يتعامل مراقبون مع «الورقة الفرنسية» التي طرحها، وزير الخارجية، ستيفان سيجورنيه، لوقف التصعيد بين إسرائيل، ولبنان، باعتبارها «الورقة الأخيرة» قبل تنفيذ إسرائيل لتهديدها باحتلال مناطق واسعة في جنوب لبنان، وهو التهديد الذي نقله وزير خارجية إسرائيل "يسرائيل كاتس" لنظيره الفرنسي.

بحث وزير الخارجية الفرنسي، لدى زيارته الأخيرة للبنان والمنطقة، محاولة وقف الحرب المحتملة، بعد فشل كافة المبادرات السابقة، بما فيها الورقة الأمريكية التي قدمها المبعوث الأمريكي، آموس هوكشتاين، وتعد الورقة الفرنسية، تعديلاً لمقترح فرنسي سابق، تم تقديمه في فبراير الماضي.

الورقة الفرنسية، انعكاس لتفاهم وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان 1052، والموقّع في 18 أبريل عام 1996م، ومحاولة لتنفيذ القرار الأممي السابق 1701، واللافت أن المبعوث الفرنسي لم يأت للبنان بالورقة جاهزة، حيث أجاب على المسئولين اللبنانيين لدى سؤاله عنها أنها ستصلهم بعد يومين، ربما تطلع عليها إسرائيل والأمريكان.

تتضمن الورقة الفرنسية حلاًّ على ثلاث مراحل يبدأ بوقف العمليات العسكرية لمن أسمتهم الورقة المجموعات المسلحة اللبنانية (ولم يذكر حزب الله بشكل صريح) مقابل وقف الخروقات الإسرائيلية، كما يتم إعادة تموضع (وليس انسحاب) للمجوعات المسلحة، لاسيما وحدة الرضوان الجماعات المسلحة.

تتضمن أيضًا، تفكيك كل المنشآت والمرافق والمراكز القريبة من الخط الأزرق، ويشمل ذلك الحاويات والأبراج الصغيرة والخيام، في مناطق انتشارها بالجنوب اللبناني، كما تم التركيز على بند حرية الحركة لقوات اليونيفيل الدولية في الجنوب اللبناني، وضمان منع وقوع أي اعتداء عليها.

يتم التركيز على تعزيز قدرة الجيش اللبناني، وانتشاره في مناطق الصراع بالجنوب، والتأكيد على بذل كافة الجهود لتنفيذ القرار الدولي 1701، والذي يقضي بانسحاب قوات حزب الله لشمال الليطاني، وكذلك منع أي اعتداءات إسرائيلية على الجنوب اللبناني، والانسحاب من المناطق اللبنانية في كفر شوبا والغجر ومزارع شبعا، مع وضع خطة لاحقة بالورقة تشمل مفاوضات ترسيم الحدود البرية لبحث المناطق المتنازع عليها بين الجانب اللبناني الإسرائيلي والسوري.

تنص الورقة الفرنسية على انتشار نحو 15 ألف جندي من قوات الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني، على طول الخط الأزرق، وتقديم الدعم اللوجستي (وليس العسكري) اللازم لتلك القوات من قبل الشركاء المعنيين باليونيفيل، والدخول في مفاوضات حول خريطة طريق لضمان إنشاء منطقة بينَ الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من أي أفراد، أو مجموعات مسلحة وأصول وأسلحة، باستثناء تلك التابعة للجيش اللبناني واليونيفيل.

تشمل الورقة الفرنسية عودة النازحين اللبنانيين والإسرائيليين على السواء لأماكنهم، في حدود 100 ألف نازح لكلا الطرفين، وتشمل المرحلة الثالثة تشكيل لجنة رباعية أو خماسية من ممثلين عن الجيش اللبناني والإسرائيلي وقوات اليونيفيل وممثلين عن القوات الفرنسية والأمريكية لحل مشاكل 13 نقطة حدودية متنازع عليها، وهي نقطة بي 1 في رأس الناقورة حتى مزارع شبعا، ومناطق الغجر وكفر شوبا التي احتلتها إسرائيل عام 1967، ويؤكد لبنان أنها لبنانية.

استقبل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، وقدم له خريطة خاصة قامت بإعدادها وحدة إدارة مخاطر الكوارث التابعة لرئاسة مجلس الوزراء واتحاد بلديات صور، وتضم تقريرًا مفصّلاً من 16 صفحة، ترصد حجم الخسائر البشرية والمادية الناتجة عن الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان منذ 8 أكتوبر وحتى 22 أبريل الماضي، مع رسوم بيانية وتقرير مفصّل مدعّم بصور الأقمار الاصطناعية للخسائر التي لحقت بالمساحات الزراعية نتيجة الحرائق التي تسبّبت بها القذائف الحارقة وبلغت مساحتها حوالي 1059 هكتارًا حتى العاشر من مارس الماضي.

وفي أول موقف لـ«حزب الله» بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي، قال عضو كتلة «حزب الله» البرلمانية (الوفاء للمقاومة) النائب حسن فضل الله: إن «أي مبادرة خارجية تجاه لبنان هدفها إراحة حكومة (بنيامين) نتنياهو لتركز كل جهدها على غزة، هي مبادرة محكوم عليها بالفشل.

وقال فضل الله في كلمة له خلال حفل تأبين إن «البحث عن الحل لا يكون بمعالجة النتائج، بل معالجة الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج»، مشيرًا إلى أن «ما يحصل على جبهتنا الجنوبية من مساندة لغزة، له سبب رئيسي، وهو العدوان الإسرائيلي على غزة، وسبب آخر هو منع العدوان على بلدنا»، مضيفًا: «لذلك، من يرِد إيجاد الحلول، فعليه أن يذهب بالدرجة الأولى إلى الكيان الصهيوني ويمارس الضغط عليه كي يوقف هذه المذبحة في غزة".

وعن مستقبل الجنوب بعد الحرب، قال فضل الله: «هذا ما يقرره الشعب اللبناني ودولته ضمن قواعد الحماية للجنوب، ومن ضمنها معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وأيضًا عدم المس بسيادتنا الوطنية.

يذكر أنه أثناء المهلة التي وضعها رئيس مجلس النواب اللبناني للرد على الورقة الفرنسية والمقدرة بيومين، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إجراء تدريبات مفاجئة، تهدف إلى محاكاة سيناريو الانتقال السريع إلى الهجوم في لبنان، والنشر السريع للمدافع لأغراض الهجوم، ومحاكاة القتال في سيناريوهات قتالية على الحدود اللبنانية ضد حزب الله، كما شن غارات مكثفة على مناطق بلدات: الناقورة، وطيرحرفا، وعيتا الشعب، وعلما الشعب، وكفر كلا، ومارون الراس، وعترون، واستهدف حزب الله التجهيزات التجسسية في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية.

اقرأ أيضاًالاحتلال الإسرائيلي يمنع مفوض عام الأونروا من دخول غزة للمرة الثانية منذ بدء الحرب

حزب الله يطلق 60 صاروخا على مواقع تابعة للاحتلال

منعت فرنسا دخوله إلى أراضيها.. من هو الطبيب غسان أبو ستة؟

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: العدوان الإسرائيلي على لبنان الورقة الفرنسية حزب الله ستيفان سيجورنيه محاور عسكرية وزير الخارجية الورقة الفرنسیة وزیر الخارجیة حزب الله

إقرأ أيضاً:

السيد القائد: اعتداءات العدو الإسرائيلي في لبنان كبيرة وانتهاكاته جسيمة والمسؤولية الآن تقع على عاتق الدولة

يمانيون/ خاص

وأوضح السيد القائد أن العدو الإسرائيلي استمر هذا الأسبوع بالقصف الجوي والاغتيالات في لبنان وأن الشهداء يرتقون بشكل شبه يومي، فاعتداءات العدو الإسرائيلي في جنوب لبنان تستمر بالقصف على القرى والتمشيط الناري وجرف الطرق ومنع أي عودة للحياة.

وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في كلمه له اليوم الخميس، حول آخر مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية، أن  العدو الإسرائيلي يستهدف المنازل والجوانب الخدمية في جنوب لبنان كما يستهدف المدنيين أثناء عملهم في الأراضي الزراعية، ولم يكتف العدو الإسرائيلي بالاعتداءات في القرى الحدودية في الجنوب بل وسع عدوانه باتجاه العمق اللبناني.

ولفت قائد الثورة إلى أن حزب الله كسر العدو الإسرائيلي في كل مراحل الصراع منذ الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 82 وحتى التحرير عام 2000 وفي حرب تموز 2006م، فالعدو الإسرائيلي وقف عاجزا على أعتاب القرى الحدودية اللبنانية لما يقارب الشهرين دون تحقيق تقدم أو اختراق فعلي وحزب الله حينما أتى اتفاق وقف إطلاق النار التزم ونفذ كل ما عليه بينما العدو الإسرائيلي لم يخرق الاتفاق فقط بل بما هو أكثر من الخرق.

وشدد السيد عبدالملك على أن اعتداءات العدو الإسرائيلي في لبنان كبيرة وانتهاكات جسيمة ولذلك المسؤولية الآن تقع على عاتق الدولة اللبنانية، وينبغي أن يكون كل الجهد اللبناني على المستوى الرسمي والشعبي هو الضغط على العدو الإسرائيلي لتنفيذ ما عليه في الاتفاق.

وشدد السيد القائد على أنه لا ينبغي لا على المستوى الرسمي في لبنان ولا لأي جهة أن توجه أي كلمة إساءة ضد حزب الله، فليس هناك أي التزامات لم يفِ بها حزب الله فيما يتعلق بالاتفاق، وحينما يتجه البعض في لبنان وينطقون بنفس منطق العدو الإسرائيلي ضد حزب الله فهذا خيانة للبنان وعمل يخدم العدو الصهيوني.

لافتاً إلى أن الأولويات في لبنان هي السعي للضغط على العدو الإسرائيلي بتنفيذ ما عليه في الاتفاق والتوجه الجاد لإعادة الإعمار، و تبني المنطق الإسرائيلي في لبنان خطأ فادح وخيانة للبلد.

وأكد قائد الثورة أن الأمريكي يسعى في لبنان إلى إثارة البلبلة عبر بعض المكونات وحرف مسار الأولويات لدى الجانب الحكومي، والهدف الأمريكي في لبنان أن يتبنى الجميع الموقف الإسرائيلي والعمل لخدمته مع التفريط في شعبهم وسيادة بلدهم ومصالحهم، كما يسعى العدو الإسرائيلي  لتجريد لبنان من أهم عناصر القوة، لأن المقاومة هي عامل الردع الحقيقي والتاريخ يشهد بذلك، وينبغي أن تحظى المقاومة في لبنان بالاحتضان والمساندة الشعبية، كما ينبغي ألا يصغي الشعب اللبناني إلى الأبواق التي تردد المطالب العدوانية الصهيونية.

وفيما يتعلق بسوريا أوضح السيد القائد أن ما يقوم به العدو الإسرائيلي في سوريا من اقتحامات لبعض المناطق واعتقالات هي استباحة وعدوان بكل ما تعنيه الكلمة، فوضعية المواطنين السوريين في بعض مناطق الجنوب سيئة مع تحكم العدو الإسرائيلي في حركتهم. لافتا إلى أن ما يقوم به العدو الإسرائيلي في سوريا بدعم أمريكي يأتي في إطار المشروع الصهيوني للتوسع والهيمنة .

وأكد أن على الأمة الإسلامية مسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية وباعتبار مصالحها وأمنها أن تواجه المشروع الصهيوني، فصمت الأمة وتخاذلها وتفرجها ساعد على تشجيع العدو الإسرائيلي في كل ما يفعله، مؤكدا أن حالة الخنوع تجاه العدو الإسرائيلي بكل ما هو عليه من حقد وأطماع ليس من مصلحة أحد.

وشدد السيد على أن العدو الإسرائيلي لا يُقدر من يخنعون له ومن يوالونه ويتجهون إلى تبني أطروحاته، والعدو الإسرائيلي لا يقدر أحدا من أبناء أمتنا مهما قدم له من خدمات، ولو كان الخنوع للعدو مجديا لحصل ذلك مع سوريا وقد تعاملت الجماعات المسلحة مع العدو بإيجابية.

ولفت إلى أن خيار الموالاة للعدو يخدم العدو ويدمر الأمة، وهو يسهم في تمكين الأعداء أكثر فأكثر، وخيار الاستسلام للعدو انتحاري ومدمر وكارثي يجعل الأمة تخسر كل شيء وفي الوقت نفسه تتلقى عقوبة كبيرة من الله.

وأشار إلى أن الأمة لديها مقومات كبيرة وعوامل مساعدة تشجعها على المواجهة للعدو لو امتلكت النظرة الصحيحة لكن هناك حالة عمى بشكل رهيب ومخيف في واقع الأمة.

وأكد حجم الصمود الفلسطيني في قطاع غزة من العوامل المساعدة المشجعة لتنهض الأمة بمسؤوليتها فالصمود الفلسطيني في قطاع غزة لأكثر من عام ونصف بهذا المستوى من الاستبسال والثبات والتضحية هو حجة على هذه الأمة فلم يسبق أن كان هناك صمود بمستوى الصمود الفلسطيني في غزة في مقابل إبادة جماعية، تدمير شامل، هجمة عدوانية.

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يعلنون تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية ضد إسرائيل وحاملة الطائرات ” هاري ترومان”
  • الحوثيون يعلنون تنفذ عمليات عسكرية ضد إسرائيل وحاملة الطائرات "ترومان"
  • القوات المسلحة تنفذ عمليات عسكرية ضد هدفين للعدو الإسرائيلي وحاملة الطائرات الأمريكية “ترومان”
  • وزارة الخارجية الإيرانية تدين العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ولبنان
  • الخارجية الايرانية تدين العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ولبنان
  • سلاح المقاومة… درع الكرامة وخط النار الأخير في وجه العدوان الصهيوني
  • مصدر بوزارة الدفاع لـ سانا: أطلقت ميليشيات حزب الله اللبناني عدة قذائف مدفعية من أراضي دولة لبنان، تجاه نقاط الجيش العربي السوري في منطقة القصير غرب حمص
  • تصعيد إقليمي في جنوب لبنان.. مواجهات عسكرية ودبلوماسية
  • السيد القائد: اعتداءات العدو الإسرائيلي في لبنان كبيرة وانتهاكاته جسيمة والمسؤولية الآن تقع على عاتق الدولة
  • الرئيس اللبناني: مواصلة الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس يجب أن ينتهي في أقرب وقت