فى  السنوات العجاف التى مرت  بها بلادنا بعد يناير 2011 ،وما أعقب هذه الحقبة من تاريخنا المعاصر من أحداث، وقدره الشعب المصرى على أن يلملم نفسه مع قواته المسلحه  وأن يسترد الوطن، ويعيد له هويته فى "يونيو 2013 "، إلا أن الطريق الطويل  الذى بدء "بخطه للمستقبل " تم تحقيق خطواتها بإراده حديدية لشعب مصر، وقدرته على الصبر والمثابره إلا إننا اليوم فى إحتياج لرؤيه جديدة نحو خريطه مصر الإداريه "مصر كلها" !!
- ولعل يسترعى الإنتباه لمن يهمه الأمر أن عدد المحافظات فى مصر (سبعه وعشرون محافظة )وتقسيم المحافظات فى مصر يعود إلى عهد "الخديوى إسماعيل" حيث كانت مصر (وجه بحرى) (ووجه قبلى)، ولعل واحات مصر (صحراء مصر الغربية)، لم تكن تحت كامل السيطرة المركزية المصرية فالسنوسيين (الليبيين) تقاسموا تحت إسم "على الأبيض" (مصرى) "وعلى الأحمر" (ليبى) أجزاء من شمال الصحراء الغربية المتاخمة (لليبيا)، (والجعلى ) قبائل سودانية وصلت على "درب الأربعين" حتى واحة الخارجة، وربما القائد العسكرى الإنجليزى ويدعى (إيجل) هو أول من أرسل حملة عسكرية من (أسيوط) إلى الخارجة وأخضعها للحكومة المركزية سنة 1926م بعد أن أخذ حق إمتياز الزراعة والتعدين فى هذه المنطقة أحد المستثمرين ويدعى (حسن أفندى)،وزوجته الإنجليزية،نظير "مائة جنيهًا سنويًا" وحينما إنقطعت أخبار "حسن أفندى" كان تصرف القائد العسكرى الإنجليزى فى أسيوط بإرسال (إرسالية) لخضع الخارجة لسيطرة الجنوب فى الحكومة المركزية (لطفى واكد،صحراء مصر الغربية) !
ولعل عنوان المقال هو موضوع يجب أن يشغلنا جميعًا، سياسيين،وقيادة سياسية عليا للبلاد،وحكومة وكذلك المعنى بالشأن العام للوطن.


فلا يمكن أن نطمح إلى إقتصاد،ديناميكى، قوى للدولة،ككل دون النظر إلى الإقتصاد الجزئى "وإقتصاد الأقاليم والمحافظات"،وكيفية إدارته،وعلى سبيل المثال،لا الحصر لا توجد محافظة أو إقليم مصرى دون عناصر إقتصادية ناجحة، ويمكن إدارتها إدارة إقتصادية دون عائد...
فصحراء "مصر" فى باطنها كل الخير، وعلى أسوء  الفروض، دون النظر إلى غاز، أو بترول،أو مياه، أو صخور الرخام، أو الجرانيت، فهناك على الأقل الحجر والرمل والظلط، 
ولايمكن أن ننسى النيل، وإمتداداته فوق الأرض أو فى باطن الأرض، المجاورة له  وكذلك البحيرات ( سد عالى ) أو المنزلة، أو البردويل حتى بحيرة قارون والبحار ونحن نطل على البحر الأحمر شرقًا، والبحر الأبيض المتوسط أمام كل حدودنا الشمالية.
مناخ محترم،منمى للزراعة، ومعتدل، ومستقر،صيفًا وشتاءًا، ثقافة دينية تعتمد على كنائس "مصر "وطريق الأسرة المقدسة من أورشليم إلى مصر القديمة،وتناثر الكنائس من "البجوات" فى الصحراء الغربية إلى "سانت كاترين" فى الصحراء الشرقية فى سيناء وكذلك ثقافة وعقيدة إسلامية راسخة، حيث ذكرت المحروسة ( أرض الكنانة ) فى القران الكريم أكثر من ثلاثة عشرة مرة، وتنتشر فى مصر "الأزهر الشريف"،كل الأثار الإسلامية من مسجد "عمرو بن العاص" فاتح مصر الأول، إلى كل العصور الإسلامية وحتى "مساجد القلعة العظيمة"  والمتحف الإسلامى الجامع لكل طرز العصور التى مرت بها المحروسة !!
ولم يبخل الزمن على مصر أبداَ منذ العصور ماقبل الأسرات فى الفرعونية أم الحضارات العالمية، وكذلك اليهودية، ولادة سيدنا "موسى عليه السلام" فى "مصر " إلى سيدنا "يوسف عليه السلام " وغيرهم من قصص عطرة، تمتد الأف السنين  وتتعمق فى الوجدان البشرى على كامل الكرة الأرضية، ومع ذلك نحن المصريون المحدثون  ماذا فعلنا ؟ ماذا يمكن أن نفعله بكل هذه العناصر وتحويلها إلى مواد أقتصادية يمكن إدارتها  كما يفعل البشر فى أنحاء المعمورة ؟ وهم  لايمتكلوا "خُمْسْ أو عُشْرْ" مانمتلكه  شيىء مخزى للغاية !! ولكن نعود مرة أخرى إلى إدارة هذه العناصر فى أماكنها فى المحافظات وفى الأقاليم وهذا لن يتأتى ونحن نعيش فى نظام إدارى للدولة، عقيم، غير قادر على النمو، ولاقادر على إدارة مايمتلكه من عناصر ولعلنى أكون ظالماَ حينما أتهم القائمين على الإدارة فى المحافظات بما فيهم المحافظون بالتقاعس، أو عدم القدرة على الإبداع، ولكن القانون والنظام السائد غير قادر على تلبية طموحاتنا  وربما طموحات هؤلاء المسئولين ومع ذلك نحن نريد أن نعيد تقسيم مصر إلى مناطق وأقاليم  ليست كما هى الأن والتى أصبحت تقسيم عقيم  غير ذى أبعاد علمية  يعتمد على التكامل المطلوب لعناصر التنمية فى المحافظة  أو المنطقة !... وللحديث بقية.

[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

وزارة الإعلام تنعي نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة عبدالله جابر

سبأ :
نعت وزارة الإعلام والمؤسسات التابعة لها، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر للشؤون المالية والموارد البشرية، عبدالله حسين جابر الشيخ، الذي انتقل إلى جوار ربه عن عمر ناهز 64 عاماً قضى معظمه في خدمة الوطن في المجال الإعلامي.

وأشادت وزارة الإعلام في بيان النعي، بمناقب الفقيد الشيخ وإسهاماته الوطنية في مجال الإعلام، حيث عمل مسؤول النقل الخارجي بقناة اليمن في المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون ومن ثم مديرًا عاما للشؤون الفنية بوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، ومن ثم تعيينه نائبًا لرئيس مجلس إدارة الوكالة للشئون المالية والتجارية، وعين لاحقا نائبًا لرئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر حتى وفاته.

وأكدت أنه برحيل الفقيد عبدالله جابر الشيخ خسرت وزارة الإعلام والمؤسسات التابعة لها واحدًا من رواد العمل الإعلامي في اليمن، حيث كرس معظم حياته في خدمة وطنه ومجتمعه.

وأثنى البيان على صفات الفقيد وما تحلى به من تفان وإخلاص في أداء واجباته ومهامه الإعلامية أثناء توليه المواقع القيادية التي تبوأها في قناة اليمن الفضائية ووكالة الأنباء اليمنية سبأ وآخرها في مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر.

ولفت البيان إلى مواقف الفقيد الوطنية المناهضة للعدوان الأمريكي السعودي والإماراتي، مبينًا أن الفقيد عبدالله حسين جابر كان عضواً في نقابة الصحفيين اليمنيين واتحاد الإعلاميين اليمنيين، وممن أفنوا حياتهم في خدمة الوطن والدفاع عن قضاياه.

وعبرت وزارة الإعلام والمؤسسات الإعلامية التابعة لها عن أحر التعازي وصادق المواساة لأسرة الفقيد وذويه وزملائه في الوسط الإعلامي كافة بهذا المصاب ، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته ويعصم قلوب أهله وذويه بالصبر والسلوان.

“إنا لله وإنآ إليه راجعون”.

مقالات مشابهة

  • بدوي: الصحراء الغربية كنز لم يتم اكتشافه بالكامل وفرص هائلة للاستثمار البترولي
  • د.حماد عبدالله يكتب: المثقفين والمسئولية الوطنية !!
  • بمناسبة تعيينه حديثًا.. محافظ جدة يستقبل مدير إدارة دوريات الأمن بالمحافظة
  • وزير التعليم العالي يجتمع برئيس مجلس أمناء جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة
  • د.حماد عبدالله يكتب: وما نيلُ المطالب بالتمنى !!
  • محافظ تعز يبحث مع الأمم المتحدة خطط الإنتقال للتنمية المستدامة
  • مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة يطلق مسابقة "أفلام الجنوب".. فرصة لمبدعي المحافظات
  • أبرز ما جاء بالنسخة الأولى ليوم التعاون المصري الألماني للتنمية
  • د.حماد عبدالله يكتب: " تحــدث " كـــى أراك
  • وزارة الإعلام تنعي نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة عبدالله جابر