عصر الذكاء الاصطناعي (٢).. فرص مصر الواعدة
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
"أنفقت مصر مليارات الدولارات لإعداد بنية تحتيه متكاملة للحفاظ على مكانتها كمركز رئيسي لنقل البيانات بين الشرق والغرب".. كانت هذه كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي في افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية، يوم الأحد الموافق ٢٨ إبريل ٢٠٢٤. وإذا كان البترول هو ثورة القرن العشرين، فمن الواضح أن الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات هي ثورة القرن الحادي والعشرين.
علي سبيل المثال، صادرات الهند من برامج الكمبيوتر تعدت ١٥٦ مليار دولار سنويا، (بما يعادل أكثر من ١٥ ضعف دخل قناة السويس). فمنذ ظهور برامج الذكاء الاصطناعي التفاعلية التي تتحدث وتجيب عن الاسئلة والاستفسارات المعروفة ببرامج الشات GPT، في أواخر العام ٢٠٢٢، وهناك تسابق محموم بين شركات التكنولوجيا العملاقة، لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي. وتم ترتيب الدول حسب قدرتها علي استخدام وتطوير برامج الذكاء الاصطناعي (حسب موقع Tortoise Media) الذي نُشر في شهر يونيو ٢٠٢٣، وضم ٦٢ دولة حول العالم، واحتلت مصر فيه الترتيب الـ٥٢.
جاء ترتيب الدول الخمس الأولى في مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي كالتالي: الولايات المتحدة في المرتبة الأولى، تليها الصين، وسنغافورة، وبريطانيا، وكندا خامسًا. وعربيًا جاءت الإمارات العربية المتحدة في المركز الأول (الترتيب الـ٢٨عالميًا) فيما جاءت المملكة العربية السعودية بالمركز الثاني، تلتها قطر ثم مصر وتونس والمغرب.
اعتمد التصنيف على ٧ معايير فرعية هي: توفر المواهب البشرية، والبنية التحتية، والبيئة التشغيلية، والبحث، والتطوير، والاستراتيجية الحكومية، والتجارة الدولية.
لماذا فرص مصر واعدة في مجال الذكاء الاصطناعي؟
إذا نظرنا إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، فسوف نجد أن فرص مصر واعدة جدا لكي تحتل الصدارة وتزيد من دخلها القومي، حيث تتوفر لها السبع معايير التي تؤهل الدول للتقدم في هذا المجال، خاصة العنصر البشري. فمجال الذكاء الاصطناعي يعتمد علي انتاج العقل البشري، ولا يحتاج لمواد خام او إمكانات مادية ضخمة.
أولا: توفر الكوادر البشرية المدربة،
تحتل مصر المركز الثاني (بعد الهند) في انتاج البرمجيات الالكترونية (Soft Ware) وعندنا مهندسون بارعون في الخارج (مثل الدكتور أيمن الباز، عضو هيئة التدريس بهندسة المنصورة، ورئيس قسم الهندسه الحيوية في جامعة لويزفيل الامريكية، وأحد اهم الكوادر العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي والهندسة الطبية. وعندنا عشر كليات للذكاء الاصطناعي (قابلة للزيادة في السنوات القادمة). ولذا فلدينا اهم عنصر وهو العنصر البشري الذي يمكن البناء عليه.
ثانيًا: البنية التحتية،
جاء افتتاح الرئيس لمركز البيانات والحوسبه السحابيه، وكلمته بالتزام مصر بتطوير البنية التحتيه والمعلوماتية، ودعوته للمصريين بتشجيع ابنائهم لدراسة هذا المجال، خير دليل علي تطور البنية التحتية المصرية.
ثالثا: البيئة التشغيلية والبحث والتطوير والاستراتيجية الحكومية،
يجب ان تكون هناك خطة حكومية للتنمية المستدامة في هذا المجال.
رابعا: التجارة الدولية،
موقع مصر المتميز، وقناة السويس، ومرور ٩٠٪ من الكابلات البحرية الموجودة بالعالم من خلال مصر يجعلها محورًا رئيسيًا لنقل
البيانات والإتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأخيرًا، إذا كانت كل عناصر ومتطلبات النجاح في هذا المجال متوفرة في مصر، فيجب أن نكون جادين ونواصل العمل على كل المستويات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وزيادة الدخل القومي المصري بعقول المصريين.
وللحديث بقية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: عصر الذكاء الاصطناعي فرص مصر الواعدة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذکاء الاصطناعی هذا المجال
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والبطالة.. هل اقتربت الروبوتات من السيطرة على سوق العمل؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يشهد العالم مع كل تطور جديد في تقنيات الذكاء الاصطناعي، تزداد المخاوف من تأثير الأتمتة على سوق العمل، ليس فقط في الدول المتقدمة، بل في دول مثل مصر التي بدأت بدورها في التحول الرقمي والاعتماد على التكنولوجيا في قطاعات مختلفة.
الذكاء الاصطناعي والبطالةفي السنوات الأخيرة، أصبح واضحًا أن بعض الوظائف التقليدية تواجه خطر الانقراض، خاصة تلك التي تعتمد على التكرار والروتين، مثل خدمة العملاء، إدخال البيانات، وحتى بعض المهام الصحفية والتحليلية. هذا ما أكد عليه تقرير "مستقبل الوظائف" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2023، والذي أشار إلى احتمال فقدان نحو 85 مليون وظيفة حول العالم بسبب الأتمتة بحلول عام 2025، مقابل خلق 97 مليون وظيفة جديدة تتطلب مهارات مختلفة مثل تحليل البيانات والبرمجة والأمن السيبراني.
في السياق المصري، بدأت بعض البنوك والمؤسسات باستخدام أنظمة ذكاء اصطناعي في التعامل مع العملاء، كما أطلقت وزارة الاتصالات مبادرة "بُناة مصر الرقمية" لتأهيل الشباب لسوق العمل الجديد. رغم ذلك، لا تزال الفجوة قائمة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق المتسارعة.
يرى خبراء أن الخطر الحقيقي لا يكمن في الذكاء الاصطناعي نفسه، بل في التباطؤ في مواكبة التطور. فالروبوتات لن تأخذ مكان الجميع، لكنها ستزيح من لا يملك المهارات المطلوبة.
وفي وقت يشهد فيه العالم سباقًا نحو الرقمنة، يبقى السؤال: هل نمتلك في مصر القدرة على التحول السريع، أم أننا سنظل نُلاحق التكنولوجيا بدلًا من أن نصنعها؟