«قطار حفيت».. ممر التنمية بين الإمارات وسلطنة عُمان
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
يوسف العربي (أبوظبي)
يأتي مشروع السكك الحديدية بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان «قطار حفيت» لبناء جسر جديد من الصداقة والتنمية، وتدشين مستقبل مزدهر بآفاق أوسع وطموحات أرحب بين البلدين.
وستربط شبكة السكك الحديدية الإماراتية- العُمانية (حفيت للقطارات)، ميناء صحار في سلطنة عُمان بشبكة السكك الحديدية الوطنية لدولة الإمارات في أبوظبي، وهي الشبكة التي تربط جميع إمارات الدولة.
ويعد قطار «حفيت» الذي تصل تكلفته إلى 3 مليارات دولار، أول قطار يربط بلدين خليجيين، حيث يتماشى مع مشروع القطار في دول مجلس التعاون ليحقق رؤية خليجية رائدة تبدأ من دولة الإمارات وعُمان. ويهدف البلدان «الإمارات وسلطنة عُمان» من خلال مشروع قطار «حفيت» إلى تسهيل حركة التجارة عبر الحدود ورفع كفاءة منظومة سلسلة التوريد من خلال ربط الموانئ التجارية والمناطق الاقتصادية بشبكة السكك الحديدية، وتعزيز الترابط التجاري والاجتماعي بين البلدين الشقيقين. ويسهم المشروع في ربط المراكز الصناعية بين الإمارات وسلطنة عُمان لتعزيز فاعلية الخدمات اللوجستية، فضلاً عن التوسع في القطاعات الصناعية المختلفة والنشاط الاقتصادي والسياحة. ويمتد خط السكة الحديد من الشبكة الحالية القائمة في دولة الإمارات من منطقة الوثبة تحديداً إلى مدينة وميناء صحار، ويمر في مساره بمناطق متنوعة جغرافياً من صحراوية إلى جبلية ومناطق أودية، كما يمر بمحاذاة جبل «حفيت» الذي استوحي منه اسم الشركة المشتركة «حفيت للقطارات».
ويبلغ زمن الرحلة الإجمالية 100 دقيقة، بينما يتم قطع المسافة بين مدينة صحار والعين في 47 دقيقة. وتبلغ سرعة قطار البضائع 120 كيلومتراً في الساعة بحمولة تصل إلى 270 حاوية نمطية للقطار الواحد، وبالنسبة لقطار الركاب فتصل سرعته إلى 200 كيلومتر، فيما يصل إجمالي الطاقة الاستيعابية للقطار الواحد إلى 400 راكب.
وتم تصميم القطار ليعمل وفق أحدث التقنيات وبمستوى عالٍ من الكفاءة والأمان بنظام الإشارات الأوروبي المستوى 2 من «ETCS»، وبعرض السكك الحديدية القياسي.
زمن قياسي
يعد مشروع «حفيت» للقطارات أسرع مشروع من هذا النوع يتم استكمال دراسته والوصول إلى جدول زمني قياسي للتنفيذ.
وانتقل المشروع خلال شهر أبريل الحالي إلى مراحله التنفيذية بعد توقيع عقد الشراكة بين المساهمين، وترسية العقود الرئيسية للمشروع على تحالف إماراتي عُماني يضم شركات من البلدين تعمل كفريق واحد. وفاز الائتلاف الذي يضم شركتي «سيمنس موبيليتي» وحسن علام للإنشاءات، بعقد تصميم وبناء ودمج أنظمة خط سكة حديد «أبوظبي - صحار». وستقوم الشركتان بتصميم وبناء ودمج أحدث نظم الإشارات طبقاً لمواصفات التحكم الأوروبي من المستوى الثاني المتوافقة مع البيئة التشغيلية في منطقة الخليج العربي والاتصالات وإمدادات الطاقة اللازمة.
تنمية الاقتصاد
يسهم مشروع القطار الجديد في تعزيز تنمية الاقتصاد الوطني للبلدين، ورفع كفاءة منظومة سلاسل التوريد، وخفض التكلفة الإجمالية لسلاسل التوريد، وتيسير التجارة عبر الحدود، ورفع مستوى تنافسية الأسواق.
ويناط بمشروع السكة الحديد الذي يمتد من الشبكة الحالية القائمة في دولة الإمارات من منطقة الوثبة تحديداً إلى مدينة وميناء صحار، ويمر في مساره بمناطق متنوعة جغرافياً من صحراوية إلى جبلية ومناطق أودية، زيادة التبادل التجاري، وتوفير فرص عمل، وتعزيز التنمية السياحية في كلا البلدين.
ويلعب مشروع قطار «حفيت» دوراً حاسماً في تعزيز مكانة البلدين مركزين لوجستيين مهمين من خلال الدفع بعجلة نقل البضائع والمواد الخام بكفاءة وبتكلفة مناسبة، مما يساهم في تعزيز معدلات النمو الاقتصادي في الدولة، وتنمية المجتمع على المدى الطويل.
ويسهم المشروع في تحسين كفاءة وسهولة نقل البضائع عبر البلدين، ما سيقلل الاعتماد على النقل البري، ويقلل الازدحام على الطرق السريعة، ومن خلال توفير بديل فعال من حيث التكلفة للنقل البري، يمكن لقطار الاتحاد أن يقلل التكاليف للشركات في قطاع الخدمات اللوجستية، وبالتالي زيادة الربحية.
ويؤدي تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية إلى تحفيز النمو الاقتصادي من خلال تسهيل التجارة وتقليل اختناقات النقل، ونتيجة لذلك يمكن للشركات توسيع عملياتها والاستثمار في مشاريع جديدة، وبالتالي خلق فرص عمل جديدة، وزيادة النشاط الاقتصادي ككل.
أبرز المشاريع
هناك العديد من الأسباب الرئيسية التي تجعل قطار «حفيت» واحداً من أبرز المشاريع التي يتم تطويرها لتعزيز الاستدامة في قطاع النقل واللوجستيات. كما يهدف القطار إلى ربط المناطق الصناعية الرئيسية والموانئ والمدن في البلدين، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى تحسين كفاءة وسهولة نقل البضائع عبر البلاد، ما سيقلل الاعتماد على النقل البري، ويقلل الازدحام على الطرق السريعة، ما يقلص من حجم الانبعاثات. ويأتي المشروع بالعديد من الفوائد البيئية، حيث إن النقل عن طريق السكك الحديدية عموماً يُعتبر صديقاً للبيئة أكثر من النقل البري من حيث الانبعاثات وكفاءة استهلاك الوقود، ويمكن أن يساعد استخدام السكك الحديدية في تقليل البصمة الكربونية لقطاع الخدمات اللوجستية، بما يتماشى مع أهداف الاستدامة لكلا البلدين.
فوائد «قطار حفيت»
- تعزيز تنمية الاقتصاد الوطني في الإمارات وسلطنة عُمان
- رفع كفاءة منظومة سلاسل التوريد
- خفض التكلفة الإجمالية لسلاسل التوريد
- تيسير حركة التجارة عبر الحدود
- رفع مستوى تنافسية الأسواق
- استحداث فرص عمل جديدة
- تعزيز الاستدامة
شريك تجاري
تعد الإمارات أكبر شريك تجاري لسلطنة عُمان على مستوى العالم، فهي أكبر مصدّر إلى عُمان وأكبر مستورد منها، وتستحوذ على أكثر من 40 % من مجمل واردات عُمان من العالم، فيما تستأثر بنحو 20 % من صادرات عُمان إلى الأسواق العالمية.
وتعد سلطنة عُمان من أهم الشركاء التجاريين لدولة الإمارات، وتأتي السلطنة في المرتبة العاشرة ضمن قائمة أهم الشركاء التجاريين للإمارات من حيث إجمالي التجارة، كما تأتي سلطنة عُمان في المركز الـ 28 في قائمة أهم الشركاء التجاريين من حيث حجم الواردات، والمركز السادس من حيث حجم الصادرات، والمركز الـ 11 من حيث حجم إعادة التصدير.
ووصل إجمالي التجارة بين الإمارات وسلطنة عُمان إلى أعلى مستوى في عام 2023، مسجلاً 49.76 مليار درهم، مشتملاً على إعادة تصدير بقيمة 18.79 مليار درهم، و19.841 مليار درهم صادرات غير نفطية، و11.12 مليار درهم واردات.
وزاد حجم التبادل التجاري بين البلدين عن 408 مليارات درهم، بنمو نسبته 70.12 % خلال الفترة من عام 2014 حتى العام الماضي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السكك الحديدية الإمارات سلطنة عمان عمان أبوظبي مجلس التعاون الخليجي السکک الحدیدیة دولة الإمارات ملیار درهم من خلال من حیث
إقرأ أيضاً:
300 متسابق يرسمون لوحة الدراجات الهوائية في تحدي حفيت
معتز الشامي (العين)
أضاف «تحدي حفيت الرياضي» بصمة جديدة في المشهد الرياضي مساء أمس، في تظاهرة استثنائية شهدت مشاركة نحو 2000 رياضي تنافسوا في أربع مسابقات متنوعة، غطت أكثر من 5000 كيلومتر من «دار الزين»، وسط أجواء حماسية امتدت من ملاعب كرة القدم والسلة والطائرة، بالتزامن مع انطلاق سباق الدراجات الهوائية، الذي شهد مشاركة 300 متسابق من داخل الدولة وخارجها، تم توزيعهم على 12 فئة تنافسية، مما أضفى مزيداً من الإثارة والندية على المنافسات.
وانطلق سباق الدراجات من منطقة «سايد» على طريق مطار العين الدولي، بمشاركة تسع فئات رئيسية، تضمنت مختلف الفئات العمرية والمستويات الاحترافية، حيث امتد السباق لمسافة 80 كيلومتراً، بينما خصص سباق ثانٍ لمسافة 27 كيلومتراً للمشاركين تحت 15سنة.
وأكد أحمد المرزوقي، عضو مجلس إدارة نادي أبوظبي للدراجات الهوائية، أن «تحدي حفيت الرياضي» تجاوز سقف التوقعات قبل انطلاق نسخته الأولى، بفضل الرؤية الطموحة والدعم اللامحدود لسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين. وتابع: «ما شهدناه من تنظيم متميز وإقبال واسع، خصوصاً في سباق الدراجات الهوائية، يعد مصدر فخر واعتزاز. وهذا النجاح لم يقتصر على رياضة واحدة، بل شمل جميع الألعاب، جامعاً تحت مظلته كل الفئات من رجال ونساء وأطفال وأصحاب همم، ليؤكد مكانة العين كوجهة رياضية عالمية، فيما يعد الإقبال الكبير على سباق الدراجات الهوائية، سواء من داخل الدولة أو خارجها، دليلاً على مكانة العين الرائدة في هذا المجال، حيث تحولت دار الزين إلى مضمار مفتوح للدراجات، خاصة مع استضافتها السنوية للمرحلة الختامية من طواف الإمارات، مما يعزز مكانتها في المشهد الرياضي العالمي».
كما أشاد المرزوقي باختيار مسار السباق، مشيراً إلى أنه أضاف بعداً نوعياً جديداً، مؤكداً ضرورة استمرارية الحدث وتطويره، خاصة بعد نجاحه في جذب دراجين محترفين وفرق رياضية بارزة مثل شرطة دبي ونادي أبوظبي للدراجات الهوائية وأندية شباب الأهلي والنصر وغيرها من الأندية.
وفي سياق متصل، شهدت منافسات الكرة الطائرة مواجهات قوية في ثلاث مناطق رئيسية: الوقن، العامرة، ووسط المدينة، وتنافس 12 فريقاً للظفر ببطاقات التأهل إلى دوري السوبر، الذي ينطلق غداً في وسط المدينة، وأسفرت النتائج عن تأهل فرق المريال والقوع إلى جانب العامرة، الذي كان أول المتأهلين.
من ناحية أخرى، حرص لاعبا العين، محمد عوض الله وعبدالكريم تراوري، على حضور بطولة المؤسسات التي استضافها استاد طحنون بن محمد بالقطارة، حيث عبّرا عن إعجابهما بالأجواء الرياضية التي تعيشها المدينة. وقال اللاعبان: «استمتعنا بمشاهدة مباريات قوية وحماسية، تعكس الاهتمام المتزايد بالرياضة في مجتمعنا. وتحدي حفيت يعكس الثقافة الرياضية العالية التي تتمتع بها العين، ويؤكد أنها مدينة تنبض بالحياة الرياضية، كما أشادا بالجهود التنظيمية المبذولة لإنجاح الحدث، مؤكدين أن استضافة مثل هذه الفعاليات تعزز مكانة العين كوجهة رياضية متميزة، متمنين التوفيق لجميع المشاركين».
أخبار ذات صلة
الجوجيتسو والجري
يستعد أبطال الجوجيتسو لخوض غمار التحدي، مساء الغد، داخل الصالة الرياضية بالقطارة، بينما تنطلق منافسات سباق الجري من المبزرة الخضراء، وسط أجواء تنافسية حماسية، وقد تم تقسيم المشاركين إلى ست فئات تنافسية، تشمل مسافات 1 كم، 3 كم، و5 كم، لفئتي المواطنين والمفتوح للرجال والسيدات.