بغداد اليوم – خاص

في عام 1980 كانت أعداد الجالية السودانية في العراق تتراوح ما بين 250 ألف شخص الى 300 ألف، بعد ان عرفوا أنفسهم بأنهم عمال وميكانيكيون وكهربائيون ونجارون، لكن بعد عملية التغيير التي طرأت على العراق وشعبه عام 2003، تراجعت اعدادهم الى نحو 2000 شخص لحين اعداد هذا التقرير.

" بغداد اليوم"، اجرت لقاءً خاصًا مع السفير السوداني في بغداد عبد الرحيم سر الختم عمر، والذي أكد خلاله على ان وجود الجالية السودانية في العراق هو قديم، يمتد لأربعة عقود أو يزيد، وبعضهم تجاوز وجوده في بغداد لأربعين عامًا تقريبا.


الجالية السودانية والجنسية العراقية 

واوضح السفير أن "جالية بلاده تعد من الجاليات المنضبطة، وقليلة المشاكل أو تكاد معدودة، بشهادة جميع المسؤولين العراقيين، حيث لم يسجل خلال هذه الفترة من العام الجاري اي شكوى من مواطن عراقي ضد أحد من الجالية، حيث ان الحكومات العراقية المتعاقبة كانت متعاونة بشكل كبير في مسألة اعطاء الاقامات والجنسية العراقية للسودانيين". 

وكشف السفير السوداني في اطار الحصول على الجنسية العراقية لجاليته، أن "بلاده تسمح بامتلاك الجنسية المزدوجة شرط أن لا يتنازل عن جنسيته الأم، بعد ان حصل بعض السودانيين على الجنسية العراقية، من خلال اجتياز شروط قانون الاقامة العراقي، أما الزواج من عراقية الجنسية أو الاقامة الدائمة، وهناك سودانيين مضى على تواجدهم في العراق مدة اربعين عامًا".

وتابع "كما انطبقت عليهم شروط الاقامة الدائمة ومنحوا الجنسية، وهناك عراقيين تزوجوا سودانيات وبالعكس، وفي المقابل هناك عراقيين حصلوا على الجنسية السودانية بعد تطابق شروط الحصول على الجنسية، وستعلن قريباً الحكومة السودانية عن اعداد العراقيين الحاصلين على الجنسية السودانية، لكن الظروف الامنية التي تعيشها الخرطوم الان ، أخرت عملية اعلان هذا الموضوع". 

 

تشكيل مجلس الجالية

وبشأن اوضاع الجالية السودانية في المحافظات العراقية تحدث السفير عن تشكيل "مجلس الجالية" الذي يهتم بمتابعة أوضاع السودانيين في عموم العراق وتوفير احتياجاتهم الضرورية، مبينا أن "سفارة السودان هي المسؤولة عن تنظيمهم وتجميعهم وحل مشاكلهم العالقة إن وجدت، كما أنه هناك تواصلًا دائماً مع رؤساء الجاليات في جميع المحافظات". 

ما بعد "البتاوين"

وعن العملية الامنية التي جرت في منطقة البتاوين وسط العاصمة بغداد، التي يقطنها جزء من السودانيين، فقد تحدث السفير السوداني بالقول: إن "هذه العملية الامنية مطلوبة، وتم اعتقال نحو 60  سودانياً ليس لأسباب اجرامية، بل اسباب تتعلق بالإقامة ، وتم اطلاق صراحهم من قبل القوات الامنية العراقية، ويأتي هذا في اطار التعاون الاستثنائي مع الجالية السودانية في العراق". 

وكشف السفير السوداني عن "شراء عقارات من قبل سودانيين في محافظات عراقية عديدة كونهم متواجدين في تلك المحافظات منذ 4 عقود تقريباً، بعد ان انطبقت عليهم شروط الاقامة وحصلوا على الجنسية العراقية".

 

حرب السودان والجالية العراقية 

وحول الحرب الدائرة في السودان، أوضح السفير عمر أن هذه الحرب كانت لها تأثيرات اقتصادية وليست سياسية ليس لدى الجالية الموجودة في العراق فحسب بل في جميع البلدان، وان موقف العراق تجاه هذه الحرب كان مميزًا وانه مع عملية الاستقرار، وان حكومة بغداد لها علاقة شعبية اكثر مما هي رسمية ويوجد مشتركات بين الشعبين، ما وفر من اجواء مستقرة في التعايش السلمي، خاصة في تاريخ البلدين الذي يكاد يكون متشابها، حتى في الوقائع السياسية منذ خمسين عاما "، معتقدا أن "موقع البلدين الجو سياسي هو السبب او الطبائع بين الشعبين". 

العلاقات العراقية السودانية 

ويضيف عمر انه "مع بداية الحرب التقيت برئيس الجمهورية العراقي عبد اللطيف رشيد، بأربعة لقاءات ناقشنا فيها الاوضاع الجارية في السودان، وهو مهتم بهذا الملف والاوضاع في العالم العربي والاسلامي وان هذه اللقاءات توضح اهمية العلاقات الثنائية بين العراق والسودان".

وثمن السفير السوداني، "دور العراق في متابعة الاوضاع الجارية في السودان من اجل الاستقرار، وان الحكومة العراقية قدمت الكثير للجالية وهذا الامر نعتز به حكومة وشعبًا" ، مبينا ان "السودانيين اصبحوا جزءا مهماً من النسيج الاجتماعي العراقي وهناك عراقيين يحملون الجنسية السودانية وتم اجلاء المئات منهم، منذ بداية الحرب الدائرة في السودان وهناك عراقيين رفضوا المغادرة نتيجة ارتباطهم بأعمال اقتصادية في الخرطوم، وقد تزوجوا نساءً سودانيات واقاموا هناك، وبعضهم حصل على الجنسية السودانية، فضلا عن الجامعات السودانية التي تستقبل الكثير من الطلبة العراقيين لاستكمال دراستهم العليا ونالوا شهادات في تخصصات مختلفة".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الجالیة السودانیة فی الجنسیة السودانیة الجنسیة العراقیة السفیر السودانی على الجنسیة فی السودان فی العراق

إقرأ أيضاً:

الإمارات تدعو الأطراف السودانية للانخراط في محادثات السلام

نيويورك (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الإمارات تكثف جهودها الإنسانية حول العالم خلال رمضان طحنون بن زايد: تطوير التقنيات والحلول المبتكرة

رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة بدعوات أعضاء مجلس الأمن الدولي لهدنةٍ إنسانيةٍ في السودان، مع حلول شهر رمضان المبارك، مشيرة إلى أن الأطراف المتحاربة وحدها القادرة على وضع حدٍ لهذا العنف والمعاناة. 
وأوضحَتْ الإمارات، في بيان نشرته بعثة الدولة لدى الأمم المتحدة، أنها كانت قد دعت إلى هدنة إنسانية خلال شهر رمضان، وهي دعوة تم التأكيد عليها من قبل الاتحاد الأفريقي، خلال المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان الذي عقدته دولة الإمارات في الـ 14 من فبراير في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. 
وذكرت الإمارات أنها تواصل عملها الوثيق مع الشركاء الأفارقة والإقليميين والدوليين لتقديم المساعدات الإنسانيةِ والتخفيف من المعاناة بكل الطرق المتاحة. 
وحثت الأطراف المتحاربة على الاستجابة لدعوة المجتمع الدولي من أجل تخفيف المعاناة التي يواجهها الشعب السوداني الشقيق، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وشددت على أهمية خلق مساحة للحوار الذي يمهد الطريق لوقف إطلاق النار ولعملية سياسية تؤدي إلى تشكيل حكومة بقيادة مدنية. 
وأكدت الإمارات على دعمها لسلامة أراضي السودان وسيادته وتضامنها الثابت مع الشعب السوداني. 
وشددت على أن الأطراف المتحاربة وحدها هي القادرة على وضع حد لهذا العنف والمعاناة. 
وقالَتْ إنه «من غير المقبول أن يستمر ممثل السودان في الأمم المتحدة بمحاولاته العقيمة لصرف انتباه مجلس الأمن عن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني التي ترتكبها الأطراف المتحاربة، من خلال استمراره في توجيه الادعاءات الباطلة ضدّ دولة الإمارات».
وأكدت الإمارات على موقفها الموثق والذي كان ولا يزال واضحاً وثابتاً منذ اندلاع النزاع، معربةً عن بالغ قلقها إزاء انتهاكات القانون الدولي من قبل الأطراف المتحاربة، ودعتهم إلى الانخراط في محادثات السلام، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية.
وذكرت أن احتياجات الشعب السوداني يجب أن تأتي في المقام الأول، وأن يستهل ذلك بهدنة إنسانية خلال شهر رمضان المبارك.
وفي سياق آخر، حذر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة أمس، من عواقب تعطل توزيع المواد الغذائية والمساعدات الفورية في مخيم «زمزم للنازحين» بالسودان، مؤكداً أن ذلك من شأنه أن يتسبب في موت آلاف العائلات جوعاً في الأسابيع القليلة المقبلة.  وقالت المتحدث باسم البرنامج في السودان ليني كينزلي، إن «البرنامج اضطر إلى تعليق أعماله في مخيم زمزم في شمال دارفور إثر أعمال العنف الأخيرة التي أسفرت عن تدمير السوق المركزي فيه». 
وأضافت كينزلي أن «الوضع في المخيم وصل إلى “مستويات حرجة منذ أشهر حيث تم تأكيد المجاعة في أغسطس الماضي»، مشددةً على ضرورة استئناف عمليات إيصال المساعدات بشكل آمن وسريع وإيقاف القتال فورا وتوفير ضمانات أمنية للمنظمات الإنسانية لضمان الوصول إلى المحتاجين.

مقالات مشابهة

  • أسباب انخفاض سعر صرف الدولار المؤقت في العراق - عاجل
  • العراق يستقبل أول عملية نقل تاريخية عبر نظام (TIR) الدولي
  • سياسي يعلق على رسالة أوجلان: تُجهض حلم الدولة الكردية - عاجل
  • الدفاع البرلمانية تدعو الى تحرك عاجل لإنهاء الوجود التركي العسكري في العراق
  • الدفاع البرلمانية تدعو الى تحرك عاجل لإنهاء الوجود التركي العسكري في العراق - عاجل
  • السفير المصرى فى اليونان يجتمع مع عدد من أعضاء الجالية
  • هل تتحرك بغداد لإنهاء الوجود التركي في شمال العراق بعد مبادرة أوجلان؟ - عاجل
  • الإمارات تدعو الأطراف السودانية للانخراط في محادثات السلام
  • اللوبيات العراقية المعارضة في أمريكا.. جو ويلسون وحملة ميغا انموذجًا - عاجل
  • كيف ستناور بغداد؟.. العقوبات القصوى قد تشمل العراق: الحكومة والحشد تحت وطأة الضغوط الأمريكية - عاجل