تتساءل بعض السيدات عن الحكم الشرعي لمن دفعت رسوم الحج فمات زوجها وهل تأثم على الخروج، ومن خلال فتوى رسمية لدار الإفتاء نوضح الحكم الشرعي وهل يجوز للزوجة الحج في فترة عدتها من زوجها المتوفي؟

هل يجوز للزوجة الحج في فترة عدتها من زوجها المتوفي؟

تقول دار الإفتاء في بيانها هل يجوز للزوجة الحج في فترة عدتها من زوجها المتوفي: «ما دامت السائلة قد سددت رسوم الحج ونفقاته ومصروفاته الباهظة في حياة زوجها، ولم يَعُدْ بإمكانها استردادُها، فإنه يجوز لها أن تسافر للحج في العدة؛ لأن اختيارها والإذن لها بالسفر ودفعها لنفقات الحج الباهظة التي لا تُسْتَرَدُّ هو بمثابة دخولها في السفر ومُضِيِّها فيه، والرخصة في ذلك كالرخصة عند خوف فوت الرفقة.

وتابعت: ودرء المشقة الحاصلة من تفويت الحج أعظم من جلب مصلحة الاعتداد في المنزل، فكان تقديم الحج أَوْلَى لا سيما وقد دخلت في مقدماته في حياة الزوج وبإذنه، ولا يخفى أن من مقاصد الشريعة الغرَّاء رفع الضرر عن المكلفين ودفع المشاقِّ عنهم، وقد تقرر في قواعد الفقه أن المشقة تجلب التيسير، وأنه إذا ضاق الأمر اتسع. هذا بالإضافة إلى أن ضياع هذا المبلغ الباهظ من المال عليها هو ضرر يجب رفعه ومشقة تستوجب تيسيرًا، وقد تقرر أن "الضرورات تبيح المحظورات"، وأن "الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة"، وسفر المعتدة للحج وإن كان محظورًا في الأصل إلا أن الحفاظ على المال الذي دفعته في نفقات الحج هو ضرورة تبيح هذا المحظور؛ لأن المال من الكليات الخمس العليا التي يجب الحفاظ عليها في الشريعة الإسلامية.

واجبات الحج بالترتيب.. ماذا يفعل المعتمر إذا تجاوز الميقات دون إحرام؟ السنة الثالثة أم العاشرة للهجرة.. الإفتاء توضح متى فرض الله الحج على المسلمين حكم حج المعتدة من وفاة زوجها أثناء فترة العدة

نُقِل عن بعض السلف مِن الصحابة والتابعين: أن السُّكنى ليست مِن العدة، فيجوز للمعتدة أن تعتد حيث شاءت، ولا يحرُم عليها أن تحج أو تعتمر في عدتها؛ رُوِيَ ذلك عن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وأم المؤمنين عائشة، وجابر بن عبد الله، رضي الله عنهم، وبه قال الحسن البصري، وجابر بن زيد، وعطاء بن أبي رباح، وإليه ذهب الظاهرية، وحجتهم: أن الآية دلَّت على وجوب العدة لا على وجوب السُّكنى للمعتدة، وأجابوا عن الحديث بأنه ضعيف، وأنه على فرض صحته فإنه واقعة عين.

وقد نصَّ العلماء على أن من شرط الحج للمرأة أن لا تكون في عدة وفاة أو طلاق، فإن خالف وحجَّت صح حجُّها وكانت آثمة.

واستثنى الفقهاء من ذلك: ما إذا كانت المرأة قد أحرمت بالحج، أو كانت قد سافرت.

فنص فقهاء الحنفية: على أنها إن كانت حين مات زوجها مسافرة وكان بينها وبين مصرها مدةُ سفر -أي ثلاثة أيام فأكثر- فإنها ترجع إلى بيتها لقضاء مدة العدة، وإن كان بينها وبين مقصدها أقل من سفر ثلاثة أيام مضت إلى مقصدها.

وعند المالكية: أنها إن مات زوجها وقد خرجت لحجة الإسلام وكان بعدُها عن منزلها أربعة أيام فأقل رجعت وجوبًا لتعتدَّ بمنزلها إن بقي شيء من العد، فإن زاد على هذا لم ترجع بل تستمر.

وعند الشافعية: أنها إن كانت مسافرة فمات زوجها فلها الخيار في أن تمضي لسفرها ذاهبة وجائية وليس عليها أن ترجع إلى بيته قبل أن تقضي سفرها.

وعند الحنابلة: قال الإمام ابن قدامة الحنبلي (ت620هـ) في "المغني" (8/ 168، ط. مكتبة القاهرة): [ولو كانت عليها حجة الإسلام، فمات زوجها، لزمتها العدة في منزلها وإن فاتها الحج؛ لأن العدة في المنزل تفوت، ولا بدل لها، والحج يمكن الإتيان به في غير هذا العام. وإن مات زوجها بعد إحرامها بحج الفرض، أو بحج أذن لها زوجها فيه، نظرت؛ فإن كان وقت الحج متسعًا، لا تخاف فوته، ولا فوت الرفقة، لزمها الاعتداد في منزلها؛ لأنه أمكن الجمع بين الحقين، فلم يجز إسقاط أحدهما، وإن خشيت فوات الحج، لزمها المضي فيه. وبهذا قال الشافعي. وقال أبو حنيفة: يلزمها المقام وإن فاتها الحج؛ لأنها معتدة، فلم يجز لها أن تنشئ سفرًا، كما لو أحرمت بعد وجوب العدة عليها. ولنا: أنهما عبادتان استويا في الوجوب، وضيق الوقت، فوجب تقديم الأسبق منهما، كما لو كانت العدة أسبق؛ ولأن الحج آكد؛ لأنه أحد أركان الإسلام، والمشقة بتفويته تعظم، فوجب تقديمه كما لو مات زوجها بعد أن بَعُدَ سفرها إليه] اهـ.

وقال الإمام أبو المظفر بن هبيرة الحنبلي (ت560هـ) في كتابه "اختلاف الأئمة العلماء" (2/ 199، ط. دار الكتب العلمية): [واختلفوا في المتوفى عنها زوجها وهي في الحج: فقال أبو حنيفة: يلزمها الإقامة على كل حال إن كانت في بلد أو ما يقاربه. وقال مالك والشافعي وأحمد: إذا خافت فواته إن جلست لقضاء العدة جاز لها المضيُّ فيه] اهـ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحج دار الإفتاء مات زوجها وجوب ا

إقرأ أيضاً:

نائب الأمين العام لحزب الله: أعددنا العدة والنصر حليفنا وسنختار أمينا عاما قريبا

أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، قوة البناء التنظيمي لحزب الله وصلابة قوته وقدراته العسكرية،وأنه سيختار أمينا عاما للحزب قريبا، مشددا على أن المقاومة مستمرة حتى تحقيق النصر.

وفي كلمة له ظهر اليوم الاثنين، أوضح الشيخ نعيم قاسم أن كيان العدو الصهيوني لم يتمكن من أن يطار قدرتنا العسكرية وما يقوله إعلامها حلم لم يصلوا إليه ولن يصلوا إليه.

وقال : قدرتنا متينة وكبيرة والعدو يجن في كثير من الأحيان لعدم قدرته على الوصول إلى قدراتنا ونحن جاهزون ومستمرون، و سنواجه أي احتمال والمقاومة جاهزة للاقتحام البري.

وأشار إلى أن عمليات المقاومة استمرت بعد جريمة الاغتيال وتم ضرب معاليم على بعد 250 كم، لافتا إلى أن “جيش” العدو اعترف بضرب حيفا، ودخول مليون مستوطن إلى الملاجئ والحبل على الجرار.

واستهل الشيخ قاسم كلمته بالمباركة لسماحته للسيد نصر الله ورفاقه نيل أرفع وسام، وهو وسام الإمام الحسين (ع)، قائلًا: “أيها المجاهدون أنتم المنتظرون اعلموا أن سماحته بيننا دائمًا وأبدًا”.

وأضاف الشيخ نعيم قاسم: إننا فقدنا أخًا وحبيبًا وقائدًا سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله الذي بقي في الميدان الجهادي والرسالي منذ نعومة أظفاره.

وتابع أن  “السيد نصر الله محبوب الجماهير، وعشاق الحرية وفلسطين، وكلّ الذين يأملون بتحريرها من رجس الصهاينة، وكسر قوة الاستبكار الأمريكي الصهيوني”.

وأوضح أنه  “خلافًا لما يزعمه العدو لم يكن هناك اجتماع لـ20 من القادة مع السيد نصر الله”، مضيفًا: “ترتكب “إسرائيل” المجازر في كل مناطق لبنان وتعتدي على المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وطواقم الإسعاف”.

وأكد أن أمريكا “تساند “إسرائيل” في كلّ مجازرها من خلال الدعم المفتوح الذي تقدّمه لها، مردفًا: “اذا اعتقدت “إسرائيل” أن يدها المفتوحة فهي واهمة”.

لن نتزحزح قيد أنملة وجاهزون لأي تصعيد

وشدّد الشيخ قاسم على أنه “رغم فقدان عدد من القادة، والاعتداءات على المدنيين، والتضحيات الكبيرة، لن نتزحزح قيد أنملة عن مواقفنا، وستواصل المقاومة مساندة غزة وفلسطين ودفاعًا عن لبنان وشعبه”.

وتابع: “الإخوة يتابعون عملهم وفق الهيكلية المنظمة ويعملون وفق الخطط البديلة للأفراد والقادة”، مشددًا على أن ما نقوم به هو الحد الأدنى كجزء من خطة متابعة المعركة وما يتطلبه الميدان.

وأكد الشيخ قاسم أننا سنواجه أي احتمال والمقاومة جاهزة للاقتحام البري، ونعلم أن المعركة ستكون طويلة، ومستعدون لمواجهة أي احتمال”، والمقاومة جاهزة للاقتحام البري، مردفا أن “المصاب جلل ولكننا واثقون أنّ العدو لن يحقق هدفه وسنخرج منتصرين من هذه المعركة”.

وشدد على أن كيان العدو الصهيوني لن يتمكن يطال قدرتنا العسكرية، موضحًا: “قدرتنا متينة وكبيرة والعدو يجن بسبب عدم قدرته على الوصول إلى قدراتنا”.

سنختار أمينا عاما قريبا

وقال الشيخ قاسم إننا سنختار أمينًا عامًا للحزب في أقرب فرصة بحسب الآلية المعتمدة في الحزب، والخيارات سهلة وواضحة لأننا على قلب واحد، موضحًا أنه في هيكيلية حزب الله هناك نواب للقادة وبدائل احتياط جاهزة عند إصابة القائد في أي موقعٍ كان، مضيفا أن “كل ما حصل من استهداف للقادة أجرينا العمل اللازم لتحل البدائل في الأماكن الشاغرة”.

وفي ختام كلمته تقدم نائب الأمين لحزب الله بالشكر “لشعبنا وكل من أظهر الوحدة الوطنية في مواجهة أمريكا و”إسرائيل” ونشكر الحكومة والبلديات والمراكز الدينية والمستشفيات”.

وقال إننا واثقون بكم يا أهل التضحية فنحن في مركب واحد وسنفوز كما فزنا في العام 2006، وسنملأ القيادات والمراكز بشكل ثابت، ومنظومة القيادة مستمرة بكل ما أسّسه السيد نصر الله فضلًا عن الخطط البديلة.

مقالات مشابهة

  • الخروج عن سلطة عيال دقلو وترك القتال في صفوفهم هو البداية
  • الشيخ قاسم: سنختار أميناً عاماً جديداً في أقرب فرصة.. وأعددنا العدة لمعركة طويلة
  • هذه أبرز تحديثات لائحة تأشيرات العمل المؤقت للحج والعمرة
  • سيد نيمار يكشف سبب رحيله عن الزمالك.. والفريق الأقرب لضمه
  • سيد نيمار: أجبرت علي الرحيل عن الزمالك بسبب ما حدث معي
  • تفسير حلم الحج لشخص آخر
  • لماذا إيفرست تحتفظ بلقب أعلى قمة في العالم.. دراسة تجيب
  • دفعت نصف مليون جنيه.. تفاصيل شكوى سيدة ابتزها زوجها لتطليقها بمقابل مادى
  • ما هو حكم الخلع في الإسلام؟.. «الإفتاء» توضح الشروط والحقوق للرجل والمرأة
  • نائب الأمين العام لحزب الله: أعددنا العدة والنصر حليفنا وسنختار أمينا عاما قريبا