العثور على أقدم حطام سفينة في العالم بعد 3600 عام.. ماذا وجدوا؟
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
عثر علماء الآثار في تركيا على أقدم حطام سفينة في العالم، وهي سفينة من العصر البرونزي عمرها 3600 عام، ترقد في قاع البحر بالقرب من كيب جيليدونيا.
ويوضح العلماء أن أقدم حطام سفينة معروفة في العالم، وهي سفينة تجارية تعود إلى العصر البرونزي عمرها 3600 عام، وترقد دون عائق في قاع البحر الأبيض المتوسط.
تم اكتشاف حطام السفينة القديم في عام 2018 بالقرب من كيب جيليدونيا، قبالة ساحل مقاطعة أنطاليا، ويقدم لمحة نادرة عن التاريخ البحري في القرن السادس عشر قبل الميلاد.
ويعتقد أن حطام السفينة، الذي يقع على عمق 125 إلى 170 قدمًا، ينتمي إلى سفينة تجارية غرقت بعد اصطدامها بالشاطئ أثناء عاصفة، وتشير حمولة السفينة، التي تتكون في المقام الأول من سبائك نحاسية على شكل وسادة، إلى أنها كانت جزءًا من طرق التجارة المبكرة، التي تربط بين الثقافات المختلفة عبر البحر الأبيض المتوسط.
بدأت أعمال التنقيب في الموقع، بقيادة الدكتور "هاكان أونيز" من قسم أبحاث التراث الثقافي تحت الماء في البحر الأبيض المتوسط بجامعة أكدنيز، في صيف عام 2019 واستمرت حتى عام 2023.
ويحظى المشروع بدعم من وزارة الثقافة والسياحة التركية، إلى جانب المديرية العامة للتراث الثقافي والمتاحف، وكان اثنان من طلاب جامعة شرق كارولينا (ECU)، ليندساي وينتزل ودومينيك بوش، من بين الفريق الدولي من علماء الآثار الذين تمت دعوتهم للمشاركة في هذه التنقيب.
ووصف بوش التجربة بأنها تجربة سريالية، مشيرا إلى أن غرق السفينة سبق أحداث إلياذة هوميروس بنحو 400 عام وتأسيس روما بأكثر من 800 عام.
أمضى فريق الباحثين من تركيا والولايات المتحدة والمكسيك والمملكة المتحدة وبولندا خمسة أسابيع في التنقيب في حطام السفينة، واستعادة القطع الأثرية، وإجراء دراسات مسحية تفصيلية. وتضمنت العملية أعمال التنقيب والصيانة تحت الماء بهدف الحفاظ على الأهمية التاريخية للموقع.
قال وينتزل، الذي درس في برنامج الدراسات البحرية بجامعة ECU: 'لقد ساهمت هذه التجربة المستمرة في تركيا بشكل كبير في تطوري كعالم آثار.
لقد منحتني الفرصة للدراسة في مسقط رأس علم الآثار البحرية والعمل جنبًا إلى جنب مع مجموعة متنوعة من الأشخاص والثقافات والأساليب المختلفة في بعض الأبحاث المثيرة بشكل لا يصدق.
ويمثل اكتشاف حطام السفينة والتنقيب عنها علامة بارزة في فهم التاريخ البحري القديم وطرق التجارة في البحر الأبيض المتوسط.
ومع استمرار الأبحاث، يأمل علماء الآثار في معرفة المزيد عن الثقافات والتجارة التي شكلت العصر البرونزي، مع ضمان بقاء هذا الموقع الفريد محفوظًا للأجيال القادمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحر الأبیض المتوسط حطام السفینة فی العالم
إقرأ أيضاً:
كيف يهدد التنقيب عن الذهب غابات الأمازون وسكانها الأصليين؟
في قلب غابات الأمازون البرازيلية تختفي مساحات شاسعة من الخضرة تحت وطأة التنقيب غير القانوني عن الذهب، لتتحول إلى حفر موحلة ومياه سامة وبقع البور التي تمزق نسيج الطبيعة، مما يؤثر سلبا على حياة السكان الأصليين.
وعلى الرغم من جهود الحكومة البرازيلية للحد من هذه الأنشطة فإن الظاهرة لا تزال آخذة في الاتساع، مهددة واحدا من أغنى نظم الحياة البيئية على كوكب الأرض.
ووفقا لتقرير جديد صادر عن منظمة "غرينبيس"، تعرّض أكثر من 4200 هكتار من الغابات المطيرة للدمار خلال العامين الماضيين فقط، بسبب عمليات البحث عن الذهب داخل أراضي السكان الأصليين في شمال البرازيل.
وتُظهر بيانات الأقمار الصناعية والصور الجوية التي اعتمدتها المنظمة حجم التوسع في هذه الأنشطة التي تتم دون رقابة أو ترخيص.
ويعمد الباحثون عن الذهب -الذين يخترقون المناطق المحمية ويقيمون فيها معسكراتهم- إلى قطع الأشجار بكثافة وحفر الأرض لاستخراج المعدن النفيس، دون أدنى اعتبار لتبعات هذا العبث البيئي.
لكن الأمر لا يتوقف عند الأشجار والمياه، بل يتعداها ليهدد حياة وثقافة المجتمعات الأصلية التي ظلت لقرون حامية لهذه الغابات.
خطر مزدوجويحذّر راوني ميتوكتاير زعيم قبيلة كايابو وأحد أبرز رموز الدفاع عن الأمازون من أن استمرار التنقيب غير المشروع سيؤدي إلى تدمير الطبيعة وطمس ثقافة السكان الأصليين.
إعلانهذا القلق له ما يبرره، إذ تُستخدم في عمليات التعدين كميات هائلة من الزئبق، وهي مادة سامة تستخدم لفصل الذهب عن الصخور، ويؤدي ذلك إلى تلوث المياه والأنهار، وهو ما يهدد الأسماك وسلسلة الحياة البيئية بالكامل.
وتشير الدراسات إلى أن هذا التلوث يتسبب بأمراض خطيرة تشمل تلف الجهاز العصبي وضعف البصر واضطرابات النمو لدى الأطفال.
كما تؤكد دراسة أجراها معهد "أوزوالدو كروز" الوطني أن 84% من السكان في 9 قرى تابعة لقبائل اليانومامي تعرضوا لمستويات مرتفعة من الزئبق في أجسامهم، مما يثير مخاوف صحية كبيرة وطويلة الأمد.
وبعيدا عن الضرر البيئي يفتح التعدين غير المشروع الباب أمام شبكات الجريمة المنظمة.
ووفق منظمة غرينبيس، فإن عصابات التهريب والمخدرات باتت تسيطر على مناطق التنقيب، مما يؤدي إلى أعمال عنف وهجمات مميتة ضد السكان الأصليين الذين يقاومون هذه الأنشطة.
وقال المتحدث باسم غرينبيس في البرازيل جورج إدواردو دانتاس إن "الأمر لا يتعلق فقط بالبيئة، بل بمنظومة عنف تستهدف الناس والأرض معا".
ورغم الضرر الحاصل فإن المنقبين أنفسهم في كثير من الحالات لا يكونون الجناة، بل ضحايا لواقع اقتصادي قاس، فالكثير منهم يجبرون على العمل في هذه المهنة الخطيرة بدافع الفقر دون بدائل اقتصادية حقيقية.
ووفق مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في البرازيل، فإن نحو 40% من عمال التنقيب في الأمازون قد يكونون ضحايا للاتجار بالبشر أو يجبرون على العمل القسري.