يعتقد الآلاف أن لقاحات كوفيد أضرت بهم.. هل هناك من يستمع؟
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
تشير التقديرات إلى أن لقاحات كوفيد، التي تعد انتصارا للعلم والصحة العامة، قد منعت الملايين من دخول المستشفيات والوفيات. ومع ذلك، فحتى أفضل اللقاحات تنتج آثارا جانبية نادرة ولكنها خطيرة.
أمضت الكاتبة أبورفا ماندافيلي أكثر من عام في التحدث مع عشرات الخبراء في علوم اللقاحات وصناع السياسات والأشخاص الذين قالوا إنهم عانوا من آثار جانبية خطيرة بعد تلقي لقاح كوفيد-19، واستعرضت ما توصلت إليه في تقرير في نيويورك تايمز.
وكتبت "في غضون دقائق من حصولها على لقاح جونسون آند جونسون ضد فيروس كورونا، شعرت ميشيل زيمرمان بألم يتسارع من ذراعها اليسرى إلى أذنها وصولا إلى أطراف أصابعها. وفي غضون أيام، أصبحت حساسة للضوء بشكل لا يطاق وواجهت صعوبة في تذكر الحقائق البسيطة".
كانت ميشيل زيمرمان تبلغ من العمر 37 عاما، وحصلت على درجة الدكتوراه. في علم الأعصاب، وحتى ذلك الحين كان بإمكانها ركوب دراجتها مسافة 20 ميلا، وتعليم دروس الرقص وإلقاء محاضرة عن الذكاء الاصطناعي، كل ذلك في نفس اليوم. والآن، بعد مرور أكثر من 3 سنوات، تعيش مع والديها. وفي نهاية المطاف، تم تشخيص إصابتها بتلف في الدماغ، ولم تتمكن من العمل أو القيادة أو حتى الوقوف لفترات طويلة من الزمن.
قالت الدكتورة زيمرمان، التي تعتقد أن إصابتها ناجمة عن مادة ملوثة: "عندما أسمح لنفسي بالتفكير في الدمار الذي أحدثه هذا الأمر بحياتي، وكم خسرت، أشعر أحيانا أنه من الصعب للغاية استيعاب ذلك".
وتم إعطاء لقاحات كوفيد لأكثر من 270 مليون شخص في الولايات المتحدة، في ما يقرب من 677 مليون جرعة.
تعتبر رواية الدكتور زيمرمان من بين أكثر القصص المروعة، لكن الآلاف من الأميركيين يعتقدون أنهم عانوا من آثار جانبية خطيرة بعد التطعيم ضد كوفيد. اعتبارا من أبريل، تم تقديم ما يزيد قليلا عن 13 ألف مطالبة بالتعويض عن الأضرار الناجمة عن اللقاحات إلى الحكومة الفدرالية – ولكن دون جدوى. تمت مراجعة 19 بالمئة فقط. واعتبر 47 منهم فقط مؤهلين للحصول على تعويض، وتم دفع تعويضات لـ12 فقط، بمتوسط حوالي 3600 دولار.
إصابات حقيقية
ويخشى بعض العلماء من حرمان المرضى الذين يعانون من إصابات حقيقية من المساعدة، ويعتقدون أنه لا بد من بذل المزيد من الجهود لتوضيح المخاطر المحتملة.
وقالت أكيكو إيواساكي، عالمة المناعة وخبيرة اللقاحات في جامعة ييل، إن الأشخاص الذين يقولون إنهم تعرضوا لإصابات ما بعد التطعيم "يتم تجاهلهم بالكامل ورفضهم وإلقاء الضوء عليهم".
وقالت الكاتبة إنه في المقابلات ومراسلات البريد الإلكتروني التي أجريت على مدى عدة أشهر، أصر مسؤولو الصحة الفدراليون على أن الآثار الجانبية الخطيرة كانت نادرة للغاية وأن جهود المراقبة التي بذلوها كانت أكثر من كافية للكشف عن أنماط الأحداث السلبية.
وقال جيف نسبيت، المتحدث باسم وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني: "لقد تلقى مئات الملايين من الأشخاص في الولايات المتحدة لقاحات كوفيد بأمان في ظل مراقبة السلامة الأكثر كثافة في تاريخ الولايات المتحدة".
لكن في مقابلة أجريت مؤخرا، قالت الدكتورة جانيت وودكوك، التي تولت رئاسة إدارة الغذاء والدواء لفترة طويلة، والتي تقاعدت في فبراير/شباط، إنها تعتقد أن بعض المتلقين تعرضوا لردود فعل غير عادية ولكنها "خطيرة" و"تغير حياتهم" تتجاوز تلك التي وصفها الأطباء.
وقالت الدكتورة جانيت "أشعر بالسوء تجاه هؤلاء الأشخاص.. أعتقد أنه ينبغي الاعتراف بمعاناتهم، وأن لديهم مشاكل حقيقية، ويجب أن تؤخذ على محمل الجد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات لقاحات کوفید أکثر من
إقرأ أيضاً:
الإمارات تشارك في الأسبوع العالمي للتحصين
سامي عبد الرؤوف (أبوظبي)
أخبار ذات صلةتشارك دولة الإمارات العربية المتحدة في أسبوع التحصين العالمي، الذي يتم الاحتفال به كل عام في الأسبوع الأخير من شهر أبريل، لتسليط الضوء على أهمية اللقاحات وتعزيز استخدامها لحماية الناس من جميع الأعمار من الأمراض.
وأعلن الاتحاد العالمي للقاحات، أن أسبوع التحصين العالمي يستعرض التقدم المحرز خلال أسبوع التحصين، وهو أيضاً فرصة لتسليط الضوء على ما يجب القيام به، لا سيما فيما يتعلق بضمان التمويل الكافي لضمان حماية العالم من خطر الأمراض المعدية.
ويحث أسبوع التحصين العالمي 2025، على إنقاذ الأرواح عن طريق التمنيع للوقاية من الأمراض، عن طريق اللقاحات وتحسين الظروف الصحية للمجتمعات، ودعوة البلدان إلى زيادة الاستثمارات في برامج التمنيع لحماية الأجيال القادمة.
وتنظم الجهات الصحية الاتحادية والمحلية بدولة الإمارات، العديد من الفعاليات والأنشطة التثقيفية والتوعوية ضمن الأسبوع العالمي للتحصين 2025، تشمل أنشطة تفاعلية ومبتكرة تستهدف الموظفين والعاملين الصحيين في المؤسسات الصحية، وفعاليات علمية مقدمة لأصحاب القرار من مديري المراكز الصحية والمستشفيات، وجميع مقدمي الرعاية الصحية، وأصحاب الخبرة في مجال التطعيمات.
كما تشمل الفعاليات إقامة ورش عمل، تتمحور حول التطعيمات وأهم التحديات التي تتم مواجهتها أثناء تقديم التطعيمات، مع الحرص على إيجاد الحلول المناسبة لتشجيع وتحفيز الفئات المستهدفة للحصول على التطعيمات، بالإضافة إلى نشر العديد من الرسائل التوعوية على وسائل التواصل الاجتماعي.
قمة التطعيمات
وقالت الدكتورة شمسة لوتاه، مديرة إدارة الصحة العامة بمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، في تصريح خاص لـ «الاتحاد»: «بمناسبة أسبوع التحصين العالمي، أطلقت المؤسسة قمة التطعيمات، التي تجمع نخبة من الخبراء وصناع القرار، لتبادل الخبرات واستعراض أفضل الممارسات العالمية في مجال التحصين».
وأضافت: «يأتي ذلك في إطار التزام المؤسسة الراسخ بحماية صحة المجتمع وتعزيز الوقاية من الأمراض المعدية، تؤدي مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية دوراً ريادياً في دعم وتنفيذ البرامج الوطنية للتحصين».
وكشفت أن المؤسسة خلال القمة، أعلنت عن إطلاق بطاقة التطعيمات الرقمية الموحدة، والتي تتيح للأفراد متابعة سجلات التطعيم الخاصة بهم بطريقة رقمية آمنة وسهلة الوصول، مما يعزز الالتزام بالجدول الوطني، ويزيد من كفاءة الخدمات الصحية.
وذكرت أن البطاقة متوفرة على تطبيق المؤسسة على الهاتف الذكي، وتشمل كافة التطعيمات للأفراد، وليس فقط الأطفال.
مبادرات استراتيجية
وأكدت أن مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية تواصل دورها المحوري عبر عدة مبادرات استراتيجية، أبرزها توفير خدمات تطعيم متكاملة، من خلال منشآتها الصحية المنتشرة في مختلف أنحاء الدولة، حيث تقدم المؤسسة خدمات التطعيم للأطفال والكبار، بما يتماشى مع الجدول الزمني المعتمد، بالإضافة إلى توفير لقاحات موسمية مثل لقاح الإنفلونزا ولقاحات أخرى لها الدور الفاعل في حماية المجتمع من الأمراض المعدية.
ولفتت لوتاه، إلى تطوير السياسات الخاصة في المؤسسة، والذي يسهم بشكل فعال في تحديث سياسات التطعيم، بالتنسيق مع الشركاء الاستراتيجيين، لضمان تحقيق أعلى مستويات التغطية والشمولية.
تعزيز الوعي المجتمعي
تطرقت إلى دور المؤسسة في تعزيز الوعي المجتمعي، من خلال إطلاق حملات إعلامية وتوعوية مكثفة تستهدف جميع أفراد المجتمع، لتأكيد أهمية الالتزام بالتطعيمات كوسيلة أساسية للوقاية من الأمراض المعدية.
وأكدت مديرة إدارة الصحة العامة بالمؤسسة، أن التطعيمات تعد من أهم وسائل الوقاية من الأمراض المعدية، حيث تُقدم حماية استباقية للجسم، عبر تحفيز الجهاز المناعي لتكوين ذاكرة مناعية ضد الفيروسات أو البكتيريا المُسببة للأمراض.
وقالت: «كما تساعد التطعيمات على تقليل خطر الإصابة بأمراض قد تهدد حياة الإنسان أو تؤدي إلى مضاعفات، وتخضع اللقاحات لاختبارات دقيقة وصارمة قبل الموافقة على استخدامها، وتشرف عليها الجهات الصحية العالمية مثل منظمة الصحة العالمية وهيئة الغذاء والدواء الأميركية والجهات المحلية».
وشددت على أنه تتم مراقبتها باستمرار بعد طرحها للتأكد من فعاليتها وسلامتها، موضحة أن الآثار الجانبية الخطيرة نادرة للغاية، بينما تفوق فوائد التطعيم بكثير أي مخاطر محتملة، مما يجعل اللقاحات واحدة من أكثر الأدوات الطبية أماناً وفعالية في الحفاظ على الصحة العامة. وقالت لوتاه: «من خلال هذه الجهود المتواصلة، تؤكد مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية التزامها الكامل بحماية صحة المجتمع، وترسيخ ثقافة الوقاية، والمساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية الصحية المستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة».
إنقاذ الأرواح
تحدثت الدكتورة سانيا نيشتار، الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات (جافي)، في تصريح خاص لـ «الاتحاد، عن أهمية أسبوع التحصين العالمي نهاية شهر أبريل الجاري، مؤكدة أن هذا الحدث يُعدّ فرصةً للتأمل في قدرة التحصين على إنقاذ الأرواح، والدعوة إلى مواصلة الاستثمار في أحد أعظم إنجازات البشرية.
وأشارت إلى أنه منذ عام 1974 أنقذت اللقاحات أكثر من 150 مليون شخص، إلا أن فوائد التحصين لم تبلغ ذروتها بعد، وهي مهددة بسبب النزاعات، والمناخ، ونزوح السكان، وعوامل أخرى.
وقالت: «وبينما نستعرض التقدم المحرز خلال أسبوع التحصين، سيكون أيضاً فرصةً لتسليط الضوء على ما يجب القيام به، لا سيما فيما يتعلق بضمان التمويل الكافي لضمان حماية العالم من خطر الأمراض المعدية».
مأمونية اللقاحات في الميزان
وحول أهمية التطعيم للأطفال والأفراد ومدى تفوق الفوائد على أي آثار ضارة يعتقدها بعضهم، أكدت الدكتورة سانيا نيشتار، الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات (جافي)، أن اللقاحات تُعدّ من أكثر الأدوات تأثيراً وفعالية من حيث التكلفة لإنقاذ الأرواح، وإفادة الدول والاقتصادات، وحماية العالم من تهديدات الأمراض المعدية.
وقالت: «كما أنها من أكثر الصناعات خضوعاً للتنظيم الصارم - حيث تُفرض متطلبات صارمة للسلامة والتنظيم والتصنيع، مما يُصعّب دخول صناعة اللقاحات، وبمجرد توزيع اللقاحات، فإنها تخضع لرقابة صارمة في كافة دول العالم».
وأضافت: «تُعدّ اللقاحات من الركائز الأساسية للصحة العامة، وتمثل واحدة من أعظم الإنجازات الطبية التي ساهمت في إنقاذ حياة الملايين حول العالم، كما أنها من أكثر الأدوات تأثيراً وفعالية من حيث التكلفة لإنقاذ الأرواح. وبالرغم من وجود بعض الآثار الجانبية البسيطة والمؤقتة للقاحات، مثل الحمى أو الاحمرار في موضع الحقن، إلا أن فوائد التطعيم تفوق بكثير هذه الأعراض الجانبية المحدودة».
وشددت على أن اللقاحات تمنع الإصابة بأكثر الأمراض المُعدية، والتي كانت فيما مضى تُعدّ مميتة أو مسببة لإعاقات دائمة مثل شلل الأطفال والحصبة والسعال الديكي.
وأوضحت أنه من المهم إدارك أن اللقاحات تخضع لأعلى معايير السلامة، حيث تمر بمراحل اختبار صارمة تشمل التجارب السريرية والمراجعة المستقلة، ولا تُعتمد إلا بعد التأكد من مأمونيتها وفعاليتها.
وبينت أن عملية مراقبة اللقاحات لا تنتهي عند توزيعها، بل تستمر بعد ذلك من خلال أنظمة رقابة فعالة على المستوى العالمي، مما يُعزز الثقة بسلامة التطعيم.
وذكرت أنه بالنظر إلى التأثيرات الواسعة للتطعيم، نجد أن فوائده لا تقتصر على حماية الفرد فقط، بل تمتد إلى المجتمع ككل من خلال ما يُعرف بـ «مناعة القطيع»، التي تمنع انتشار العدوى حتى بين أولئك غير القادرين على تلقي اللقاح لأسباب صحية. كما أن التطعيم يسهم في تحقيق مكاسب اقتصادية هائلة، حيث يقلل من التكاليف المرتبطة بعلاج الأمراض، ويحدّ من الخسائر الاقتصادية الناتجة عن تفشي الأوبئة وتعطيل الأنشطة الاقتصادية.
وأشارت إلى أنه لعل أبرز دليل على أهمية التطعيم هو ما تحقق خلال العقود الأخيرة، وشارك فيه التحالف، فمنذ منذ تأسيس التحالف قبل 25 عاماً، ساهمت برامج التحصين في خفض معدلات وفيات الأطفال إلى النصف في العديد من الدول النامية التي ننشط فيها.
وقالت: «كانت اللقاحات، ولا تزال أداة محورية في الاستجابة لكل طارئ صحي عالمي، من الأوبئة إلى الجائحات، وهو ما يزيد من أهميتها في ظل تزايد مخاطر الأمراض المعدية».