في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وجدت شركة ستاربكس الأميركية للمقاهي نفسها في قلب مقاطعة عربية وإقليمية متصاعدة، على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

والمقاطعة التي تواجهها علامة المقاهي العالمية ليست جديدة عليها، مع اتهامها منذ أكثر من 20 عاما ماضية بدعم إسرائيل عبر أكثر من قناة وطريقة.

وجاءت الحرب الإسرائيلية على غزة، لتنفض الغبار عن تقارير نشرت عام 2014، تشير إلى وجود اسم رئيس الشركة في حينها هوارد شولتز، ضمن قائمة من تم تكريمهم في الذكرى الـ50 لتأسيس صندوق القدس لإسرائيل.

وعلى الرغم من نفي الشركة في ذلك الوقت أن لها علاقة بدعم إسرائيل، فإنها ظلت في مرمى المقاطعة.

وافتتحت ستاربكس أول فروعها داخل إسرائيل، في سبتمبر/أيلول 2001، وذلك بواسطة شركة "ديلك" (Delek) الإسرائيلية للطاقة، وتوسعت سريعا إلى 10 فروع في السنة الأولى وهدف 80 فرعا حتى 2005.

لكن في 2003، واجهت الشركة تحديات تشغيلية في إسرائيل، وعمليات لفلسطينيين ضد إسرائيليين داخل فروع لها خلال الانتفاضة الثانية، دفعها إلى التخارج من إسرائيل.

سهم مرتبك عشية الحرب الإسرائيلية على غزة وبالتحديد بتاريخ السادس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بلغ سعر سهم ستاربكس المدرج في وول ستريت، نحو 92 دولارا، بحسب بيانات الشركة. وبحلول منتصف أكتوبر الماضي، بدأت تظهر دعوات عبر منصات التواصل الاجتماعي لمقاطعة ستاربكس، ضمن حملة أوسع طالت كوكا كولا، وماكدونالدز، وبيتزا هت، وبابا جونز، وعديد العلامات التجارية الأميركية والغربية. إلا أن السهم صعد رغم تلك الدعوات، مدفوعا ببيانات مالية قوية عن فترة الربع الثالث 2023، والتي تم نشرها في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وفي الربع الثالث 2023، المنتهي في سبتمبر/أيلول الماضي، ظهر أن ستاربكس حققت ارتفاعا في أرباحها فاق تقديرات الأسواق، فقد ارتفع إجمالي إيراداتها بنسبة 11% على أساس سنوي، إلى 9.4 مليارات دولار، وهو أعلى من تقديرات وول ستريت البالغة 9.28 مليارات دولار.

اتساع المقاطعة

إلا أن اتساع نطاق المقاطعة خاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول إسلامية في جنوب شرق آسيا، أخذ بسهمِ الشركة مسارا هبوطيا.

في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بلغ السهم أعلى قمة له في 2023، عند 107 دولارات، ومنذ اليوم التالي بدأ السهم يسجل مرحلة هبوطية تدريجية. وكانت جلسة 29 نوفمبر/تشرين الماضي، الأخيرة التي يسجل فيها السهم سعرا فوق 100 دولار، ليظل حتى اليوم دون هذا المستوى، وفق البيانات التاريخية للسهم.

ومع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، كان مسار السهم يتخذ مسارا نزوليا، مع بعض التذبذبات القليلة، لكنها لم تدفع السهم لتجاوز حاجز 100 دولار.

في نهاية 2023، بلغ سعر سهم ستاربكس 96 دولارا، بزيادة 4.4% مقارنة مع السعر المسجل عشية حرب غزة، لكنه متراجع بنسبة 10.3% مقارنة مع ذروة 2023 المسجلة بتاريخ 16 نوفمبر/تشرين الثاني البالغة 107 دولارات. مع بداية عام 2024، ظل السهم متذبذبا مع ميل أكبر للهبوط، وفق بيانات وول ستريت، ليتراجع السهم في الربع الأول بنسبة 4% مقارنة مع نهاية 2023. وفشل السهم في العودة مجدّدا فوق 100 دولار خلال أبريل/نيسان الماضي  ومنذ مطلع الشهر الجاري تراجع شهم ستاربكس دون 90 دولارا ثم دون 80 دولارا، وصولا إلى 73.1 دولارا بنهاية جلسة الثالث من مايو/أيار الجاري. تراجع مبيعات ستاربكس لأول مرة منذ 2020

والجمعة الماضي، أظهرت البيانات تراجعا في مبيعات شركة ستاربكس للمرة الأولى منذ عام 2020، فيما وصفه الرئيس التنفيذي للشركة لاكسمان ناراسيمهان بـ"بيئة شديدة الصعوبة تحيط بالضغوط التي يواجهها المستهلكون".

وفي 30 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت ستاربكس عن أرباح وإيرادات ربع سنوية أضعف من المتوقع للربع الأول 2024، إذ بلغت ربحية سهم الشركة في الربع الأول 68 سنتا مقابل 79 سنتا متوقعة.

وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عملية "طوفان الأقصى" التي أعلنت عنها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ومنذ ذلك الحين، تواصل إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، فضلا عن دمار شامل وهائل في البنى التحتية والمباني، مما تسبب بكوارث وأزمات إنسانية غير مسبوقة في القطاع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الحرب الإسرائیلیة على نوفمبر تشرین

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تؤكد أن إسرائيل رفضت وعرقلت أغلب قوافل المساعدات إلى شمال غزة الشهر الماضي

#سواليف

أعلنت #الأمم_المتحدة أن 85% من محاولاتها لتنسيق #قوافل #المساعدات والزيارات الإنسانية إلى شمال قطاع #غزة تم رفضها أو عرقلتها من قبل السلطات الإسرائيلية الشهر الماضي.

وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أنه قدم 98 طلبا إلى السلطات الإسرائيلية للحصول على تصريح للعبور عبر نقطة التفتيش على طول وادي غزة، لكن تم السماح بمرور 15 فقط منها، وفقا لما ذكره المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك.

وأشار دوجاريك إلى أن أوتشا “قلقة بشأن مصير #الفلسطينيين المتبقين في شمال غزة مع استمرار #الحصار هناك، وتدعو إسرائيل بشكل عاجل إلى فتح المنطقة أمام العمليات الإنسانية بالقدر اللازم نظرا للاحتياجات الهائلة”.

مقالات ذات صلة قصة “سفينة نوح” التي قتلت ياسر عرفات 2024/11/12

وأضاف دوجاريك أنه على مدى الأيام الثلاثة الماضية، قامت فرق من “أوتشا” ومن وكالات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وإزالة الألغام ومجموعات إنسانية أخرى بزيارة تسعة مواقع في مدينة غزة لتقييم احتياجات مئات العائلات النازحة والتي يعود الكثير منها إلى شمال غزة.

وفي تقرير جديد نشر أمس الاثنين قالت “أوتشا” إن المنظمات الإنسانية قدمت 50 طلبا للسلطات الإسرائيلية لدخول شمال غزة في أكتوبر حيث تم رفض 33 طلبا وتم قبول ثمانية منها لكن واجهت عوائق من بينها التأخيرات التي منعتها من إتمام مهماتها بحسب المتحدث.

ويأتي ذلك في وقت تشتد فيه المجاعة غير المعلنة في شمال غزة مع مرور أكثر من 50 يوما على منع القوات الإسرائيلية إدخال أي مساعدات أو بضائع لمئات آلاف السكان المحاصرين هناك، الذين يتعرضون بحسب الوكالات الأممية لأعنف حملة إبادة جماعية للقضاء عليهم بالقتل والتهجير القسري.

وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لـ”منع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة”.

مقالات مشابهة

  • مقاطعة واستهجان خلال عزف نشيد إسرائيل خلال المباراة مع فرنسا (شاهد)
  • دعوى مكافحة احتكار ضد ميتا بسبب استحواذها.. كيف ردت الشركة؟
  • صور من الفضاء تفضح خطط إسرائيل في غزة (صور)
  • الشرطة البريطانية توقف أحد عناصرها عن العمل.. ما علاقة حماس؟
  • الجارديان تعلن مقاطعة منصة إكس بسبب المحتوى المزعج ونظريات المؤامرة
  • فيديو جديد لأحد الرهائن الإسرائيليين في غزة
  • صور من الفضاء تفضح خطط إسرائيل في غزة
  • ماعدد المنازل التي بيعت في أكتوبر الماضي بتركيا؟
  • أكثر من 1000.. إنتل إسرائيل تشهد موجة تسريح عمال واسعة
  • الأمم المتحدة تؤكد أن إسرائيل رفضت وعرقلت أغلب قوافل المساعدات إلى شمال غزة الشهر الماضي