دعم غزة وإنهاء الحرب يسيطران على مخرجات القمة الإسلامية بغامبيا
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
بانجول- الدعم الكامل للشعب الفلسطيني في مقاومته ضد العدوان الإسرائيلي، ودعوة المجتمع الدولي للتحرك الفوري وغير المشروط لإنهاء الحرب على غزة، كانت أبرز مخرجات قمة منظمة التعاون الإسلامي التي اختتمت أمس الأحد في غامبيا.
وتحت شعار "تعزيز الوحدة والتضامن من خلال الحوار للتنمية المستدامة"، سلطت القمة الخامسة عشرة للمنظمة الضوء على القضايا الراهنة والملحة في القدس الشريف وغزة، في محاولة لصياغة رد إسلامي موحد وفعال، وذلك بمشاركة 57 دولة.
وجاءت القمة التي تحمل بعدا طارئا بعد تجاوز الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 200 يوم، أدت إلى استشهاد أكثر من 34 ألف فلسطيني، نصفهم من النساء والأطفال، وأجبرت ما يقرب من 1.5 مليون مهجر على التجمع في رفح تحت ظروف مأساوية، مع استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة بجانب سياسات التجويع.
إحدى جلسات القمة التي عقدت على مدار يومين (الأناضول) إعلان بانجولوتبنت القمة في أهدافها تحقيق توافق في الرؤى بين الدول الأعضاء لتعزيز الضغط الدولي ضد الإجراءات الإسرائيلية وتقديم دعم ملموس للشعب الفلسطيني، وخلصت إلى ما سمّي بـ"إعلان بانجول"، كإطار للعمل المشترك وإدانة العدوان الإسرائيلي. وشمل الإعلان خطوات فعالة لدعم فلسطين في المحافل الدولية.
وتضمن "إعلان بانجول"، قرابة 34 مبدأ ومبادرة، تركز 8 منها على الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أبرز هذه المبادئ تشمل تأكيد الدعم الكامل لفلسطين في مقاومتها ضد العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية التي تشهدها غزة، مع دعوة قوية للمجتمع الدولي للتحرك الفوري وغير المشروط لإنهاء العدوان.
وأكدت القمة ضرورة تقديم الدعم لفلسطين في نيل الاعتراف الدولي والعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وحماية الهوية الإسلامية للقدس الشريف من التهويد، كما حثت القمة على وحدة الفلسطينيين تحت راية منظمة التحرير، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار وتقديم الإغاثة الإنسانية لغزة، مع التنديد بمحاولات التهجير القسري للفلسطينيين.
في هذا الإطار وصف عضو جمعية السنة في غامبيا الدكتور هاشم غوماني في حديث للجزيرة نت القمة بأنها تميزت بلون أفريقي بارز تمثل في حضور قوي للقادة الأفارقة، فيما اكتفت الغالبية من الدول الأعضاء الكبرى بإرسال ممثلين فقط.
وأشار غوماني، إلى تصريحات الرئيس السنغالي، بشيرو جوماي فاي، الذي طالب بتعبئة أكثر فعالية من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة والسعي نحو تحقيق حل الدولتين، كضمان لسلام دائم في المنطقة.
جانب من المشاركين في القمة الإسلامية بغامبيا (الأناضول) مرصد إعلاميوعلى هامش القمة، أُعلن عن جهود إنشاء مرصد إعلامي لتوثيق جرائم العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وإنشاء مرصد قانوني للجرائم الإسرائيلية.
لكن أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي، يرى أن هذه المبادرات والدعوات، مع كونها تحمل نوايا حسنة، فإنها لم تترجم بعد إلى أفعال ملموسة تضغط على إسرائيل بشكل فعّال.
ويضيف الشايجي، في حديث للجزيرة نت، أن البيانات الختامية لهذه القمم، مهما بدت جريئة، تبقى في كثير من الأحيان من دون تأثير حقيقي على الأرض، "فلم يُشاهد في مخرجات القمة أي تغيير إستراتيجي في النهج تجاه إسرائيل، كفرض عقوبات سياسية أو اقتصادية جماعية تُحاكي ما قامت به تركيا من مقاطعة حتى يتم إنهاء العدوان".
القمة أكدت ضرورة تقديم الدعم لفلسطين في نيل الاعتراف الدولي (الأناضول) دبلوماسية رمزيةورغم محاولات إعطاء القمة طابعًا استثنائيًا، يُظهر الإعلان الختامي للقمة أنها لم تخرج عن كونها سلسلة من التصريحات الدبلوماسية الرمزية التي لم تتبعها خطوات فعلية تؤثر في مجريات الأحداث على الساحة الدولية، حسب الشايجي.
ورغم توقيتها اللافت، يرى الخبير في المنظمات الدولية من السنغال الدكتور بشير جوب، أن القمة الإسلامية لم تُحدث ضغطا حقيقيا على الدول الكبرى، بل أوجدت فقط نوعًا من الإحراج الدولي الذي يصعب تحويله إلى تأثير فعّال.
إلا أن جوب، ثمن في حديث للجزيرة نت، المبادرات التي صدرت عن القمة مثل إنشاء مرصد إعلامي وقانوني داخل المنظمة لتوثيق جرائم العدوان الإسرائيلي، معتبرًا إياها خطوات جديرة بالتقدير "إذا كانت ستُستخدم لتأسيس قضايا قانونية مبنية على الأدلة المجمعة".
وانتقد جوب المستوى الحالي للتأثير الذي يمكن أن تحققه القمة، مشيرا إلى أن الدرجة الجريئة التي تُبديها المنظمة حاليًا ربما تكون أقصى ما يمكن تحقيقه في ظل غياب آليات تنفيذية فعّالة.
في حين خلص، المتحدث ذاته، إلى أن إنشاء المرصد الإعلامي والقانوني بمنظمة التعاون الإسلامي يعزز الوعي العالمي ويسهم في تجميع الأدلة لدعم القضايا الفلسطينية دوليًا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات العدوان الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
نحو 540 ألف شخص فرّوا من لبنان إلى سوريا منذ العدوان الإسرائيلي
أفادت بيانات للأمم المتحدة، الثلاثاء، بأن نحو 540 ألف شخص فرّوا من لبنان إلى سوريا المجاورة، منذ التصعيد في الحرب بين إسرائيل وحزب الله.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن حوالي ثلثي اللاجئين القادمين من لبنان كانوا سوريين، وثلثهم من المواطنين اللبنانيين.
وأشار تقرير الأمم المتحدة أيضا إلى وصول 34.992 لبنانيا إلى العراق.
وبحسب بيانات الحكومة، كان يقيم حوالي 5ر1 مليون لاجئ سوري في لبنان، قبل التصعيد الأخير في الصراع مع إسرائيل. ووصل معظمهم إلى لبنان بعد 2011 إثر الحرب الأهلية في بلادهم.
ومن جانبها أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفل "يونيسف" استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان في أقل من شهرين، وأنه ظهر نمط مقلق حيث يتم التعامل مع وفاتهم بجمود من جانب أولئك القادرين على وقف هذا العنف وأن هناك مئات الآلاف من الأطفال الذين أصبحوا بلا مأوى في لبنان.
ولفتت يونيسف إلي أن مليون شخص في حاجة ماسة إلى دعم المياه والصرف الصحي في جميع أنحاء البلاد، واستجابة لذلك، ساعدت اليونيسف منذ منتصف سبتمبر في إصلاح مرافق المياه التي وصلت إلى 1.5 مليون شخص.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن "إسرائيل" حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 148 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وبحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة اللبنانية فقد استشهد جراء العدوان الإسرائيلي 3544 لبنانيا وأصيب 15036 آخرون، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح.
ويوميا يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن "إسرائيل" جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
وتحتل "إسرائيل" منذ عقود أراضي عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.