في غضون شهر تقريبا، انفجر بركان غضب المناخ على البشرية بشكل ملفت للنظر، ففى 3 قارات مختلفة، شهدت العديد من بلدان العالم العديد من الفيضانات القاتلة، وذلك بعد سيول من الأمطار تحدث لأول مرة منذ عقود طويلة بتلك البلدان، وقد خلف ذلك مئات من الضحايا ما بين قتيل ومفقود، وأحدث تلك الظواهر، هو ما حدث بأمريكا اللاتينية، حيث تسببت الفيضانات في جنوب البرازيل في مقت.

ل 75 شخصًا على الأقل خلال 7 أيام. 

وبحسب تقرير نشرته صحيفة NPR الأمريكية، فقد أسفرت الفيضانات العارمة في ولاية ريو غراندي دو سول بجنوب البرازيل عن مقت.ل 75 شخصا على الأقل خلال الأيام السبعة الماضية، كما تم الإبلاغ عن 103 آخرين في عداد المفقودين، حسبما ذكرت السلطات المحلية يوم الأحد، فيما أصيب ما لا يقل عن 155 شخصا، في حين أجبرت الأضرار الناجمة عن الأمطار أكثر من 88 ألف شخص على ترك منازلهم. ولجأ ما يقرب من 16,000 شخص إلى المدارس والصالات الرياضية وغيرها من الملاجئ المؤقتة.

 

لأول مرة منذ عقود .. دمار غير مسبوق

وبحسب الأنباء الواردة من البرازيل، فقد خلفت الفيضانات آثارًا دمارًا، بما في ذلك الانهيارات الأرضية والطرق المغسولة والجسور المنهارة في جميع أنحاء الولاية، وأبلغ المشغلون عن انقطاع الكهرباء والاتصالات، فيما يعاني أكثر من 800 ألف شخص من انقطاع إمدادات المياه، بحسب وكالة الدفاع المدني، نقلاً عن أرقام شركة المياه كورسان، وقد وصل نهر جوايبا إلى مستوى قياسي بلغ 5.33 مترًا (17.5 قدمًا) صباح الأحد في الساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي، متجاوزًا المستويات التي شوهدت خلال طوفان تاريخي عام 1941، عندما وصل النهر إلى 4.76 مترًا.

وقال حاكم الولاية إدواردو ليتي صباح الأحد: “أكرر وأصر إن الدمار الذي نتعرض له غير مسبوق”، فيما زار الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا مدينة ريو غراندي دو سول للمرة الثانية يوم الأحد، برفقة وزير الدفاع خوسيه موسيو ووزير المالية فرناندو حداد ووزيرة البيئة مارينا سيلفا وآخرين، وقام الزعيم اليساري وفريقه بمسح شوارع بورتو أليغري التي غمرتها المياه من طائرة هليكوبتر، وقال لولا للصحفيين بعد ذلك: "نحن بحاجة إلى التوقف عن الركض وراء الكوارث. علينا أن نرى مسبقا ما هي الكوارث التي قد تحدث وعلينا أن نعمل".

 

 

الكارثة الرابعة خلال عام .. ظاهرة النينيو المناخي

وكانت الأمطار الغزيرة هي الكارثة البيئية الرابعة من نوعها في الولاية خلال عام، بعد الفيضانات في يوليو وسبتمبر ونوفمبر 2023 والتي أودت بحياة 75 شخصًا، ويتأثر الطقس في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية بظاهرة النينيو المناخية، وهي حدث دوري يحدث بشكل طبيعي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المياه السطحية في منطقة المحيط الهادئ الاستوائية. وفي البرازيل، تسببت ظاهرة النينيو تاريخياً في حدوث حالات جفاف في الشمال وأمطار غزيرة في الجنوب.

 

وفي هذا العام، كانت تأثيرات ظاهرة النينيو دراماتيكية بشكل خاص، مع حدوث جفاف تاريخي في منطقة الأمازون. ويقول العلماء إن الطقس المتطرف يحدث بشكل متكرر أكثر بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، ويقول سولي أرايجو، منسق السياسة العامة في مرصد المناخ، وهي شبكة تضم عشرات المجموعات البيئية والاجتماعية: "ستستمر هذه المآسي في الحدوث، وستكون أسوأ وأكثر تكرارا، فالبرازيل بحاجة إلى التكيف مع آثار تغير المناخ، في إشارة إلى عملية تعرف باسم التكيف".

 

 

تغير المناخ يعادى الإمارات.. فيضانات قاتلة وطوارئ بالبلاد

ويبدو أن تغيرات المناخ قررت أن تعادي منطقة الخليج، فبعد فيضانات دولة عمان، انتقل الغضب إلى الإمارات، وذلك في ظل موجة أمطار غير مسبوقة منذ 75 عاما، أدت إلى فيضانات قاتلة داخل دبي وإمارات أخرى داخل الاتحاد، ودخلت الدولة في حالة طوارئ، إذ اضطرت طيران الإمارات إلى إلغاء وتأخير عدة رحلات جوية من وإلى دبي، ثاني أكثر المطارات الدولية ازدحاما في العالم، في حين صدرت تعليمات للناس والطلاب بالعمل والدراسة من المنزل الأسبوع الماضى.

وتأتي العاصفة الجديدة بعد أسبوعين فقط من هطول الأمطار القياسية التي تسببت في فيضانات مدمرة في عدة أجزاء من البلاد وسلطنة عمان المجاورة، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل في الإمارات العربية المتحدة وتوقف مدينة دبي الصاخبة، كما تسببت الفيضانات في مقتل 19 آخرين على الأقل في عمان، من بينهم 10 أطفال جرفت الفيضانات حافلتهم المدرسية.

 

 

ما يحدث أكبر من ظاهرة النينيو

وربط العلماء هطول الأمطار القياسي الذي ضرب الإمارات وعمان قبل أسبوعين بتغير المناخ، فقد وجد فريق من 21 عالمًا وباحثًا، في إطار  مبادرة World Weather Attribution، أن تغير المناخ أدى إلى هطول أمطار غزيرة في البلدين - والتي تهطل عادةً خلال سنوات ظاهرة النينيو - بنسبة تتراوح بين 10 و40% أكثر كثافة مما كانت ستكون عليه بدونها، وبحسب شبكة CNN الأمريكية، فإنه على مدى أقل من 24 ساعة خلال هذا الحدث، شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر هطول للأمطار منذ بدء التسجيل قبل 75 عامًا. شهدت دبي ما يعادل أكثر من عام ونصف من الأمطار في ذلك الوقت.

والأمطار القياسية التي هطلت على الإمارات العربية المتحدة وعمان هذا الشهر، والتي تسببت في فيضانات مميتة وفوضى، كانت مدفوعة جزئياً بأزمة المناخ، وفقاً لتحليل علمي، والذي أشار بشكل مباشر إلى حرق البشر للوقود الأحفوري، وقد وجد فريق من 21 عالمًا وباحثًا، في إطار مبادرة World Weather Attribution ، أن تغير المناخ أدى إلى هطول أمطار غزيرة في البلدين - والتي تهطل عادةً خلال سنوات ظاهرة النينيو - بنسبة تتراوح بين 10 و40% أكثر كثافة مما كانت ستكون عليه بدونها. الاحتباس الحرارى.

 

 

سيول وفيضانات قاتلة بشرق إفريقيا 

وفي استمرار لكارثة الفيضانات المميتة التي حلت بدولة كينيا، انهار أحد سدود غرب البلاد الأسبوع الماضى، وهو ما أدى إلى مقتل العشرات، وذلك بعد أن اجتاحت المياه منازل القرى المحيطة بالسد، وتأتي تلك الحادثة، بعد كارثة الفيضانات التي بدأت مع هطول الأمطار الشديدة منذ منتصف مارس الماضي، وهو ما أسفر عن مقتل ما يقارب من 100 مواطن كيني.

وفي خطوات سريعة لاحتواء الآثار الكارثية لتلك الحوادث، اتخذت الحكومة الكينية عددا من الإجراءات العاجلة، وكان على رأسها قرار بالتفتيش على كافة سدود البلاد، وتقيم مدى صلابتها بعد ما تعرضت له من تخزين كميات كبيرة من المياه نتيجة الأمطار والفيضانات، وكانت الحكومة قد اتخذت في وقت سابق، قرارا بغلق المدارس، فيما تخوض أجهزة الدفاع المدنى جهودا كبيرة لمساعدة لمنكوبين في مناطق مختلفة من البلاد. 

 

 

100 قتيل بالفيضانات .. وتفتيش سدود البلاد

وتأتي تلك الحادثة بعد أن تسببت الأمطار المستمرة في كينيا في حدوث فيضانات أدت إلى مقتل ما يقرب من 100 شخص وتأجيل فتح المدارس، وتهطل أمطار غزيرة على البلاد منذ منتصف مارس، وقد حذرت إدارة الأرصاد الجوية من هطول المزيد من الأمطار، وفي قرار سريع عقب انهيار السد، أمر وزير الداخلية الكيني كيثور كينديكي الأسبوع الماضى بتفتيش جميع السدود العامة والخاصة وخزانات المياه لتجنب وقوع حوادث في المستقبل، وقالت الوزارة إن التوصيات الخاصة بعمليات الإجلاء وإعادة التوطين سيتم تقديمها بعد التفتيش، فيما أصدرت هيئة الطرق السريعة الوطنية الكينية تنبيها لسائقي السيارات للاستعداد لحركة المرور الكثيفة والحطام الذي أغلق الطرق المحيطة بنيفاشا وناروك غربي العاصمة نيروبي.

وبحسب الوكالة الامريكية، فقد شهدت البلاد العديد من الحوادث خلال الأيام الماضية، فقد انقلب قارب في مقاطعة جاريسا بشمال كينيا أول الأسبوع الماضى، وقال الصليب الأحمر الكيني إنه أنقذ 23 شخصا لكن أكثر من عشرة أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين، فيما غمرت المياه المطار الرئيسي في كينيا، مما أدى إلى تحويل بعض الرحلات الجوية، حيث تم تداول مقاطع فيديو لمدرج غمرته المياه والمحطات وقسم الشحن عبر الإنترنت، وكذلك تضرر أكثر من 200 ألف شخص في جميع أنحاء كينيا من الفيضانات، حيث غمرت المياه المنازل في المناطق المعرضة للفيضانات ولجأ الناس إلى المدارس، وأصدر الرئيس ويليام روتو تعليماته إلى خدمة الشباب الوطنية بتوفير الأرض لاستخدامها كمخيم مؤقت للمتضررين.

 

 

غضب الطقس .. أسابيع من الأمطار

وتأتى تلك الأجواء في ظروف مناخية لمنطقة شرق أفريقيا بأكملها، إذ تشهد منطقة شرق إفريقيا الأوسع فيضانات بسبب الأمطار الغزيرة، حيث أفادت التقارير بمقتل 155 شخصًا في تنزانيا بينما تضرر أكثر من 200 ألف شخص في بوروندي المجاورة، وفى كينيا تحديدا، قتلت الفيضانات والأمطار الغزيرة ما لا يقل عن 70 شخصًا منذ منتصف مارس، حسبما قال متحدث باسم الحكومة، وهو ضعف العدد الذي تم الإبلاغ عنه في وقت سابق.

وشهدت الدولة الواقعة في شرق أفريقيا أسابيع من الأمطار الغزيرة والفيضانات الشديدة في العاصمة الكينية نيروبي، وكذلك في المناطق الغربية والوسطى من البلاد، وفي محاولة لتخفيف الآثار الكارثية، دحض المتحدث باسم الحكومة الكينية إسحاق موورا المزاعم بأن مئات الأشخاص لقوا حتفهم في الفيضانات المستمرة، وقال إن العدد الرسمي يبلغ الآن 70 شخصًا، فيما ذكرت محطة "سيتيزن تي في" المحلية أنه تم انتشال خمس جثث، من نهر في مقاطعة ماكويني شرقي البلاد، بعد أن جرفت الشاحنة التي كانوا يستقلونها عن جسر مغمور، وتم إنقاذ 11 آخرين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأمطار الغزیرة الأسبوع الماضى ظاهرة النینیو تغیر المناخ أمطار غزیرة من الأمطار على الأقل أدى إلى ألف شخص أکثر من

إقرأ أيضاً:

كيف نحمي كبار السن من أمراض الشتاء؟

تعتبر فئة كبار السن من الأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية واهتمام كبير، خصوصًا في حال معاناتهم من بعض الأمراض المزمنة أو المرتبطة بتقدم العمر، لذلك من المهم معرفة الطرق الصحيحة لحماية كبار السن من أمراض الشتاء خصوصاً في ظل التقلبات الجوية التي تشهدها البلاد خلال هذه الآونة.

طرق العناية بكبار السن من أمراض الشتاء.

- الانتظام في تناول غذاء صحي متوازن غني بالألياف والخضروات. والفواكه، إلى جانب الأغذية الغنية بفيتامين سي المتوفر في الموالح.

- الحرص على شرب 8 أكواب ماء يوميًا.

- الاهتمام بعدم تخفيف الملابس والالتزام بالملابس المناسبة حسب برودة الجو.

- الانتظام في رياضة مثل المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا.

- الحرص على تلقي التطعيمات المطلوبة للمسنين مثل تطعيم الانفلونزا والجرعة المنشطة لتطعيم الكورونا.

كيف نحمي كبار السن من أمراض الشتاء نصائح مهمة لكبار السن

- على كبار السن ضرورة الالتزام بالتواجد داخل المنازل، خلال سقوط الأمطار، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.

- على أصحاب الأمراض المزمنة، تجنب الخروج خلال سقوط الأمطار، أو انخفاض درجات الحرارة.

- الالتزام بارتداء الملابس الثقيلة، لمواجهة التقلبات الجوية في حالة الخروج، لتجنب الإصابة بالبرد وأمراض الشتاء.

كيف نحمي كبار السن من أمراض الشتاء

- خلال التعرض للبلل من الأمطار، يجب تغيير الملابس سريعا.

- الحرص على شرب كميات كبيرة من الماء، والسوائل الدافئة.

- احرص على تناول الأطعمة المفيدة للجسم، وشرب الحساء الساخن، لتقليل العدوى والأنفلونزا، وأمراض الشتاء.

- العمل على تحريك الأطراف بشكل مستمر، في اليدين والقدمين لتنشيط الدورة الدموية، وحمايتها من انخفاض درجات الحرارة، خاصة أن الجلوس الدائم في المنزل يصيب الجسم بالخمول.

كيف نحمي كبار السن من أمراض الشتاء كيف نحافظ على الصحة النفسية لكبار السن

يذكر أن وزارة الصحة كانت نشرت عدد من النصائح التي يمكن من خلال اتباعها الحفاظ على الصحة النفسية لكل من كبار السن والشباب وحتى الأطفال وتأتي كالتالي:

- ممارسة الرياضة بانتظام.

- تناول طعام صحي.

- الامتناع عن شرب الكحوليات.

- التعبير عن المشاعر.

- الاستمتاع بقضاء وقت مع العائلة والأصدقاء.

- الحصول على قسط كافي من النوم ولمدة 8 ساعات يوميًا.

اقرأ أيضاًلـ كبار السن والمرضى.. «الجوازات» تواصل تسهيل الحصول على خدماتها الشرطية

كاتب صحفي: الدولة المصرية تضع احتياجات كبار السن نصب أعينها

«الجوازات» تواصل تسهيل إجراءات الحصول على خدماتها لـ كبار السن والمرضى

مقالات مشابهة

  • الأرصاد كشفت السبب.. ما سر اختفاء الأمطار في القاهرة الكبرى؟
  • وصفه بـ «مسار الخضوع».. بن غفير ينفجر غضبًا من احتشاد الفلسطينيين خلال تسليم الأسرى
  • تعاون علمي بين جامعة البصرة والضفادع البشرية لاستكشاف المياه العراقية
  • كيف نحمي كبار السن من أمراض الشتاء؟
  • مختل ينهي حياته منتحراً داخل مستشفى بركان
  • جمال رائف: تعاون مصر وإفريقيا يعزز قدراتنا على مواجهة التحديات المشتركة
  • دراسة: الاحتباس الحراري فاقم شدة الحرائق المدمرة في كاليفورنيا
  • انتقال رسمي..زياش يبحث عن التألق في الخليج عبر بوابة النصر الإماراتي
  • المياه الوطنية توزع وتعالج أكثر من 5.8 مليار م3 من المياه في عام 2024 وتُنفّذ نحو 111 ألف توصيلة منزلية
  • “المياه الوطنية” توزع وتعالج أكثر من 5.8 مليار م3 من المياه في عام 2024 وتُنفّذ نحو 111 ألف توصيلة منزلية