أبوظبي (الاتحاد)
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم، بالذكرى الـ 48 لتوحيد القوات المسلحة تحت قيادة مركزية واحدة وشعار واحد وعلم واحد، لتكون صمام أمان الوطن، والذود عنه، وحماية إنجازات ومكتسبات دولة الاتحاد.
ويمثل السادس من مايو من كل عام، أحد الأيام الخالدة في ذاكرة الوطن، ففي هذا اليوم من عام 1976 اتخذ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، قرارهم التاريخي والمصيري بتوحيد القوات المسلحة، لتشكل أهم مرتكزات دولة الاتحاد، ولتكون حصنها المنيع في مواجهة كل من تسول له نفسه تهديد أمنها واستقرارها.

 
وحظيت القوات المسلحة الإماراتية في جميع مراحل بنائها بدعم واهتمام من قيادتنا الرشيدة والتي حرصت على توفير الإمكانات كافة للقوات المسلحة، وتزويدها بأحدث الأسلحة وبآخر ما وصلت إليه التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، وذلك دعماً لكفاءتها القتالية المتكاملة، لتصبح في طليعة الجيوش الحديثة، بما حققته من نقلات نوعية متلاحقة.
شكل العنصر البشري محور عملية التحديث والتطوير في قدرات القوات المسلحة، سواء على المستوى العلمي أو التدريبي، حيث عمدت الإمارات إلى إنشاء المعاهد والمدارس والكليات العسكرية التي تقوم بتدريب وتأهيل الشباب تأهيلاً عسكرياً يلائم متطلبات العصر ومستجدات الأوضاع، إضافة إلى توقيع اتفاقيات مع جامعات مدنية مرموقة لدعم العنصر البشري. وسيظل قرار توحيد القوات المسلحة يوم السادس من مايو عام 1976، بعد نحو خمس سنوات من تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، واحداً من أهم التطورات في مسيرة الاتحاد الظافرة، وهو تجسيد لـ «النظرة الثاقبة، للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه القادة المؤسّسين حكّام الإمارات، طيّب الله ثراهم، وإصرارهم الواثق على المُضي قُدماً في استكمال أركان الاتحاد وتعزيز مسيرته، استشرافاً واعياً منهم، بألّا قوة ولا منعة ولا تنمية دون جيش موحّد قوي، جيّد التدريب والتسليح، عالي الكفاءة والجاهزية».
وتؤكد المهام التي كُلّفت بها قواتنا المسلحة، أنها كانت قوة لردع المعتدين، وحفظ الاستقرار، ومساندة الشعوب المنكوبة، سواء في الدول التي تُمزقها الانقسامات والصراعات الداخلية، أو تلك التي تتعرض للعدوان من أطراف خارجية. ويتجلى ذلك بوضوح في مهام مثل المشاركة في قوات الردع العربية في لبنان عام 1976، ونزع الألغام التي خلفتها الحرب الأهلية فيها، ومروراً بجهود الإغاثة في إقليم كوسوفا، وحفظ السلام في الصومال.
كما برز دور القوات المسلحة في حدثين محوريين في تاريخ المنطقة والعالم، هما مشاركتها في حرب تحرير الكويت إثر الغزو العراقي عام 1990، والتصدي الحازم منذ عام 2015 لاجتياح الميليشيات الحوثية الإرهابية لليمن، من خلال عملية «عاصفة الحزم» عام 2015. ونجحت قواتنا المسلحة، مع أشقائها من دول التحالف العربي، في إحباط مخطط تحويل اليمن إلى بؤرة لتصدير العنف والإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة.
إن ذكرى توحيد قواتنا المسلحة تحل علينا في وطن الاستقرار والأمن والازدهار، وقواتنا المسلحة أقوى وأقدر على مستوى التنظيم والتدريب والتسليح، مرتكزة إلى دعم ثابت لها من القيادة الرشيدة، والتفاف شعبي حولها يتمثل في تسابق أبناء الدولة إلى الالتحاق بها، وبنية تحتية قوية من الصناعات العسكرية والكليات والأكاديميات العسكرية التي تُقدِّم أرفع مستويات التعليم والتأهيل والتدريب.

أخبار ذات صلة رئيس الدولة: قواتنا المسلحة ستبقى درعاً للوطن وحامياً للتنمية محمد بن راشد: يوم خالد في تاريخنا وحياتنا وذاكرة وطننا

وتمثل قواتنا المسلحة الركيزة الأساسية لأمن الوطن ودرعه الحصين للوقوف في وجه كل من تسول له نفسه العبث بأمن الدولة ومقدراتها، كما تعد الحصن المنيع الذي يحمي مصالح الدولة الاستراتيجية في الداخل والخارج، ولهذا من الطبيعي أن تشكل أهم عناصر القوة الشاملة للدولة، وتحظى بكل الدعم والرعاية من جانب قيادتنا الرشيدة التي لا تألو جهداً في جعلها نموذجاً للجيوش العالمية المتطورة القادرة على تنفيذ المهام التي توكل إليها بكل كفاءة واحترافية في الداخل والخارج.
كما بات لقواتنا المسلحة دور رئيسي في دفع عملية التنمية الشاملة ليس فقط من خلال تهيئة المناخ اللازم لتنفيذها، بل أيضاً بالمشاركة والإسهام فيها عبر كوادر مؤهلة وعناصر تمتلك من العلم والخبرة ما يوفر إضافة نوعية كبيرة لخطط التنمية بالدولة في مختلف المجالات والقطاعات، حيث تسهم قواتنا المسلحة بخيرة رجالها وكوادرها في تحمل مسؤوليات تنفيذ خطط التطوير والتحديث التي تسابق الزمن تحقيقاً لرؤى استراتيجية تستهدف الوصول بالإمارات إلى قمة مراتب التنافسية العالمية في مؤشرات التنمية المستدامة كافة.
وقواتنا المسلحة تعتبر جزءاً رئيساً من نسيج مجتمع الإمارات، بل هي عصب هذا المجتمع وعماده، وتعطي أهمية كبرى للتواصل والمشاركة المجتمعية، واستشعار نبض المجتمع، ترسيخاً لوحدة شعبنا وتماسكه وانصهاره في إطار هذه المؤسسة العظيمة التي تعبر عن كياننا الاتحادي وتمثل رمزاً أصيلاً له .
كما يعد الـ 30 من أغسطس 2014 يوماً تاريخياً في الإمارات، حيث التحقت أول دفعة من المواطنين والمواطنات بالخدمة الوطنية والاحتياطية لأداء الواجب المقدس، وضرب أبناء الوطن، من الذكور والإناث، أروع الأمثال في حب الوطن والاستعداد لتلبية ندائه.
مدرسة خولة بنت الأزور 
بدعم متواصل من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، اهتمت القوات المسلحة بدور المرأة في خدمة الوطن التي أثبتت جدارتها بالانتماء إلى هذه القوات، وأنها على مستوى المسؤولية عملاً وإنجازاً وتفانياً في أداء الواجب، وتحملاً للمسؤولية والاستعداد والتضحية دفاعاً عن تراب الوطن وإنجازاته ومكتسباته.
وفي هذا الإطار، جاء إنشاء مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية بهدف إعداد كادر وطني نسائي ذي كفاءة وخبرة للانضمام إلى القوات المسلحة، وقد أصبحت المدرسة رافداً من روافد القوات المسلحة، تزودها كل عام بالمجندات المواطنات المؤهلات للعمل في العديد من التخصصات كأعمال السكرتارية والشؤون الإدارية والكمبيوتر والإعلام العسكري، ما يساهم في النهاية في دعم حقوق المرأة في المجتمع ومساواتها بالرجل.
كما تؤمن دولة الإمارات بأن امتلاك القوة هو أكبر ضمانة للحفاظ على السلام، ولهذا فإنها تنظر إلى تطوير وتحديث وتقوية قواتها المسلحة باعتبارها أولوية أساسية، وستمضي في هذا الطريق لأن التحديات والمخاطر التي تحيط بالمنطقة تحتاج إلى أعلى مستويات اليقظة والاستعداد.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات القوات المسلحة القوات المسلحة الإماراتية محمد بن زايد القوات المسلحة قواتنا المسلحة

إقرأ أيضاً:

41.6 ألف رخصة اقتصادية هندية دخلت السوق الإماراتية في 2024

 

أبوظبي (الاتحاد)
أكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، أن العلاقات الإماراتية الهندية تتميز بمسيرة ممتدة لعقود من التعاون الاقتصادي القائم على المصالح المتبادلة في مختلف المجالات ذات الأولوية، وذلك في ظل رؤية القيادة الرشيدة في الدولتين الصديقتين، مشيراً إلى أن الإمارات والهند تمتلكان قواسم مشتركة في الرؤى والاستراتيجيات الهادفة إلى التوسع في قطاعات الاقتصاد الجديد والمستدام.
وقال معاليه: «يشهد التعاون الاقتصادي المشترك نمواً متزايداً، حيث وصل إجمالي عدد الرخص الاقتصادية الهندية الجديدة التي دخلت الأسواق الإماراتية خلال العام 2024 إلى أكثر من 41.6 ألف رخصة، ليبلغ إجمالي عدد الرخص الهندية في الدولة أكثر من 247 ألف رخصة بنهاية العام الماضي، والتي تعمل في أنشطة اقتصادية وتجارية متنوعة، كما تعد الهند من أكبر الأسواق المصدرة للسياحة إلى الإمارات، حيث يزور الدولة أكثر من مليوني سائح هندي سنوياً، وهو ما يشير إلى عمق ومتانة العلاقات الاقتصادية الثنائية».
جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في نسخة جديدة لـ «قمة كيرلا للاستثمار العالمي» التي انطلقت أمس في ولاية كيرلا الهندية، بمشاركة عدد من كبار المسؤولين، وقادة الأعمال، والمستثمرين الدوليين، حيث تركز هذه النسخة على استثمار التقنيات المستدامة والابتكار في القطاعات الاقتصادية المستقبلية، واستكشاف الفرص الاستثمارية الجديدة في المجالات التنموية المختلفة، بما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي واستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية.
وأشار معاليه إلى أن هذه القمة تُمثل منصة حيوية لتعزيز الشراكات التجارية والاستثمارية المشتركة، والاستفادة من الفرص المتاحة، بما يسهم في بناء مستقبل اقتصادي أكثر ازدهاراً واستدامة لكلا البلدين، وقال مستعرضاً الفرص التي تتمتع بها كل من دولة الإمارات وولاية كيرلا الهندية: «إن كلا الجانبين يوفران بيئة استثمارية جاذبة ترتكز على الابتكار والاستدامة، مما يعزز من فرص التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما».
وأضاف معاليه خلال كلمته التي ألقاها في القمة «إن دولة الإمارات تعد واحدة من أكثر الاقتصادات جاذبية للاستثمارات العالمية، حيث توفر بيئة تنظيمية مرنة، وبنية تحتية عالمية المستوى، وحوافز استثمارية تدعم ريادة الأعمال والابتكار، كما تعمل الإمارات على تعزيز شراكاتها الدولية عبر قطاعات رئيسية مثل الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا المتقدمة، والخدمات المالية، والفضاء، إلى جانب مشاريع استراتيجية في الأمن الغذائي والنقل، مما يفتح فرصاً أكبر للتعاون بين مجتمعي الأعمال الهندي والإماراتي في المستقبل».
وأوضح ابن طوق أن كيرلا تتمتع بموقع استراتيجي على المحيط الهندي، إلى جانب بنية تحتية متطورة وقوى عاملة مؤهلة، مما يجعلها وجهة مثالية للمستثمرين الدوليين، خاصة في قطاعات التكنولوجيا المستدامة والصحة والسياحة والتكنولوجيا المالية والأمن الغذائي والمياه والنقل والطاقة، بما يتماشى مع رؤية الإمارات في تنويع اقتصادها، ما يفتح المجال أمام شراكات مثمرة بين رواد الأعمال من البلدين.
ودعا معالي بن طوق مجتمع الأعمال الهندي إلى الاستفادة من الفرص التي تتيحها بيئة الأعمال في دولة الإمارات، وتوسيع شراكاتهم مع القطاع الخاص الإماراتي الذي بات يتمتع بحضور عالمي قوي، وقدرة تنافسية عالية، وخبرة في إدارة المشاريع الكبرى عبر مختلف القطاعات الحيوية.
كما سلط معالي بن طوق الضوء على المشروع الفضائي المشترك بين الإمارات والهند في إطار مبادرة (I2U2)، والتي تهدف إلى تطوير حلول تكنولوجية متقدمة لمواجهة التحديات البيئية والمناخية، ما يعكس عمق التعاون الاقتصادي والتقني المشترك.
وفي سياق آخر، شارك معالي بن طوق في افتتاح مركز كاليكوت الصحي، واطلع معاليه على أحدث الحلول الرقمية والتقنيات المتقدمة في مجال الرعاية الصحية، الذي يعد اليوم من أبرز القطاعات الاقتصادية الواعدة، حيث يشهد تطوراً مستمراً مدفوعاً بالتكنولوجيا والابتكار، مما يجعله قطاعاً استثمارياً جاذباً يساهم في تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز الاستدامة ودعم الاقتصادات الحديثة، من خلال خلق فرص العمل، وتحفيز البحث والتطوير، وتحسين جودة الحياة.

 

أخبار ذات صلة انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الأول لحقوق النسخ في الإمارات الإمارات تستعرض مبادرات العمل العربي المشترك

مقالات مشابهة

  • «داغستان» يُتوج بكأس اتحاد المصارعة
  • ندوة بكلية الإعلام جامعة المنوفية عن «المواطنة والانتماء»
  • الرئيس الروسي: نخطط لزيادة قدرات قواتنا المسلحة
  • بوتين: نخطط لزيادة قدرات قواتنا المسلحة
  • “العوجا 17:47”.. قصة بسالة حقيقية سطرتها “القوات الجوية الملكية السعودية”
  • 41.6 ألف رخصة اقتصادية هندية دخلت السوق الإماراتية في 2024
  • أمير المنطقة الشرقية: ذكرى يوم التأسيس مناسبة خالدة تعزز الانتماء للوطن وقيادته
  • إلى رحمة الله صوت الوطن وشاعر القوات المسلحة
  • القائد العام يصل ولاية نهر النيل ويتفقد الفرقة الثالثة مشاة
  • بالصور.. البرهان يستلم أسلحة وآليات عسكرية ومركبات قتالية ضخمة استولى عليها الجيش من الدعم السريع