مصادر غنية للمعرفة والالهام. من بين هذه المكتبات، مكتبة جامعة كمبردج، وهي واحدة من اكبر المكتبات في العالم، وتحتوي على ملايين الكتب والمخطوطات النادرة، بالاضافة الى متاحف مثل متحف فيتزويليام، الذي يضم مجموعات فنية واثرية قيمة، ومتحف علم الاثار والانثروبولوجيا.

يعود تاريخ جامعة كمبردج العريق الى عام 1209، عندما تجمع مجموعة من العلماء في مدينة كمبردج. لم يكن تاسيس كمبردج وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لهجرة مجموعة من العلماء والاكاديميين من جامعة اكسفورد، بحثا عن بيئة اكاديمية جديدة. هذا الاصل المشترك بين كمبردج واكسفورد يفسر التشابه الكبير بينهما في العديد من الجوانب، مثل النظام التعليمي والهيكل التنظيمي، والتنافس الودي بينهما، الذي يعرف بـ “سباق القوارب” السنوي الشهير. على مر القرون، شهدت جامعة كمبردج تطورات وتحولات كبيرة، حيث ازدهرت فيها مختلف العلوم والفنون، واصبحت مركزا مرموقا للبحث العلمي والتفكير النقدي، ولعبت دورا محوريا في تشكيل تاريخ الفكر الاوروبي والعالمي.

كليات الجامعة هي وحدات اكاديمية وادارية مستقلة، تشرف على تعليم طلابها وتوفر لهم بيئة تعليمية فريدة من نوعها، تساهم في خلق مجتمع طلابي متنوع وغني، حيث يتفاعل الطلاب من خلفيات وثقافات مختلفة، مما يثري تجربتهم التعليمية ويساهم في تكوين شخصياتهم وهي ايضا مراكز اقامة للطلاب. هذا النظام الفريد للكليات يعتبر من اهم العوامل التي تميز جامعة كمبردج، ويساهم في الحفاظ على مستوى عال من التعليم والبحث العلمي.

تقدم جامعة كمبردج تعليما متميزا عالي الجودة يعتمد على اساليب تدريس متقدمة تجمع بين المحاضرات النظرية والندوات النقاشية وورش العمل العملية، مما يتيح للطلاب فرصة التعمق في دراسة مواضيعهم والتفاعل المباشر مع الاساتذة والخبراء في مختلف المجالات. يشجع نظام التدريس في كمبردج على التفكير النقدي والتحليل العميق، وينمي لدى الطلاب مهارات البحث والاستقصاء وحل المشكلات. هذا التنوع يثري تجربة التعلم بشكل كبير، حيث يتيح للطلاب فرصة التعرف على وجهات نظر مختلفة وتبادل الافكار والمعرفة، مما يساهم في توسيع افاقهم وتكوين صداقات وعلاقات مثمرة. كما توفر الكليات ايضا انشطة اجتماعية وثقافية متنوعة تساهم في خلق جو من التفاعل والتواصل بين الطلاب، مثل النوادي والجمعيات الطلابية والفعاليات الرياضية والفنية.

تخرج من جامعة كمبردج عبر تاريخها الطويل العديد من الشخصيات المؤثرة والبارزة في مختلف المجالات، الذين ساهموا في تغيير مجرى التاريخ وخدمة الانسانية، من بينهم رؤساء وزراء وملوك وفلاسفة وعلماء وادباء وفنانين.

باختصار، تعتبر جامعة كمبردج منارة للعلم والمعرفة، وتجمع بين التاريخ العريق والمكانة العلمية المرموقة والتميز في مجالات متعددة، مما يجعلها وجهة مرموقة للطلاب والباحثين من جميع انحاء العالم.

 

مقالات مشابهة

  • جامعة ميشيغان تعلق عمل مجموعة مؤيدة لفلسطين بعد قرار ترامب
  • جامعة أمريكية تعلق دراسة مجموعة طلاب لمدة عامين بسبب تنديدهم لحرب الإبادة الصهيونية في غزة
  • جامعة أميركية تعلق عمل مجموعة مؤيدة لفلسطين عامين
  • تنفيذاً لقرار ترامب..جامعة ميشيغن تعلق عمل مجموعة مؤيدة للفلسطينيين
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2
  • طلاب جامعة الزقازيق يشاركون في رحلة «قطار الشباب» إلى الأقصر وأسوان
  • ضمن مبادرة إعرف بلدك.. طلاب جامعة الزقازيق يشاركون فى رحلة قطار الشباب
  • بعد وقف ترامب المنح الأميركية.. هذا ما جرى لـضحايا القرار في مصر؟
  • جامعة بنها تحصد 9 ميداليات في بطولة دوري القطاعات
  • دعم طلاب جامعة بنها غير القادرين بـ120 ألف جنيه من «التحالف الوطني»