اعتداء رجال شرطة أميركيين على طالبة مؤيدة لفلسطين.. حقيقة الفيديو
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
بالتزامن مع التظاهرات الطلابيّة في العديد من الجامعات الأميركيّة ضدّ الحرب في غزّة وفي ظلّ الصدامات بين الطلاب والشرطة التي اعتقلت مئات في جامعات في أنحاء الولايات المتحدة، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعم ناشروه أنّه يوثّق اعتداء الشرطة على طالبة بسبب تضامنها مع الفلسطينيين.
ويظهر في الفيديو عناصر شرطة وهم يعتدون بالضرب على سيّدة في شارع، مرفوقا بتعليقات من قبيل "ضرب طالبة مؤيّدة لفلسطين بشكل وحشيّ من قبل الشرطة الأميركيّة".
لكن هذا الادعاء مضلل، وفق وكالة فرانس برس، فالفيديو مصوّر في إيطاليا عام 2023، وهو لاعتداء الشرطة على سيّدة متحوّلة جنسياً بعد تلقيهم شكاوى ضدّها.
وحصد الفيديو تفاعلات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من إنستغرام وفيسبوك ومنصة التغريدات "أكس" (تويتر سابقا).
ومن العناصر المثيرة للشك في أن يكون الفيديو مصوّراً في الولايات المتحدة هو زيّ عناصر الشرطة الذي تظهر عليه كلمة Polizia التي تعني شرطة باللغة الإيطاليّة.
إلى ذلك، يُظهر تفتيش عن الفيديو، قامت به وكالة الصحافة الفرنسية، وتقطيعه إلى مشاهد ثابتة أنه منشور ضمن مقالات إخبارية عدّة على وسائل إعلام إيطاليّة محليّة وأجنبيّة في الرابع والعشرين من شهر مايو 2023.
وقع الحادث في مدينة ميلانو شمال إيطاليا حينما كان أفراد الشرطة المحليّة يحاولون القبض على سيدة برازيليّة متحوّلة جنسياً، بسبب شكوى ضدها.
وبحسب المواقع التي نقلت الخبر، كانت هذه السيّدة تتسبّب بمشاكل بالقرب من مدرسة ولدى اقتراب الشرطة منها حاولت التهجّم عليهم وضربهم.
وآنذاك، قالت ديبورا بيازا وهي محامية هذه السيّدة المعروفة بـ "برونا"، لوكالة فرانس برس إنّ موكلتها تُركت بعد ضربها في سيارة للشرطة لأكثر من 20 دقيقة وكانت تعاني من "صعوبة في التنفس وظنّت أنها تموت".
‼️???? ضرب طالبة مؤيده لفلسطين بشكل وحشي من قبل الشرطة الامريكيه pic.twitter.com/V5CiFxixf1
— موسكو | ???????? MOSCOW NEWS (@M0SC0W0) May 1, 2024وتتصاعد موجة الاحتجاجات الطالبية منذ أسبوعين في كبرى الجامعات الأميركية من كاليفورنيا غرباً إلى الولايات الشمالية الشرقية، مروراً بالولايات الوسطى والجنوبية مثل تكساس وأريزونا، ضد الحرب في غزة وللمطالبة بقطع إداراتها روابطها بمانحين لإسرائيل أو شركات على ارتباط بها.
وقال تحالف يضم مجموعات طالبية مؤيدة للفلسطينيين في جامعة كولومبيا على إنستغرام "أوقفوا أشخاصاً بشكل عشوائي (..) أصيب عدد من الطلاب لدرجة أنهم احتاجوا لأن ينقلوا إلى المستشفى".
والأربعاء، الأول من مايو انتشرت الشرطة في عدد من الجامعات الأميركية حيث نفذّت عمليات توقيف جديدة بعد تدخلها في مؤسسات تعليمية في لوس أنجلوس ونيويورك.
وليل الثلاثاء الأربعاء، أخرجت القوات الأمنية التي تدخّلت بصورة مكثفة الطلاب الذين كانوا يحتلّون مبنى في جامعة كولومبيا العريقة في مانهاتن.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
نقص الكوادر الأكاديمية وتأثيره على جودة التعليم العالي
تواجه بعض الجامعات مشكلة نقص الكوادر الأكاديمية المتخصصة، وهو تحدٍّ كبير يؤثر على جودة التعليم والمخرجات الأكاديمية.
في ظل هذا النقص، تلجأ إدارات الجامعات غالبًا إلى حلول غير مثالية، منها تكليف أعضاء هيئة التدريس بتدريس مواد خارج نطاق تخصصهم الأصلي. وعلى الرغم من أن هذه الخطوة، تبدو أحيانًا ضرورة ملحَّة لضمان استمرارية العملية التعليمية، إلا أنها تأتي على حساب جودة التعليم، وتأثيره طويل المدى على الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس.
في مثل هذه الحالات، قد يُطلب من أستاذ متخصص في العلوم الإدارية، أن يُدرّس مواد ذات طابع تقني أو تحليلي، نتيجة لعدم وجود كوادر متخصصة متاحة. هذا التكليف، يضع الأستاذ في موقف صعب، حيث يحتاج إلى استيعاب موضوعات جديدة، وإعداد محاضرات تتطلب خبرة عميقة، وهو ما لا يتوافر غالبًا خارج نطاق تخصصه. والنتيجة تكون في كثير من الأحيان: تقديم محتوى سطحي لا يرقى إلى مستوى توقعات الطلاب أو المتطلبات الأكاديمية.
هذا النهج لا يضر الطلاب فقط، بل يمتد أثره إلى أعضاء هيئة التدريس أنفسهم. عندما يُكلّف أستاذ بتدريس مادة لا يمتلك فيها خلفية متخصصة، فإنه يشعر بالضغط النفسي والإرهاق نتيجة محاولاته المستمرة لسدّ الفجوة بين مؤهلاته ومتطلبات المادة. في الوقت نفسه، يؤدي هذا التكليف إلى إهمال تطوير أستاذ المادة لمجاله التخصصي، ممّا يُضعف من قدرته على البحث والإبداع في مجاله الأصلي.
الحلول لهذه المشكلة ليست مستحيلة، لكنها تتطلب التزامًا إداريًا طويل الأجل. يجب أن تستثمر الجامعات في تعيين خريجين مؤهلين من حملة الماجستير والدكتوراه لتغطية النقص في المواد المتخصصة، مع العمل على بناء قاعدة أكاديمية متكاملة تُغطي جميع الاحتياجات. كما يمكن التفكير في برامج تعاون مع كليات وأقسام أخرى لتوفير كوادر متخصصة بشكل مؤقت.
في نهاية المطاف، فإن التعليم عالي الجودة، يعتمد على أعضاء هيئة تدريس متخصصين قادرين على تقديم محتوى علمي دقيق، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا من خلال استثمار حقيقي في الموارد البشرية الأكاديمية.