بايدن في معضلة حقيقية بالفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقبلة
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
يمانيون – متابعات
يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن معضلة حقيقية في الفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يتنافس فيها مع الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب وذلك بسبب موقفه المتحيز من العدوان الصهيوني على قطاع غزة ودعمه اللامحدود والأعمى للكيان الصهيوني.
وفي بداية الاحتجاجات الطلابية في عموم أمريكا المؤيدة لفلسطين والمطالبة بوقف العدوان والإبادة الجماعية في قطاع غزة، التزم بايدن الصمت وتجنب الحديث بخصوص التعبئة الطلابية في العديد من الجامعات على اعتبار أن هذا الموضوع من شأنه أن يقوض حملته الانتخابية.
وظل الديمقراطي البالغ من العمر 81 عاما والذي سيواجه الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر صامتا تجاه الحراك، ولم يتحدث علنا إلا مرة واحدة وباقتضاب عن هذه المظاهرات.
وفي إطار شيطنة الحراك الطلابي المؤيد لفلسطين، قال بايدن في 22 أبريل ردا على سؤال طرحه أحد الصحفيين: “أدين مظاهر معاداة السامية (…). وأدين أيضا أولئك الذين لا يفهمون ما يحدث للفلسطينيين”.
ومنذ ذلك الحين، التزم بايدن الصمت وسط صدامات بين الطلاب والشرطة التي أوقفت المئات في الجامعات في أنحاء البلاد، وهو ما لاحظه دونالد ترامب البالغ من العمر 77عاما الذي قال خلال تجمع الأربعاء “هناك بلبلة كبيرة في بلادنا، وهو لا يقول شيئا”.
ولاحقا، خرج الجمهوري بايدن عن صمته ودعا رؤساء الجامعات إلى “استرداد الحرم الجامعي” ووصف المتظاهرين في جامعة كولومبيا في نيويورك بأنهم “مجانين ومسعورين ومتعاطفين مع حماس”.
ويرى بعض المحللين أن “الاحتجاجات وضعت بايدن في موقف حساس لأنه اعتمد كثيرا للفوز في عام 2020 على الشباب، وعلى المسلمين والأمريكيين من أصل عربي”.
ومنذ بداية العدوان على غزة في السابع من أكتوبر، كان جو بايدن هدفا لانتقادات شديدة بسبب دعمه غير المشروط للدولة العبرية.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته جامعة هارفارد في منتصف ابريل الماضي، أنه يحظى بأفضلية بين الأمريكيين تحت سن الثلاثين: 45 في المائة من نوايا التصويت مقابل 37 في المائة لدونالد ترامب، بفارق ثماني نقاط مئوية.
لكن هذه النسبة أدنى بكثير مما كانت عليه قبل أربع سنوات.. ففي ربيع عام 2020: كان الديمقراطي يتقدم بـ23 نقطة على خصمه الجمهوري.
ومن الممكن أن يستعيد الرئيس الأمريكي رضا بعض الناخبين الشباب بحلول شهر نوفمبر، إذا تم التوصل إلى اتفاق بين حماس والكيان الصهيوني بشأن وقف إطلاق النار وتبادل رهائن محتجزين في غزة بأسرى فلسطينيين.
ويرى المحللون أن ذلك قد يساهم ربما في وضع حد لبعض الاحتجاجات واستعادة الاستقرار” في الجامعات، وإذا فشل الاتفاق بين حماس والكيان الصهيوني، واستمرت الاحتجاجات في الجامعات، فسوف يعقد الديمقراطيون مؤتمرهم في ظل توتر شديد للغاية هذا الصيف.
ومن المنتظر أن يرشح الحزب جو بايدن رسميا في أغسطس في شيكاغو.
وفي عام 1968، انعقد في المدينة مؤتمر ديمقراطي سادته الفوضى على خلفية المظاهرات ضد حرب فيتنام، بعد فترة وجيزة من تخلي الرئيس المنتهية ولايته ليندون جونسون عن الترشح.
حينذاك، نأى طالب القانون جو بايدن بنفسه عن الاحتجاجات.. وفي كتاب نشره عام 2007، يستذكر رؤيته طلابا يحتلون مبنى في جامعته في سيراكيوز (شمال شرق البلاد) وتعليقه “انظر إلى هؤلاء الحمقى”.. مضيفا “إلى تلك الدرجة كنت بعيدا عن الحراك المناهض للحرب”.
ويبدو أن الديمقراطيين أدركوا أن العدوان على غزة وضع أمريكيا أمام اتجاهين، إما الإطاحة بنتنياهو أو ترك بايدن للخسارة في الانتخابات، وأن بقاء الوضع على ما هو عليه في غزة يعزز من فرص فوز ترامب.
ويحاول الإعلام الغربي إظهار أن هناك خلاف كبير بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بشأن العدوان على قطاع غزة وذلك عبر المواجهات والمشاحنات الكلامية المتكررة بين نتنياهو وإدارة بايدن لكن حقيقة الأمر أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت داعمة للكيان الصهيوني دعما مطلقا.
وفي ظل الانتفاضة الطلابية في الجامعات الأمريكية المطالبة بوقف العدوان الصهيوني على غزة وقرب انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في شيكاغو، تتبادر إلى الأذهان مقارنات بين الاحتجاجات الحالية على العدوان الصهيوني على قطاع غزة وبين الحركة المناهضة لحرب فيتنام.
وحلت السبت الذكرى السنوية الـ54 لإطلاق النار في جامعة كينت الحكومية، عندما تم إرسال قوات الحرس الوطني بولاية أوهايو لقمع احتجاجات بالحرم الجامعي فأطلقت الرصاص على 13 طالبا مما أسفر عن مقتل أربعة منهم وأطلق العنان لموجة من الاضطرابات في أنحاء البلاد.
وتختلف انتفاضة طلاب الجامعات الأمريكية المندلعة منذ أسبوعين من حيث الحجم والدوافع.. كما تغيرت الاتحادات الطلابية وكذلك الحزب الديمقراطي.
لكن بالنظر إلى السباق المتقارب المنتظر بين الرئيس الحالي جو بايدن المنتمي للحزب الديمقراطي والرئيس السابق دونالد ترامب المنتمي للحزب الجمهوري، فإن الاحتجاجات قد يكون لها تأثير سياسي.
وبحلول عام 1970، كانت حرب فيتنام قد أكملت خمس سنوات، وأعلن الرئيس آنذاك الجمهوري ريتشارد نيكسون توسيع نطاق الحرب لتشمل كمبوديا.. وبحلول العام ذاته، كان قد تم تجنيد ما يقرب من 1.8 مليون شاب أمريكي، ولقي ما يقرب من 30 ألفا حتفهم.
ودخل العدوان الصهيوني على قطاع غزة شهره الثامن مخلّفا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة في كل القطاعات الطبية والحياتية والبيئية والتعليمية.
ويواصل كيان العدو الصهيوني عدوانه على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
السياسية // تقرير: عبدالعزيز الحزي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان الصهیونی على فی الانتخابات دونالد ترامب على قطاع غزة فی الجامعات جو بایدن
إقرأ أيضاً:
لتجنب استغلال المال السياسي والسلطة.. ما هي النقاط الحمراء في الانتخابات النيابية المقبلة؟ - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
كشف أمين تيار الحكمة في ديالى، فرات التميمي، اليوم السبت (18 كانون الثاني 2025)، عن "النقاط الحمراء" التي تواجه الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيراً إلى ضرورة تغيير قانون الانتخابات لتجنب استغلال المال السياسي والسلطة.
وقال التميمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "تشرين الأول المقبل سيكون موعداً دستورياً لإجراء الانتخابات النيابية، ونحن نسعى لضمان أن هذه الانتخابات ستكون بعيدة عن استغلال المال السياسي والسلطة وابتزاز المواطنين".
وأضاف التميمي اننا "نريد أن نضمن عدم فرض مرشحين معينين على منتسبي الأجهزة الأمنية، وأن تتم الانتخابات بحرية وشفافية تامة، بحيث لا يخضع الناخب لإغراءات المال السياسي أو ترهيب السلطة كما حدث في انتخابات مجالس المحافظات في ديالى ومحافظات أخرى".
وتابع قائلاً ‘ن "بعض الأحزاب التي لا تملك قاعدة جماهيرية أو رؤية سياسية استغلت نفوذها ومالها السياسي لتحقيق مكاسب انتخابية، وهذا يتطلب ضمان حرية الناخب في تحديد خياراته".
وحول تعديلات قانون الانتخابات، كشف التميمي عن "وجود ثلاث رؤى لتغيير القانون"، مشيراً إلى أن "الأكثر ترجيحاً هو مقترح الدوائر الانتخابية 20-80%، وهو نموذج يحد من استغلال السلطة في العملية الانتخابية ومن تأثير المال السياسي".
وأكد التميمي على ضرورة أن "تكون الانتخابات القادمة ذات شفافية عالية، وأن تُعطى للناخبين حرية الاختيار بعيداً عن أي ضغوط أو إغراءات، ما يعزز البعد الديمقراطي ويشكل مجلس نواب قادر على تلبية مصالح جميع فئات الشعب العراقي".
هذا وأكد القيادي في تحالف الفتح، عدي عبد الهادي، يوم الخميس (16 كانون الثاني 2025)، أن موقف المرجعية الدينية المتمثلة بالسيد علي السيستاني من انتخابات 2025 واضح وثابت، وهو عدم التدخل في تفاصيل المشهد السياسي، مع التشديد على معايير أساسية لاختيار المرشحين.
وقال عبد الهادي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "المرجعية الدينية، ومنذ البداية، وضعت أولويات وركائز أساسية للعملية السياسية في العراق، تتمثل في تحقيق مصلحة الشعب أولاً، وعدم دعم أي تيار أو تحالف، والوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف".
وأضاف أن "المرجعية طالبت ببناء دولة مؤسسات، حصر السلاح بيد الدولة، مكافحة الفساد، والاستجابة الحقيقية لمطالب المواطنين، لا سيما الفئات الفقيرة، وهي وأكدت على مبدأ رئيسي للناخبين، وهو عدم اختيار الفاسدين، والاعتماد على كفاءة المرشح وجديته في خدمة الوطن والمواطن".
وأشار عبد الهادي إلى أن "المرجعية كانت دائماً صمام أمان للعراق، وفتواها التاريخية عام 2014، التي أسهمت في تشكيل الحشد الشعبي، كانت منعطفاً مهماً في مواجهة تنظيم داعش، الذي كاد يقود العراق إلى المجهول. وقد لعبت تلك الفتوى دوراً كبيراً في تحرير المدن من قبضة التنظيم".
وأوضح أن "المرجعية تدرك التحديات التي تواجه العراق والمنطقة، لكنها لا تسعى للتدخل المباشر في المسارات السياسية أو دعم أي تحالف ضد آخر. وهذا الموقف يحظى باحترام جميع مكونات الشعب العراقي من السنة والكرد وبقية الأطياف والأقليات".
وختم عبد الهادي قائلاً: "موقف المرجعية ثابت وواضح، وهو التأكيد على الاختيار الصحيح في الانتخابات، واعتماد الكفاءة والنزاهة في المرشحين، دون أي تدخل في تفاصيل المشهد السياسي أو دعم أي جهة على حساب أخرى".