سرديات الجيوبوليتيكيا: تغير البرادايم الدولي- السردية الاولى
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
د. عمرو محمد عباس محجوب
(1)
أتاح لي الزمن الكافي وعدم الانشغال باليومي وانغماسي في جيوبوليتيكا العدوان الصهيوني الامبريالي و انشغال ابناء المنطقة في تأمل التغيرات التي دفعت بها ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ في قطاع لايتجاوز مساحته ٣٦٥ كيلومتر مربع، لتعيد تعريف هوية ووظائف الكيان الصهيوني ودول طوقه وبالتالي تعريف اغلب الدول المحيطة، سقطت كل سرديات الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة وتحتاج لاعادة التعريف، سرديات الامم المتحدة ومجلس الامن والمنظمات الدولية كافة انكشف قناعها وعادت لمجرد ترتيبات توازن قوى مسيطرة على العالم.
كتبت اول مرة عن تغيرات النموذج الاسترشادي (البرادايم) في العمل السياسي في السودان، في ثلاث مقالات عام ٢٠١٣ بعنوان "محاولة لفهم ما حدث (ارجع لموقعي في سودانايل)، وذلك عقب التحركات الشعبية في سبتمبر ٢٠١٣. وتابعت قراءة هذا التغير عبر إشارات في كتاباتي على مدى اكثر من عقد. ماكان يعيب تلك التحليلات انها كانت مغرقة في المحلية، اي من منظور وسياق سوداني فقط. لم تعد القراءة المحلية مجدية لان تشابك المسالة السودانية ترابطت بشكل لاينفصل عن تسونامي التغييرات الدولية. اصبح العنوان العريض، الذي وضعته جنوب افريقيا لهذه المرحلة، عدم الافلات من العقاب من الإبادة الجماعية والاستعمار والعنصرية في فترة اشار اليها وزير الخارجية الصيني انها عار على الحضارة، كما اثبتت درس التاريخ مراراً وتكراراً ان الشعوب لا تتحرر بدون دفع الثمن.
وفي وجودي لمدة عام هارباً، نازحاً او ناجياً -حسب توصيفك- من الوطن، بدأت الصورة تكتمل لدي من تأثير الغرق في المحلية في عجز تحليلنا وممارساتنا في ثورتنا المستمرة، التي اوقعتنا في فخ ما نتج عن اجتماع هنري كيسنجر وزير خارجية امريكا السري في باريس لمراكز المخابرات الغربية في العالم العربي بعد حرب اكتوبر ١٩٧٣ ، عن "تركيز جهد الولايات المتحدة للعمل في العالم العربي لحروب لمائة عام لكي لا يتحدوا ثانية". وكما سبق ان قال بن جوريون رئيس الكيان الصهيوني عام ١٩٥٤ "لن نشعر بالأمان ولو امتلكنا القنبلة الذرية إلا بتحويل العالم العربي لقبائل متقاتلة.
وظيفة إسرائيل كانت بسيطة في اول عهدها وهي الحفاظ على المصالح الغربية (وكان اغلبها حماية ممرات النفط والغاز) مقابل ان يتكفل الغرب (المجمع الصناعي العسكري المسيطر ) كما قال بايدن عن حماية المشروع الذي يكلفهم ٣ مليار سنويا مع ضمانة تدخل امريكا للسيطرة على دورها، مثل منعها من التدخل في حرب الخليج ونهايتها من عدم التصعيد لحرب مع ايران وغيرها. تعاظم هذا الدور مع بروز اللوبي الصهيوني وتأثيرة على تكوين السلطة السياسية الأمريكية. وفي السودان لعبت هذه الدويلة تخريباً واسعاً في تنفيذ سياسات الدولة الإمبريالية الكبرى من التدخلات في حروب الجنوب الاولى والثانية وحتى انفصاله، من تهريب الفلاشا ولقاءات نميري وشارون وفي حرب دارفور والحركات المسلحة وحتى حروب الجنجويد ولقاء البرهان نتنياهو وماخفي اعظم.
مع تراجع دور الوقود الأحفوري وتعدد مصادره خارج الشرق الأوسط، وبروز تحديات اكبر في اسيا وتصاعد الدور الروسي ثانية، وفشل الكيان في حماية نفسه في ٧ اكتوبر واستدعائه الغرب وخاصة الأمريكي للحماية، وتوغل الكيان في جرائم العنصرية والإبادة والتمزق الداخلي المريع، والاهم من ذلك خروج الاجيال الامريكيه والاوربية الجديدة من اسر الاعلام الرسمي والبعد عن التاريخ المفبرك وتحولات الاجيال الشابة من السرديات القديمة. ليبرز الدور الجديد لطلاب الجامعات في الولايات المتحدة وانتقالها السريع لاوربا وأستراليا وكندا واليابان وغيرها. هذا يطرح بحدة، لاول مرة، جدوى وظيفة الكيان وحسابات الربح والخسارة وهو بداية التغيير.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مجلس الشيوخ الأميركي يرفض وقف تزويد الكيان الصهيوني بالأسلحة
الثورة نت/
عارض مجلس الشيوخ الأميركي، اليوم الخميس، مشروع قانون كان من شأنه أن يوقف بيع بعض الأسلحة للكيان الصهيوني قدمه السيناتور المستقل بيرني ساندرز، مع عدد من المشرعين الديمقراطيين.
وأيد مشروع القانون 18 عضوا، في حين عارضه 79 من أصل 100 عضو في مجلس الشيوخ؛ القرار الذي كان سيوقف، في حال إقراره، بيع ذخائر دبابات إلى الكيان الصهيوني.
ومن المقرر أن يصوت مجلس الشيوخ في وقت لاحق على قرارين آخرين من شأنهما وقف شحن نوعين آخرين من المعدات العسكرية الهجومية.
وكانت كل الأصوات المؤيدة للإجراء لأعضاء ديمقراطيين، بينما شمل الرفض نوابًا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وكان المؤيدون لمشروع القانون يأملون أن يؤدي فرض التصويت إلى تشجيع إدارة الرئيس جو بايدن وكيان العدو، على بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين في قطاع غزة.
وتشمل المساعدات المقترح حظر إرسالها إلى الكيان الصهيوني، وفقا لمشروع القانون المرفوض، ذخائر الدبابات وطائرات إف-15 آي إيه ومدافع الهاون.