تعرف على الرجال الذين يأكلون اللحوم فقط
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
ما "حمية آكلي اللحوم" (the carnivore diet)؟ وما تأثيراتها على الصحة؟ الجواب في هذا التقرير.
"حمية آكلي اللحوم" هي النسخة الأكثر صرامة من الأنظمة الغذائية عالية الدهون ومنخفضة الكربوهيدرات مثل نظام أتكينز الغذائي ونظام الكيتو. تتكون "حمية آكلي اللحوم" من اللحوم والمأكولات البحرية والبيض.
وتحت عنوان "تعرف على الرجال الذين يأكلون اللحوم (واللحوم فقط)" كتب ستيفن كورتز مقالا نشرت في 30 أبريل/نيسان الماضي في صحيفة في "نيويورك تايمز" (The New York Times) الأميركية.
يقول الكاتب إنه في ترند منتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي يظهر آكلو اللحوم، ومعظمهم من الرجال، أنفسهم وهم يقضمون شرائح لحم.
وفي مقطع فيديو حديث متداول عبر الانترنت، كشف أحد مستخدمي تطبيق تيك توك عن وصفة جديدة. فبعد إدخال الصينية المليئة بشرائح اللحم الدهنية إلى الفرن، قام بإذابة قطعتين من الزبدة، وبمجرد أن أصبح اللحم مقرمشا، سكب الزبدة المذابة في صينية الخبز. ثم وضع الخليط في الثلاجة.
في صباح اليوم التالي، تناول المؤثر الحلوى المجمدة أثناء تصوير نفسه أمام ما يقرب من 170 ألف متابع على تطبيق تيك توك وقال: "هذا طعمه مثل الحلوى".
وينتمي الفيديو إلى نوع مستمر من وسائل التواصل الاجتماعي، مدعوم إلى حد كبير بأشخاص مفتولي العضلات يزعمون أن اتباع نظام غذائي غني باللحوم هو مفتاح الصحة العقلية والجسدية.
تشكيك
ويمتلئ تطبيقي تيك توك وإنستغرام بمقاطع الفيديو لهؤلاء الرجال (وبعض النساء) وهم يتناولون منتجات اللحوم. ويتفاخر البعض بأنهم لم يتناولوا الخضار منذ أشهر. كما يزعمون أيضا أن هناك فوائد صحية تشمل فقدان الوزن بشكل كبير وزيادة حدة الذهن. ولا يتخلى بعض من يسمون بـ"مؤثري اللحوم" عن الكربوهيدرات فحسب، بل يمتنعون أيضا عن الأكل من الأطباق، ويأكلون مباشرة من لوح التقطيع.
وقالت ويتني لينسنماير، الأستاذة المساعدة في التغذية وعلم التغذية بجامعة سانت لويس بولاية ميسوري، إن خبراء الصحة يشككون في الفوائد الصحية للنظام الغذائي الخاص باللحوم، بل إنه في الواقع "يخالف علوم التغذية حقا".
كما أشارت مجلة نيويوركر إلى دراسة أجراها علماء الأحياء ديفيد روبنهايمر وستيفن ج. سيمبسون، الذين وجدوا أن الأنظمة الغذائية المحملة بالبروتين لها تأثير ضار على متوسط عمر الحيوانات. وكتب العلماء عام 2014: "كانت الفئران التي تناولت وجبات غنية بالبروتين ومنخفضة الكربوهيدرات هي الأقصر عمرا على الإطلاق".
وقال دان بيوتنر، المؤلف الذي حدد 5 مناطق حول العالم يتمتع فيها الناس بحياة طويلة بشكل خاص، إن اتباع نظام غذائي يتكون في الغالب من الأطعمة الكاملة والوجبات النباتية، يعد من بين ممارسات التي تؤدي إلى حياة طويلة وصحية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن التعامل مع شعور الرجال بالحزن؟
يمن مونيتور/قسم الأخبار
من المتفق عليه أنه لا توجد وسيلة “اعتيادية” للحزن على وفاة أحد الأحباء. ولا توجد وسيلة “صحيحة أو “خاطئة” ناهيك عن وسيلة مقبولة بصورة عامة للجميع.
وقال الكاتب والمستشار في شؤون الحزن توماس اخين باخ: “تتباين تأثيرات الحزن بصورة كبيرة وليست محددة وفقا للجنس”. علاوة على ذلك، فقد خلص إلى أن الجنسين غالبا ما يختلفان بشأن كيفية التعامل مع الحزن، كما أنه كتب كتابا بهذا الشأن، وترجمة عنوانه باللغة الألمانية هي “الرجال يحزنون بصورة مختلفة”.
وأوضح أن “الكثير من الرجال يدخلون في نوع من الصدمة، يمكن أن تكون كبيرة في حالتهم. فهي حتى تصيبهم بالشلل” مضيفا أنه من الصعب أيضا التواصل معهم مقارنة بالنساء، ليس فقط لأنهم نادرا ما ينضمون لمجموعة دعم، ولكن أيضا لأنه من الصعب عليهم الخوض في حديث منفتح في البداية.
وأشار اخين باخ إلى أن أكثر ما يؤرق الرجال هو الشعور بالعجز، الذي دائما ما يعقب فقدان أحد الأحباء: “الشعور كما لو أنه يتم دفعهم على الأرض وهم عاجزون، وغير قادرين على القيام بأي شيء حيال هذا الأمر”.
وقال المعالج النفسي ومستشار الحزن والمؤلف رولاند كاشلر، المقيم في ألمانيا، إنه على عكس النساء، الكثير من الرجال يعانون من أعراض بدنية للحزن.
وأضاف: “عندما يأتي الرجال من أجل مشورة بشأن الحزن، عادة ما يكونون يعانون من أعراض جسدية”. وأوضح: “غالبا ما يعانون من ألم في الظهر والكتف بعد خسارة كبيرة”.
وأشار إلى أن هناك استجابة دفاعية من جانب عضلاتهم “لأننا نحن الرجال نسعى نحو الإتقان والعمل” مفسرا أن الرجال غالبا ما يتعاملون مع الحزن على أنه هجوم يجب صده، باعتباره هزيمة.
وقال كاشلر إنه عندما تأتي النساء من أجل استشارة بشأن الحزن بعد وفاة شريكهن، على سبيل المثال، يكن على استعداد للتعامل مع الواقعة. وأضاف: “هن يردن معرفة كيفية التعامل مع الألم والحزن”.
وأوضح أن النساء قادرات بصورة أفضل على الاستسلام لمشاعرهن، ربما “لأن لديهن تجربة جوهرية، بصورة خاصة الولادة، التي تعلمهن أنه حتى الألم الأكثر شدة سيمر، وسيجلب أمرا جديدا”.
ومن ناحية أخرى، يميل الرجال إلى المقاومة والاستمرار في ممارسة السيطرة، حسبما قال كاشلر. وقال: “من الصعب بالنسبة لهم الاستسلام، فهذا يمثل تهديدا لقدرتهم على العمل”.
وأوضح كاشلر أن الأحاديث في جماعات الدعم المختلطة تكون ذات وطأة قوية على نفوسهم، ويقومون بالانسحاب منها بعد بضعة جلسات، “لأن الرجال يركزون بقوة على الاستمرار في العمل”.
ويقاوم الرجال بصورة خاصة الحزن الشديد في حالات مثل وفاة أحد أطفالهم، حيث أنهم يشعرون بالمسؤولية عن الأسرة بأكملها.
وبالطبع لا يعني كل ذلك أن الرجال لا يحزنون. ولكن حزنهم غالبا ما يكون غير مرئي. ويقول اخين باخ: “الرجال يحزنون سرا”. وأضاف أنهم لا يتحدثون كثيرا بشأن مشاعرهم، ويميلون للتعامل مع الألم واليأس بعقلانية.
وأضاف: “هم يرغبون في جمع المعرفة”، وأشار إلى أنهم غالبا ما يشعرون بالتشكك في الذات، ويتساءلون ما إذا كانوا “فقدوا عقولهم”.
ووفقا لكاشلر فإنه على الرغم من أن الرجال لا يدخلون “مرحلة التجربة” عند الحزن، فإنه لا يجب الحكم على ذلك بصورة مسبقة سلبيا. وقا: “علينا أن ندعو الرجال للتعامل مع حزنهم بصورة مختلفة، من خلال خيار بدني”.
وأوضح: “إذا دعيت الرجال لحضور مجموعة مناقشة للمساعدة، بالكاد سيحضر أي شخص”، مضيفا: “ولكنهم سيشاركون في نشاط للتسلق أو جولة بالدراجات من أجل التعامل مع حزنهم”.
ويرى آخين باخ من خلال عمله كمستشار لشؤون الحزن أن مشاعر الرجال يمكن أن تظهر خلال السير أو التسلق مع رجال آخرين مكلومين، حيث أن ذلك يساعدهم على الانفتاح والتحدث.
وأضاف: “المناخ الصحيح يعد أمرا مهما”. وأوضح: “بالنسبة للكثير من الرجال، الجلوس في غرفة مع آخرين يعد أمرا غير اعتيادي أو حتى يجعلهم يشعرون بالتهديد”.
وأشار كاشلر إلى أن تصميم شاهد قبر أو موقع إلكتروني من أجل الفقيد يمكن أن يساعد أيضا. وقال: “الهدف هو البدء في الحديث من خلال الفعل، وربما بعد ذلك البدء في البكاء والشعور”.
وقال آخين باخ: “مسارات المشاعر الداخلية للرجال مختلفة عن النساء”. وأضاف: “من المهم أن ندع الرجال يسيرون في المسار الذي يرغبون فيه”.
(د ب أ)