تشريد 5 أسر بعد انهيار عقار فى سقيل بأوسيم.. والأهالى: «ننام فى الشارع» (فيديو)
تاريخ النشر: 31st, July 2023 GMT
سيدة تجاوزت الـ80 من عمرها وحفيدها ينامان فى الشارع، الأهالى يعرضون عليهما المساعدة، تقسم بأن راحتها على سريرها داخل منزلها الذى شُمع بسبب انهيار عقار ملاصق لها، وكادت حياتها و10 أسر أخرى تنتهى تحت الأنقاض لولا انتباههم إلى صوت طقطقة المبنى المكون من 4 طوابق فى ساعة مُبكرة، ليهرول كل من بالحارة على الطرقات لينأى بنفسه من موت محقق.
أخبار متعلقة
ضحية البلطجة بالغربية.. قتلوه لرفضه بيع المخدرات
«مصيبة» ينهى حياة «دبشة» بطلق خرطوش ويتصل بالشرطة: «مرضيش يتكلم معايا»
السجن عامين للمتهم بدهس حفيد الفنانة شريفة فاضل
هنا حارة ضيفة مساحتها لا تتجاوز الأمتار الأربعة، وآثار ركام العقار المنهار بمنطقة سقيل بأوسيم فى الجيزة تشهد على الكارثة، والمنازل المحيطة مغلقة بالشمع الأحمر، وقاطنوها غاضبون ويفترشون الشوارع أحيانًا للنوم، ويلقون بالمسؤولية على رجل اشترى عقار بالحارة وهدمه، وكان يقول لهم: «معايا ترخيص»، رغم عمله بعد منتصف الليل، ما أدى إلى سقوط المنزل المنكوب وتشريد 5 أسر.
على سليم، فى الصباح الباكر، جلس إلى جانب جدته على عتبة منزلهما الملاصق لبيت جارهما «محمد»، سمعا صوت انهيار طوب طلا بنظريهما كان عقار الجار يسقط على الأرض، الشاب حمل «العجوز» وصرخ فى أهل بيته وجيرانه «كله يخرج بره، البيت بيقع، الحارة كلها بيوتها هتقع علينا»، يحكى: «لقيت كل السكان نازلين وكانوا سمعوا زينا صوت طقطقة الجدران وانهيارها».
انهيار عقار في سقيل بأوسيم
قبل عامين، اشترى رجل عقارًا فى الحارة ملاصقًا للمنزل المنهار، هدمه عن آخره، والأهالى كانوا يحذرونه: «هنا البيوت لازقة فى بعض، وآيلة للسقوط فى أى لحظة»، ولم يستجب لكلامهم حتى فعل ما يريد وأكمل أن حفر لأساسات البناء حتى دق «عامل» بهيلتى كهربائى فى الأرض جوار أساس منزل «محمد» فسقط على الأرض فى لمح البصر، لتحل المصيبة على قاطنى الزقاق الضيق.
«سليم» وأفراد أسرته البُسطاء يكلفهم نومهم فى الشارع تارةً ولدى جيران تارة أخرى، نحو 600 جنيه فى اليوم الواحد، وهو ما يفوق قدرتهم المالية، يقول: إننا نضطر لشراء مأكولات جاهزة وباهظة الثمن ولا تسد الجوع، ونجد حرجًا فى الاستحمام لدى أحد مع حرارة الجو المرتفعة وملابسنا ومتعلقاتنا جميعها داخل بيتنا الذى تم تشميعه مع 5 منازل أخرى، ومنعنا من دخوله لحين حضور لجنة هندسية لمعاينة العقارات وبيان سلامتها من عدمها.
انهيار عقار في سقيل بأوسيم
انهيار عقار في سقيل بأوسيم
تنتاب الأسرة المُشردة حالة من الغضب بعد قول المتسبب فى انهيار العقار: «هعوضكم بفلوس»، يردون عليه «هتدفع لمين ولا لمين؟»، يطالبون بترميم منازلهم والعودة إليها: «إحنا ناس على قد حالنا، ولا مأوى لنا غير بيوتنا وأكل عيشنا كله هنا».
الشاب «سليم» يعاود حديثه عن مشترى العقار الجديد الذى كان يحفر ولم ينبه الأهالى إلى عمله، وحتى حين سقط المنزل الملاصق له لاذا بالفرار مع «العامل» لينجو بنفسه دون اعتبار للجيران، يشير إلى أن الناس كانت نائمة وقاطنو المنزل المنهار نزلوا على السلالم وكانت أرواحهم تزهق ومنظرهم كان يقطع القلب وهم يحتضنون أولادهم ويحمدون ربهم على نجاتهم رغم تركهم متعلقاتهم وانهيار البيت عليها.
ولم تكن الكارثة أقل وطأة لدى بيت أحمد محمد، الذى استيقظ باكرًا مع أشقائه الأربعة للتوجه إلى مستشفى الأورام مع والدتهم «العجوز»، ولولا انتباههم لانهيار منزل جارهم لمات أحدهم على الأقل، يقول إن أمهم إثر مرضها عادة لا تصحو فى الصباح حيث تقضى ليلها مستيقظة.
يشير «محمد» إلى أن مكوثهم فى الشارع لأيام عدة مع أمهم فاقم من الكارثة عليهم، بخلاف المصاريف وتنقلاتهم لأعمالهم.
انهيار عقار في سقيل بأوسيم
انهيار عقار انهيار عقار اليوم انهيار العقارات في مصر مسلسل انهيار العقارات الآيلة للسقوط عقار عقار منهار عقار سقيل سقوط عقار في الجيزة حوادث الجيزة أخبار الحوادث أخبار الحوادث في مصر اليوم حوادث
المصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين انهيار عقار انهيار عقار اليوم عقار حوادث الجيزة أخبار الحوادث حوادث زي النهاردة فى الشارع عقار ا
إقرأ أيضاً:
كأسك يا وطن
لست بخير كالعادة منذ سنوات.. نشرات الأخبار العربية الحزينة باتت بالنسبة لى مكمن المرض اللعين الذى نخر فى أعصابى وتفكيرى.. ولم يعد يفلح فيها مسكنات الأمل وأدوية المستقبل المشرق وحبوب الوحدة العربية.. فلن تكفى أدوية العالم الشحيحة من العدل والرحمة ان تعالج حالات الخذلان المتكرر التى تنتابنى حالياً بشكل يومى.
فى فترة الثمانينيات من القرن الماضى كنت طالبة بجامعة القاهرة وكانت مسرحية «كأسك ياوطن» للكاتب السورى الكبير «محمد الماغوط» تكتسح مسابقات الفرق المسرحية المتنافسة على مستوى الجامعات المصرية، لا أتذكر بالضبط كم مرة شاهدتها أو شاهدت عدد البروفات التى كانت تقام على مسرح كلية تجارة أو مسرح كلية حقوق.. فى كل مرة مع انتهاء العرض لا بد أن تدمع عيناك باللاشعور، حتى أن أحد النقاد قال ممازحاً ما معناه أنَّ الماغوط يقدم لك صحن البصل المقشر طازجاً مع كل سطر تقرأه.
أو كما تحدث الكاتب خضر الماغوط أبن عمه قائلاً: «عندما تقرأ محمد الماغوط تدمعُ عيناك لأنك ستضحك أولا وأنت تقرأ السخرية من الوضع القائم من حولك، ثم سرعان ما ستبكى عندما تكتشف أنك أنت المعنى شخصياً فى كتاباته، أنت الإنسان المهزوم دائماً الذى يتراقص من حولك الأقزام الذين هزموك سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً حضارياً، إلى كلّ مجالات الانهزام».
هل تحررت سوريا حقاً بعد سقوط نظام بشار الأسد ؟ لا أدرى كيف تكون إجابة هذا السؤال وتركيا مسيطرة وروسيا متداخلة وإسرائيل اللعينة نصبت الشرك على الحدود!!
فعلى الرغم من بصيص النور الذى انفتح على سجن «صدنايا» المرعب فخرج على أثره آلاف المسجونين ليروا السماء ولسيستنشقوا الهواء لأول مرة منذ سنوات بعيدة كانوا فيها رهائن قبورهم وزنازينهم تحت الأرض، تجسدت حجم الخسائر الروحية فى تلك الشابة السورية التى دخلت المسلخ البشرى «صدنايا» فى عمر التاسعة عشرة وخرجت وهى فى الثانية والثلاثين من عمرها وفى يدها ثلاثة أطفال لا تعرف من والدهم من كثرة تعرضها للاغتصاب.
أتذكر ما كتبه الشاعر الكبير «محمد الماغوط» فى نص «سياف الزهور»: آه يا وطن الأسلاك الشائكة والحدود المغلقة.
والشوارع المقفرة
والستائر المسدلة
والنوافذ المطفأة
أما من حل وسط بين الكلمة والسيف
بين بلاط الشارع وبلاط السجن
سوى بلاط القبر؟
أيتها الأمة الكذوبة
أين اجدادى الصناديد الكماة
وما الذى يؤخرهم؟
أشارات المرور؟
هل تحررت سوريا حقاً بعد سقوط نظام بشار الأسد؟ يطمئننى التاريخ بحكاياته ويؤكد لنا دوماً ان الطغاة يرحلون وتبقى الشعوب تقاوم الظلم والقهر وتنتصر فى النهاية، فهناك فى ريف دمشق وحماة واللاذقية وحمص وحلب أغنية للحرية بين الدروب وعلى شرفات المنازل المزينة بزهور الياسمين، أو كما يصدر الشاعر السورى الكبير «نزار قبانى» القدرة على الصمود فى قصيدته الشهيرة «آخر عصفور يخرج من غرناطة»:
أعجوبةٌ أن يكتب الشعراء فى هذا الزمان.
أعجوبةٌ أن القصيدة لا تزال
تمر من بين الحرائق والدخان
تنط من فوق الحواجز، والمخافر، والهزائم،
كالحصان
أعجوبةٌ.. أن الكتابة لا تزال..
برغم شمشمة الكلاب..
ورغم أقبية المباحث،
مصدراً للعنفوان...