أوبراليون عالميون يقدمون أول أوبرا سعودية بالعربية
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
متابعة بتجــرد: يتواصل في السعودية حتى السبت 4 مايو/أيار الجاري عرض “زرقاء اليمامة”، وهي “أول أوبرا سعودية والأكبر باللغة العربية”.
بدأ العرض في مركز الملك فهد الثقافي بالعاصمة الرياض في 25 أبريل/نيسان الماضي، ويصدح فيه أوبراليون عالميون بالنص العربي “زرقاء اليمامة”.
ويتغنى بعضهم للمرة الأولى بلغة الضاد من خلال “أول أوبرا سعودية والأكبر باللغة العربية”، وهي من إنتاج هيئة المسرح والفنون الأدائية، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وتقدم أول أوبرا سعودية معالجة بصرية وسمعية للقصة الأسطورية التي تضبط إيقاعها شخصية تاريخية من أرض شبه الجزيرة العربية، وتروي فصول الصراع الإنساني في كثير من منحنيات القصة، ودراما يقدمها نجوم عالميون ومواهب سعودية صاعدة، تجسّد قدرة الفن على تجاوز الحدود والارتقاء بالروح الإنسانية.
والعرض عبارة عن لوحة فنية درامية، تستنطق التاريخ وتستعيد أحداثا في العصر الجاهلي (ما قبل الإسلام أي ما قبل القرن السابع الميلادي)، لعنزة بنت لقمان بن عاد، وهي امرأة ذات عيون زرقاء جمعت حدة البصر والبصيرة ولُقبت بـ”زرقاء اليمامة”.
وعنزة امرأة حكيمة من قبيلة جديس، أنذرت قومها من غزو وشيك، لكنهم لم يصدقوها واتهموها بالخرف، فباغتهم الأعداء وقضوا عليهم، فباتت قصتها متوارثة يُضرب بها المثل.
وعرض “زرقاء اليمامة” من تأليف الشاعر والكاتب السعودي صالح زمانان، وتأليف الموسيقى للملحن الأسترالي لي برادشو، والمخرج هو السويسري الإيطالي دانييل فينزي باسكا.
وحول الغناء الأوبرالي باللغة العربية، ذكر المخرج الفني للعمل إيفان فوكسيفيتش بأنه “عندما عرضت عليهم فكرة إنتاج أوبرا باللغة العربية، كان السؤال الأول هو: كيف يمكن دمج اللغة العربية بالثقافة الأوروبية؟”، موضحا أن الفريق قام بتطويع اللغة العربية عبر كتابتها بالأحرف اللاتينية ليستطيع المؤدون من غير العرب النطق بها.
ويؤدي المقطوعات الموسيقية أوركسترا دريسدن سينفونيكر والجوقة الفلهارمونية التشيكية، وأسهمت مصممة الأزياء جيوفانا بوزي وفريقها في تصميم أزياء تعكس روح الأوبرا والجماليات البصرية لعصر ما قبل الإسلام.
واستوحى لي برادشو المقطوعة الموسيقية من عناصر في الموسيقى العربية والتراث السعودي، إذ أمضى شهورا في المملكة للتعرف إلى تراثها الموسيقي.
وتزخر القصة بتشويق وتراجيديا، مما أعطى الكورال والأوركسترا مجالا واسعا لخطف اهتمام الجماهير الطامحة لعيش تجربة ثقافية مختلفة تجمع بين المأثور الراسخ والفن الشامخ.
واستغرق الإعداد للعمل سنوات عدة، وفقا للرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية سلطان البازعي الذي أكد أن العمل يضم مجموعة من الجنسيات المختلفة تبلغ 18 جنسية تشارك في الإخراج والصوت والموسيقى والتمثيل، ويمثل مرحلة جديدة للثقافة السعودية، تتجسَّد فيها أشهر القصص الروائية والتراثية الثقافية وفق أعلى المعايير العالمية.
وتؤدي الأوبرا أسماء عالمية بارزة منهم مغنية الميزو سوبرانو الشهيرة سارة كونولي التي تعلمت العربية خصيصا لأداء دور “زرقاء اليمامة”.
ويشارك في العرض الفنانون أليكساندر ستيفانوفسكي، وأميليا وورزون، وسيرينا فارنوكيا، وباريد كاتالدو، وجورج فون بيرغن، والمواهب السعودية خيران الزهراني، وسوسن البهيتي، وريماز عقبي، والعشرات من المؤدين السعوديين.
ويبلغ عدد الممثلين الإضافيين في العمل نحو 100 وحوالي 12 طفلا، فيما يبلغ عدد عازفي الأوركسترا 62.
وقالت سوسن البهيتي لصحيفة “الوطن” السعودية الأربعاء، مشيدة بـ”زرقاء اليمامة”، إن “الأوبرا منشأها إيطالي، فنجد محتوى كبيرا من الأوبرا باللغة الإيطالية، وكذلك الألمانية والفرنسية والروسية، وبفخر يمكننا القول اليوم باللغة العربية”.
وعبر “زرقاء اليمامة”، تهدف هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية، وفق بيان سابق، إلى التعريف بالتراث الثقافي السعودي والعربي، وتوظف التراث الموسيقي والاستعراض لرفع إقبال الجمهور على فن الأوبرا.
وتهدف هيئة المسرح والفنون الأدائية عبر أوبرا (زرقاء اليمامة) إلى التعريف بالتراث الثقافي والعربي، وإثراء المشهد الثقافي الوطني، واستلهام أعمال فنية خالدة من القصص العربية، وصناعة عمل أوبرالي يوظف التراث الموسيقي والاستعراضي، سعياً إلى رفع إقبال الجمهور على فن الأوبرا، وتقديم أفضل التجارب الفنية والثقافية.
وتسعى إلى تعزيز الحراك الثقافي، وإبراز المواهب الوطنية، وتعزيز التبادل الثقافي الدولي، بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة.
وتولي السعودية أهمية للثقافة والفنون، لتنويع وتوسيع مصادر الدخل، بعيدا عن الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات، ضمن “رؤية المملكة 2030”.
وحسب الرئيس التنفيذي للهيئة سلطان البازعي، في تصريح صحفي، فإن “زرقاء اليمامة” ثمرة عمل استمر سنوات، جرى فيها تطوير كل تفاصيله باهتمام بالغ.
وأضاف أن هذا العمل يجسد مأساة دامية، ويصور التاريخ القديم، ويرمز في الوقت نفسه لأحزان الإنسان المعاصر في العالم، دون أن يخلو من طيف الأمل، الذي يبشر بغد مزدهر.
وتنتشر دور الأوبرا في مدن عربية، منها القاهرة ودمشق ومسقط ودبي، وتبني السعودية حاليا دار أوبرا على أحدث طراز، في إطار إعادة تطوير منطقة الدرعية التاريخية المدرجة ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
تجربة ثقافية فريدة في ثالث ليالي عروض #أوبرا_زرقاء_اليمامة ????
كونوا على الموعد واحجزوا تذاكركم الآن ????️ https://t.co/Wi2iLCYJkB
#هيئة_المسرح_والفنون_الأدائية pic.twitter.com/UuV3TcOjoa
#أوبرا_زرقاء_اليمامة في عرضها الأول على مسرح مركز الملك فهد الثقافي ✨????
لحجز التذاكر ????️https://t.co/Wi2iLCYJkB#هيئة_المسرح_والفنون_الأدائية pic.twitter.com/dAV8OlchY9
المصدر: بتجرد
كلمات دلالية: هیئة المسرح والفنون الأدائیة باللغة العربیة زرقاء الیمامة
إقرأ أيضاً:
لقاء جدة مظلة سعودية لأمن واستقرار لبنان وسوريا
كتب وجدي العريضي في" النهار": شكّل تأجيل زيارة الوفد اللبناني الأمني إلى دمشق، والذي كان مدار إهتماماللبنانيين بعد تأجيله، ومن ثم انعقاده في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية ، علامة فارقة إذ لأول مرة تنعقد مثل هذه اللقاءات اللبنانية-السورية في دولة عربية، لاسيما معظم الزيارات الوفود اللبنانية السياسية والأمنية والاقتصادية تصب في العاصمة دمشق، وحتى الساعة لم يأت أي مسؤول سوري لزيارة بيروت، ما ترك تساؤلات حيال العلاقة التي تطورت سلباً في الآونة الأخيرة، وتحديداً على الحدود بين البلدين، إضافة إلى ما جرى في بلدة حوش السيد . وجاء انعقاد اللقاء في مدينة جدة ليؤكد المؤكد وفق مصادر متابعة للزيارة " لـــ النهار"، بما معنى أن المملكة العربية السعودية حريصة على علاقة لبنان وسوريا، لما يشكل ذلك عامل أمان واستقرار لكلا البلدين ، فكان الاجتماع في مدينة جدة من قبل الوفدين اللبناني والسوري، بمعنى المملكة شكلت مظلة واقية لهما أمنياً وحدودياً واقتصادياً وعلى كافة المستويات، فماذا جرى في لقاء جدة ؟مصادر مقربة من السفارة السعودية في بيروت تؤكد " أن المملكة حريصة على سلامة كل الشعوب العربية، وعلى الأمن والاستقرار في لبنان ودمشق، وهي تدرك تاريخياً بأن أمن لبنان من أمن سوريا والعكس صحيح، فلذلك كان اللقاء في مدينة جدة برعاية سعودية، ليس مرده أنه ثمة قطيعة بين لبنان وسوريا، بل أن يكون هناك ضمانات واجتماعات تعطي نتائج إيجابية، وهذا ما حصل، إذ أتفق على ثلاث مسائل أساسية ، أولاً الحدود بين البلدين، ومن ثم الترسيم البري، إضافة إلى موضوع النازحين الذي له بعد إنساني، ويحتاج إلى جهد وتوفير المناخات الملائمة ، أي بعد بدء عملية الإعمار في سوريا، إنما حتى الساعة فموضوع النازحين سيبقى على ما هو عليه، إلا في حال قرر البعض العودة الطوعية.
وتضيف المصادر في موضوع ترسيم الحدود ، اتفق على تشكيل لجان مشتركة من المختصين لتنطلق هذه العملية ، فيما الأهم هو الاستقرار الأمني، أي أن يكون هناك إشراف من الجيشين اللبناني والسوري على ما يجري على الحدود ، خصوصاً أن الجانب السوري يرفض أي سلاح غير شرعي في لبنان وسوريا، وبمعنى أخر القصد حزب الله، لاسيما بعد تدخله في سوريا من منطقة القصير وعلى الحدود المتاخمة والتي تسمى ببلدات العشائر وسواها، إلا أنه ثمة مستودعات ذخيرة لحزب الله وسلاح ومنصات صواريخ، منها انطلق الحزب باتجاه القصير والمدن السورية وصولاً إلى دمشق وحمص وحلب وسواهم ، فعلى هذه الخلفية تم الإتفاق بأن يكون هناك زيارات متبادلة بين الجانبين الأمني والسوري ، وأن تبقى الرعايا السعودية موجودة لتوفير الأمن والاستقرار في لبنان وسوريا.
وتخلص المصادر مشيرة، أن لقاء قريباً سيعقد بين مسؤولين لبنانيين وسوريين، وأن مدير عام الأمن العام اللواء حسن شقير، سيتابع موضوع الحدود والإشراف عليه، وستتغير الأجواء عما كانت عليه ، أي تسهيل مرور اللبنانيين إلى سوريا والعكس صحيح ضمن الآليات المتبعة والقوانين المرعية الإجراء، بمعنى عدم دخول أي سوري إلى لبنان بطرق غير شرعية، ما سيتولاها الأمن العام، في حين المسائل الأساسية والتي هي نقاط خلاف، ستكون ضمن اهتمام سعودي، ومواكبة ومتابعة للقاء جدة ، وتحديداً ترسيم الحدود البرية وضبط الوضع على الحدود المتاخمة في منطقة الهرمل ، حيث ثمة نفوذ لحزب الله ، بمعنى وقف أي أعمال عدائية باتجاه سوريا، وأن يكون هناك إشراف من الجانب اللبناني والسوري.
واخيراً، تؤكد المصادر أن لقاء جدة أسس لمرحلة إستقرار على الحدود بين لبنان وسوريا، و فتح الطريق لتسهيل حلحلة الملفات العالقة.
مواضيع ذات صلة السعودية تؤكّد دعمها الكامل لكل ما يحقق أمن واستقرار لبنان وسوريا Lebanon 24 السعودية تؤكّد دعمها الكامل لكل ما يحقق أمن واستقرار لبنان وسوريا