توجيهات الرئيس السيسى إلى المصريين بأن يركزوا فى تعليم أولادهم على التعليم الرقمى وفى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ليتمكنوا من الحصول على فرص عمل لهم وتعجَّب الرئيس من الأعداد الكبيرة من الطلاب والتى تلتحق كل عام بكليات الآداب والتجارة والحقوق متسائلا "هيطلع يشتغل ايه" ويتبادر للذهن بعد توجهات الرئيس السيسى لشعب مصر العديد من التساؤلات: هل التوجه إلى الرقمنة وتكنولوجيا المعلومات من شأنه تقليل البطالة وفتح آفاق جديدة لسوق العمل؟ وهل تقليل الأعداد بالكليات التى ليس لها سوق العمل ستساعد فى حل مشكلة البطالة؟ وفى المقابل هل التوجه نحو كليات الحساب الآلى والذكاء الاصطناعي سيحقق الفائدة ويخرج طالبا قادرا على التعامل مع التكنولوجيا؟

يقول تامر شوقى الخبير التربوى وأستاذ علم النفس التربوى بجامعة عين شمس لا شك أن مخاطبة فخامة الرئيس السيسى لأولياء الأمور بضرورة توجيه أولادهم نحو دراسة التكنولوجيا والرقمنة إنما يعكس رؤية الدولة المصرية في مجال التعليم والتى تتسق مع التوجهات العالمية المعاصرة التى تقوم على أساس أن تصنيع التكنولوجيا هو أساس الدخل القومي في أى دولة في العصر الحالى فقد أصبحت الكليات النظرية تعانى العديد من الإشكاليات مثل تأخرها عن احتياجات سوق العمل المتطورة كما يعانى خريجوها من البطالة والتى ترجع إلى سببين هما ضخامة أعداد الخريجين سنويا بما يفوق احتياجات سوق العمل وافتقادهم مهارات التقنية التى يتطلبها سوق العمل الأمر الذى قد يدفع الكثير من الخريجين إلى العمل بوظائف هامشية ذات رواتب متدنية وبالتالي كما يرى شوقى أصبح اللجوء إلى كليات الذكاء الاصطناعي وأقسام الحاسبات والمعلومات في كليات الهندسة والعلوم هى الحل السحرى لتلك المشكلات، حيث ستسهم في خفض البطالة من خلال إكساب خريجيها المهارات المتقدمة التى يتطلبها سوق العمل وإتاحة فرص عمل برواتب مجزية لخريجيها سواء في سوق العمل المحلى أو الإقليمى أو الدولى ومن ثم جلب العملة الصعبة للدولة المصرية.

بينما يرى د.عاصم حجازي أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بجامعة القاهرة أهمية ما أشار إليه الرئيس السيسي من توجيه الطلاب لدراسة ما يتعلق بالرقمنة وتكنولوجيا المعلومات، يرى أنه لا شك في أن المستقبل يرتبط ارتباطا كبيرا بمجالات تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، لذلك فإن الاهتمام بهذه المجالات في التعليم يعتبر أمرا بالغ الأهمية للأسباب التالية أولها ارتباط مجالات العمل المستقبلية بهذا الجانب وبالتالي فإن الإقبال على دراسة هذه التخصصات يزيد من دافعية الطالب ويجعل لتعلمه معنى وقيمة، حيث إنه يتعلم ليعمل في النهاية في نفس المجال الذي يقوم بدراسته كما يسهم في تعظيم الاستفادة من الثروة البشرية المتمثلة في الأعداد الكبيرة من طلاب الجامعات واستثمار هذه الطاقات في تحقيق أهداف التنمية ويسهم في القضاء على الكثير من المشكلات النفسية والتربوية التي يعاني منها المجتمع نتيجة البطالة أو امتلاك مهارات غير مطلوبة في سوق العمل ويعمل على تنشيط كل من منظومة التعليم ومنظومة العمل وتحقيق التوازن المطلوب لنمو وتطور المجتمع، بالإضافة إلى أنه يساعد في القضاء على كثير من المشكلات التي يعاني منها النظام التعليمي مثل كليات القمة والدروس الخصوصية والغش ويفتح آفاقا جديدة للاستثمار والمنافسة على المستوى العالمي في قطاع مهم وحيوي وهو قطاع التكنولوجيا.

ويستكمل حجازى بأن هناك فوائد من تقليل الأعداد بالكليات التي ليس لها مجال واسع في سوق العمل منها القضاء على البطالة والبطالة المقنعة نتيجة عدم احتياج سوق العمل لهذا التخصص وعمل الشباب في مجالات لا تناسب مؤهلاتهم وتوفير الكثير من النفقات التي يتم إنفاقها على الطالب أثناء الدراسة وتوجيهها إلى مسارات أخرى أكثر فائدة للفرد والمجتمع واستثمارها بشكل جيد وعدم إهدار وقت وجهد الطالب، كما أن تشجيع التعلم القائم على المعنى والمستمر مدى الحياة ولن يتحقق ذلك إلا من خلال تعليم يرتبط بحياة وواقع الخريج علما بأن الخريج يفقد 70 ٪ مما تعلمه خلال السنوات الثلاث التي تلي تخرجه من الجامعة إذا لم يمارس ما تعلمه كما يرى حجازى أن بعض الكليات مثل كليات الآداب والتربية نتيجة لاستيعابها عددا كبيرا من الطلاب يفوق ما يحتاجه سوق العمل الرسمي فإن خريجيها يلجئون إلى الدروس الخصوصية كحل لأزمة البطالة وبالتالي فإن استيعاب أعداد كبيرة يعني تغذية وإنماء لهذه الظاهرة الخطيرة وعلى العكس يكون قطاع تكنولوجيا المعلومات من القطاعات الناشئة والواعدة ولديه قدرة على استيعاب أعداد كبيرة من الطلاب كما أنه يعزز من القدرة التنافسية للخريج وللنظام التعليمي ويسهم ذلك في تحسين المناخ العام في الدولة وزيادة شعور الأفراد بجودة الحياة في ظل وجود عمل بدخل مجزٍ وانحسار أزمة البطالة مضيفا أن مجال تكنولوجيا المعلومات من أكثر المجالات تأثيرا في مستقبل التنمية ويمكنه أن يجتذب الكثير من الاستثمارات الأجنبية، خاصة في ظل توافر العامل البشري المدرب والمؤهل بشكل جيد.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: البرمجة البطالة التعليم الذكاء الاصطناعي الرئيس السيسي كليات الذكاء الاصطناعي سوق العمل الکثیر من

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي في العراق.. مشاريع مرتقبة مع منظمة التعاون الرقمي

الذكاء الاصطناعي في العراق.. مشاريع مرتقبة مع منظمة التعاون الرقمي

مقالات مشابهة

  • «الذكاء الاصطناعي» يتعلم من «قطاع النشر»
  • الزيود: لهذه الأسباب نطالب برفع الحد الأدنى للأجور إلى ٥٠٠ دينار
  • الذكاء الاصطناعي في العراق.. مشاريع مرتقبة مع منظمة التعاون الرقمي
  • تعرف على توجيهات الرئيس السيسي للحكومة اليوم
  • الرئيس السيسي يوجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة
  • الرئيس السيسي يوجه بتعزيز الجهود لتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز
  • الإحصاء: 6.9% بطالة بسوق العمل المصري 2023 و40% معدل تشغيل
  • الذكاء الاصطناعي بين البعد التكنولوجي والدور التنموي (1- 3)
  • أدوات جوجل الجديدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لجعل حياتك أسهل
  • ماذا بعد قرار «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وجالانت؟.. المحكمة: ارتكبا جرائم حرب في قطاع غزة.. خبراء: الحكم انتصار تاريخي للقضاء الدولي.. وتنفيذه مرتبط بجدية الـ 124 دولة