(لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
(لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح) ..
سبحان الذي جعل لكلِ أجلٍ كتاب ..
وجلّ جلال الذي أخفي عن عباده ماتدري نفسٌ ماذا تكسب غدا .. ماتدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت ..
كان آخر لقاءٍ جمعني بالأستاذ الراحل عبود سيف الدين داخل مكتبه بمقر تلفزيون وإذاعة ولاية الجزيرة حيث يدير مع مجموعة من شباب إذاعة بلادي أثير إذاعتهم الذي ملأ الآفاق وأراح الأنفس بعد طول توقف بسبب الحرب اللعينة .
وبقدر سعادته بعودة بث إذاعة بلادي إلا أن الراحل العزيز كان حزيناً لغياب صوت هنا أم درمان .. وكان يتساءل : لماذا لا تستأنف الإذاعة السودانية الأم بثها من أستديوهات إذاعة مدني حيث تتوفر أفضل معينات وبيئة عمل إعلامي متكامل خارج الخرطوم ..
قلت له : المشكلة في الهِمّة يا أستاذ .. أجابني بنصف إبتسامة علي طريقته الهادئة .. وهي إجابة تحمل الكثير من المعاني والدلالات .. لكنها حال عبود سيف الدين الذي يقف علي شاطئ المهنية حيث لا يذكر أحداً من زملاء دربه إلا بخير .. ولا يقول برأي ناقد إلا في المواضع التي يسمح بها النقاش الذي لايُوغر الصدور !!
وجمعنا لقاءٌ ثاني مع الراحل العزيز داخل قاعة الإجتماعات بقصر الضيافة مقر حكومة ولاية الجزيرة .. كان ذلك اللقاء قبل شهرين علي واقعة سقوط مدينة مدني .. نقل لي الدعوة يومها الأخ الحبيب مجدي العجب أحد الذين رافقوا الأستاذ عبود في الأشهر الأخيرة ولا أعرف كيف سيعيش مجدي أيام مابعد وفاة أستاذه عبود سيف الدين .. نقل لي مجدي دعوة الأستاذ عبود سيف الدين لحضور لقاء خاص مع والي ولاية الجزيرة إسماعيل وراق .. قلت للعزيز مجدي إنني لا أرفض دعوةً قدمها عبود سيف الدين لكنني اخشي أن يمتلئ مكان الدعوة بالمتردية والنطيحة من سابلة الأسافير الذين اغتصبوا مهنة الصحافة النبيلة ونصّب بعضهم أنفسهم رؤساء تحرير وصحفيين وإعلاميين وأكثر من هذا اختطفت عصابة منهم لافتة الصحفيين السودانيين واتخذتها مدخلاً لإبتزاز الولاة والمسؤولين في عهد الثورة المصنوعة .. وممايؤسف له أن مجموعة من هذه العصابة كانت داخل مدينة ود مدني وتتواصل مع مليشيا التمرد والمنظمات الأجنبية العميلة داخل ولاية الجزيرة .. وبلا حياء كانت ذات المجموعة تتواصل سراً وجهراً مع والي الولاية الورّاق الذي وفّر لهم مالم يخطر لهم علي بال .. ومع ذلك كانوا فرحين بسقوط مدينة مدني .. ولم يذرفوا دمعة علي الوالي الذي تمت الإطاحة به قبل شهر واحد من كارثة مدني المجلجلة !!
عندما وضعت رجلي علي عتبة قصر الضيافة بولاية الجزيرة وجدت ما حذرت منه أخي مجدي العجب .. اللقاء لن يكون مغلقاً .. ولا لمجموعة محدودة من الصحفيين لإدارة حوار صريح وأمين مع والي الجزيرة حول قضية محددة .. تأمين الولاية من مليشيا التمرد علي حدودها الشمالية .. وتأمينها داخلياً من الجواسيس والعملاء ومن بينهم من يتدثرون برداء وبطاقة الصحافة ..
ولأن الحشد كان كبيراً فقد قررت أن أمسك عن المشاركة .. وجلست في الصفوف الخلفية وكنت أتحين الفرصة للمغادرة لكن الأستاذ الراحل عبود سيف الدين فاجأني بترحيب أجبرني علي البقاء .. ولن أنسي يومها حديث قائد الفرقة اللواء أحمد الطيب والذي سخر من الحديث الذي تتناقله مجالس مدني عن توقعات بدخول مليشيا التمرد لقلب حاضرة الجزيرة .. قال في تلك الجلسة إن من يرددون الأقاويل عن توقعات بدخول التمرد لايختلفون في شيئ عن الجنجويد !!
إنتهي ذلك اللقاء .. لمحت في وجه وأعين أستاذ عبود علامات عدم رضا عن مخرجات تلك الجلسة التي أرادلها أن تكون صريحة وهادئة لكن جهة ما أرادت لها أن تكون صاخبة وبلافائدة !!
سقطت مدني ..
ومات عبود عبود سيف الدين ابن الجزيرة وابن مدني الذي أحبها وأحبته ..
مات عبود وحزنه في قلبه علي محنة الجزيرة عامة ومدني خاصة ..
مات عبود سيف الدين الذي كان التوفيق حليفه أينما حل وأرتحل .. كانت تلك سمته البارزة وغُرّته الوضيئة ..
حقق عبود سيف الدين نجاحاً متصلاً طيلة مسيرته المهنية وترك سيرة طيبة سيحملها من خلفه تلاميذه الكُثر عبر أثير الموج المسموع بطول بلادنا وعرضها ..
عاش عبود سيف الدين أيامه الأخيرة مسكوناً بالحزن والأسي ولم يحتمل قلبه الشفيف الخيبات والإنكسارات التي قتلت قبله أصحاباً له ورفاق .. هدّهم الحزن وأعتصرهم الألم علي حال الناس والبلد ..
من تصاريف القدر أن أمس السبت هو ذاته اليوم الذي غادر فيه الشاعر السعودي الشفيف بدر عبد المحسن الدنيا .. وهو ذات يوم رحيل الأستاذ الإعلامي المطبوع عبود سيف الدين .. ولا أجد كلمات تتشح بالحزن تناسب مقام وداع عبود مثل تلك الكلمات التي خطتها صحيفة الشرق الأوسط يوم أمس في وداع محسن البدر ( لقد أطفأ البدر ضؤ الحروف وغادر تاركاً خلفه شلالاً من ضياء وحدائق من ياسمين ) ..
ومما كتبه بدر عبد المحسن قبل سنوات نودع به اليوم عبود سيف الدين ..
لا تلوح للمسافر .. المسافر راح .
رحمةٌ من الله عليك ورضوان أخي عبود سيف الدين .. ولا حول ولاقوة إلا بالله ..
عبد الماجد عبد الحميد
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ولایة الجزیرة
إقرأ أيضاً:
حيثيات حبس مجدي شطة في قضية حيازة مخدرات.. خاص
أودعت الدائرة 12 شمال بمحكمة جنايات القاهرة أول درجة برئاسة المستشار محمد محمود شعبان، وعضوية المستشارين ياسر فاروق التلاوي وشريف أحمد بركات، وبحضور حازم عمر وكيل النائب العام، وأمانة سر أشرف جابر حيثيات الحكم في قضية النيابة العامة رقم 10559 لسنة 2024 جنايات المرج، والمقيدة برقم 2597 لسنة 2024 كلي شرق القاهرة، والمتهم فيها مجدي شطة بحيازة قضية المخدرات.
أمن القاهرة يحل لغز سرقة حقيبة من داخل سيارة في الساحلأماكن استخراج جواز السفر 2024 في القاهرة.. بالعناويناعترفت له بعلاقاتها مع الرجال.. ماذا فعل مسجل بزوجته في القاهرة؟اعترفت له بعلاقاتها المتعددة.. مسجل ينهي حياة زوجته في القاهرةحيثيات حبس مجدي شطة في قضية المخدراتوقالت المحكمة في حيثيات الحكم، اتهمت النيابة العامة المتهمان المذكوران لأنهما في يوم 5/5/2024 ، بدائرة قسم المرج محافظة القاهرة، المتهم الأول أحرز بقصد الاتجار جوهراً مخدراً (الهيروين) في غير الأحوال المصرح بها قانوناً على النحو المبين بالأوراق، وأحرز بقصد الاتجار جوهراً مخدراً (Indazole carboxamides) في غير الأحوال المصرح بها قانوناً على النحو المبين بالأوراق، وأحرز بغير ترخيص سلاحاً نارياً غير مششخن على النحو المبين بالأوراق، وأحرز ذخائر (طلقة) مما تستعمل على السلاح الناري آنف البيان دون أن يكون مرخصاً له بحيازتها أو إحرازها، أحرز بقصد التعاطي جوهراً مخدراً (حشيش) في غير الأحوال المصرح بها قانوناً على النحو المبين بالأوراق، والمتهم الثاني أحرز بقصد التعاطي جوهراً مخدراً (Indazole carboxamides) في غير الأحوال المصرح بها قانوناً على النحو المبين بالأوراق، وأحرز بقصد التعاطي جوهراً مخدراً (الأمفيتامين) في غير الأحوال المصرح بها قانوناً على النحو المبين بالأوراق، وأحرز بقصد التعاطي جوهراً مخدراً (فينيثيل أمين) في غير الأحوال المصرح بها قانوناً على النحو المبين بالأوراق.
وتابعت المحكمة في حيثيات الحكم على مجدي شطة، بعد مطالعة الأوراق وسماع طلبات النيابة العامة والمرافعة الشفوية والمداولة قانوناً حيث أن المتهم / مجدي مختار محمد مكاوي أعلن قانوناً ولم يحضر ومن ثم يجوز الحكم في غيبته عملاً بنص المادة 384/1 من قانون الإجراءات الجنائية.
واقعة الدعوى حسبما استقرت في عقيدة المحكمة واطمأن إليها وجدانها مستخلصة من سائر أوراقها وما تضمنته من استدلالات وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة تتحصل في أن التحريات السرية التي أجراها معاون مباحث قسم شرطة المرج دلت على قيام المتهم محمد وائل محمد عبد اللطيف السن 21سنة عاطل ومقيم ش السد العالي العزبة البيضاء بالمرج يحوز ويحرز مواد مخدرة في غير الأحوال المصرح بها قانوناً وأنه يحوز ويحرز سلاح ناري وذخيرة بدون ترخيص ولما تأكدت تلك التحريات سطرها في محضر عرضه على النيابة العامة التي أمرت بتاريخ 5/5/2024 الســ12ـــــاعة مساءاً بضبط وتفتيش شخص ومسكن المتهم لضبط ما يحوزه أو يحرزه من مواد مخدرة أو أسلحة نارية وذخائر بدون ترخيص وما قد يظهر عرضاً أثناء عملية الضبط والتفتيش.
وتنفيذاً لهذا الإذن توجه لمكان تواجد المتهم محمد وائل محمد عبد اللطيف فشاهد المتهم سالف الذكر واقفاً على إحدى النواصي بمنطقة سكنه مرتدياً حقيبة وسط بيضاء اللون ويقف بجواره أحد الأشخاص فتوجه إليهما وتمكن من ضبطهما حال رؤيته للمتهم الأول يخرج من داخل الحقيبة الوسط التي يرتديها كيس بلاستيكي شفاف بداخله عدد من الأكياس البلاستيكية الشفافة تبين بداخلها مادة صفراء اللون وكذا كيس بلاستيكي شفاف خمسة وعشرين كيس بلاستيكي به مادة بيج اللون.
وثبت من تقرير المعمل الكيماوي أن المضبوطات هي لجوهري الهيروين المخدر ومادة إندازول كاربوكسميد المخدر المدرجين بالجدول الأول لقانون المخدرات وبتفتيشه عثر بين طيات ملابسه على سلاح ناري "فرد خرطوش" عيار 12 خالي من الذخيرة وعثر حينها على طلقة خرطوش عيار 12 ومبلغ نقدي 5600ج وهاتف محمول وتبين أن الشخص الآخر هو مطرب مهرجانات يدعى "مجدي شطة" ومعلوم لديه من وسائل التواصل الاجتماعي وبفض الكيس البلاستيكي المضبوط حوزته تبين به مادة صفراء اللون ثبت أنها لجوهر المخدر إندازول كاربوكسميد ومبلغ مالي قدره مائتي جنيه.
وتبين أنه يدعي مجدي مختار محمد مكاوي وشهرته مجدي شطة مواليد 20/6/1998 مقيم ش سيد البهنسي من ترعة غزال – المطرية ومطلوب التنفيذ عليه في القضية رقم 905 لسنة 2020 حصر رقم 1924 لسنة 2020 المرج (عدم ارتداء كمامة) وقضي فيها غيابياً 3 شهور وغرامة 3000ج والسابق ضبطه واتهامه في قضايا 8348 لسنة 2020 المطرية تبديد والقضية رقم 1113 لسنة 2020 العلمين.
وحيث أن الواقعة على النحو السالف البيان قد استقام الدليل على صحتها وثبوتها في حق المتهمين من أدلة قولية وفنية وذلك أخذاً مما شهد به الضابط محمود عابد عبيد ماهر وما أوراه تقريري المعمل الكيماوي والأدلة الجنائية.
فلهذه الأسباب بعد الاطلاع على المواد سالفة الذكر حكمت المحكمة حضورياً للأول وغيابياً للثاني بمعاقبة كل من:(1) محمد وائل محمد عبد اللطيف (2) مجدي مختار محمد مكاوي، بالنسبة للأول بالسجن المشدد لمدة ست سنوات عما أسند إليه بالاتهامات الأولى والثانية والخامسة والسادسة والأخيرة وتغريمه مائتي ألف جنيه، وبالسجن لمدة ثلاث سنوات وتغريمه خمسة ألاف جنيه عما أسند إليه بالتهمتين الثالثة والرابعة، وبالسجن المشدد لمدة عشرة سنوات وتغريمه خمسين ألف جنيه عما أسند للثاني مجدي مختار محمد مكاوي ومصادرة المضبوطات وألزمتهما المصاريف الجنائية.