أكد الشيخ رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، أن الإنسان المتفائل يؤمن بأن له ربا كريما قادرا على كل شيء ولا يعجزه شيء في السموات ولا الأرض، موضحا أن أهم الأمور التي تدعو للتفاؤل حسن الظن بالله.

وأضاف الشيخ رمضان عبدالمعز، خلال تقديم برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على قناة دي إم سي، أن أي شخص يستصعب تحقيق شيء عليه قراءة قوله تعالى: «هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مشكورا».



وطالب الشيخ رمضان عبدالمعز، بنشر ثقافة التفاؤل بين الناس وحسن الظن بالله سبحانه وتعالى والإيمان بعدم وجود شيء يصعب عليه.

أخبار متعلقة

رمضان عبد المعز: «ربنا كما قسّم العقول زي الأرزاق.. وفي منها اللي على قده»

رمضان عبد المعز: تزكية النفس يرفع الله قدر صاحبها حتى يوم القيامة

رمضان عبد المعز: أشد عقوبة من الله للعبد حرمانه من طاعته

الشيخ رمضان عبد المعز الداعية الإسلامي

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين الشيخ رمضان عبد المعز زي النهاردة رمضان عبد المعز

إقرأ أيضاً:

نافذة سوداء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

"حسن الظن" ركيزة أساسية لبناء العلاقات الصحية وتحقيق التلاحم بين الأفراد. إلا أن مقابل هذا المفهوم السامي، يقف "سوء الظن" كعقبة قاتمة تُظلم بها العلاقات، وتتشوّه بها الصور، وتهدم بها الروابط.. سيئو الظن هم أولئك الذين يرون العالم من نافذة سوداء قاتمة، يفترضون الأسوأ، ويتوقعون الشر حتى في أسمى النوايا.

إن سوء الظن غالبًا ما ينشأ من تجارب سابقة قاسية أو خيبات أمل متكررة، إذ يتحول الألم الداخلي إلى درع حماية ظاهري يُبنى على الشك والارتياب.. ولكن هل يبرر الألم الشخصي إيذاء الآخرين؟ وهل يمكن اعتبار سوء الظن وسيلة للنجاة أم أداة للهدم؟

سيئو الظن يعيشون في حالة من الصراع الداخلي المستمر؛ فهم يشعرون بأن العالم يتآمر ضدهم، وأن الآخرين يخفون أجندات خفية. هذا الشعور يخلق جدرانًا لا تُرى، لكنها تحول بينهم وبين الآخرين، مما يجعلهم أسرى داخل دائرة مفرغة من العزلة والخوف.

سوء الظن يعصف بالثقة، تلك العملة النفسية الثمينة التي ترتكز عليها العلاقات. فعندما تُزرع بذور الشك، تبدأ العلاقات بالتآكل تدريجيًا، إذ يصبح كل تصرف بريء محل ريبة وكل كلمة طيبة موضع تساؤل. يعيش سيئو الظن حالة من التوتر الدائم. فهم يستهلكون طاقتهم في التفكير في "المؤامرات" التي تحاك ضدهم. ومع الوقت، تتحول هذه الأفكار إلى أعباء نفسية تُثقل كاهلهم، وتجعلهم عرضة للقلق المزمن والاكتئاب.

في العمل، يمكن أن يكون سوء الظن فيروسًا معديًا يقتل روح الفريق ويعوق الإنتاجية. فالتشكيك في نوايا الزملاء أو القادة يخلق أجواء سلبية تعيق التعاون وتدمر الحوافز.

ولكن كيف يمكن مواجهة سوء الظن؟ الخطوة الأولى نحو التغلب على سوء الظن تكمن في إدراك الشخص بأنه يُفرط في الشك. من المهم أن يسأل نفسه: هل هذا الشك مبرر؟ وهل لديّ أدلة كافية تدعمه؟ الوعي بهذه الأسئلة يُعد بداية الطريق نحو التخلص من هذه العادة السلبية.

الحوار هو المفتاح لفهم الآخر. عندما تُبنى الجسور بين الأشخاص من خلال النقاش الصادق، تتضاءل فرص سوء الظن. فالوضوح يزيل الغموض، والغموض هو بيئة خصبة لنمو الظنون.

والإسلام يحث على حسن الظن بالناس. قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" (الحجرات: 12). فالقيم الدينية تُعد مرجعًا أساسيًا يعيد للإنسان توازنه ويُرشده إلى التفكير الإيجابي.

في كثير من الأحيان، ينبع سوء الظن من شعور داخلي بعدم الكفاية أو الخوف من الاستغلال. لذا فإن بناء الثقة بالنفس يساعد في كسر هذه الحلقة المفرغة، لأن الشخص الواثق لا يخشى النوايا الخفية. فالبيئات التي يغلب عليها التشكيك والنميمة تعد أرضًا خصبة لنمو سوء الظن، لذا من الأفضل للمرء أن يحيط نفسه بأشخاص إيجابيين يدعمون ثقافة الاحترام والتفاهم.

رُوي أن أحد الخلفاء طلب من أحد وزرائه رأيه في مسألة شائكة. فقال الوزير: "أرى في المسألة وجهين: أحدهما خير، والآخر قد يكون سوءًا". فرد الخليفة: "إنه لأهون علي أن أعيش على وجه الخير من أن أحيا في ظلال الشر".. هذه القصة تُبرز لنا درسًا مهمًا؛ أن حسن الظن ليس غباءً أو سذاجة، بل هو قوة تُضفي على حياتنا طمأنينة وتمنحنا مساحة لفهم الآخر.

سيئو الظن يثقلون كاهلهم بظلال داكنة، ويجعلون من حياتهم وحياة من حولهم ساحة دائمة للصراعات النفسية. ولكن الأمل يكمن في أن الإنسان قادر على التغيير. فمع قليل من الوعي والإصرار، يمكن لكل فرد أن يتحرر من قيود سوء الظن، ليعيش حياة مليئة بالسلام الداخلي، وينعم بعلاقات أكثر صدقًا ودفئًا.

إن طريق حسن الظن قد يبدو شاقًا في بدايته، لكنه طريق النور الذي يفتح أمامنا آفاق الأمل، ويعيد لنا إنسانيتنا.

مقالات مشابهة

  • الشيخ السند يوضح متى يتخذ الإنسان قراره بعد صلاة الاستخارة ..فيديو
  • نافذة سوداء
  • رمضان عبد المعز: خبيب بن عدي كان مثالا حيا للصحابي الذي باع نفسه لله
  • رمضان عبد المعز يروي قصة الصحابي الذي باع نفسه ابتغاء مرضاة الله
  • أمر يزيد طمأنينة النفس .. عالم بالأوقاف يكشف عنه
  • في 7 خطوات.. كيف نجدد عبادتنا ونكسر الملل مع اقتراب شهر رمضان؟
  • «والنبي».. الشيخ رمضان عبد المعز يوضح رأي الشرع في التقول بها
  • رمضان عبد المعز: الرضا نعمة من الله وعلينا السعي لتحقيقه
  • رمضان عبد المعز: الرضا من أعظم الصفات ونعمة إلهية
  • وصايا النبي: كلمات الرسول قبل وفاته بثلاثة أيام