هربًا من الملاحقة الأمنية.. الإرهابيون يستخدمونها في التجنيد عن بعد والتخطيط للهجمات
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
على الرغم من الثورة التكنولوجية التي أحدثها ظهور الحوسبة السحابية في الطريقة التي يقوم بها الأفراد والشركات والمؤسسات بتخزين بياناتهم والوصول إليها، إلا أن هذا التقدم يصاحبه تحديات جديدة، لا سيما في مجال الأمن السيبراني، حيث تحولت الجماعات الإرهابية بشكل متزايد إلى استخدام الحوسبة السحابية كوسيلة للتواصل فيما بينهم، وبين عناصرهم على مستوى العالم، لا سيما الذئاب المنفردة، التي تقوم بتنفيذ العمليات الإرهابية عن بعد، مما يهدد الأمن العالمي، باعتباره إرهابًا عابرًا للحدود، ويتطلب اهتمامًا عاجلًا من صناع السياسات ووكالات إنفاذ القانون وخبراء الأمن السيبراني.
سلاح في يد الإرهابيين
لم ينعزل الإرهابيون عن التطور التقني بل استفادوا من جميع أدواته، والتي من أهمها خدمات الحوسبة السحابية، التي أصبحت عن غير قصد أداة قوية يستغلها الإرهابيون، في تطور مثير للسخرية، لتتحول من رمز للتقدم إلى سلاح في أيدي الإرهابيين، حيث يستغلها الإرهابيون لتخزين المعلومات الحساسة ونقلها بشكل آمن دون خوف من الكشف عنها أو اعتراضها.
كما أنها تساعدهم على تجنب حظر المواقع الإليكترونية التي تتداول المواد الدعائية الخاصة بهم، وتمنحهم الفرصة للتخطيط للهجمات الإرهابية عن بعد، مع صعوبة الوصول لهؤلاء المخططين، وقطع الطريق بينهم وبين منفذي العملية، الذين تم تجنيدهم عن بعد.
يسمح هذا الاستخدام السري للتكنولوجيا المتقدمة من قبل المنظمات الإرهابية بالتواصل سرًا والتخطيط لهجمات وتنسيق العمليات، من خلال استخدام قنوات الاتصال المشفرة والمنصات الإلكترونية المجهولة المستضافة على السحابة، لتعمل الشبكات الإرهابية بشكل سري وآمن دون خوف من الملاحقة القضائية أو المراقبة الأمنية، مع الإفلات من العقاب، بسبب الاستفادة من إمكانات إخفاء الهوية والتشفير التي توفرها الخدمات السحابية.
وضاعفت الحوسبة السحابية من قدرة التنظيمات الإرهابية على تجنيد عناصر جديدة بسبب سهولة الوصول للمحتوى وتداوله، وتضخيم رسالتها وجذب المتابعين من خلفيات متنوعة، حيث يتضمن المحتوى مقاطع الفيديو والصور والمستندات التي تستخدم لنشر أيديولوجياتها المتطرفة وتجنيد أعضاء جدد، والوصول إلى جمهور عالمي بسرعة وكفاءة، ونشر رسالتهم على نطاق واسع.
العالم في خطر
ومن أجل المواجهة الفعالة لاستغلال الإرهابيين للحوسبة السحابية لأغراض الدعاية والتجنيد، فمن الضروري أن تعمل الحكومات وشركات التكنولوجيا معًا بشكل تعاوني، من خلال تنفيذ أنظمة مراقبة وخوارزميات متقدمة قادرة على الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة على السحابة، يمكن للسلطات تحديد وتعطيل الشبكات الإرهابية قبل أن تتاح لها فرصة تنفيذ الهجمات. بالإضافة إلى ذلك، فإن رفع مستوى الوعي العام حول مخاطر المحتوى المتطرف عبر الإنترنت يمكن أن يساعد في منع الأفراد من التطرف بسبب الدعاية الإرهابية التي يتم نشرها عبر المنصات السحابية.
قد تصبح الأساليب التقليدية لمراقبة الاتصالات غير فعالة ضد هؤلاء الخصوم البارعين في مجال التكنولوجيا؛ ولمواجهة هذا التهديد المتزايد المتمثل في استغلال الإرهابيين للحوسبة السحابية، فمن الضروري أن تعمل الحكومات في جميع أنحاء العالم معًا لوضع استراتيجيات شاملة لمكافحة الإرهاب السيبراني، بما في ذلك تعزيز تبادل المعلومات بين وكالات الاستخبارات، وتحسين التعاون بين القطاعين العام والخاص، والاستثمار في التقنيات المتقدمة لكشف وتعطيل الأنشطة الإرهابية على الإنترنت، واتخاذ تدابير استباقية لمعالجة هذا التهديد بشكل مباشر، تحمي المجتمع بشكل أفضل من التأثير المدمر للإرهاب في العصر الرقمي.
جهود لا بد منها
وعلى هذا النحو، فإن معالجة إساءة استخدام التكنولوجيا السحابية من قبل الإرهابيين أمر ضروري لحماية الأمن القومي ومكافحة الأيديولوجيات المتطرفة التي تهدد الانسجام المجتمعي.
لا بد من فهم التكتيكات التي تستخدمها هذه الجهات الخبيثة، والتي تستلزم اتخاذ تدابير استباقية لمواجهة أنشطتهم في الفضاء الإلكتروني، مع تعزيز التعاون بين الحكومات وشركات التكنولوجيا ووكالات إنفاذ القانون، وتبادل المعلومات الاستخبارية حول الأنشطة الإرهابية في السحابة الإلكترونية.
بالإضافة إلى ضرورة تحديد أنماط السلوك وتطوير استراتيجيات مستهدفة لتعطيل العمليات الإرهابية، بالشكل الذي يساعد على اتخاذ تدابير الأمن السيبراني وآليات المراقبة القوية في اكتشاف ومنع الاستخدام غير المشروع للخدمات السحابية من قبل الإرهابيين، ومن خلال الجهود المنسقة والابتكارات التكنولوجية، يمكن العمل بشكل جماعي من أجل حماية البنية التحتية الرقمية من الاستغلال من قبل المتطرفين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحوسبة السحابية الارهاب التجنيد التخطيط للعمليات الإرهاب السيبراني الذئاب المنفردة مصطفى حمزة هرب ا الحوسبة السحابیة عن بعد من قبل
إقرأ أيضاً:
نظام "غريف هوك": سلاح جديد قد يساعد أوكرانيا على التصدي للهجمات الروسية
أطلقت المملكة المتحدة والدنمارك نظام "غريف هوك" الجديد للدفاع الجوي، وهو سلاح مبتكر يمكن أن يساعد أوكرانيا في تعزيز دفاعاتها الجوية في مواجهة الهجمات الروسية المستمرة.
يعتمد النظام، الذي يأتي بحجم حاوية شحن، على تعديل الصواريخ الجوية قصيرة المدى السوفيتية من طراز R-73 أو AA-11 لاستخدامها في الدفاع الجوي الأرضي.
ويهدف هذا النظام إلى تمكين القوات الأوكرانية من الاستفادة من الأسلحة الموجودة لديهم بالفعل، وهو ما يتيح لهم تعزيز دفاعاتهم باستخدام الصواريخ التي يمكنها إصابة أهداف على مسافة تصل إلى 32 كيلومترًا.
ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية للقوات المسلحة البريطانية (BFBS)، يحتوي النظام على حاوية تخزين مزودة بجهاز استشعار يعتمد على الأشعة تحت الحمراء السلبية لاكتشاف الأهداف. وتُرسَلُ هذه المعلومات إلى وحدة القيادة لمتابعة سير العمليات.
في ظل استمرار القصف الروسي للأراضي الأوكرانية، يعزز نظام (غريف هوك) الدفاعات الجوية لكييف، ما يساعد في حماية المدن والبنية التحتية الحيوية والجيش من الهجمات الجوية التي تشنها موسكو.
تم اختبار النموذجين الأوليين لنظام "غريف هوك" في أوكرانيا، ومن المقرر اختبار 15 وحدة إضافية في عام 2025. في هذا السياق، ذكرت الحكومة البريطانية أن تكلفة إنتاج وتسليم النموذجين الأوليين بلغت حوالي 6 ملايين جنيه إسترليني (حوالي 7 ملايين يورو)، وهي تكلفة تغطيها المملكة المتحدة بالكامل.
أما بالنسبة للوحدات الـ 15 المقبلة، فإنها ستكلف قرابة 14 مليون جنيه إسترليني (حوالي 16.8 مليون يورو)، وهو العبء المالي الذي سيتم تقاسمه بين المملكة المتحدة والدنمارك.
تشمل الحزمة التي بلغت قيمتها 150 مليون جنيه إسترليني (حوالي 180.3 مليون يورو) آلاف الطائرات بدون طيار، 50 عربة مدرعة، ومعدات دفاع جوي لأكثر من 100 فريق دفاع جوي أوكراني.
وقد وأشار لوك بولارد، وزير القوات المسلحة البريطاني، إلى أن الدعم الذي تقدمه المملكة المتحدة والدنمارك يعزز القدرة العسكرية لأوكرانيا في حربها الدفاعية، لا سيما في ظل الأزمة الإنسانية الناجمة عن الغزو الروسي.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تصعيد متبادل: مسيرات أوكرانية تستهدف مصفاة ساراتوف وروسيا تضرب شبكة الكهرباء بعد احتجازهم في روسيا.. أوكرانيا تستعيد 12 طفلاً وموسكو تقول إنها عملية إجلاء إنساني تبادل الاتهامات بين روسيا وأوكرانيا بشأن قصف مدرسة في كورسك أنظمة الدفاع الجويصاروخالمملكة المتحدةروسياالحرب في أوكرانيا قوات عسكرية