تتباين المواقف العربية من فكرة إنشاء قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وسط مناقشات تدور بشأن وضع خطة قابلة للتطبيق في المنطقة بعد انتهاء الحرب.

صحيفة فايننشال تايمز كشفت أن مسؤولين عربا عبروا عن عدم تأييدهم فكرة دخول قوة دولية أو إقليمية إلى غزة، مشددين على أنها يجب أن تكون تحت إدارة فلسطينية.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي عربي قوله إن التحفظات في بعض العواصم تراجعت في الأسابيع الأخيرة وأثارت احتمال المشاركة العربية في تلك القوات مع سعي الدول لإظهار "التزامها بعملية السلام".

وقال الدبلوماسي: "نحن نعلم أن لدى إسرائيل مخاوف أمنية بشأن الدولة الفلسطينية، وذلك يعني أننا مستعدون للمساعدة".

دبلوماسي عربي آخر ذكر للصحيفة أن أي قوة يجب أن تحظى بموافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأن يتم نشرها لمدة زمنية مؤقتة لمنح السلطات الفلسطينية الوقت لتطوير قواتها الأمنية.

وعلى الرغم من الانفتاح المتزايد على مثل هذا الانتشار، فإنه لا يزال من غير الواضح ما هي الدول التي ستكون على استعداد للمشاركة.

كما كشف مسؤول عربي ثالث أن وجود قوة بقطاع غزة مبادرة تدعمها مصر وأن القوى الإقليمية الأخرى، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والأردن وقطر، تعارض نشر قوات حفظ سلام عربية. 

 ما طبيعة قوة حفظ السلام؟

فيما أفاد مسؤول آخر بأن هناك اتفاقا على ضرورة تقديم بديل للقوات الإسرائيلية المتبقية في القطاع، لكنهم أضافوا أن السؤال الرئيسي هو: "ما هي القوة؟"

أثيرت الفكرة مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عندما التقى بنظرائه العرب في القاهرة في مارس.

تفيد الصحيفة بأن الدول العربية ظلت تحاول منذ أشهر صياغة رؤية واسعة النطاق لمعالجة الأزمة التي أثارها الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر والهجوم الانتقامي الإسرائيلي على غزة.

وسيكون مطلبهم الأساسي هو أن يتخذ الغرب وإسرائيل خطوات لا رجعة فيها نحو حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده، ويريدون أن تعترف الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى بالدولة الفلسطينية وتدعم عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، بحجة أن ذلك يجب أن يكون جزءًا من العملية، وليس نتيجة.

لكن التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب في غزة يتم تقويضه بسبب عدم اليقين بشأن نوايا إسرائيل، بما في ذلك المدة التي ستبقي فيها قواتها في القطاع الممزق؛ ومن ستقبل كمسؤول؛ وإلى متى سيستمر هجومها.

 حكومة نتنياهو ترفض الوجود الدولي في الضفة

 كما استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تلعب السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب والعرب والتي طردتها حماس من غزة عام 2007 أي دور أو أي تحركات نحو إقامة دولة فلسطينية.

وأعرب بعض المسؤولين الإسرائيليين، مثل وزير الدفاع يوآف غالانت، عن تأييدهم لفكرة الوجود الدولي في غزة بعد الحرب، لكن من المرجح أن ترفض حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة أي خطوة من هذا القبيل في الضفة الغربية، حيث يعيش الآلاف من المستوطنين اليهود.

وفي مؤتمر عقد في الرياض هذا الأسبوع، قدم وزراء الخارجية العرب إجابات غامضة إلى حد كبير على الأسئلة المتعلقة بمهمة حفظ السلام.

وقال الأمير فيصل بن فرحان، كبير الدبلوماسيين السعوديين، إنه من الصعب التعامل مع هذه القضية دون وضوح الرؤيا بشأن العناصر الأخرى، وحذر نظيره الأردني أيمن الصفدي من أن أي قوة لحفظ السلام قد "يُنظر إليها على أنها تعمل على ترسيخ البؤس الذي خلقته هذه الحرب".

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن القاهرة مستعدة للعب دورها بالكامل مع مراعاة المخاطرة والمكافأة والتقييم الشامل للنتيجة النهائية.

 كان التركيز الأساسي لإدارة بايدن على الدفع باتجاه اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى تطبيع السعودية علاقاتها مع إسرائيل على أمل أن يقنع تل أبيب بتقديم تنازلات تجاه إقامة دولة فلسطينية.

كما كانت الإدارة تتجه نحو التوصل إلى اتفاق قبل هجوم حماس في 7 أكتوبر، والذي كان سيتضمن موافقة الولايات المتحدة على اتفاقية دفاع مع المملكة ودعم طموحاتها النووية.

وواصلت واشنطن والرياض مناقشة الاتفاق، وقال الأمير فيصل هذا الأسبوع إنهم "قريبون جدًا" من التوصل إلى اتفاق مع الجانب الأميركي، لكنه أكد مجددا على ضرورة وجود "مسار يؤدي إلى دولة فلسطينية تكون ذات مصداقية ولا رجعة فيها".

 

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل الدولة الفلسطينية مجلس الأمن قطاع غزة مصر السعودية الأردن قوات حفظ سلام عربية أنتوني بلينكن حماس الولايات المتحدة بنيامين نتنياهو دولة فلسطينية يوآف غالانت الضفة الغربية الرياض وزراء الخارجية العرب فيصل بن فرحان أيمن الصفدي سامح شكري السعودية حماس واشنطن فلسطين حفظ سلام قوة حفظ سلام إسرئيل مصر الأردن الولايات المتحدة السعودية الدول العربية قطاع غزة إسرائيل الدولة الفلسطينية مجلس الأمن قطاع غزة مصر السعودية الأردن قوات حفظ سلام عربية أنتوني بلينكن حماس الولايات المتحدة بنيامين نتنياهو دولة فلسطينية يوآف غالانت الضفة الغربية الرياض وزراء الخارجية العرب فيصل بن فرحان أيمن الصفدي سامح شكري السعودية حماس واشنطن أخبار فلسطين حفظ السلام

إقرأ أيضاً:

اختفت معالمه وتحول لركام .. فلسطينية تعود لمنزلها بجباليا

سرايا - "راجعة أعيش هون بعد ما انتهت حلول الأرض".. بهذه الكلمات عبرت نازحة فلسطينية عن حالها بعد عودتها إلى منزلها المدمر في مخيم جباليا شمال قطاع غزة لتعيش بين ركامه.


وكتبت الشابة والتي تدعى جنان نوفل وهي مدونة يتابعها 100 ألف متابع عبر "ستوري إنستغرام"، اليوم الاثنين: "مروحين على جباليا وبيتنا غير صالح للسكن بس ما لقينا بيوت تانية وبيوت الإيجار غالية جداً".

كما بينت أنها ستعيش مع عائلتها في هذا المنزل بعد تنظيف جزء من ركامه، بدون كهرباء أو ماء أو إنترنت ولا طرق أو شوارع للوصول إليه.


وتابعت "الحرب الحقيقية بدأت من أول ما شفت جباليا ولسا حياتنا رح تكون أصعب"، مشيرة إلى أن جباليا لا يوجد بها أدنى مقومات للحياة.


وكانت جنان نشرت فيديو لمنزل عائلتها قبل عدة أيام، وقالت "الحارة اختفت معالمها"، وتساءلت "وين دارنا وين نعيش".

وجنان ليست الوحيدة فصور عودة النازحين الفلسطينيين إلى الشمال تحمل الكثير من الآلام والأحزان، رغم شعور الفرحة بالعودة إلى الديار حتى ولو كانت ركاماً.

يذكر أن شمال القطاع كان الأكثر تضرراً خلال الحرب الإسرائيلية الدامية التي اشتعلت يوم السابع من أكتوبر 2023. إذ بلغت نسبة الدمار 80% وفق تقديرات الأمم المتحدة.

في حين بلغ حجم الركام 42 مليون طن، وقضت الحرب على 60 عاما من التنمية في القطاع المنكوب.





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 925  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 27-01-2025 07:55 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
العثور على خاتم آخر إمبراطور بيزنطي في بلغاريا بيل غيتس يحذر: العالم غير مستعد نهائيًا لوباء جديد اميركا .. طالب يقتل زميلته داخل المدرسة ثم ينتحر بعد 61 يوما .. أميركية تعيش بكلية خنزير تسجل إنجازا كبيرا والدة "فتى الصويفية" تكشف لـ... وفاتان وإصابتان بحادث مروع في القويسمة .. فيديو النائب صالح العرموطي: "اللاءات" الملكية... من المكتب مع هاشم الخالدي .. الكشف عن ثغرة مكنت... السفارة المصرية في واشنطن ترد "ضمنيا" على... حماس تسلم قائمة 25 اسيرا اسرائيليا حياالصين ترد على تقرير الاستخبارات الأمريكية حول مصدر...الاحتلال يتسلم جثث 8 محتجزين خلال الأيام المقبلةبن غفير بعد عودة النازحين: استسلام كامل ومهينالأمن العام السوري يلقي القبض على قيادي بتنظيم...عبروا نتساريم .. فحص أمني لمركبات العائدين إلى...الاتحاد الأوروبي يستعد لتخفيف العقوبات عن سورياوسائل إعلام عبرية تكشف عن تفاصيل "نقل أسرار...نتنياهو يمثل للمرة السابعة أمام القضاء ليرد على تهم... كاظم الساهر يحتضن حفيدتيه .. صورة تخطف القلوب إلهام الفضالة تكشف تفاصيل تعرضها للسرقة في لندن مصر .. سجن بلوغر شهيرة وزوجها السابق في قضايا احتيال شقيق أيمن زيدان يدافع عنه: رمز فني لا يجب تهديده... ياسمين صبري تترك تصوير مسلسلها الرمضاني لسبب مفاجئ جمال أبو عابد في لقاء مع "سرايا": المنتخب الوطني أضاع فرصًا ذهبية .. والفيصلي رفض التعاقد مع لاعب يلعب بالدوري "الإسرائيلي" 3 إصابات في صفوف المنتخب الوطني في معسكر قطر النشامى ينهي تحضيراته لمواجهة أوزبكستان وديا برشلونة يعلن غياب بيدري عن مواجهة فالنسيا سينر يحتفظ بلقب أستراليا المفتوحة على حساب زفيريف لغز حيّر العلماء .. ما سر الحرائق المدمّرة حول العالم؟ هذه المعاهدة .. أنهت توسع العثمانيين ومهدت لسقوطهم ضغوط متزايدة على ترامب للكشف عن ملف هجرة الأمير هاري .. هل يواجه الترحيل؟ غدر بها فذبحته بالسكين .. ممرضة تصيب "قلب القاهرة" بالذعر بالصدفة .. الأشعة السينية تكشف امتلاء جسد رجل بكائنات مخيفة العثور على سفينة قديمة عمرها 2500 عام قبالة ساحل صقلية تسبب بإغلاق متحف لأسبوع كامل .. بريطاني ينتقم لطرده من العمل تطوير لقاح لوقف تفشي الأوبئة العالمية القادمة .. ما قصته؟ "الضوء الشبح" في كاليفورنيا .. ظاهرة غامضة تحمل مخاطر خفية "القولبة بالحقن" .. لحوم صناعية لا يُمكن تمييزها عن الطبيعية

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • رفض عربي وإسلامي لخطة ترامب بشأن غزة ومطالب بإقامة دولة فلسطينية
  • الكيان الصهيوني يقتحم عدة مدن فلسطينية مساء اليوم
  • اختفت معالمه وتحول لركام .. فلسطينية تعود لمنزلها بجباليا
  • بعد تراجع ترامب عن معاقبة كولومبيا.أسعار النفط تهبط
  • نواب: نرفض تصريحات ترامب ويجب مخاطبة الكونجرس وصدور موقف عربي موحد ضد دعوات تهجير الفلسطينيين
  • انطلاق الترشيحات لجائزة أفضل باحث عربي متميز والمجلة العربية المتميزة 2025
  • باحث سياسي: نحتاج إلى موقف عربي حاسم ضد تهجير الفلسطينيين ودعم إعادة إعمار غزة
  • 13 قتيلاً من قوات حفظ السلام الدولية في اشتباكات عنيفة في شرق الكونغو الديمقراطية
  • جرائم حول العالم.. سيّدة تطعن رجلا في مصر وهندي يقتل زوجته ويطبخها
  • مقتل 9 جنود من قوات حفظ السلام بالكونغو الديمقراطية