هند عصام تكتب: حتى سندريلا أصلها فرعوني
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
حتى سندريلا أصلها فرعوني ليس عبثاً عندما صرحت من قبل إننا دائما أول شيء في كل شيء ،فكل شيء وله أصل وعندما نبحث علي أصل كل شيء نجد أنه مصري فرعوني وكنا قد نعتقد أن الأوروبيين هم من أبدعوا قصة سندريلا، لكن اتضح أن للحقيقة وجوها أخري وهي أن القصة أصلها موجود ضمن مجموعة برديات «شستر بيتي» المحفوظة فى المتحف البريطاني ، وذلك الفضل يعود للباحثين في آثار القدماء المصريين .
واكتشف ذلك بعد إزاحة الستار والغبار عن الكثير من أسرار قصص وحكايات أجدادي القدماء المصريين ومن ضمن هذه القصص كانت قصة سندريلا وهى واحدة من القصص التى تركها لنا أجدادنا المصريون القدماء .
ويقال إن رواية سندريلا الشهيرة في الأدب العالمي قد وردت في الأعمال الأدبية المدونة في البرديات المصرية القديمة وتعود إلى عصر الأسرة الـ14 في القرن السادس والعشرين قبل الميلاد وتم ترجمتها إلى عدة لغات، في العصور الحديثة ،كما وُجدتْ لها أكثرمن نسخة يرجع بعضها إلى العصر المتأخر.
وقد تختلف القصة في بعض تفاصيلها بينما المضمون واحد ولكن هنا سوف يتم السرد علي طريقتي الخاصة .
تبدأ حكاية سندريلا مع أحد أواخر ملوك مصر القديمة، ويُدعى الامير "أماسيس" و كان يخشى هذا الملك أو الأمير على مصر من تهديدات الملك "كسرى" ملك الفُرس، ولذلك أعلن عن ترحيبه بأي إغريقي للعيش في مصر أو التجارة بها والعمل فيها، وأمر بتخصيص مدينة كاملة للإغريق و سُميت هذه المدينة "نكراتيس". وفي تلك المدينة التي خصصها الملك للإغريق ، كان يعيش هناك تاجر يدعى "كاراكسوس" ، و كان يمشي في سوق المدينة يومًا ما، فرأى حشدًا من الناس يتجمعون حول منصة لبيع العبيد، فألقي نظره معهم، ففوجيء بهذه الجارية شديدة الجمال، التي دلّت بشرتها البيضاء وخدّاها المتوردان على أنها إغريقية، ولكون "كاراكسوس" تاجر ثري، استطاع بكل سهولة أن يفوز بالمزاد، وآلت إليه الجارية في النهاية.
وكان لا يعلم كاراكسوس إنها سوف تصبح سندريلا رواية وتاريخ يروي ويحكي عبر الزمن والتاريخ ويحكي أن سندريلا كانت فتاة فقيرة أنقذها ملاك طيب من قسوة زوجة أبيها والعذاب والقسوة التي تعرضت إليها إليّ أن أصبحت سندريلا.
ويقال إنه قد عثر على نسخة غير كاملة من رواية سندريلا في عصر الدولة الحديثة تصف أساليب التعذيب والإهانة التي عوملت بها الفتاة من جانب زوجة أبيها وبناتها.
وكانت الفتاة التي كانت تُدعى "رودوبيس" وهي سندريلا في عالمنا روت لـ«كاراكسوس» الذي قام بشرائها قصتها فأشفق عليها و أُعجب بها، ومن ثم أحبها بشدة، ووهبها بيتًا جميلًا، ووصيفات يقومن علي خدمتها ، ودللها كما لو كانت ابنته.
وفي يوم من الأيام، وبينما كانت تستلقي رودوبيس "سندريلا" في حوض استحمامها بحديقتها الخاصة، وحولها وصيفاتها يحملن ملابسها وحزامها وحذاءها الأحمر، إذ يهبط نسر من السماء كان يحوم حولهم مهاجمًا أياهن، وصعقت الوصيفات وفرت هاربة وتركت ملابس رودوبيس ومن ثم حذائها ، فيلتقط النسر فردة من حذاء رودوبيس الأحمر ويطير بها محلق في السماء .
و طار النسر وطار حتى وصل إليّ مدينة ممفيس، وهبط هناك في قصر الفرعون "أماسيس" و بينما كان يجلس في حديقته الواسعة الجميلة ، ألقي النسر إليه حذاء رودوبيس وطار، و انبهر الفرعون بما حدث، وأعجب بجمال الحذاء ، واعتقد أن تلك رسالة من الإله حورس وأيقن أن صاحبته رائعة الجمال، فأرسل حراسه بالحذاء في جميع المدن ليبحثوا عن صاحبته ويحضرونها لتكون عروس الفرعون التي أهداها له الإله حورس.
وانتشر الجنود و الحراس يبحثون في جميع المُدن هيليوبوليس، تانيس، كانوبيس، حتى وصلوا إلى نكراتيس، وهناك عرفوا بقصة الفتاة الإغريقية والتاجر، فذهبوا إلى بيته، وعندما رأت "رودوبيس" حذائها الأحمر، صاحت وأخبرتهم أنه حذائها ، ومدت قدمها لتريهم أنه يناسبها ، وأرسلت إحدى وصيفاتها لتحضر فردة الحذاء الأخرى، فتأكد الحراس بأنها الفتاة المقصودة ، فأخبروها بما قاله الفرعون، وأنها يجب أن تأتي معهم لتكون عروس الفرعون، وهكذا ودّعت "رودوبيس" التاجر الذي احبها مثل ابنته وذهبت إلى ممفيس.
و عندما رأى الأمير "أماسيس" الفتاة رودوبيس سُلب عقله من شدة جمالها، ووقع في غرامها من أول نظرة وأيقن أن الآلهة هي من أرسلتها له، وأنهم من دبروا ما حدث ليتم هذا الزواج ،
وعندما جلست رودوبيس مع الأمير عن قرب طلب منها أنْ تحكى له قصتها وقصة هذا الحذاء، وكل ما حدث لها فترفض رودوبيس الإفصاح عن سوء معاملة زوجة أبيها لها وما تعرضت له من قسوة وعذاب ويحترم الأمير رغبتها ويطلب منها الموافقة على الزواج منه، ويكلف الأمير أحد الموظفين بشراء بعض المجوهرات هدية الزواج، وعندما رأت رودوبيس المجوهرات تصيح بعفوية إنها مجوهرات والدتي، وكانت زوجة الأب بعد أنْ سرقتْ المجوهرات ذهبت إلى محل جواهرجى واستبدلتها بمجوهرات أخري، وطلب الأمير من رودوبيس أنْ تفسّر له هذا الأمر وما حدث معها ، و لكنها رفضتْ الإفصاح فأمر الأمير بإحضار تاجر المجوهرات، وسأله عن مصدرها فذكر له ما حدث بان هناك سيدة تدعي "سنشاس" وهي زوجة والد رودوبيس الامير سنوفر التى طلبتْ استبدال المجوهرات، فطلب الأمير إحضار زوجة الأب التى اعترفتْ بالواقعة وما فعلته مع رودوبيس.
وأمر الأمير بطرد زوجة الأب من القصر، على أنْ تعيش فى كوخ لمدة عشر سنوات عقابًا لها على ما فعلته برودوبيس. لكن رودوبيس طلبتْ منه العفو عنها، فأصرّ الأمير على قراره، وأصرّتْ رودوبيس على رأيها، وحسمتْ الموقف بأنّ زواجها من الأمير لا يُمكن أنْ يتم إلاّ بعد العفو عن زوجة أبيها، فوافق الأمير على طلبها وتم الزواج وذلك تنفيذا لوصية والدتها عن أهمية الحب والتسامح بين البشر، ومن ثم تم الزواج بسعادة وسلام و أعلنها ملكة والسيدة الحاكمة لمصر، وعاشا الاثنين معًا بسعادة، وماتا قبل عامٍ من غزو «قمبيز» الفارسي لمصر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: زوجة أبیها ما حدث
إقرأ أيضاً:
نجاة عبد الرحمن تكتب: ماذا قدمت مصر لفلسطين؟
سبق و تحدثت في ذلك الأمر مرارا و تكرارا، لتذكير الفئات الضالة التي تزايد على الدور المصري و تتغافل عن عمد ما دفعته الدولة المصرية منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا من أجل إصلاح الشأن الفلسطيني و العربي.
في عهد الملك المصري فرعون مصر تحتمس الثالث خاض معركة مجدو من أجل حماية أرض كنعان التي تضم فلسطين، سوريا، أرض الشام، من هجمات الطامعين، و خضعت أرض كنعان للسيادة المصرية بحثا عن الأمان و الاستقرار الذي تنعموا به من وجودهم تحت الولاية المصرية في ظل حكم الفراعنة.
شعر الكنعانيون بتحسن كبيرا في أحوالهم ورواج و تشجيع تجاراتهم و صناعاتهم من قبل ملوك مصر خلال العصر الفرعوني، و ظلوا يحتمون و يشعرون بالأمان في كنف المصريين خوفا من هجمات المحتلين و الغزاة، كانت مصر بالنسبة لهم الحصن الحصين و القلعة الحصينة و أسطول الحماية التي لا تضاهيها قوة أخرى على وجه الأرض.
وظلت أرض كنعان تنعم بالحماية المصرية حتى العصر الحالي مع تغير المسميات، و مازالت مصر تفدم الكثير و الكثير لصالح القضية الفلسطينية، و خاضت من أجل فلسطين عدة حروب، التي كان من أهمها حرب 1948. لطرد العصابات الصهيونية و منعها من الاستيطان على أرض فلسطين، خاضت مصر تلك الحرب مع ضعف الإمكانات العسكرية نتيجة للاحتلال الذي كان مسيطرا عليها حينذاك، و بالرغم من ذلك استمرت الحرب نحو عام حيث بدأت في 12 مايو عام 1948 حتى 29 مارس عام 1949، فقدت خلالها مايقرب من 6 الأف شهيدا، في الوقت الذي قامت دولة عربية تشترك مع فلسطين في الحدود بالاتحاد مع بريطانيا للسيطرة على الضفة الغربية لمنع اقامة دولة فلسطينية و إتاحة الفرصة للعصابات الصهيونية للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، و بناء المستوطنات، لضياع حقوق الشعب الفلسطيني.
لم تكتف مصر بما قدمت بل سعت خلال عقود بتقديم سلسلة من المساعدات و المبادرات و المفاوضات من أجل فلسطين و السعي نحو تحريرها
و مازالت الداعم الأول لـ القضية الفلسطينية، و تسعى بكل السبل استعادة حقوق الشعب الفلسطيني رغم محاولات المزايدة التي تقوم بها الفئات الضالة على دور مصر.
تحركت الدولة المصرية على كافة الجبهات من أجل دعم الشعب الفلسطيني على كافة الأصعدة الإنسانية و السياسية، و قدمت جهود كبيرة لاقت إعجاب روبير مارديني رئيس العمليات لمنطقة الشرق الأوسط باللجنة الدولية للصليب الأحمر، الذي أشاد بالتعاون الوثيق بين اللجنة والدولة المصرية، لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في أزمته الراهنة، خلاف الزيارات الدبلوماسية و استقبال المصابين بالمستشفيات المصرية، و تقديم قوافل إغاثية من أدوية و مواد غذائية، و استقبال الفارين من جحيم العدوان الصهيوني و إيوائهم.
فضلا عن دور الدولة المصرية في وقف إطلاق النار و إنقاذ الأرواح الفلسطينية، ونجاحها في تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطينية، وتبادل الأسرى بين الجانبين، وإعادة إعمار غزة.
كما نجحت الدولة المصرية في رأب الصدع و توقيع اتفاقية المصالحة بين فتح وحماس. و تشكيل حكومة الوفاق 2017، و التوصل لوقف فوري لإطلاق النار بين العصابات الصهيونية و الجانب الفلسطيني، و قدمت مصر خلال عام 2021 مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لمصلحة عملية إعادة إعمار غزة خلاف المساعدات الإنسانية، و تدخلت أيضا لوقف إطلاق النار خلال أغسطس عام 2022، 2023. 2024 عدة مرات إلا أن خروقات الاتفاقات من الجانبين وراء استمرار النزيف الفلسطيني.
لا توجد دولة عربية قدمت للقضية الفلسطينية ما قدمته مصر عبر عصورها، يكفي أن المواطن الفلسطيني يعامل كمواطن صاحب البلد و ليس لأجيء كما يعامل في دول أخرى لا تسمح لهم بالعبور داخل البلاد بل يقومون بنصب خياما لهم على الحدود تحت زعم حفظ الأمن القومي للبلاد.
حفظ الله مصر و كفاها شر كيد الكائدين و مكر الخبيثين.