أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعد لإجراء مناورة بتشكيلات صاروخية، لزيادة جاهزية القوات النووية غير الاستراتيجية، استعدادًا لحرب محتملة، وللدفاع عن أراضي روسيا من نمو حدة التهديدات الأوروبية ضد موسكو، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الروسية «تاس».

ونشرت وزارة الدفاع الروسية بيان، قالت فيه: «بناء على تعليمات القائد الأعلى للقوات المسلحة لروسيا، ومن أجل زيادة جاهزية القوات النووية غير الاستراتيجية للقيام بمهام قتالية، بدأت هيئة الأركان العامة الاستعدادات لإجراء مناورات في المنطقة القريبة».

تشكيلات صاروخية والتدريب على استخدام الأسلحة النووية

وأكدت الدفاع الروسية وجود تشكيلات صاروخية للمنطقة العسكرية الجنوبية من روسيا، وذلك بمشاركة الطيران والقوات البحرية، وخلال التمرين يجرى تنفيذ مجموعة من الأنشطة، لتدريب القوات على إعداد واستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية.

الرد على التهديدات وحماية أراضي روسيا

وتهدف التدريبات الروسية النووية إلى الحفاظ على جاهزية الأفراد والمعدات للاستخدام القتالي للأسلحة النووية غير الاستراتيجية، من أجل الرد على التهديدات، وسلامة الأراضي الروسية وسيادتها.

تحرك فرنسا عسكريا ضد موسكو

وتأتي استعدادات موسكو في وقت ازداد الحديث عن إرسال فرنسا بعض القوات إلى الأراضي الأوكرانية، لردع القوات الروسية، في وقت حذر فيه الكرملين من إقبال فرنسا على هذه الخطوة.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نووي روسيا موسكو فلاديمير بوتين الدفاع الروسية الدفاع الروسیة

إقرأ أيضاً:

عقيدة روسيا النووية الجديدة وما بعدها

حمد الناصري

 

سأبدأ مقالي بالمثل الإيطالي المأثور باللاتينية "إذا أردت السِّلم فاستعد للحرب" والذي قاله يوليوس قيصر.. ويستخدم هذا المثل كشعار وهدف على نطاق واسع عالميًا، كالبحرية الملكية البريطانية التي ترفعه كشعار رسمي لها.

ومن خِضم التطورات العالمية والتي أصبحت تتفاعل وتتسارع كاشفة عن أحداث مُؤثرة وخطيرة تشكل تحديات ليس فقط لصانعي القرار في الدول الكبرى بل يَمتد تأثيرها إلى العالم كله ومنطقتنا بالذات.

وآخر ما طرأ من تلك الأحداث وبعد تداعيات انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المُتحدة واستحواذ حزبه الجمهوري على مجلسي النواب والشيوخ وبعد إعطاء أمريكا وبعض دول الناتو الضوء الأخضر لأوكرانيا باسْتخدام صواريخ "ستورم شادو" متوسطة المدى في قصف أهداف داخل العُمق الروسي، وأصدر الكرملين بيانَا يُؤكد فيه أنّ سياسات حلف الناتو أصبحت تُشكل تهديدًا رئيسيًا ومُباشرا لروسيا الاتحادية، لذلك أجرت روسيا تغييرًا في عقيدتها النووية وصادق عليها الرئيس الروسي قبل أيام قليلة ونشرتها وسائل الإعلام الروسية والعالمية وكان أول رسالة وجّهتها روسيا لدول الناتو هي استخدام صاروخ روسي مُتطور فرط صوتي ومُتعدد الرؤوس لقصف هدف كبير في أوكرانيا مِمّا أثار هلع المُحللين والسياسيين الأوربيين على حد سواء.

وقصفت القوات الروسية المُجمع الصناعي الأوكراني بمدينة "دينيبروبيتروفسك" لأول مرة، مِمّا أدى إلى تدمير المُجمع الصناعي كاملًا وانقطاع الكهرباء عن العاصمة كييف وثلاث مُدن كبرى في أوكرانيا، واستغرقت رحلة الصاروخ من شرق روسيا إلى العاصمة كييف الأوكرانية وتقدر بأكثر من 1000 كيلومتر 5 دقائق فقط.

ونقلًا عن مدير شبكة أبحاث الجُغرافيا السياسية الجديدة ميخالو ساموس، فإنّ روسيا باستخدامها لهذا الصاروخ لأول مرة فإنها تنقل الحرب لمستوى جديد تمامًا، وتُرسل رسالة غير نووية مُحملة على صاروخ مُصمم لحمل الرؤوس النووية لكل قادة أوروبا، مَفادها أنّ روسيا ستستخدم هذه الصواريخ من الآن فصاعدًا وفي كل مكان بعد انسحاب أمريكا من معاهدة عدم استخدام تلك الصواريخ في عام 2019، وأنّ كافة مدن وعواصم دول الناتو ستكون تحت رحمة الصواريخ الاستراتيجية الروسية، سواءً كانت مُحملة برؤوس تقليدية أو نووية، وإنِّه يجب على قادة أوروبا أن يراجعوا حساباتهم جيدا، وأنه إذا تمادت أوكرانيا مجددًا وقصفت المدن الروسية، فسيتم استبدال رؤوس تلك الصواريخ وفي أي لحظة برؤوس نووية، وسيكون الهجوم الروسي أقوى بكثير وأكثر فتكًا وتدميرًا.

كل تلك الأحداث إضافة إلى تسريب روسيا لتفاصيل عن "عملية اليد الميتة" والتي هي عبارة عن برنامج ردع نووي يعمل دون الحاجة إلى قرار  من أي جهة وفي حالة مُبادرة أمريكا والناتو بقصف روسيا وتدمير مُدنها ومقتل كل القيادات الروسية حينها سيتم تفعيل البرنامج وإطلاق أكثر من 4000 صاروخ نووي على مُدن وقواعد دول الناتو والولايات المتحدة مِمّا سيؤدي بالضرورة إلى دمار نصف الكرة الأرضية ودخول ما تبقى من الدول في شتاء نووي مُميت وكالح.

لذلك بادر الرئيس المنتخب ترامب وفي مُحاولة لنزع فتيل حرب عالمية ثالثة لا تُبقي ولا تذر بالتصريح أنّ فترته الرئاسية ستنهي كل الحروب وتفاعل معه بوتين إيجابيًا فيما تسببت تصريحاته بصدمة لحكام دول الناتو.

خلاصة القول.. إننا لسنا بعيدين عمّا يحدث والتطورات المُتلاحقة زادت كثيرًا من حِدة التضخم الاقتصادي العالمي وارتفاع أسعار الذهب والنفط والغذاء والبيتكوين وأنّ مِن الحكمة التهيؤ لأسوأ الاحتمالات في منطقتنا وفي الوطن العربي والاستمرار على سياسة عدم التحيز إلى أي جهة من الأطراف المُتصارعة والنأي بدولنا وشُعوبنا عن تلك الصراعات المدمرة.

ويجب أنْ نتوقع بأنّ العالم سيكون فعلًا على شفير حرب عالمية ثالثة.؛ أو على الأقل عودة الحرب الباردة وقد يكون مطلوبًا من كافة الدول أنْ تتخذ موقفًا مع أو ضِد وهو ما ليس في مصلحة دولنا وسيكون الوقوف على التل ومُراقبة الأحداث هو الموقف الأكثر اعتدالًا وحِكمة.

حفظ الله بلادنا وكافة بلاد المُسلمين والعالم من شرّ الفِتن والحروب.

مقالات مشابهة

  • البنتاجون يؤكد رسميًا السماح لكييف بضرب روسيا بصواريخ "أتاكمز"
  • عقيدة روسيا النووية الجديدة وما بعدها
  • اجتماع حلف الناتو مع أوكرانيا في بروكسل لمناقشة التهديدات الروسية
  • هجمات صاروخية بين موسكو وكييف تستهدف طاقة البلدين
  • أية عاكف تكتب: الأهداف الاستراتيجية لتوطين التكنولوجيا النووية في مصر
  • وزير بريطاني: التهديدات الروسية لن "تملي علينا قراراتنا"
  • روسيا تعلن إسقاط صاروخين و44 مسيرة أوكرانية فوق مقاطعة كورسك
  • الكرملين: تعديل «العقيدة النووية الروسية» إشارة واضحة للغرب
  • القوات الروسية تكبد أوكرانيا خسائر جسيمة بمحور كورسك وكييف تسقط 73 مسيرة روسية
  • هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب