الإعلام العبري يتحدث عن "خطة مصرية" بشأن أراض فلسطينية وموقف السعودية ودول أخرى منها
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية الاثنين عن مبادرة "طرحتها القاهرة على واشنطن"، بشأن "قوة عربية" في الأراضي الفلسطينية، إلا أن المملكة العربية السعودية ودولا أخرى رفضت الاقتراح.
إقرأ المزيدوكشفت هيئة الإذاعة الإسرائيلية عبر قناة "كان 11" عن مبادرة طرحتها مصر في اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالقاهرة مؤخرا، بشأن إمكانية تشكيل "قوة عربية" لحفظ السلام في الضفة الغربية وقطاع غزة، في حين عارضتها دول في المنطقة، من بينها السعودية والأردن وقطر.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون العربية روي كياس، للقناة العبرية، إن الدول العربية غيرت نهجها تجاه فكرة قوة حفظ السلام في قطاع غزة والضفة، مشيرا إلى أن مسؤولين رسميين من دول عربية سبق أن قالوا إنهم لن يؤيدوا فكرة وجود قوة دولية أو إقليمية في غزة، لكن بعض الدول العربية من بينها مصر خففت من هذا التحفظ، حتى تتمكن من تنفيذ "التزامها بحماية غزة" والوصول لعملية سلام شاملة.
وأضاف كياس، أنه ليس من الواضح من هي الدول العربية التي ستوافق على المشاركة في قوة حفظ السلام هذه، مشيرا إلى أن دبلوماسيا عربيا صرح لصحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية اليوم الاثنين، بأن مثل هذه البعثة يجب أن ترسل بعد موافقة مجلس الأمن ولفترة محدودة، ونقل عن مصدر عربي آخر قوله، إن مصر بادرت بطرح إمكانية تشكيل قوة عربية لحفظ السلام، في حين تعارضها دول أخرى في المنطقة، من بينها السعودية والأردن وقطر.
وأشار المحلل السياسي الإسرائيلي، إلى أنه قبل نحو شهرين، عقد اجتماع بين وزراء الدول العربية ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في القاهرة، وتم طرح مقترح لنشر قوات عربية في مناطق الضفة الغربية وغزة.
وأضاف: "اجتمع وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات مع بلينكن في القاهرة لتقديم رؤيتهم لحل القضية الفلسطينية في اليوم التالي لحرب غزة، وقدموا مقترحا حينها يتضمن عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة".
وقال دبلوماسي عربي مطلع على تفاصيل اللقاء لقناة كان العبرية إن الجانب العربي أبدى استعداده لنشر قوات أيضا في الضفة الغربية وليس فقط في غزة كجزء من الترتيبات الأمنية "لإطلاق عملية السلام الشاملة بين إسرائيل والفلسطينيين وتنفيذ حل الدولتين".
وأوضحت القناة العبرية أنه وفقا له، فإن تخوف الدول العربية هو أن تتعامل إسرائيل مع هذه الفكرة على أنها شيء تكتيكي ومؤقت، مما سيساعد الجيش الإسرائيلي على التعامل مع المشاكل والتحديات في غزة مثل مسألة توزيع المساعدات الإنسانية وليس كجزء من حل شامل واستراتيجي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما ترغب تلك الدول العربية في رؤيته.
المصدر : كان 11
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار السعودية الحرب على غزة قطاع غزة الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
ماريان جرجس تكتب: ويحكى معبر رفح روايات مصرية فلسطينية
تبرهن الدولة المصرية يومًا بعد يوم أنها اكتسبت خبرة واثُقَلت بما يكفي من مهارات، باتت تجعلها قديرة في التعامل مع الأزمات الإنسانية والتنموية ، وان رواية التنمية المصرية وحرب الوجود التي خاضتها الدولة المصرية داخليًا جعلت منها دولة مخضرمة في القضايا الوجودية .
بينما يجعجع ترامب بتصريحات هوجاء عن التهجير وعن طمس الهوية الفلسطينية للأبد ، تعتزل الدولة المصرية تلك المهاترات السياسية الخالية من المنطقية والعدل والتي تخالف كل المواثيق الدولية ، تصطف الشاحنات والمعدات الثقيلة إمام معبر رفح من الجهة المصرية ، والمنازل المتنقلة حتي يتسنى لأهل غزة العيش بها حتى إتمام إعادة الاعمار ، وكأن الدولة المصرية تضرب بعرض الحائط كل التصريحات الهوجاء التي تحاول تنفيذ المخطط الآثم الذي كاد الشرق الأوسط يتقسم من أجل إزاحة الفلسطينيين من أرضهم .
فكرة المنازل المتنقلة هي فكرة مصرية عبقرية ، تحل أزمة الوقت الذي يتحجج بها مناصرو التهجير ، فترامب قال أن تلك المنطقة أصبحت منطقة غير آهله للعيش الآدمي ، مدمرة بسبب الحرب وتحتاج إلى سنوات ومليارات الدولارات من أجل إعادة الاعمار .
كما يرسل ذلك الاصطفاف أمام المعبر اليوم العديد من الرسائل الرافضة للتهجير بشكل عملي ورفض بشكل قاطع للحيلولة دون المساس بأمن مصر القومي وبأراضيها وبالقضية الفلسطينية أو بالأحرى الهُوية الفلسطينية .
قد يُخيل للعالم أن الولايات المتحدة تستطيع ممارسة تلك الرعونة دون رادع لها ، ولكن في يد العالم العربي الكثير من كروت الضغط على العالم الغربي والولايات المتحدة الأمريكية كي تتوقف عن الحديث عن مخطط التهجير ، مثل الاستثمارات السعودية التي تداعب أحلام ترامب الاقتصادية الأمريكية ، كما أن لمصر رصيد كبير في العالم الغربي بفضل كثير من الملفات الناجحة والقضايا التي أدلت مصر بدلوها مثل قضايا الهجرة النظامية والإرهاب وتغير المناخ والمشروعات الخضراء وبذلك الرصيد تستطيع مصر تدويل القضية وتحصل على حشد دولي غربي رافض للتهجير الذي بات حلم ترامب الأوحد .
أما على الصعيد الدولي ، فلدى مصر حليف وصديق استراتيجي سياسي مهم جدًا ، يمكن إدخاله في تلك المرحلة ؛ إلا وهو الصين ، فالصين تعترف رسميًا بأن غزة هي ملك لأهلها رافضة لسيناريو التهجير كما أنها من رواد إعادة الأعمار والاستثمار في البنية التحتية ، وهنا تتوافق المصالح السياسية مع الاقتصادية ، فما أفضل أن يتم إعادة اعمار غزة بشكل سريع بأياد مصرية عربية وبالشراكة مع الشركات الصينية
فمصر أثبتت بالتجربة العملية أن التنمية والبناء هما حائط الصد أمام الإرهاب والاحتلال والتهجير والتدخل الغربي ، فكما كانت التنمية في سيناء هي حائط الصد أمام عودة الإرهاب مرة أخرى إلى سيناء ستكون أيضا التنمية هي المانع ضد التهجير .