بعد حصارها من "الدعم السريع".. مدينة الفاشر السودانية تحبس أنفاسها
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
قالت صحيفة "لاكروا" الفرنسية، إن مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تشهد حالة ترقب وخوف، منذ أن تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على محلية مليط القريبة منها. ويخشى كثيرون الآن من أن تقدم هذه القوات نحو مدينة الفاشر الإستراتيجية سوف يؤدي إلى مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني وحلفائه.
وأفادت الصحيفة، في تقرير لها، بأنه في الليلة الفاصلة بين 28 و29 نيسان/ أبريل، تم استقبال 25 جريحًا في مستشفى الفاشر الجنوبي، وهو ما يرفع عدد الضحايا إلى 130 جريحًا و51 قتيلًا منذ 14 نيسان/ أبريل.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المستشفى بات آخر مرفق صحي يستمر في تقديم خدماته لحوالي 2.5 مليون ساكن متجمعين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وهذه المدينة باتت الوحيدة من بين مدن غرب السودان الشاسع التي لا تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وذكرت الصحيفة أن الخناق يشتد على مدينة الفاشر، خاصة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على محلية مليط، التي لا تبعد أكثر من 70 كيلومترًا. ومن أجل حماية المدينة، يكثف الجيش السوداني من قصف مواقع قوات الدعم السريع بشكل لم يسلم منه حتى المدنيون، فيما أقامت قوات الدعم السريع نقاط تمركز في محيط الفاشر.
ونقلت الصحيفة عن كلير نيكولي، مسؤولة الطوارئ في منظمة "أطباء بلا حدود" في السودان، قولها إن "إيصال المساعدات الإنسانية بات يستغرق فترات طويلة، بسبب المفاوضات المعقدة مع مختلف المجموعات المسلحة. والوقت لم يعد يسمح بالتأخير، حيث باتت المدينة على مشارف المجاعة، وخرجت الأسعار عن السيطرة، وأصبحت المياه الصالحة للشرب نادرة".
وبحسب الصحيفة، فقد قال أحد الأطباء في هذه المنظمة: "لقد استنفدنا مخزوننا من حقن الأنسولين والأدوية الضرورية لمرضى الكلى"، مشيرًا إلى تعرض قبيلة الزغاوة لانتهاكات عديدة، كما هو الحال خلال حرب دارفور الأولى قبل عشرين سنة؛ إذ إنه في تلك الموجة من العنف التي اندلعت في بداية الألفية، كان السكان غير العرب مستهدفين بشكل ممنهج من الجيش على أسس عرقية أججها الدكتاتور عمر البشير.
تعميم الحرب
وأفادت الصحيفة بأن قوات الجيش السوداني كانت قد حصلت على دعم العديد من المجموعات المتمردة غير العربية في تشرين الثاني/ نوفمبر، وتوجه الآلاف من المقاتلين بعرباتهم إلى شمال دارفور. وهذا التحالف المعلن زاد من تعريض السكان غير العرب لعنف قوات الدعم السريع، التي أصلا تكن لهم الضغائن العرقية.
ونقلت الصحيفة مخاوف صالح محمود عثمان، رئيس هيئة محامي دارفور، من أن يتكرر في الفاشر نفس سيناريو الجنينة عاصمة غرب دارفور، عندما غزتها قوات الدعم السريع ونفذت تطهيرًا عرقيًّا للسكان غير العرب في الفترة بين نيسان/ أبريل وتشرين الثاني/ نوفمبر 2023، في عملية أودت بحياة ما بين عشرة آلاف وخمسة عشر ألف شخص، بحسب مجموعة خبراء الأمم المتحدة.
وبينت الصحيفة أن السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، عبرت هي أيضا عن خشيتها من حدوث مجزرة واسعة النطاق. كما يقول صالح الوالي، ممثل مجموعة مسلحة تسمى تجمع "قوى تحرير السودان": "نحن نريد حماية المدنيين من إبادة جماعية، وحماية أخواتنا وبناتنا من الاغتصاب، ومنع النهب والتهجير القسري، وهي ممارسات تظهر على أجندة الدعم السريع".
المقاومة المجتمعية
وقالت الصحيفة إنه في انتظار ما ستسفر عنه هذه الأحداث، يتواصل اتساع رقعة العنف في كافة أرجاء المنطقة، إذ إنه بين 31 آذار/ مارس و25 نيسان/ أبريل، تعرضت 22 قرية في دارفور للهجوم والحرق، وبحسب مخبر الأبحاث الإنسانية في مدرسة الصحة العامة في يال، فإن أصابع الاتهام تتجه بالأساس إلى قوات الدعم السريع.
واختتمت الصحيفة تقريرها مشيرة إلى قصة عرفة موسى، الذي لجأ قسرًا لمخيم النازحين، إلا أنه يتمسك بالأمل في أن النسيج المجتمعي لا يزال صامدًا أمام هذا الصراع. وقال إنه في مدينة الفاشر لا تزال مختلف مكونات المجتمع واعية بأن هذه الحرب ليست حربهم، وليست حربا ضد أشخاص معينين، بل هي حرب بين جنرالين. ولذلك فإن المدنيين يحاولون التصدي لخطاب الكراهية، ولكن رغم هذه المقاومة، فإن خطاب دق طبول الحرب تزداد سطوته مع تمدد رقعة الصراع.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع مدینة الفاشر
إقرأ أيضاً:
الجيش يتقدم وسط الخرطوم و10 قتلى بقصف الدعم السريع أم درمان
أعلن الجيش السوداني أن قواته تمكنت من السيطرة على مواقع إستراتيجية جديدة وسط العاصمة الخرطوم، في حين أفادت وزارة الصحة السودانية اليوم الثلاثاء بمقتل 10 مدنيين في قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على أم درمان.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العميد ركن نبيل عبد الله علي في بيان إن "قوات سلاح المدرعات تقدمت من جسر الحرية الذي يربط بين أحياء جنوب الخرطوم ووسط المدينة، ونجحت في السيطرة على مواقع إستراتيجية كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع".
وأضاف أن "قوات سلاح المدرعات التحمت مع أبطال الجيش الصامدين في مبنى القيادة العامة بعد تنفيذ عملية ناجحة لتطهير مستشفى الشعب التعليمي من عناصر مليشيا آل دقلو".
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن بات الجيش يسيطر بالكامل على مدينة بحري (شمال) ومعظم أنحاء مدينة أم درمان (غرب) و75% من عمق مدينة الخرطوم التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، في حين لا تزال قوات الدعم السريع في أحياء شرق المدينة وجنوبها.
في الأثناء، قالت غرف طوارئ محلية محافظة الخرطوم في بيان اليوم الثلاثاء إن "قوات الدعم السريع ارتكبت خلال الأيام الماضية انتهاكات واسعة النطاق في أحياء الخرطوم راح ضحيتها نحو 50 قتيلا، بينهم 10 من المتطوعين".
إعلانوأشارت غرف الطوارئ إلى اختطاف الدعم السريع ما لا يقل عن 70 مواطنا -بينهم نساء- إضافة إلى 12 متطوعا ومتطوعة، فضلا عن الإبلاغ عن حالات اغتصاب لم يتم حصرها بشكل دقيق حتى الآن.
وأفاد البيان بأن التضييق الذي تمارسه قوات الدعم السريع على أحياء الخرطوم أدى إلى تزايد خطير في حالات سوء التغذية بين الأطفال وكبار السن والحوامل، مما أسفر عن وفاة 7 أطفال خلال مارس/آذار الحالي.
قصف مدفعيوفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة السودانية اليوم الثلاثاء مقتل 10 مدنيين وإصابة آخرين جراء قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.
وقالت الوزارة في بيان إن "المليشيا المتمردة (الدعم السريع) تواصل القصف العنيف والممنهج على الأحياء السكنية بأم درمان لليوم الثاني على التوالي".
وأضافت أن القصف يتركز خلال ساعات الليل، ويستهدف المدنيين في الحارتين الثامنة والعاشرة بحي الثورة، دون ذكر أسباب استهداف هاتين المنطقتين.
وأمس الاثنين، أعلنت السلطات السودانية أيضا مقتل 4 مدنيين وإصابة 30 آخرين إثر قصف مدفعي مكثف نفذته قوات الدعم السريع على مدينة أم درمان.
ويتزامن هذا القصف مع توسع رقعة سيطرة الجيش في العاصمة، وتطويقه قوات الدعم السريع وسط الخرطوم حيث يوجد القصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق.
ومنذ أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش والدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.