** المؤرخ محمد حمزة: الدكتور زاهي حواس تناقض مع نفسه.. وأطالب بتغيير اسم لوحة الخروج لأنه لا يوجد بها اسم إسرائيل

** آثار وجود الأنبياء في مصر موجودة في صدى لكل معجزة ومذكورة في بردية «وستكار»

الدكتور أيمن فؤاد: لا يمكن اعتبار الكتب السماوية مرجعية تاريخية لقداستها وعدم تحقق شروط كالقدرة على نقدها

الكثير من الجدل، وبين الاختلاف والاتفاق، وفي أحيان الإشارة بأصابع الاتهام، يظل ما أعلنه الدكتور زاهي حوّاس (عالم الآثار، وزير الدولة الأسبق لشئون الآثار) موضعَ تساؤلات، حيث أكد حواس أنه لا دليل على وجود أنبياء الله في كتب الآثار المصرية، وإنما اقتصر ذكرهم على الكتب السماوية فقط، وكان من الطبيعي أن يواجه موقع لدولة الكيان الصهيوني تلك التصريحات على الفور معتبرًا أن القضية تمس عقيدة اليهود التوراتية ومنتهزًا الفرصة للتنديد بعدم قدرة العلماء أو الباحثين الصهاينة على الاستعانة ببعض البرديات من مصر لاستكمال أبحاثهم في هذا الصدد، «وهو بالمناسبة أمر يُحمد للقائمين على الآثار وليس ضدهم، بعد كل محاولات تزييف التاريخ والحفر المستمر تحت الأقصى للعثور على الهيكل المزعوم، ومحاولة تشويه التاريخ المصري القديم بادعاءات باطلة».

ومن المعلوم من الكتب المقدسة أن نبي الله موسى خرج من مصر مع مَن آمنوا به، وأغرق الطوفان فرعونَ وجنودَه، كما ورد في القرآن الكريم وهو مرجعية المسلمين الأولى، تأكيد بأن أنبياء الله إبراهيم ويوسف وموسى عليهم السلام قد جاءوا أو عاشوا في مصر، لكن السؤال الذي يتوارد إلى الأذهان هو: ما مدى دقة ما ذكره الدكتور زاهي حواس من معلومات، خاصة وأنه قال بعد الجدل الذي أثارته تصريحاته وردًّا على مهاجميه: «أنا مسلم وأؤمن بما في القراَن الكريم والكتب السماوية بشأن دخول سيدنا موسى وإبراهيم ويوسف لمصر والخروج تم في مصر، ولكن أنا بقول إن في الآثار المصرية لا يوجد ذكر لأنبياء الله».

وأضاف: «كشفنا حتى الآن 30% من آثارنا ولا تزال 70% موجودة تحت الأرض، وهناك احتمال كبير وجود نقش يتحدث عن فرعون الخروج».

وأَضاف: «الصحف الإسرائيلية هاجمتني وقالت إنني أهاجم التوراة وهذا غير صحيح على الإطلاق، ولا أهاجم أيَّ دين، وأنا أؤمن بالأديان السماوية، ولكني تحدثت كعالم آثار أنه حتى الاَن لا يوجد دليل على وجود فرعون موسى، أو دخول الأنبياء لمصر، وفقًا للاكتشافات الأثرية الحالية».

كما أكد حواس أيضًا أن الفرعون الذى تم في عصره خروج اليهود غير معروف، خلافًا لما حاول الصهاينة نشره من أن رمسيس الثاني هو فرعون الخروج.

وعلى الرغم من أن فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي قال في خواطره حول قصة أهل الكهف إن الله ذكر قصة الفتية ولم يُعيِّنِ القرآن أسماءهم ولا عددهم، ولم يذكر عنهم إلا وصف الإيمان بالله، وهذا هو القدر المراد في قصتهم، فهو عِلْم لا ينفع، وجهل لا يضر، وهو ما يجعل أيضًا وجود ما لا يدل على وجود الأنبياء في مصر جهلًا لا يضر.

وهو منهج كل مؤمن بكتابه وليس بحاجة إلى أدلة، لكن أهل الاكتشافات الأثرية دورهم هو التنقيب والبحث ونشر الأدلة، فلا شك أن مصر هي بلد العزيز الذي آوى نبيَّ الله يوسف بعد أن التقطه السيَّارة من البئر، وهي الأرض التي تعرَّضت لسبع سنين من الرخاء أعقبها سبع عجاف، بسببها جلس نبي الله يوسف عليه السلام على خزائن مصر، ورغم ذكر ذلك، لم يذكرِ القرآن الكريم صراحةً قدوم سيدنا إبراهيم إلى مصر، لكن ذلك جاء في التفاسير، حيث تزَّوج من مصر السيدة هاجر أم سيدنا إسماعيل.

وقد اتفق الدكتور أيمن فؤاد (أستاذ التاريخ الإسلامي والمخطوطات) مع الدكتور زاهي حواس مؤكدًا أن هناك سببًا لعدم وجود آثار للأنبياء في مصر وليس في مصر فقط، فليس لدينا على سبيل المثال وثائق تدل على مَن كانوا يعيشون في مكة نفسها، أو الأنبياء في أي مكان آخر من العالم.. مشيرًا إلى أن الكتب السماوية لا يمكن للدارسين اعتبارها مصدرًا تاريخيًّا، وذلك لقداستها، حيث يجب أن تتوفر معايير معينة في المصدر التاريخي، كأن يمكن نقده أو نفي شىء منه أو إثباته، لكننا نتعامل مع الكتب المقدسة بتقديس بما لا يجعلها تخضع لتلك المعايير.. مضيفًا: مَن كانوا يدوِّنون التاريخ هم الكهنة والملوك والحكام، ولأن الأنبياء لا علاقة لهم بالسياسة أو المُلك فمن الطبيعي ألا تكون لهم آثار منقوشة أو محفوظة.

لكن هذا الرأي يتنافى تمامًا مع ما ساقه من أدلة المؤرخ الدكتور محمد حمزة (خبير التراث والآثار، عميد كلية الآثار الأسبق)، الذى أشار إلى أن الأدلة على وجود الأنبياء موجودة، لكن لا يوجد دليل على زمن وجودهم.

فيقول إن الكتب التاريخية وُجدت في مصر بدءًا من العصر الصاوي (663ق.م-525ق.م) وما تلاه من خلال المؤرخين والعلماء الإغريق، ومن أهم الكتب في تلك الفترة كتاب مانيتون السمنودي (284ق.م) وعنه في القرن الأول الميلادي كتاب يوسيفوس اليهودي المتوفى 98م وفيه إشارات عن اليهود والهكسوس.

وأشار حمزة إلى أن الدكتور زاهي حواس تناقض مع نفسه عندما تحدث من قبل عن أن لوحة مرنبتاح بالمتحف المصري هي الدليل الوحيد على وجود بني إسرائيل في مصر وأن خروجهم منها كان قبل مرنبتاح «فكيف يقول الآن إنه لا دليل على وجود أنبياء في مصر، والخروج الذى أشار إليه مرتبط بقصة سيدنا موسى؟!».

وأضاف: وعلى الرغم من مقولة حواس تلك إلا أننى لا أتفق معه، فقد سبق أن قمنا بتصحيح اسم هذه اللوحة في محاضراتنا بكلية الآثار وفي لقاءات تليفزيونية منذ أوائل عقد التسعينيات من القرن 20م المنصرم، فعلى الرغم من أن الدكتور زاهي حواس يصر في كل مناسبة على القول بأنه لا يجب ربط الآثار بالدين، وأنه لا يوجد دليل واحد على وجود بني إسرائيل في مصر إلا في لوحة مرنبتاح فقط (١٢٣٥-١٢٢٤ق.م) تقريبًا.. مشيرًا إلى أن النص ورد فيه اسم إسرائيل. ويوضح حمزة أن أول مَن قرأ تلك الكلمة في اللوحة هو (العالم فلندرز بتري المتوفى عام ١٩٤٢م) سنة 1895م، وهو إقحام للكلمة، ومن وقتها أصبحت تُعرف تلك اللوحة باسم لوحة الخروج أو لوحة إسرائيل، بينما الحقيقة أنه لم يرد فيها مطلقًا اسم (إسرائيل) طبقًا لأحدث الدراسات إنما هي كلمة (يسيرويارو) (يزريار) وهو سهل جزرائيل، والبعض من العلماء يربطها بشعوب البحر وهجراتهم سنة 1200ق.م.

وهذه اللوحة عبارة عن حملة تأديبية لحماية الأمن القومي المصري في الحدود الشرقية وفي الحدود الغربية، لذلك فلابد أن يُستبدل اسمها وتعريفها بـ(اللوحة ذات النصين لأن على وجهها الأمامي منظرًا ونصًّا من عهد أمنحتب الثالث، وعلى ظهرها نص مرنبتاح وهو النص الأشهر) أو (لوحة مرنبتاح) بدلًا من التسمية الخاطئة باسم لوحة بني إسرائيل أو لوحة الخروج، خاصةً أنه سوف يتم عرضها في المتحف المصري الكبير، وهي من ضمن موضوعات «علم الآثار التوراتي» ودوره في تزييف التاريخ المصري القديم.

ويؤكد حمزة أن من الأدلة الحقيقية على قصص الأنبياء التي وردت بالكتب المقدسة ما جاء في بردية «وستكار» التي تحتوى على صدى لمعجزة تقطيع أجزاء الطير وإعادة إحيائه التي أجراها الله لسيدنا إبراهيم، ففي الجزء المتعلق بعهد خوفو استطاع أحد السحرة عزل رأس إوزة عن جسدها ثم أعادها ثانية عن طريق بعض التعاويذ السحرية.

وفي الجزء المتعلق بعهد سنفرو في نفس البردية نجد كبير الكهنة يقوم ببعض التعاويذ السحرية حتى انشقَّتِ البحيرة إلى نصفين فظهرت حلية الجارية في الجزء الذي انحسرت عنه المياه، وهو صدى لمعجزة سيدنا موسى عندما انفلق البحر له أثناء مطاردة فرعون وجنوده له ولبني إسرائيل، وهناك أيضًا بعض الأدلة الأثرية لقصة تحويل العصا إلى ثعبان من عصر الدولة الحديثة، وفي بردية ايبو ور وسنوهي بعض الإشارات التي كانت صدى لمعجزات موسى عليه السلام ومنها تحويل ماء النهر إلى دم وظهور الضفادع على التحف الخزفية في عصر الدولة الحديثة، ومنها ما اكتشفه بتري عام 1905م، ومن المعروف ان الدم والضفادع كانا من بين الضربات العشر التي عاقب بها الله فرعونَ وقومَه، وربما يُعثر في المستقبل على أدلة أثرية للضربات الثماني الباقية. ومن الأدلة التي تؤكد حقيقة الوجود التاريخي لسيدنا يوسف عليه السلام لوحة المجاعة بجزيرة سهيل أسوان من عهد بطلميوس الثاني (284-246ق.م) وتسجل أحداث المجاعة في عهد الملك زوسر من الأسرة الثالثة، وهي مجاعة السنوات السبع العجاف، ومنها بردية الأخوين التي كانت صدى لقصة يوسف وامرأة العزيز، ومنها كتاب تفسير الأحلام وتأويلها وفيها صدى لتفسير الأحلام لسيدنا يوسف عليه السلام، كما توجد بعض الأدلة الأثرية من عصر الهكسوس فيها إشارة إلى اسم يعقوب وهو ما يُعَد صدى لاسم نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ووالد يوسف والأسباط عليهم السلام أجمعين.

وهي أدلة توثق الوجود التاريخي لهؤلاء الأنبياء في مصر، إلا أنها لا تحدد الزمن أو العصر التاريخي لهم، فبعض الأدلة جاءت من الدولة الحديثة أو العصر البطلمي والأحداث ترتبط بملوك الدولة القديمة، وبعضها من الدولة الوسطى وعصر الهكسوس، وبعضها من الدولة الحديثة، وهو الأمر الذي لم يحسمِ العصر التاريخي، وهو ما جعل لدينا ثلاث نظريات رئيسة حول هذا الموضوع لكنها تنتظر المزيد من الاكتشافات والأدلة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: زاهي حواس الدكتور زاهي حواس أثار إسلامية الأثار في مصر الأثار الإسلامية في مصر الدکتور زاهی حواس الأنبیاء فی مصر الکتب السماویة الدولة الحدیثة الکتب المقدسة علیه السلام على وجود دلیل على لا یوجد إلى أن أنه لا

إقرأ أيضاً:

مكة المكرمة.. حراك اقتصادي وطفرة عمرانية غير مسبوقة خلال العقد الحالي

المناطق_واس

شهدت مدينة مكة المكرمة خلال السنوات العشر الماضية تطورًا اقتصاديًا استثنائيًا مدفوعًا بمشروعات تنموية كبرى, تهدف إلى تعزيز مكانتها وجهة إسلامية عالمية وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تطوير البنية التحتية وتحفيز الاستثمار وتعزيز جودة الحياة.

وأصبحت مكة المكرمة وجهة استثمارية فريدة ومحورًا اقتصاديًا وسكانيًا متناميًا جعلها ضمن المراتب الأولى من حيث المؤشرات الاقتصادية على مستوى المملكة، فمكة المكرمة ليست وجهة دينية فقط، بل محور اقتصادي وسكاني متنام ووجهة استثمارية، فريدة تفتح أبوابها للمستقبل بفضل موقعها الإستراتيجي ودعم القيادة الرشيدة أيدها الله.

أخبار قد تهمك مكة المكرمة تحقق المركز الـ39 وفق مؤشر IMD للمدن الذكية 2025 9 أبريل 2025 - 9:59 مساءً أعمال بصرية مبتكرة تجذب زوار معرض “في محبة خالد الفيصل” 8 أبريل 2025 - 12:25 صباحًا

وبينت شركة البلد الأمين الذراع الاستثماري لأمانة العاصمة المقدسة أن مكة المكرمة تعد مركزًا للتطور والنمو المستدام، ومصدرًا لا ينضب للفرص الواعدة، وسلطت الشركة الضوء على الأرقام والإمكانات التي تجعل مكة وجهة استثمارية عالمية تحتضن ما لا يقل 15% من العمالة في المملكة، وتُسهم مدينة مكة بـ 30% من العمالة الإقليمية و17% من الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة مكة المكرمة متمثلة في مدن جدة ومكة المكرمة والطائف، وتُشكل 89% من الناتج المحلي للإقليم، وتأتي مكة المكرمة ثاني أكبر مدينة في المنطقة الغربية وثالث أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في المملكة, وتشهد أعلى نسبة تغير في النمو السكاني على مدار 15 عامًا؛ مما يجعلها محورًا ديموغرافيًا متناميًا وبحلول عام 2030 يُتوقع أن يصل سكان المدينة إلى 3 ملايين نسمة.

وتستعد مكة المكرمة لاستقبال أكثر من 30 مليون حاج ومعتمر سنويًا بحلول 2030، وهذا التحول الضخم يجعل مكة وجهة عالمية فريدة في تقديم خدمات الحج والعمرة مع إمكانات نمو اقتصادية غير مسبوقة.
وتشهد مدينة مكة المكرمة مشاريع بنية تحتية عملاقة تتجاوز تكلفتها 100 مليار ريال مثل معالجة وتطوير الأحياء المطورة ومترو مكة ووجهة مسار والمشاعر المقدسة وغيرها من المشاريع النوعية والمميزة، وتأتي المشاريع التطويرية الضخمة مع كبرى المطورين المحليين والعالميين, وتُعيد تشكيل مستقبل العاصمة المقدسة، وتجعلها محورًا اقتصاديًا في مختلف القطاعات والمجالات الاستثمارية ومركزًا إستراتيجيًا يربط بين المحور اللوجستي إلى الرياض والمحور الديني إلى المدينة المنورة والمحور الثقافي والسياحي إلى جدة والطائف, ومن المتوقع أن يصل عدد سكان منطقة مكة المكرمة إلى 10 ملايين نسمة بحلول 2030.

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة البلد الأمين المهندس هتان طاسجي أن الممكنات الاستثمارية لمدينة مكة المكرمة تعكس جزءًا من رؤية شركة البلد الأمين الطموحة لتعزيز مكانة مكة كبوابة الاستثمار الأبرز في المملكة، مؤكدًا استمرار الشركة في تحقيق تنمية مستدامة للعاصمة المقدسة عبر مواءمة الأهداف والتعاون الوثيق مع الشركاء في مختلف المجالات، والعمل على التركيز في إيجاد فرص استثمارية وبناء التحالفات الإستراتيجية مع القطاع الخاص لتحقيق نقلة نوعية في المشاريع العمرانية والخدمية بما يعكس المكانة الاستثنائية لمكة المكرمة ورفع جودة الحياة وتحسين الخدمات بما يخدم سكانها وزوارها.
من جانبه قال رئيس قسم العمارة في جامعة أم القرى الدكتور عمر عدنان أسرة: “إن أبرز ملامح هذا النمو في قطاع البنية التحتية التوسع في مشاريع النقل والمواصلات وأبرزها قطار الحرمين السريع الذي أسهم في تسهيل تنقل الحجاج والمعتمرين بين مكة والمدينة، إضافةً إلى تطوير شبكة الطرق والجسور لتخفيف الازدحام وتحسين الحركة المرورية داخل المدينة.

وأشار إلى أن قطاع الضيافة والخدمات شهد ارتفاعًا ملحوظًا في الفنادق والمنشآت السياحية مع التركيز على الفنادق الذكية والخدمات الرقمية التي تعزز تجربة الزوار.

وشهد قطاع العقار والتطوير العمراني قفزات نوعية مع إطلاق مشاريع عملاقة مثل مشروع وجهة مسار ومشروع جبل عمر اللذين يهدفان إلى توفير بيئة حضرية متكاملة تدعم النمو السكاني والسياحي المتزايد، مبينًا أن معدلات الاستثمار ارتفعت في قطاعات متنوعة أبرزها التجارة والتكنولوجيا وريادة الأعمال وأُطْلِقت برامج لدعم رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، مما أسهم في تنويع الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة.

وأدت المبادرات الحكومية والتسهيلات الاستثمارية دورًا كبيرًا في جذب رؤوس الأموال المحلية والدولية إلى مكة، ويُتوقع أن تستمر هذه النهضة الاقتصادية خلال السنوات المقبلة مع تنفيذ مزيد من المشاريع التنموية التي تعزز الاستدامة والابتكار وتحسين جودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، مما يجعل مكة نموذجًا عالميًا في التطور الحضري والاقتصادي.

ويأتي مشروع النقل العام في العاصمة المقدسة جزءًا من منظومة النقل العام في المملكة، وتندرج ضمنه خيارات تنقل الأشخاص وشحن البضائع والمعدات، عبر السيارات والحافلات والقطارات، وتشرف عليه جهات عدة أبرزها وزارة النقل والخدمات اللوجستية والهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وهيئة تطوير منطقة مكة المكرمة.

وفي إطار التخفيف من الازدحام المروري في مكة المكرمة، صدرت الموافقة بتنفيذ مشروع النقل العام في مدينة مكة المكرمة عبر شبكة الحافلات والقطارات في عام 1433هـ/2012م، لتكون حلًّا إستراتيجيًّا للتخفيف من الازدحام المروري في مكة المكرمة، خاصة في موسم الحج وشهر رمضان، ويُنفذ المشروع على مراحل عدة، وتتولى الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الإشراف على مشروع النقل العام في مدينة مكة المكرمة، وتتكون المرحلة الأولى من مشروع الحافلات، ويضم 12 مسارًا منها 7 للحافلات المحلية بطول 172 كم و5 للحافلات السريعة بطول 103 كم.

ويبلغ عدد حافلات مشروع النقل العام بمكة المكرمة 400 حافلة منها 240 حافلة عادية و160 حافلة مفصلية، وتشتمل مرافق المشروع على 4 محطات مركزية و7 جسور و11 تقاطعًا ذكيًّا و438 محطة توقف ومساحة إجمالية للمخطط الشامل لمبيت الحافلات 320 ألف م2 وبعد أكثر من عام ونصف من إطلاق الفترة التجريبية التي استفاد منها نحو 100 مليون راكب.

وأطلق مشروع حافلات مكة الخدمات المتكاملة المدفوعة في 7 ربيع الآخر 1445هـ/22 أكتوبر 2023م وفي مطلع نوفمبر من ذات العام جرى الإطلاق الفعلي للمشروع بسعر 4 ريالات للتذكرة شاملًا الخدمات المتكاملة التي يقدمها، وتتوفر باقات وأسعار خاصة لمختلف الفئات ضمن أطر زمنية تلائم عموم المستفيدين.

ويُعد مشروع قطار الحرمين السريع أكبر مشاريع النقل العام على مستوى الشرق الأوسط والسادس على المستوى العالمي من حيث صناعة النقل، وبلغت تكلفة الإنشاء 60 مليار ريال، ويربط المشروع بين مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتتوزع محطات القطار الخمس في خمسة مواقع إستراتيجية في كل من مكة المكرمة وجدة ومطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ والمدينة المنورة.

وتقع محطة قطار الحرمين السريع بمدينة مكة المكرمة في حي الرصيفة، وتبعد نحو 3.5 كم عن المسجد الحرام، ويختصر القطار الوقت اللازم لقطع مسافة 450 كم بين مكة المكرمة والمدينة المنورة في حدود ساعتين بسرعة 300 كم/س، وتُعد محطة جدة أكبر محطة مسافرين للقطارات في العالم.

ومن تلك المشاريع العملاقة التي أولتها الدولة -حفظها الله- اهتمامًا بالغًا في إطار خدمة ضيوف الرحمن والقاصدين لمدينة مكة لأداء فريضة الحج، افتتاح مشروع قطار المشاعر المقدسة الذي انطلقت أولى رحلاته في موسم حج 1431هـ/2010م ويربط بين جنوب شرق مشعر عرفات وجنوب غرب مشعر منى (منطقة الجمرات) عبر مشعر مزدلفة بمسار يبلغ طوله نحو 20 كم تقريبًا، ويصل عدد القطارات إلى 17 قطارًا تضم 204 عربات مكيفة يصل طولها إلى 300م تستوعب كل عربة 300 حاج، بالإضافة لعربتين أمامية وخلفيَّة، ويمر القطار عبر مساره على 9 محطات موزعة بواقع 3 محطات في كل مشعر، ويمر من محطات مشعر عرفات، وبعدها يمر بمحطات مزدلفة الثلاث، ثم يتوقف في المحطة الأولى في مشعر منى ثم في المحطة التي في وسط مشعر منى، ويصل محطته الأخيرة في الطابق الرابع في منشأة جسر الجمرات, ووصل عدد الحجاج الذين انتقلوا بالقطار في موسم حج 1445هـ/2024م إلى 2.2 مليون حاج خلال 7 أيام بمجموع 2206 رحلات ترددية بحسب الشركة السعودية للخطوط الحديدية “سار” وهي الجهة المُشغلة للقطار.

وعلى المستوى العمراني ولتعزيز جودة الحياة لسكان مكة المكرمة ما دُشِّن مؤخرًا من قبل مجموعة “روشن” إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة والمتمثل في مشروع “المنار”، الذي يضم فللًا سكنية بالإضافة للمرافق والخدمات الأخرى كالمدارس والمساجد ومراكز التسوق ومراكز الرعاية الصحية والمساحات المفتوحة والمناطق الترفيهية، ويبعد المشروع 20 كم عن المسجد الحرام وأقل من ساعة عن مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة ودقيقتين عن بوابة مكة الغربية، ويتميز بتصميمه المستوحى من تراث العاصمة المقدسة، ويمتد المشروع على مساحة تزيد عن 21 مليون متر مربع، ويوفر أكثر من 33,000 وحدة سكنية، إلى جانب أكثر من 150 مرفقًا لتلبية احتياجات سكانه.

مقالات مشابهة

  • مكة المكرمة.. حراك اقتصادي وطفرة عمرانية غير مسبوقة
  • مكة المكرمة.. حراك اقتصادي وطفرة عمرانية غير مسبوقة خلال العقد الحالي
  • فضيحة جديدة تهز المتحف البريطاني.. تمثال مصري قديم مرتبط بمهرب آثار دولي
  • أمر أساسي أبقى إسرائيل في لبنان.. معهد في تل أبيب يكشف
  • آثار محافظة صنعاء يدين استهداف العدوان الأمريكي للمواقع الأثرية
  • حزب الله: الجماعة مستعدة لمناقشة مستقبل سلاحها إذا انسحبت إسرائيل
  • ضبط المتهم بثني لوحة معدنية لسيارة خاصة
  • وصل سعرها 3 ملايين جنيه.. مزاد ناري على لوحة أرقام «فرس 1»
  • الشيخ الدكتور عبدالحي يوسف يجيب حول : فقد الممتلكات
  • التهديدات لم تعد كافية.. إسرائيل تنتقل للتنفيذ وترسم حربها