أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو -اليوم الاثنين- أن بلاده كثفت ضرباتها على المنشآت العسكرية الأوكرانية ردا على استهداف الأراضي الروسية، في حين قتل وأصيب عشرات المدنيين في قصف متبادل بمناطق مختلفة في أوكرانيا.

وقال شويغو -في مؤتمر عسكري- إن الضربات الروسية تشمل المنشآت العسكرية التي تدعم ما وصفها بالأعمال الإرهابية، في إشارة إلى هجمات أوكرانية استهدفت مؤخرا موسكو وشبه جزيرة القرم، واستخدمت فيها بالخصوص الطائرات المسيرة.

وأضاف أنه بسبب هذه الهجمات تم اتخاذ خطوات إضافية لتحسين الدفاعات ضد الهجمات الجوية والبحرية.

كما قال الوزير الروسي إن الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ في الرابع من يونيو/حزيران الماضي غير مثمر، مشيرا إلى أنه على الرغم من دفع كييف بقوات إضافية إلى جبهات القتال فإنها فشلت في تحقيق تقدم.

ورأى شويغو أن الأسلحة الغربية التي تتلقاها كييف من حلفائها الغربيين لن تمكنها من النجاح، بل تؤدي فقط إلى إطالة أمد الصراع، حسب تعبيره.

وفي حين وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا الهجوم الأوكراني المضاد بالفاشل، أكدت كييف أن قواتها تحرز تقدما في الجبهتين الشرقية والجنوبية وإن كان بطيئا.

من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الموارد التي أرسلها حلف شمال الأطلسي (ناتو) بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا يجري في الواقع استهلاكها من دون كفاءة أو جدوى، مضيفا أنه لهذا السبب تلجأ كييف لما وصفها بتصرفات يائسة مثل شن هجوم بطائرات مسيرة على حي بموسكو.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال أمس الأحد إن هذه الهجمات تشير لوصول الحرب إلى داخل روسيا.


أوكرانيا لا تريد السلام

سياسيا، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف -اليوم الاثنين- إن أوكرانيا لا تريد السلام ولن تسعى إليه ما دامت أداة في حرب الغرب مع روسيا، حسب تعبيره.

وأضاف بيسكوف أن من الصعب الوصول في الوقت الراهن لتسوية سلمية.

وفي ما يتعلق بالمحادثات المرتقبة يومي السبت والأحد المقبلين في مدينة جدة السعودية بشأن الحرب في أوكرانيا، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية إن موسكو ستتابع هذا الاجتماع، وإنها بحاجة إلى فهم أهدافه، مضيفا أن أي محاولة لتعزيز تسوية سلمية تستحق تقييما إيجابيا.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) الأميركية قالت -أول أمس السبت- إن السعودية ستدعو دولا غربية وأوكرانيا ودولا نامية كبرى إلى محادثات جدة.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال السبت إن المبادرة الأفريقية، التي تنص على وضع إجراءات لبناء الثقة يليها وقف للقتال، قد تكون أساسا للسلام في أوكرانيا.

في المقابل، رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فكرة وقف إطلاق النار في الوقت الحالي، في حين أكد مدير مكتبه أن انسحاب القوات الروسية من المناطق المحتلة والعودة لحدود عام 1991 شرط لتحقيق السلام.


معارك وضحايا

في غضون ذلك، قالت آنا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، اليوم الاثنين إن قوات بلادها تحقق تقدما ملموسا جنوب مدينة باخموت بمقاطعة دونيتسك (شرق)، مشيرة إلى أنها سيطرت خلال أسبوع على 37 كيلومترا مربعا في محيط المدينة.

وفي دونيتسك أيضا، أعلنت القوات الأوكرانية أنها صدت محاولات تقدم للقوات الروسية التي تشن منذ أسابيع هجمات على مدن ليمان وأفدييفكا في دونيتسك، وكوبيانسك في خاركيف (شمال شرق).

وفي مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق)، قال الجيش الأوكراني إنه واصل هجوما في محوري ميليتوبول وبيرديانسك، في حين قالت قوات الشرق في الجيش الروسي إنها صدت هجومين للقوات الأوكرانية في زاباروجيا.

وأفاد مسؤول أوكراني كبير -اليوم الاثنين- بأن قوات بلاده استعادت الأسبوع الماضي 15 كيلومترا مربعا إضافية من الأراضي بمقاطعة زاباروجيا، مما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى أكثر من 200 كيلومتر مربع منذ بدء الهجوم المضاد.

وفي تطورات متزامنة، أعلنت إدارة الطوارئ الأوكرانية مقتل 4 أشخاص وإصابة 43 آخرين إثر قصف صاروخي روسي استهدف مبنى مؤسسة تعليمية مكونا من 4 طوابق وآخر سكنيا يتألف من 9 طوابق في مدينة كريفي ريه وسط البلاد.

وفي مدينة دونيتسك الخاضعة للسيطرة الروسية، أفادت السلطات المولية لروسيا بمقتل شخصين وإصابة 4 آخرين جراء قصف أوكراني أصاب حافلة مدنية وسط المدينة.

وفي خيرسون (جنوب)، أكدت السلطات المحلية مقتل شخصين جراء قصف روسي في المدينة التي استعادتها القوات الأوكرانية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الیوم الاثنین فی حین

إقرأ أيضاً:

القرم عائدة بالدبلوماسية.. هل تراجع العزم الأوكراني أمام الضغط الروسي؟

كييف- تحول لافت في الموقف الأوكراني تجاه شبه جزيرة القرم، فالرئيس فولوديمير زيلينسكي يرى اليوم أنها "ستعود بالطرق الدبلوماسية حتما لأن البلاد لا تملك ما يكفي من سلاح لاستعادتها بالقوة، ولن تضحي بعشرات الآلاف من جنودها على ذلك الطريق".

وبحسب زيلينسكي، لن تعترف كييف بالقرم وغيرها من الأراضي المحتلة جزءا من روسيا، لكن نهجه الجديد يخالف قانونا أقرته بلاده في سبتمبر/أيلول 2022، بعد أن ضمت موسكو أراضي مقاطعات دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون؛ وهو قانون يمنع التفاوض مع روسيا في ظل حكم الرئيس الحالي فلاديمير بوتين.

كما يخالف جذريا ما طال الحديث عنه سابقا في أوكرانيا لاسيما بعد أن حررت البلاد أجزاء واسعة من مقاطعة خيرسون في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وكان قادتها العسكريون "منتشين" آنذاك، وعازمين على المضي قدما نحو القرم في الجنوب، التي ضمتها روسيا في مارس/آذار 2014.

فيسينكو يرى أنه بعودة ترامب ستضطر كييف لقبول التفاوض مع موسكو (الجزيرة)  أسباب التراجع

وبالإضافة إلى الأسباب التي ذكرها زيلينسكي في كلماته، يُرجع مراقبون سبب هذا التراجع عن العزم السابق إلى عدة عوامل أخرى ترتبط ببعضها، وأهمها:

زيادة الضغط الروسي على جبهات دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخاركيف وحتى كورسك الروسية، وعجز القوات الأوكرانية عن التمسك بمواقعها طويلا، ناهيك عن القيام بعمليات مضادة ناجحة. نقص الذخيرة والجنود، فالبلاد لا تخفي أن الغرب لا يمدها بكل ما تحتاج إليه، وإنتاجها المحلي لا يرقى لسد نسبة تذكر من تلك الحاجة، كما أنها تعيش أزمة تعبئة إجبارية تعكس توترا على المجتمع. عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تشكل هاجسا بالنسبة لأوكرانيا، خاصة وأن خططه لإنهاء الحرب لا تزال غامضة. وترتبط بهذا العامل أيضا توقعات بأن يتراجع الدعم الغربي عموما والأوروبي خصوصا، في ظل عدم حماسة ترامب لاستمرار تدفق المساعدات "المجانية" إلى كييف.

في السياق، يوضح الخبير فولوديمير فيسينكو رئيس مركز الدراسات السياسية التطبيقية "بنتا"، للجزيرة نت، أن مصدر هذه الهواجس هو عدم معرفة ماذا يريد ترامب، وهل سيستطيع الدفع نحو إنهاء الحرب فعلا وكيف، "لكننا ندرك أن فشله يعني أن مساعدة بلاده ستكون مكلفة وعبئا ثقيلا على أوكرانيا في المستقبل".

ويبدو المشهد وكأن كييف بدأت تمهد لخوض غمار مفاوضات يريدها ترامب ولمح إليها مرارا خلال حملته الانتخابية، حتى وإن كانت صعبة عليها ولن تنتهي لصالحها.

ويقول فيسينكو "إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن ترامب عازم على تحقيق نهاية سريعة للحرب، فأغلب الظن أنه سيدفع نحو تجميدها على أساس خطوط القتال الحالية. وبغض النظر عن التفاصيل، هذا سيكون في صالح موسكو ويعني أن ملف القرم وإقليم دونباس ومقاطعات أخرى سيوضع جانبا لفترة طويلة".

وبرأيه، ستكون كييف مضطرة للقبول، فدون الدعم الغربي ستقاتل ولكنها ستخسر أكثر بكثير من مساحة الأراضي الخاضعة حاليا لسيطرة روسيا، وتبلغ نحو 20% من مساحة أوكرانيا.

تقبل التفاوض

ورغم ذلك، لم يسبب تصريح زيلينسكي حول "الدبلوماسية لاستعادة القرم" أي سخط في المجتمع، ويبدو أن الشارع الأوكراني سئم الحرب وتداعياتها وبدأ يميل فعلا نحو تقبل فكرة التفاوض على إنهائها، مع فروق في وجهات النظر بحسب المناطق.

ووفق استطلاع أعده مركز "رازومكوف للدراسات" في كييف، تبين أن نسبة المؤيدين للتفاوض ارتفعت من 21% في سبتمبر/أيلول 2023 إلى 35% في سبتمبر/أيلول الماضي. كما تراجعت نسبة الذين يرون أن المفاوضات مع روسيا يجب أن تتم حصرا بعد انسحاب قواتها إلى حدود عام 1991، من 61% إلى 49%.

ويعكس الاستطلاع فروقا بين نسب المؤيدين والمعارضين وفق المناطق، فنسبة المعارضين للمفاوضات في المناطق الغربية التي لم تشهد عمليات قتالية، تصل إلى 61%، لكنها عند حدود 29% في المناطق الوسطى، و27% في الشرقية التي تشهد معظم العمليات القتالية.

لكن مراقبين يشككون في صدق نوايا زيلينسكي بخصوص استعادة القرم دبلوماسيا، ولا يستبعدون أنه "يراوغ" سياسيا لتحقيق هدف عسكري ما على الأرض.

يقول أوليغ جدانوف الخبير العسكري والعقيد في قوات الاحتياط للجزيرة نت "آمل ألا تتجه كييف (أو تُدفع) نحو السبل الدبلوماسية في القرم، وأن تكون في تصريحات زيلينسكي مراوغة معينة كتلك التي كانت في مقاطعة سومي قبل أن تنطلق منها عمليات مقاطعة كورسك داخل روسيا".

خطط موسكو

وتابع الخبير جدانوف أن كل العسكريين يعلمون أن تحرير القرم أهم وأسهل نسبيا من تحرير أراضي دونباس المتصلة حدوديا مع روسيا أو غيرها، لأنه يتصل معها بشرايين رفيعة على الأرض يمكن قطعها (أهمها جسر القرم).

وبرأيه، من شأن هذا أن يغير مسار الحرب فعلا لصالح أوكرانيا، فهو "سيوجع" موسكو أكثر من أي شيء آخر وسيعزز موقف كييف على أي طاولة تفاوض معها.

ورأى أن "الدبلوماسية لن تنفع لاستعادة القرم، والأيام الماضية كشفت أن لدى موسكو خططا كبيرة لتقسيم أوكرانيا على المدى الطويل، لا لإنهاء الحرب معها".

وكانت وسائل إعلام روسية وأوكرانية قد كشفت قبل أيام عن مخطط روسي لتقسيم أوكرانيا، وهو ما أكدت صحته دائرة الاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع الأوكرانية.

وترمي الخطط إلى تقسيم أوكرانيا لـ3 مناطق:

شرقية تابعة لروسيا، والقرم جزء منها. وسطى عاصمتها كييف وسلطاتها موالية لموسكو. غربية محايدة عاصمتها مدينة لفيف.

وقال نائب رئيس الدائرة فاديم سكيبيتسكي لوكالة "إنترفاكس أوكرانيا" إنه "تم إعداد وثيقة خطة التقسيم من قبل وزارة الدفاع وهيئة الأركان الروسية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ليتم العمل على تنفيذها في الفترة ما بين 2026-2035، مع إمكانية التمديد حتى عام 2045".

مقالات مشابهة

  • ‏الدفاع الروسية تعلن السيطرة على بلدة كوبانكي شرق أوكرانيا
  • أوكرانيا تخسر 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في مقاطعة كورسك الروسية
  • أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ليلا.. وزيلينسكي يعلق
  • القرم عائدة بالدبلوماسية.. هل تراجع العزم الأوكراني أمام الضغط الروسي؟
  • الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1535 عسكريا أوكرانيا خلال 24 ساعة
  • «القاهرة الإخبارية»: الجيش الأوكراني يفقد 40% من كورسك الروسية
  • حتى 100 ألف دولار.. بوتين يوقع قانون بشطب ديون المتطوعين للقتال بأوكرانيا
  • كورسك.. روسيا استعادت 60% من الأراضي التي احتلتها أوكرانيا
  • ‏مصدر عسكري أوكراني: أوكرانيا فقدت أكثر من 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في منطقة كورسك الروسية
  • ترامب يفكر في تعيين مبعوث خاص للصراع الروسي الأوكراني