دفعت الرسوم وجوزي مات فهل آثم على الخروج للحج؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
تتساءل بعض السيدات عن الحكم الشرعي لمن دفعت رسوم الحج فمات زوجها وهل تأثم على الخروج، ومن خلال فتوى رسمية لدار الإفتاء نوضح الحكم الشرعي وهل يجوز للزوجة الحج في فترة عدتها من زوجها المتوفي؟
هل يجوز للزوجة الحج في فترة عدتها من زوجها المتوفي؟تقول دار الإفتاء في بيانها هل يجوز للزوجة الحج في فترة عدتها من زوجها المتوفي: «ما دامت السائلة قد سددت رسوم الحج ونفقاته ومصروفاته الباهظة في حياة زوجها، ولم يَعُدْ بإمكانها استردادُها، فإنه يجوز لها أن تسافر للحج في العدة؛ لأن اختيارها والإذن لها بالسفر ودفعها لنفقات الحج الباهظة التي لا تُسْتَرَدُّ هو بمثابة دخولها في السفر ومُضِيِّها فيه، والرخصة في ذلك كالرخصة عند خوف فوت الرفقة.
وتابعت: ودرء المشقة الحاصلة من تفويت الحج أعظم من جلب مصلحة الاعتداد في المنزل، فكان تقديم الحج أَوْلَى لا سيما وقد دخلت في مقدماته في حياة الزوج وبإذنه، ولا يخفى أن من مقاصد الشريعة الغرَّاء رفع الضرر عن المكلفين ودفع المشاقِّ عنهم، وقد تقرر في قواعد الفقه أن المشقة تجلب التيسير، وأنه إذا ضاق الأمر اتسع. هذا بالإضافة إلى أن ضياع هذا المبلغ الباهظ من المال عليها هو ضرر يجب رفعه ومشقة تستوجب تيسيرًا، وقد تقرر أن "الضرورات تبيح المحظورات"، وأن "الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة"، وسفر المعتدة للحج وإن كان محظورًا في الأصل إلا أن الحفاظ على المال الذي دفعته في نفقات الحج هو ضرورة تبيح هذا المحظور؛ لأن المال من الكليات الخمس العليا التي يجب الحفاظ عليها في الشريعة الإسلامية.
واجبات الحج بالترتيب.. ماذا يفعل المعتمر إذا تجاوز الميقات دون إحرام؟ السنة الثالثة أم العاشرة للهجرة.. الإفتاء توضح متى فرض الله الحج على المسلمين حكم حج المعتدة من وفاة زوجها أثناء فترة العدةنُقِل عن بعض السلف مِن الصحابة والتابعين: أن السُّكنى ليست مِن العدة، فيجوز للمعتدة أن تعتد حيث شاءت، ولا يحرُم عليها أن تحج أو تعتمر في عدتها؛ رُوِيَ ذلك عن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وأم المؤمنين عائشة، وجابر بن عبد الله، رضي الله عنهم، وبه قال الحسن البصري، وجابر بن زيد، وعطاء بن أبي رباح، وإليه ذهب الظاهرية، وحجتهم: أن الآية دلَّت على وجوب العدة لا على وجوب السُّكنى للمعتدة، وأجابوا عن الحديث بأنه ضعيف، وأنه على فرض صحته فإنه واقعة عين.
وقد نصَّ العلماء على أن من شرط الحج للمرأة أن لا تكون في عدة وفاة أو طلاق، فإن خالف وحجَّت صح حجُّها وكانت آثمة.
واستثنى الفقهاء من ذلك: ما إذا كانت المرأة قد أحرمت بالحج، أو كانت قد سافرت.
فنص فقهاء الحنفية: على أنها إن كانت حين مات زوجها مسافرة وكان بينها وبين مصرها مدةُ سفر -أي ثلاثة أيام فأكثر- فإنها ترجع إلى بيتها لقضاء مدة العدة، وإن كان بينها وبين مقصدها أقل من سفر ثلاثة أيام مضت إلى مقصدها.
وعند المالكية: أنها إن مات زوجها وقد خرجت لحجة الإسلام وكان بعدُها عن منزلها أربعة أيام فأقل رجعت وجوبًا لتعتدَّ بمنزلها إن بقي شيء من العد، فإن زاد على هذا لم ترجع بل تستمر.
وعند الشافعية: أنها إن كانت مسافرة فمات زوجها فلها الخيار في أن تمضي لسفرها ذاهبة وجائية وليس عليها أن ترجع إلى بيته قبل أن تقضي سفرها.
وعند الحنابلة: قال الإمام ابن قدامة الحنبلي (ت620هـ) في "المغني" (8/ 168، ط. مكتبة القاهرة): [ولو كانت عليها حجة الإسلام، فمات زوجها، لزمتها العدة في منزلها وإن فاتها الحج؛ لأن العدة في المنزل تفوت، ولا بدل لها، والحج يمكن الإتيان به في غير هذا العام. وإن مات زوجها بعد إحرامها بحج الفرض، أو بحج أذن لها زوجها فيه، نظرت؛ فإن كان وقت الحج متسعًا، لا تخاف فوته، ولا فوت الرفقة، لزمها الاعتداد في منزلها؛ لأنه أمكن الجمع بين الحقين، فلم يجز إسقاط أحدهما، وإن خشيت فوات الحج، لزمها المضي فيه. وبهذا قال الشافعي. وقال أبو حنيفة: يلزمها المقام وإن فاتها الحج؛ لأنها معتدة، فلم يجز لها أن تنشئ سفرًا، كما لو أحرمت بعد وجوب العدة عليها. ولنا: أنهما عبادتان استويا في الوجوب، وضيق الوقت، فوجب تقديم الأسبق منهما، كما لو كانت العدة أسبق؛ ولأن الحج آكد؛ لأنه أحد أركان الإسلام، والمشقة بتفويته تعظم، فوجب تقديمه كما لو مات زوجها بعد أن بَعُدَ سفرها إليه] اهـ.
وقال الإمام أبو المظفر بن هبيرة الحنبلي (ت560هـ) في كتابه "اختلاف الأئمة العلماء" (2/ 199، ط. دار الكتب العلمية): [واختلفوا في المتوفى عنها زوجها وهي في الحج: فقال أبو حنيفة: يلزمها الإقامة على كل حال إن كانت في بلد أو ما يقاربه. وقال مالك والشافعي وأحمد: إذا خافت فواته إن جلست لقضاء العدة جاز لها المضيُّ فيه] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحج دار الإفتاء مات زوجها وجوب ا
إقرأ أيضاً:
اجتماع لجنة الحج بمديرية التضامن الاجتماعي بالبحر الأحمر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بناء على توجيهات وزارة التضامن الاجتماعي، ومحافظة البحر الأحمر، اجتمعت لجنة الحج برئاسة صبري محمد عبدالحميد مدير مديرية التضامن الاجتماعي بالبحر الأحمر، وحضور، عمر محمد الأمين، وكيل المديرية وعضوية مدير ادارة الجمعيات ومدير مركز المعلومات وعضو مالي وعضو اداري وعضو تدريب اليوم وذلك لمناقشة الموقف الخاص بالحجاج الذي أسفرت عليه قرعة الحج هذا العام من سداد المبالغ المستحقه في المواعيد التي تم تحديدها من المؤسسة القومية لتيسير الحج والعمرة بوزارة التضامن الاجتماعى، وموقف الحجاج الذين سبق لهم أداء المناسك والمطلوب منهم شهادة التحركات الدالة على أداء المناسك من عدمها، كذلك عمل خطه لعمل ندوات لشرح مناسك الحج لمن تم ترشيحهم للحج.
يذكر أن عدد المتقدمين للحج من حج الجمعيات بالبحر الأحمر هذا العام ٧٥٤ طلب حج، أسفرت قرعة الحج الإلكترونية عن فوز عدد ١٨٠ فرصة حج وذلك في القرعة العلنية التي تمت بوزارة التضامن الاجتماعى بحضور صبري محمد عبدالحميد، مدير المديرية وأبو المجد إسماعيل، مدير الجمعيات وعبد المبدى أحمد مدير مركز المعلومات بالمديرية.