سيزار مينوتي..ماذا سنفعل بهذا الطفل!!
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
عمرو عبيد (القاهرة)
أعلن الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم وفاة «الأسطوري» سيزار لويس مينوتي عن عمر ناهز 85 عاماً، وكتب الاتحاد الأرجنتيني بياناً نشره عبر موقعه الإلكتروني وحساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، أعرب فيه عن حزنه وألمه الشديدين لوفاة مدير المنتخبات الوطنية، الذي كان صاحب التتويج الأول في تاريخ «راقصي التانجو» بكأس العالم عام 1978، ونشر الاتحاد المحلي تقريراً موسعاً حول نشأة مينوتي ومسيرته الكروية، التي عُرف عنه من خلالها حب الكرة الهجومية الشاملة، التي كانت وسيلته للفوز بلقب «مونديال 1978» وكأس العالم للشباب «تحت 20 عاماً» عام 1979، وهي البطولة التي سطع فيها نجم «الساحر» مارادونا، كما قاد مينوتي بعدها فريق برشلونة إلى الفوز بـ«ثلاثية عام 1983» وهي كأس ملك إسبانيا وكأس «الليجا» والسوبر.
وتناقلت أكبر الوسائل الإعلامية العالمية خبر رحيل «الأرجنتيني الأسطوري»، صاحب «الشخصية الكاريزمية» على المستوى الإنساني، و«المدرسة المُتميزة» في عالم كرة القدم، حيث كانت الصحف الإسبانية «سباقة» كالعادة بوضع صورة سيزار فوق أغلفتها، مع عنوان «وداعاً مينوتي» عبر صحيفتي «سبورت» و«موندو ديبورتيفو»، وكتبت «ماركا» أن أسطورة الأرجنتين توفي عن عمر 85 عاماً، كما ظهرت صورته فوق غلاف «كورييري ديللو سبورت» الإيطالية بعنوان «الأرجنتين في حداد»، ونشرت مواطنتها «لاجازيتا» تقريراً عنه بعنوان «اليساري صاحب الانتصار الديكتاتوري!».
صحيفة «ماركا» الإسبانية تناولت خبر وفاة الأسطورة العالمي على طريقتها الخاصة، حيث نشرت مقطعاً مصوراً له خلال أحد حواراته الصحفية معها في وقت سابق، بعنوان «اعترافات مينوتي» التي حملت الكثير من فلسفته الخاصة، حيث قال، إن كرة القدم تُلعب بالكرة وبغيرها، إشارة إلى تحركات اللاعبين من دون الكرة والرقابة والضغط وما شابهها من الأمور الفنية العميقة، التي ميّزت أسلوبه التدريبي الهجومي الباحث عن الضغط المتواصل والاستحواذ الكامل على الكرة، كما تحدث عن أن الكل يبحث عن الفوز ليصبح بطلاً أو يتجنب الهبوط والابتعاد عن القمة، وهي تطلعات «عظيمة» لكل من يعمل في كرة القدم، إلا أن الأشخاص «العاديين» يرافقون النجاح ولا يسألون أنفسهم أبداً عن أسبابه.
واعتقد مينوتي في فترة سابقة أن «جيل 1978» كان يملك فريقاً «لا يُقهر» ولا يُمكن مقارنته بأي جيل آخر في الأرجنتين، وبسؤاله هل تمنى تكرار إنجاز «الألبيسيليستي» الأول، أجاب بأنه رغم تتويجه بطلاً مع لاعبيه وقتها، إلا أنه لم يرغب في تجربتها مرة أخرى، ووصف كرة القدم بأنها «ثقافة حقيقية» وليست مُجرد «لُعبة»، كما وصف نفسه بـ«المناضل» في عالم كرة القدم، إشارة إلى توجهاته الفكرية والسياسية في تلك الحقبة القديمة، ولهذا لم يكن غريباً أن يُعلن في وقت سابق أن «برشلونة مع جوارديولا» هو أفضل ما رأى في كرة القدم على الإطلاق، وكان قد وصف «بيب» بأنه «تشي جيفارا» كرة القدم، حيث يُصر «الثائر» جوارديولا على التمسك بطريقته وأسلوبه، ويحقق الفوز من دون تغيير طريقة لعبه أبداً.
وبعيداً عن اعترافاته في حواره القديم مع «ماركا»، فإن تاريخ مينوتي يزخر بالكثير من الجدل، بينها طرفة تاريخ مولده الرسمي في 5 نوفمبر 1938، الذي كشف عن عدم صحته، مؤكداً أنه وُلد يوم 22 أكتوبر من نفس العام، لكن والده قام بتسجيله رسمياً بعد ما يقرب من أسبوعين نظراً لظروف سفره، وعلّق على ذلك ساخراً بأن والده رُبما قال آنذاك «ماذا سنفعل بهذا الطفل، لننتظر نرى»، وعُرف عنه اتخاذ الفكر اليساري لكنه قاد «الألبيسيليستي» للفوز بكأس العالم 1978، وسط ظروف سياسية تخالف فكره واحتفظت بالجدل المثير حتى يومنا هذا.
تصريحات مينوتي كانت تحمل دائماً «طابعاً خاصاً للغاية»، بينها إصراره إلى تميز بيليه وتفرده عبر العصور، حتى لو أتت المقارنة بينه وبين مواطنيه، مارادونا وميسي، قبل أن يعود ويؤكد أن «البرغوث» سيكون «الملك الخامس» لكرة القدم إذا نجح في حصد كأس العالم، بعد الرُباعي دي ستيفانو وبيليه وكرويف ومارادونا، وهو ما قد كان بالفعل بعد تتويج «ليو» بكأس العالم 2022، الذي وصفه مينوتي بأنه إنجاز يُحسب للمدرب سكالوني، رغم هجومه الشرس على المنتخب في عام 2017 قائلاً إن كرة القدم الأرجنتينية أصبحت «أضحوكة العالم» وصارت مثل «السيرك».
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التانجو منتخب التانجو الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم منتخب الأرجنتين کرة القدم
إقرأ أيضاً:
وليد الركراكي: نهجنا التواصل وعرض مشاريعنا على اللاعبين مزدوجي الجنسية... نحترم قراراتهم
أكد الناخب الوطني، وليد الركراكي أن المغرب يتبنى مقاربة صادقة تجاه اللاعبين مزدوجي الجنسية، من خلال دعوتهم للانضمام إلى مشروع وطني ينبع من القلب وقوة القناعة.
وقال مدرب المنتخب الوطني في مقابلة مع صحيفة (آس) الرياضية الإسبانية: « نهجنا هو التواصل مع اللاعبين، وعرض مشروعنا عليهم، وغرس حب الوطن فيهم، مع احترام كامل لقراراتهم ».
وأكد وليد الركراكي أنه يتفهم تماما المأزق الذي يعيشه اللاعبون الشباب الذين نشأوا في بلدان أخرى، مشيرا إلى أن « من لديهم ثقافة مزدوجة يدركون جيدا أن هذا الخيار معقد ويجب احترامه مهما كان ».
وحرص المدرب الوطني على الإشادة باختيارات لاعبين مثل إبراهيم دياز وبلال الخنوس وأشرف حكيمي، الذين قرروا تمثيل المغرب وساهموا في إثراء المنتخب الوطني والمشروع الرياضي للمملكة.
وأشار إلى أن استراتيجية اكتشاف المواهب الشابة التي تلعب في أوربا تقوم على العمل الاستباقي والقرب، مضيفا أن « المعيار الأساسي لا يرتبط بأصولهم فقط، بل بالتزامهم الحقيقي بمشروعنا الوطني ».
ولم يفت السيد الركراكي التطرق إلى الدينامية الحالية لكرة القدم المغربية والتقدم الكبير الذي تم إحرازه، مشيرا على وجه الخصوص إلى تطوير البنيات التحتية بمعايير دولية، واستضافة كأس العالم 2030، وتصنيف المغرب ضمن أفضل المنتخبات الوطنية في العالم.
وبخصوص كأس الأمم الإفريقية المقبلة، المزمع تنظيمها نهاية العام الجاري، لفت وليد الركراكي إلى أن الفوز باللقب القاري أصبح أولوية الآن.
وقال: « المغرب بلد يعشق كرة القدم، ومنتخبه الوطني يوحد الأمة بأكملها. ولا يعقل أننا لم نفز سوى بلقب واحد في كأس إفريقيا. هدفنا هو التتويج باللقب القاري ».