موقع النيلين:
2025-01-31@16:56:51 GMT

حول التنقيب عن الذهب في جزيرة صاي

تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT


□ بمجرد سماعي صباح اليوم بوصول وفد حكومي رسمي إلى جوبا، ومن ضمنها زميل الدراسة بكلية التربية، جامعة الخرطوم، حسين أمين (الوكيل المكلف لوزارة الخارجية)، طلبت لقاء به عبر سفيرنا بجوبا الأستاذ جمال مالك، وبالفعل قام الأخير بتدبير اللقاء الذي وجد أشد الترحيب من قبل زميل الدراسة حسين الأمين، وكم كانت مفاجأتي عندما وجدت أن الاجتماع قد ضم كل اعضاء الوفد، بما في ذلك نائب رئيس مجلس السيادة الفريق شمس الدين كباشي ووزير الدفاع اللواء يس إبراهيم وآخرين ضمن حاشية الوفد.


□ بعد التحايا والمجاملات، تطرقت لموضوع ترخيص التنقيب عن الذهب بجزيرة صاي، وقد أهديتهم النسخة الوحيدة التي امتلكها من كتابي جزيرة صاي .. قصة الحضارة، شارحا لهم خطورة السماح لهم بالتنقيب عن الذهب فيها، واصفا ذلك بأنها جريمة في حق الوطن وفي حق التاريخ وفي حق البشرية جمعاء.
في هذا حكيت لهم القصة التالية:
عندما قرر الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن مع جنرالاته أعلان الحرب من الولايات الشمالية (الاتحادية) على الولايات الجنوبية (الكونفيدرالية)، وخرجوا جميعا من مكتب الرئيس لإعلان الحرب، كان هناك رجل بسيط، رث الثياب، يقف داخل مكتب الاستقبال لمكتب الرئيس لينكولن. قام هذا الرجل بإيقاف الرئيس لينكولن وسط استياء جميع مرافقي الرئيس وقال له: ” سيدي الرئيس، لقد رابطتُ بمكتبك هذا لأيام دون أن يسمحوا لي بمقابلتك”! برغم استعجال مساعدي الرئيس وجنرالات الجيش للرئيس لينكولن، إلا أن الأخير اولى ذلك الرجل البسيط كل انتباهه وسأله: “من أنت”؟ فقال له: “أنا حارس غابة كذا وكذا بولاية كذا ذات الأشجار المعمرة التي يتجاوز عمرها الألف وألفين عاما”! فسأله الرئيس: “وما هي مشكلتك؟” فرد الرجل قائلا: “المشكلة يا سيدي الرئيس أن حاكم الولاية قد أعطى شركات الأخشاب ترخيصا بقطع هذه الأشجار لبناء المنازل!” فاستغرب لينكولن وقال له: “وما هي المشكلة في هذا؟” فرد عليه ذلك الرجل قليل التعليم، رث الثياب قائلا: “يا سيدي الرئيس هذه الأشجار ظلت واقفة في مكانها هذا لآلاف السنين! لا أنت زرعتها، ولا أنا زرعتها، ولا أجداد أجدادنا منذ أن أتوا إلى أمريكا قد زرعوها! ولكنا جميعا جلسنا تحت ظلالها. أوايس من حقنا على الأجيال القادمة أن نحافظ عليها؟”
□ هنا بُهت الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن وبرغم احتجاجات جنرالاته واستعجال مساعديه، أخذ بسد الرجل ودخل به إلى مكتبه وأصدر فرمانا رئاسيا بجعل تلك الغابة محمية بأمر القانون. بل وأمر بتعيين ذلك الحارس حارسا رسميا بصلاحيات اتحادية. ثم بعد هذا خرج إلى جنرالاته ومساعديه المتبرعين وقال لهم: “هذه الحرب التي نحن بصدد إعلانها، مهما استمرت، فلن تستمر لثلاثة آلاف عام. سوف تنتهي الحرب، لكن ستبقى هذه الغابة.
□ وبالفعل، استمرت الحرب لأربعة أعوام فقط (1861م – 1865م)، ولا تزال الغابة (ومعها غابات أخريات مماثلة) باقية إلى اليوم!
***
إن الحرب التي لا يديرها العظماء، قد تظل آثارُها المدمّرة وتستمر لآلاف السنين. فالخيارُ أمامكم: إما أن تكونوا جزءا لا يتجزأ من دمار التاريخ وخرابه، أو أن تكونوا من العظماء الذين يديرون الحرب ليحصروا خرابها في أقل نطاق ليواصلوا مسيرة الحضارة والسلام بمجرد انقضاء أجل الحرب.
***
مع إبداء جميع أعضاء الوفد لعميق تفهمهم، أبدى الفريق أول شمس الدين كباشي اهتماما خاصا بهذا الأمر، واحدا باتخاذ ما يلزم من إجراء.
***
في ختام هذا التقرير لجميع المهتمين بالآثار وتاريخ الحضارة، ثم لأهلي بجزيرة صاي، أختم بهذه الأبيات من قصيدة لي كتبتها عن مسقط رأسي، جزيرة صاي، ذلك احتفالا بالعيد الفضي لاتحاد طلاب صيصاب (صاي) عام 1980م:
في جبين الصّخر ماضينا وفي ظلّ النّخيلْ
واسمُنا ينطِق بالتّاريخ والمجد الأثيل
كم هزمنا الدّهرَ والأجيالَ بالأصل الأصيل
وحّدتنا لغةٌ يسمو بها الشّعبُ النّبيل
وهنا فوق ضفاف النّيل قد غنّى الخليل
وشدا للقوم ألحاناً لعزٍّ لا يدول
برهةً ثمّ افترقنا إذ طغى النّهرُ الجليل
وانتهكنا حرمةَ التّاريخ في الوادي الظّليل
وذرفنا الدّمعَ والآهاتِ في يوم الرّحيل
وطفقنا نذرع الآفاق في العهد الذّليل
وفقدنا كلَّ شيءٍ غيرَ حبٍّ لا يميل
وذهبنا دون تعويضٍ يواسي أو بديل
غير أنّا مثلما كنّا سنبقى كالشّهابْ
***
قد رجعنا يا بلاداً زانها المجدُ العتيقْ
يا بلاداً شعبُها أمسى فريقاً وفريق
يا بلاداً اسمُها التّاريخُ والمجدُ الخليق
قلبُها عبري وحلفا ضمّها الوادي الغريق
دنقلا تهتف يا أسوانَ عودي للفريق
وتنادي شعبَ سوبا أن هلمّوا يا رفيق
قد رجعنا وجموعٌ خلفنا تقفو الطّريق
ولنا بالعلم شأنٌ ولنا فيه صديق
لنُعيد المجدَ والتّاريخَ للشّعب العريق
نهضةً نوبيّةً اليوم فيها نستفيق
قد أهاجت في بنيها نخوةَ الماضي الوريق
فتباروا يصنعون المجدَ في الأرضِ الخرابْ

○ د. محمد جلال أحمد هاشم
*MJH*
جوبا – 4 أبريل 2024م

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

هل تكون جزيرة غرينلاند شرارة حروب ترامب؟

أثارت مكالمة -الأسبوع الماضي وصفت بالنارية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة وزراء الدانمارك ميتي فريدريكسن- الرعب في الأوساط الدانماركية، ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مصادر أوروبية رفيعة أن ترامب عندما ردت عليه فريدريكسن برفض التنازل عن غرينلاند أطلق وابلا من الشتائم والتهديدات.

فهل ينفذ ترامب تهديده بالسيطرة على الجزيرة ولو بالقوة؟ وهل تكون غرينلاند الشرارة الأولى لحروب ترامب؟

وقبل تناول ما حصلنا عليه من معلومات ودراسات تستجلي جوانب هذه القضية وتستشرف مآلاتها، سنعرج قليلا على تاريخ أميركا في التعامل مع جزر القطب الشمالي وكيف استولت من قبل على جزر مماثلة عبر صفقات مع دول بما فيها الدانمارك نفسها، مع معطيات مختصرة عن جزيرة غرينلاند.

أميركا والاستحواذ على الجزر الدانماركية

يؤكد أستاذ القانون في جامعة هارفارد جاك لاندمان غولد سميث -في دراسة نشرها المعهد الأميركي لدراسات القطب الشمالي منتصف يناير/كانون الثاني الجاري- أن هذه ليست المرة الأولى التي تسعى فيها الولايات المتحدة إلى الاستحواذ على جزيرة من الدانمارك لما تسميه "أغراض الأمن القومي".

ويضيف سميث أن أحد الأسباب التي تجعل ترامب يريد غرينلاند هو منع الدول الأخرى من الهيمنة عليها، فقد صرح متحدثا عن الجزيرة "إنك تنظر منها إلى الخارج -ولا تحتاج حتى إلى منظارـ وترى السفن الصينية في كل مكان، والسفن الروسية في كل مكان، ولن نسمح باستمرار ذلك".

إعلان

وكان قلق مماثل قد دفع الرئيس الأميركي الأسبق أبراهام لينكولن للسعي للاستحواذ على جزر الهند الغربية الدانماركية، حيث اعتبر أنها عُرضة لخطط الاستحواذ عليها من دول أوروبية خصوصا بريطانيا العظمى والنمسا، لكن اغتيال لينكولن 1865 أخر عملية الاستحواذ قبل أن يتجدد الاهتمام الأميركي بالجزر فجر الحرب العالمية الأولى مع افتتاح قناة بنما عام 1914 وخشية استيلاء ألمانيا عليها.

وزير خارجية الولايات المتحدة لانسينغ (الثاني من اليمين) يسلّم الوزير الدانماركي برون مسودة بقيمة 25 مليون دولار لشراء جزر الهند الغربية الدانماركية عام 1917 (غيتي)

وهكذا وبحلول يناير/كانون الثاني 1917 تنازلت الدانمارك عن جزر الهند الغربية المعروفة اليوم بسانت توماس وسانت جون وسانت كروا للولايات المتحدة مقابل 25 مليون دولار.

ويخلص الأستاذ سميث إلى إن أوجه التشابه بين "معركة" الاستحواذ على جزر الهند الغربية الدانماركية ومقامرة ترامب للحصول على غرينلاند ملحوظة، فلدى ترامب مخاوف إستراتيجية بشأن نفوذ الصين وروسيا في المنطقة، ويسعى لإبراز القوة العسكرية والاقتصادية لأميركا تطبيقا لشعاره "أميركا أولا".

وتعد جزيرة غرينلاند التي ينصب عليها اهتمام ترامب حاليا أكبر جزيرة في العالم مع موقع إستراتيجي وثروة غير مستغلة من المعادن والنفط، وهي تابعة للدانمارك لكنها تتمتع بحكم ذاتي وتغطي الثلوج نحو 80% من مساحتها، بينما يسكن المساحة المتبقية 57 ألف نسمة.

رسم يوضح ميناء وأحواض بناء السفن في كريستيانستيد في سانت كروا في جزر الهند الغربية عام 2002 (غيتي) ذعر في الدانمارك

اعتبرت رئيسة الوزراء الدانماركية ميتي فريدريكسن في رسالة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تزامنا مع أداء الرئيس الأميركي الجديد اليمين الدستورية أنه: "من المرجح أن نواجه فترة طويلة وصعبة.. وأتوقع أننا نحن الأوروبيين سوف نضطر إلى التعامل مع واقع جديد".

إعلان

ويؤكد تقرير لمراسلة راديو كندا في كوبنهاغن الصحفية تمارا ألتيريسكو أن رسالة فريدريكسن هذه تكشف صدمتها من محادثة أجراها معها الأسبوع الماضي دونالد ترامب، وكرر خلالها تهديداته بشن حرب تجارية إذا لم تسلم له الدانمارك جزيرة غرينلاند، كما رفض ترامب خلال المحادثة سحب تصريحه الذي أدلى به في 7 يناير/كانون الثاني بعدم استبعاده إمكانية استخدام القوة لضم الجزيرة.

ونقل مراسلو فايننشال تايمز عن مسؤولين أوروبيين كبار قولهم إن المكالمة لم تسر على ما يرام، وإن ترامب كان عدوانيًا تجاه نظيرته الدانماركية، حيث قال أحد المسؤولين "لقد كان الأمر مروعًا"، وقال آخر: "لقد كان حازمًا للغاية.. فقبل المكالمة كان من الصعب أخذ الأمر على محمل الجد، لكنني أعتقد الآن أنه أمر خطير للغاية".

وقال المسؤولون الذين تم إطلاعهم على فحوى المكالمة "إن رئيسة الحكومة الدانماركية عرضت المزيد من التعاون بشأن القواعد العسكرية واستغلال المعادن، لكن ترامب كان مصرًا على أنه يريد الاستحواذ على الإقليم، لقد كانت نيته واضحة للغاية".

وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة نيوزويك الأميركية تقريرا لمراسلها السياسي دان غودينغ تحت عنوان "حليف الناتو مذعور تمامًا بعد مكالمة دونالد ترامب"، مؤكدا أن ما دار خلال المكالمة التي جرت قبل 5 أيام من تنصيب ترامب وضع الدانمارك في أزمة.

وأضاف تقرير نيوزويك أن هذه الأزمة تأتي رغم أن الدانمارك حليف مهم لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأرسلت قوات للقتال إلى جانب الولايات المتحدة في حربي العراق وأفغانستان.

فريدريكسن تلقت تهديدات من ترامب بشن حرب تجارية إذا لم تسلم له الدانمارك جزيرة غرينلاند (الأوروبية) عملية ابتزاز

يؤكد تقرير ألتيريسكو وجود حالة استنفار سياسي في العاصمة الدانماركية، فالاجتماعات الطارئة تتزايد هذه الأيام بين الطبقة السياسية ورجال الأعمال، والسؤال الذي يطارد الجميع ويبقى دون إجابة حاسمة: إلى أي مدى سيذهب ترامب في تهديداته للاستيلاء على غرينلاند؟

إعلان

ورغم أن ترامب لم يذكر غرينلاند في خطاب التنصيب لكن بمجرد وصوله إلى المكتب البيضاوي في المساء، أكد للصحفيين اهتمامه بالمنطقة الشمالية، كما كرر من قبل، وقال: "غرينلاند مكان رائع ونحن بحاجة إليه لأسباب أمنية، وأنا مقتنع أن الدانمارك سوف تقبل (التنازل) في نهاية المطاف".

وينقل تقرير إذاعة كندا عن وزير الخارجية الدانماركية اعترافه أن "حكومة بلاده تستعد الآن لأي احتمال، فعملية الابتزاز بدأت للتو"، محذرا من أنه لا يمكن أن يسمح النظام العالمي لدولة ـ بمجرد أن تكون قويةـ أن تتصرف كما تشاء.

ويورد التقرير أيضا أن النائب الجمهوري المقرب من ترامب آندي أوجلز أعلن نيته تقديم مشروع قانون يطلب من الكونغرس دعم المفاوضات بين ترامب والدانمارك بشأن الاستحواذ الفوري على غرينلاند.

من جانبه، أصدر عضو البرلمان الأوروبي الدانماركي أندرس فيستيسن تحذيرا أكثر وضوحا في البرلمان الأوروبي، مما أدى إلى مطالبته بالانضباط والالتزام بالنظام، حيث قال "عزيزي الرئيس ترامب، استمع بعناية شديدة: لقد كانت غرينلاند جزءًا من المملكة الدانماركية لمدة 800 عام فهي جزء لا يتجزأ من بلدنا وليست للبيع، دعني أقولها لك بكلمات يمكنك فهمها: السيد ترامب، اذهب إلى الجحيم!".

View this post on Instagram

A post shared by الجزيرة (@aljazeera)

سيناريوهات محتملة

انطلاقا من رصدنا للتقارير والدراسات التي تناولت الموضوع، نستطيع توقع 4 سيناريوهات يمكن أن تتطور إليها هذه الأزمة الناجمة عن الرغبة الجامحة لترامب في الاستيلاء على غرينلاند:

أولا: اجتياح عسكري أميركي

في تقرير نشرته صحيفة بوليتيكو الأميركية في 10 يناير/كانون الثاني الجاري بعنوان "غزو ترامب لغرينلاند سيكون أقصر حرب في العالم"، اعتبرت الصحيفة أن الرئيس الأميركي الجديد أحدث صدمة في أوروبا عندما رفض استبعاد استخدام القوة العسكرية لضم جزيرة غرينلاند.

إعلان

وتعتبر الصحيفة أن المعطيات لا تترك الشك في تحديد من سيفوز في هذه المعركة، إذا نفذ ترامب تهديده بضم غرينلاند بالقوة، فإن هذه ستكون أقصر حرب في العالم نظرا لفارق القوة العسكرية بين الطرفين، فلا توجد قدرة دفاعية لدى الدانمارك لصد أي هجوم أميركي، وإن كانت بعض سفن خفر السواحل الدانماركية تتردد على جنوب شرق غرينلاند، لكن الصحافة الدانماركية ذكرت أنه حتى البرنامج اللازم لإطلاق النار على الأهداف لم يتم أصلا شراؤه لتثبيته على تلك السفن.

وتضيف الصحيفة أنه بموجب اتفاقية عام 1951 بين الدانمارك والولايات المتحدة تكفلت الأخيرة بالدفاع ضد أي هجوم على جزيرة غرينلاند، نظرا لعدم قدرة الدانمارك على ذلك، وبالتالي، فإذا حاول ترامب الاستيلاء على المنطقة بالقوة، "فالسؤال هو: من سيقاتل الأميركيين، فليس هناك بالفعل إلا الجيش الأميركي؟!!"

وتوضح بوليتيكو أن الولايات المتحدة قلصت بشكل كبير وجودها العسكري على الجزيرة بعد انتهاء الحرب الباردة، ولكن محطة رادار الإنذار المبكر ما تزال قائمة في قاعدة بيتوفيك الفضائية في شمال غرب غرينلاند، وهي من أهم محطات رصد المركبات الفضائية والصواريخ الباليستية، بما في ذلك الرؤوس الحربية النووية المحتملة التي تطلقها موسكو.

ورأت الصحيفة أن الدانمارك قد تطلب المساعدة من الاتحاد الأوروبي، وقد أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن الاتحاد الأوروبي لن يسمح بحدوث الاستيلاء على الأراضي التابعة له، ولكن من غير الواضح ما إذا كان الاتحاد الأوروبي قادرا بالفعل على تقديم المساعدة العسكرية للدانمارك في هذه القضية.

وحسب بوليتيكو فإن الدانمارك تستطيع أيضا الاستعانة بالناتو بناء على المادة الخامسة من ميثاق الحلف التي تكفل الدفاع المتبادل بين أعضائه، وإن كان الأمر معقدا هذه المرة حيث إن مصدر التهديد عضو أيضا في الحلف، وهو ما وصفته المكلفة بالسياسات العامة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أجاثي ديماريس "بالأمر المحير والمجهول التبعات، وعندما تفكر فيه تجد أن لا معنى له على الإطلاق".

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، قال ردا على الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بعد تهديده بالسيطرة على جزيرة غرينلاند، إن الاتحاد الأوروبي لن يسمح لدول أخرى بمهاجمة حدوده
للمزيد: https://t.co/76txX1n44X pic.twitter.com/mm98slWe4l

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) January 8, 2025

ثانيا: حرب تجارية وضغوط اقتصادية إعلان

حسب تقرير مشترك لصحفييْ البي بي سي لورا جوزي من كوبنهاغن وروبرت غرينال فإن الحرب التجارية والضغط الاقتصادي يمثلان التهديد الأكبر المحتمل للدانمارك، حيث سيقوم ترامب بزيادة التعريفات الجمركية بشكل كبير على البضائع الدانماركية والأوروبية، مما قد يجبر الدانمارك على التنازل عن غرينلاند.

وقد هدد ترامب بفرض رسوم جمركية عالمية بنسبة 10% على جميع الواردات الأميركية، مما قد يؤدي إلى تعطيل النمو الأوروبي بشكل كبير.

وحسب تقرير البي بي سي فإن من بين الصناعات الدانماركية الرئيسية التي من المرجح أن تتأثر بهذا الإجراء صناعة الأدوية، حيث تحصل الولايات المتحدة من الدانمارك على منتجات مثل أجهزة السمع ومعظم الأنسولين الذي تحتاجه، فضلا عن دواء السكري أوزيمبيك، الذي تنتجه شركة نوفو نورديسك الدانماركية.

ثالثا: أن يصرف ترامب اهتمامه عن الموضوع 

ينقل أستاذ هارفارد غولد سميث في دراسته عن السفير الأميركي السابق في بولندا دانييل فريد أن "تهديدات ترامب ضد غرينلاند قد تكون مجرد استفزاز.. فترامب يستمتع بقول أشياء تجعل الناس يهرعون ويثرثرون ويعبرون عن الغضب".

وحسب تقرير البي بي سي فإن البعض يرى أن الخطوة التي اتخذها ترامب قد تكون مجرد استعراض وتهدف إلى دفع الدانمارك إلى تعزيز أمن غرينلاند في مواجهة التهديدات من روسيا والصين اللتين تسعيان إلى تعزيز نفوذهما في المنطقة.

والشهر الماضي، أعلنت الدانمارك بالفعل عن برنامج عسكري جديد بقيمة 1.5 مليار دولار لمنطقة القطب الشمالي.

وتقول إليزابيث سفين، المراسل السياسي الرئيسي لصحيفة بوليتيكن: "ما كان مهمًا في كلمات ترامب هو أن الدانمارك يجب أن تفي بالتزاماتها في القطب الشمالي أو تترك الولايات المتحدة تفعل ذلك".

رابعا: استقلال غرينلاند وعلاقات أوثق مع أميركا

يؤكد تقرير البي بي سي أن الإجماع منعقد لدى شعب غرينلاند بأن الاستقلال سوف يحدث في نهاية المطاف، وإذا صوت الشعب لصالح الاستقلال فإن الدانمارك سوف تقبله.

إعلان

ونقلت صحيفة "ذا هيل" الأميركية عن الباحث الرئيسي في المعهد الدانماركي للدراسات الدولية أولريك جاد أن رئيس وزراء غرينلاند قد يكون غاضبا من الدانمارك ومتحمسا لإجراء استفتاء لاستقلال الجزيرة لكن عليه أن يبحث عن طريقة لإنقاذ اقتصاد غرينلاند الذي كانت تموله الدانمارك، مضيفا أن إقامة شراكة وتعاون مع الولايات المتحدة قد تكون الحل الأمثل.

ويعتبر الباحث جاد أنه حتى لو تمكنت غرينلاند من التخلص من الدانمارك، فلن تستطيع التخلص من الولايات المتحدة، فمنذ سيطرتهم عليها خلال الحرب العالمية الثانية، لم يغادر الأميركيون الجزيرة قط ويعتبرونها حيوية لأمن الولايات المتحدة الأميركية.

مقالات مشابهة

  • حجز 3 أشخاص للتحريات بتهمة التنقيب عن الآثار فى الدرب الأحمر
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • الكنز الملعون.. حبس عصابة التنقيب عن الآثار في الدرب الأحمر
  • الصحفيين والإعلاميين: خلال لقاء محافظ الدقهلية كلنا خلف الرئيس في جميع القرارات السياسية التي تحافظ على الأمن القومي
  • «خير أم شر؟».. تفسير رؤيا الرجل للذهب في المنام
  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • “هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق‎
  • ما الأسرار التي يحاول ترامب كشفها حول اغتيال الرئيس جون كينيدي؟
  • توك شو| الرئيس السيسي: تهجير الفلسطينيين ظلم.. وأسعار الذهب والدولار
  • هل تكون جزيرة غرينلاند شرارة حروب ترامب؟