يمانيون – متابعات
أصبح البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي بمثابة كابوس لأمريكا وأوروبا، نتيجة الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة اليمنية في منع السفن المتجه نحو العدو الاسرائيلي أو تلك الشركات المرتبطة بها أو سفن العدو الأمريكي البريطاني في البحرين العربي والأحمر أو المتجهة نحو طريق الرجاء الصالح على مدى أربعة أشهر.

وتتجه الأمور نحو إعلان أمريكا فشلها بشكل رسمي خاصة وأن مسؤولين أمريكيين قد صرحوا بفشلها أمام القوات المسلحة اليمنية، وبدلا من خفض تحديها في البحر الأحمر وخليج عدن استمرت واشنطن في مغالطة المجتمع الدولي، ما يؤكد أن تحذيرات قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي لثلاثي الشر أتت ثمارها وبدا ذلك جليا وواقعا ملموسا من خلال انسحاب التحالفات سواء ما سمي بحماية الازدهار أو ما يسمى بعملية “أسبيديس” الأوروبية.
حيث أعلنت بحرية العدو الأمريكي انسحاب حاملات الطائرات “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور”، والمدمرة “يو إس إس غريفلي”، من البحر الأحمر إلى قناة السويس ومنها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
وتزامن ذلك مع انسحاب القطع البحرية الألمانية والدنماركية والفرنسية والبلجيكية، إثر تعرّضها لهجمات متكررة من قبل قواتنا المسلحة.
وكان قائد الثورة قد دعا في خطاب سابق له دول أوروبا إلى سحب قطعها الحربية من البحر الأحمر.. مؤكدا أن تواجدها هو ما يهدد الملاحة، وأنه بإمكان السفن التابعة لدول أوروبا المرور من المنطقة بأمان شرط ألا تتجه إلى كيان العدو الصهيوني.
الأزمة البحرية التي طالت أمريكا والدول الأوروبية كانت كبيرة في البحر الأحمر لأنها وجدت نفسها في مواجهة عسكرية يمنية لم تكن في الحسبان ونتيجة لذلك قررت الانسحاب وهي تجر خيبات الأمل في استعادة هيبة أمريكا التي مُرغت في أعماق البحر الأحمر، ولم توفر الحماية للكيان اسرائيلي، وعبثا تحاول واشنطن ثني اليمن عن القيام بدورها في إسناد غزة وإنهاء معاناة شعبه وإدخال الغذاء والدواء وإعادة إعمار غزة مقابل إصرار يمني منقطع النظير.
وبعد أن أعلن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، عن منع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي من العبور عبر المحيط الهندي، بالاتجاه المحاذي لجنوب أفريقيا، والمتجهة عبر رأس الرجاء الصالح باتجاه كيان العدو الغاصب، كانت اليمن قد دخلت في المرحلة الثالثة من إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ووسعت مديات عملياتها العسكرية بفاعلية لتصل إلى مناطق ومواقع لم يتوقعها العدو.
وهذه الخطوة أدت إلى تعطيل مسار التحويل الرئيسي الذي تستخدمه شركات الشحن والسفن التجارية كطريق بديل عن البحر الأحمر مما كبدها خسائر مادية كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف الشحن وفق صحف ومواقع إخبارية أجنبية مرجعة ذلك إلى الفشل الذريع لأمريكا أمام القوات المسلحة اليمنية.
موقع صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية نقل عن مسؤولين أمريكيين وخبراء بحريين تحذيرهم من أن اليمنيين يهددون السفن التجارية على بعد مئات الأميال في المحيط الهندي.
ونقلت الموقع عن مسؤول الأمن البحري في “بيمكو” أكبر جمعية شحن في العالم جاكوب لارسن قوله “من المحتمل أن يتم توجيه بعض السفن خاصة تلك التي لها صلات بـ”إسرائيل” أو الولايات المتحدة أو بريطانيا بعيدًا عن التهديد المتزايد من اليمن”.
موقع الصحيفة ذاتها أورد خبر مفاده أن مجموعة “إي أو إس ريسك” الأمنية البحرية البريطانية أصدرت تحذيرًا للعملاء بعد تعرض سفينة في المحيط الهندي للاستهداف، من أن الطائرات اليمنية بدون طيار يصل مداها إلى 2000 كيلومتر.
‏فيما حذر البنتاغون من أن اليمنيين يعرضون حياة الجنود الأمريكيين للخطر، ويواصلون تهديد السفن الإسرائيلية.
وقالت صحيفة التلغراف البريطانية “أن السفن الحربية الأمريكية والبريطانية لا يمكنها الفوز في معركة البحر الأحمر وما تستطيع فعله هناك هو القتال فقط”.
وأضافت أن اليمنيين حققوا أهدافهم وعطلوا الملاحة في مضيق باب المندب والبحار المحيطة به واستنزفوا موارد المعارضين لهم وفي المقابل فشلت أمريكا وبريطانيا في استعادة الملاحة وفق الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى الآثار الاقتصادية المباشرة على بريطانيا نتيجة انخفاض حركة السفن عبر مضيق باب المندب.. موضحة أن عدد السفن الحربية المنتشرة في البحر الأحمر ينخفض وأن معدل الضربات الأمريكية البريطانية على اليمن بطيئة.
وأكدت صحيفة التلغراف البريطانية أن معدل إطلاق النار من اليمن في البحر الأحمر وخليج عدن أقل مما كان عليه في وقت سابق من هذا العام، بسبب عدم وجود سفن لإطلاق النار عليها.

اليمن يعلم البحرية الأمريكية دروس قاسية
من جهة أخرى أكدت صحيفة “مارين كوربس تايمز” المعنية بأخبار البحرية الأمريكية، أن مشاة البحرية الأمريكية يتعلمون من تكتيكات اليمنيين في البحر الأحمر.
وقالت الصحيفة: إن اليمنيون يحددون مواقع السفن ثم يطلقون طائرات وصواريخ عليها وينتقلون إلى مكان آخر مما يجعل من الصعب تعقبهم”.
وأضافت “لقد أظهر اليمنيون أن القوة البرية المجهزة بأجهزة استشعار وصواريخ يمكن أن تشكل تحديات كبيرة للسفن”.
وأوضحت أن الجيش اليمني تطورت جهوده بسرعة إلى مثال ممتاز لكيفية إجراء استطلاع فعال واستطلاع مضاد ومنع دخول البحر خلال المواجهات.
اليمنيون استطاعوا محاصرة الكيان الصهيوني تجاريا وخلقوا أزمة اقتصادية كبيرة داخل الكيان، كما استطاعوا مواجهة الأمريكان والبريطانيين خلال مساندتهم لغزة.
القوات المسلحة اليمنية كسرت الهيمنة الصهيونية والأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر وبات الأمريكيين والبريطانيين اليوم في أضعف أحوالهم.

قائد الثورة يعلن مرحلة تصعيدية رابعة لإسناد غزة
قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي أعلن الخميس الماضي الموافق 2 مايو الجاري مرحلة جديدة من التصعيد ضد العدو الإسرائيلي والأمريكي وقال: إذا استمر العدو الإسرائيلي متعنتاً، ومعه الأمريكي، فهناك جولة رابعة نحضِّر لها من التصعيد في مواجهة العدو؛ لأننا- بحمد الله- قد قطعنا شوطاً من مرحلة إلى أخرى في عملية التصعيد، والتطوير للقدرات العسكرية.
وفي خطوة غير متوقعة كشف ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع في اليوم التالي عقب خطاب السيد القائد عن المرحلة الرابعة من إسناد قطاع غزة خاصة وأن العدو يحضر لتنفيذ عملية عسكرية عدوانية تستهدف منطقة رفح.
وقال في بيان من ميدان السبعين إن القوات المسلحة اليمنية تعلن عن استهداف كافة السفن المخترقة لقرار حظر الملاحة الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحر الأبيض المتوسط في أي منطقة تطالها أيدي القوات المسلحة، وفرضِ عقوباتٍ شاملة على جميع سفن الشركات التي لها علاقةٌ بالإمداد والدخول للموانئ الفلسطينية المحتلةِ من أي جنسية كانتْ وستمنعُ جميعَ سفن هذه الشركات من المرور في منطقة عمليات القوات المسلحة وبغض النظر عنْ وجهتِها، هذا القرار العسكري الصادر عن القوات المسلحة اليمنية اليوم سيزيد الضغط على الدول الغربية لوقف جنون العدو الإسرائيلي.

العدو الاسرائيلي يجر أمريكا نحو الفشل
يعد البرنامج للتمويل العسكري الأجنبي في المحيطين الهندي والهادي الذي يمثل تهديد صيني لأمريكا من أهم أولويات وتسبب دخول أمريكا بكل ثقلها لإسناد العدو الإسرائيلي وانخفاض الدعم من المنطقة بخسارة وصلت إلى 86% للبرنامج هذه النسبة تذهب سنويا إلى دول في الشرق الأوسط وأكبر المستفيدين من هذا الدعم هم الشركاء الأمنيون، “إسرائيل ومصر والأردن حسب صحيفة ناشيونال إنترست الأمريكية، ومن بين ما يقرب من 13.2 مليار دولار وضعها الكونغرس في حساب التمويل العسكري الأجنبي في السنة المالية 2024، تبلغ المساعدات الأمنية لمصر حوالي 1.3 مليار دولار، ولـ”إسرائيل” 6.8 مليار دولار. أما المسرح ذو الأولوية بالنسبة لأمريكا، وهو منطقة المحيطين الهندي والهادي فلا يتلقى أكثر من 2% من المساعدات المالية.
وهذا بمثابة الخروج عن استراتيجية الدفاع الوطني الأمريكية الحالية التي تنص على أن الأولويات الأربع الكبرى لوزارة الدفاع هي:
1- الدفاع عن الوطن.
2- ردع الهجمات الإستراتيجية ضد الولايات المتحدة وحلفائنا.
3- إعطاء الأولوية لتحدي جمهورية الصين الشعبية في منطقة المحيط الهادي والهندي، ثم التحدي الروسي في أوروبا.
4- بناء قوة مشتركة مرنة ونظام دفاعي.
وصرح وزير القوات الجوية الأمريكي فرانك كيندال مؤخرا بأن أولوياته القصوى “بالترتيب هي الصين، ثم الصين، ثم الصين” وأنه ” لم يعد لدينا الوقت”.
أما في أوروبا فيتعين على حلفاء حلف شمال الأطلسي أن يستمروا في تسريع الإنفاق لتعزيز استعدادهم الدفاعي وتمويل المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
إن تحمل المزيد من نصيبهم من عبء الأمن الأوروبي يجب أن يساعد في تحرير الموارد الأمريكية لدعم الحلفاء والشركاء في منطقة المحيطين الهندي والهادي، ويتعين على الولايات المتحدة أن تستمر في احترام التزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي و”إسرائيل” ومصر، بما يتفق مع التزامات اتفاقية كامب ديفيد لعام 1978.
مما يعني خسارة امريكا في كل الاتجاهات وبكل قوة ويعود الفضل بذلك لعمليات القوات المسلحة اليمنية التي شلت ثلاثي الشر ومن تحالف معها.
الشعب اليمني سيواصل دعمه للشعب الفلسطيني ولن يتوقف أبداً طالما وأن العدوان الإسرائيلي، والطغيان الإسرائيلي مستمر، ومازال شعار (لستم وحدكم، ومعكم حتى النصر)، مستمر وهناك تحضيرات بما هو أكبر، وما هو أعظم، حتى يأتي ويتحقق الوعد الإلهي الآتي حتماً، في انتصار عباد الله المظلومين، وزوال سيطرة العدو الإسرائيلي على فلسطين.

– السياسية |صباح العواضي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة العدو الإسرائیلی فی البحر الأحمر المحیط الهندی قائد الثورة

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة: اليمن يسعى لبناء وتطوير قدراته وحقق نجاحات مذهلة يشهد لها الواقع والأعداء

الوحدة نيوز/ أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن الشعب اليمني يسعى على الدوام لبناء وتطوير قدراته العسكرية، وحقق نجاحات مذهلة يشهد لها الواقع والأعداء.

وجددّ السيد القائد في كلمة له عصر اليوم حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية، التأكيد على أن الشعب اليمني سيواصل إسناد غزة، ودعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية.

وقال “إن المعركة مستمرة، والحضور فيها يُعبر عن هذا الإيمان والعطاء والجهاد والاستجابة العملية لله سبحانه وتعالى، والمؤمل من الشعب العزيز بانتمائه الإيماني أنه سيواصل بكل اهتمام، وبكل جد وعزم وثبات ووفاء وصدق وابتغاء مرضاة الله”.

ودعا قائد الثورة أبناء الشعب اليمني العزيز إلى الخروج المليوني يوم غدٍ الجمعة في ساحات ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات والمديريات، استجابة لله عز وجل ونصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني وإسنادًا لمقاومتهما الباسلة.

وأضاف “عمليات شعبنا وأنشطته الشعبية مستمرة، والخروج الأسبوعي هو متكامل مع كل هذه الأعمال والتحركات والأنشطة والخروج الأسبوعي ضمن كل الأنشطة والأعمال، حياة، عزة، قوة، بناء، تربوي، استعداد نفسي استجابة لله في إطار موقف متكامل رسميا وشعبيا”.

وتحدث السيد القائد عن جبهة يمن الإيمان والحكمة والجهاد التي قدّمت عشرات آلاف الشهداء في إطار التوجه الإيماني القرآني الجهادي من صفوة الشعب اليماني من مختلف المحافظات اليمنية.

وبين أن الشعب اليمني قدّم من القادة الأبرار ومنهم الشهيد صالح الصماد الذي تحركه في موقع المسؤولية رئيسًا لليمن وتحرك كجندي في سبيل الله، مضيفًا “شعبنا العزيز في مختلف المراحل منذ عام 2004 وإلى اليوم وهو يقدم الشهداء بروحية إيمانية ويصنع الانتصارات”.

وأشار إلى أن اليمن بعطائه الكبير يقف اليوم في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، موقفًا عظيمًا ومميزًا رسميًا وشعبيًا، وتحدى أمريكا ببارجاتها وأساطيلها الحربية في البحار بعد أن أعلنت عليه العدوان وثبت ولم يتراجع عن موقفه أبدًا.

وأفاد قائد الثورة بأن اليمن استهدف حاملات طائرات أمريكا التي ترهب الكثير من الدول والأنظمة والحكومات وكانت تخيف بها من ينافسها من القوى الدولية، بدءًا من أيزنهاور التي هربت من البحر الأحمر منهزمة ذليلة مطرودة ومستهدفة، وانتهاءًا حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” التي أعلنت البحرية الأمريكية هروبها من بحر العرب بعد إعلان استهدافها.

وأكد أن الشعب اليمني يواصل عملياته في البحار ومنع الملاحة الصهيونية من البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب ويستهدفها إلى المحيط الهندي، واستمرت هذا الأسبوع بالقصف الصاروخي والمسيرات إلى فلسطين المحتلة لاستهداف العدو الإسرائيلي، والعمليات مستمرة.

وأوضح أن بلدنا العزيز يخرج فيه الشعب أسبوعيًا خروجًا مليونيًا يهتف لنصرة غزة وفلسطين وكذا نصرة لبنان، ويتجه مئات الآلاف من رجال اليمن للتدريب والتأهيل والتعبئة ويقدم الإنفاق في سبيل الله بالرغم من الظروف الصعبة ويتصدى لمؤامرات الأعداء بمعونة الله تعالى في كل المجالات.

كما أكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن المجاهدين من أبناء الأمة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن هم من اختاروا الخيار الصائب الحكيم وينبغي للأمة أن تعزز هذا الاتجاه الذي يحميها من الضياع والاستنزاف من قبل الأعداء.

وتابع “الخيارات البديلة عن الاتجاه الجهادي هي استسلام أو استغلال بيد العدو، واستنزاف وقتال مع الأمريكي كما يفعل البعض”.

واستهل السيد القائد كلمته بالحديث عن الشهداء .. مضيفًا “قضية شهداء مسيرتنا وشعبنا منذ اليوم الأول هي قضية الأمة وفق التوجه القرآني”.

واعتبر الذكرى السنوية للشهيد هي من المناسبات المهمة التي يحييها الشعب اليمني ولها قدسيتها في مضمونها وأهدافها ولها بركاتها وآثارها.

وأوضح أن الذكرى السنوية للشهيد تهدف لترسيخ قيم وثقافة ومكاسب الجهاد والتضحية في سبيل الله تعالى والاستنهاض للأمة تجاه مسؤولياتها، وتمجيد عطاء الشهداء الذي حقق الله به النتائج المهمة للأمة.

ولفت قائد الثورة إلى أن الأمم تمجد من يضحوّن بأنفسهم للخلاص من سيطرة الأعداء ودفع شرهم، ومنزلة الشهداء في سبيل الله تعالى وقيمة الشهادة هي منزلة عالية ومرتبة رفيعة تفوق كل عطاء وتضحية.

وقال “الشهادة في سبيل الله تعالى هي فوز عظيم طالما لا بد من الرحيل من هذه الحياة واستثمار واع لما لا بد من حصوله للإنسان”، مشيرًا إلى أن التكريم العظيم المعنوي والمادي للشهادة ومقامها الرفيع يدل على أهمية الجهاد في سبيل الله وفضله.

وأفاد بأن الجهاد في سبيل الله تعالى هو ضرورة حتمية لكي تسود قيم الحق والخير والعدل والرحمة ولدفع الأشرار وحتى لا تبقى الساحة خالية لهم، مؤكدًا أن سيطرة الأشرار تشكل خطرًا حقيقيًا على المجتمع البشري في كل شيء، في أمنه واستقراره وحياته وإنسانيته.

وتطرق السيد القائد إلى القيم والتعليمات التي قدمها الله لعباده ومصلحة الناس واستقرارهم، وإذا غابت تلك القيم والتعليميات، البديل عن ذلك هم الأشرار، معتبرًا النموذج الذي يمثل الشر والإجرام والنموذج الظلامي المفسد، هو نموذج يستخدم العناوين الجذابة لمجرد الخداع.

وتابع “فئة الشر والإجرام تتمثل في زمننا بالنموذج الغربي وعلى رأسه أمريكا وإسرائيل، ومن يدور في فلكهم من أتباع الصهيونية وغيرها، والكثير من أبناء أمتنا من النخب والمثقفين والأكاديميين والسياسيين يُعجَبُون بما يقوله الغرب وأمريكا والصهيونية”.

ومضى بالقول “ما يقوله أتباع الصهيونية المتوحشة الإجرامية عن الحرية وحقوق الإنسان والحضارة هي عناوين براقة ومخادعة، وأتباع الصهيونية يروجون للعناوين المخادعة على المستوى التنظيري ويقدمونها في جوانب فكرية وتثقيفية وإعلامية، والبعض يتتلمذ عليها”.

وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن من يتحدثون بالعناوين البراقة هم من أفعالهم وسيرتهم وتصرفاتهم وتوجهاتهم في منتهى الإجرام والوحشية والطغيان والإفساد، مضيفًا “البعض ينسى أن الرصيد التاريخي للأمريكي والبريطاني والفرنسي والألماني هو رصيد إجرامي مهول ومُفجع وكارثي وفظيع للغاية”.

وذكر أن الغرب أكثر توحشًا من الوحوش المتواجدة في الغابات، ورصيده الإجرامي هو القتل للملايين من البشر بأسوأ الأساليب، مؤكدًا أن الأمريكي منذ يومه الأول بنى كيانه على الإجرام بإبادة الهنود الحمر السكان الأصليين لتلك المنطقة التي سميت أمريكا.

وأردف قائلًا “المستعمرون المتسلطون الغزاة الأوروبيون، أبادوا الملايين من الأطفال والنساء والكبار والصغار من الهنود الحمر، واتجهوا لاحتلال ما يعرف بأمريكا بإبادة سكانها من الوجود، ومن يقرأ الممارسات الإجرامية لإبادة الهنود الحمر يستغرب ويندهش كيف يمكن لإنسان بقي فيه ذرة من الإنسانية أن يتصرف بتلك الوحشية والطغيان والعدوانية”.

وبين السيد القائد أن لا أحد في العالم يتحدث عن السلام بقدر ما يتحدث عنه الأمريكي وهو الذي أباد في غضون دقائق مئات الآلاف من البشر في اليابان بقنابل نووية، وأحرق مئات الآلاف في فيتنام بالنار وبالقنابل وبالقتل، مؤكدًا أن الأمريكي أباد في العراق مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي ظلمًا وعدوانًا وفعل ذلك بمئات الآلاف من أبناء الشعب الأفغاني المسلم.

وعّد السجل الإجرامي للأمريكي واسعًا جدًا وليس لغيره مثله، كما أن الأمريكي شريك أساسي مع المجرم الصهيوني اليهودي في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقود من الزمن في فلسطين ولبنان وسوريا والأردن ومصر.

وقال “بريطانيا وفرنسا شاركت الأمريكي في استقدام العصابات الصهيونية اليهودية إلى فلسطين وتجنيدها وتسليحها وتمكينها، والرئيس الفرنسي الحالي ومن قبله جعلوا من أنفسهم الفداء للصهاينة اليهود، وألمانيا تقدم الكثير من قذائف السلاح والدعم السياسي والإعلامي”.

وأضاف “قوى الشر المنضوية تحت لواء الصهيونية اتجاهها الإجرامي ضد أمتنا الإسلامية من منطلق عقائدي ورؤية وتوجه والمدهش حديث بعض السياسيين والإعلاميين العرب عن المجاهدين في فلسطين ولبنان وكأنهم هم من استفز العدو الإسرائيلي، والأمريكي”.

وجدد قائد الثورة التأكيد على أن الأمريكي والبريطاني والأوروبي اتجهوا لدعم الصهيونية كمشروع يؤمنون به لتدمير الأمة الإسلامية، مشيرًا إلى أن الحديث الصهيوني المتكرر عن فلسطين والشام ومصر وأجزاء من السعودية والعراق بهدف السيطرة والاحتلال المباشر.

وتابع “ما يعبّر عنه الأمريكي والإسرائيلي بتغيير وجه الشرق الأوسط يعني التحكم بالجميع بما يخدم المصلحة الأمريكية والإسرائيلية، وعدوانية أمريكا و”إسرائيل” ليست ردة فعل من استفزاز بل هم من ابتدأ العدوان على أمتنا باحتلال الأوطان واستهداف الشعوب”.

وأوضح أن العدو لديه توجه إجرامي مفسد، يستهدف الناس لإفساد حياتهم على المستوى الأخلاقي، ولإفساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكدًا أن العدو لديه توجه إجرامي مفسد، يستهدف الناس لإفساد حياتهم على المستوى الأخلاقي، ولإفساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ولفت إلى أن العدو لا يرعوي لأي بيانات من الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية بل يزداد تعنتا وإمعانا في الإجرام، ومجلس الأمن تم تأسيسه بالشكل الذي يخدم العدوان والطغيان والاحتلال والتحكم ونهب ثروات الشعوب، مؤكدًا أن الفيتو الأمريكي بالأمس في مجلس الأمن ضد مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة يعكس النهج العدواني والإجرامي لواشنطن.

وأفاد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بأن القرارات التي تهدف لوقف الإبادة بحق الشعب الفلسطيني غير مقبولة عند الأمريكي الذي لديه توجه عدواني لا سيما تجاه العرب والمسلمين .. مبينًا أن المناشدات والبيانات والقمم الفارغة التي يجتمع فيها زعماء العرب والمسلمين لا جدوى منها.

واستطرد “العدو الإسرائيلي يركز على المستشفيات كأهداف أساسية وكأنها قواعد عسكرية، لأنه يًريد إبادة أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين، ويسعى لإبادة الفلسطينيين بكل الوسائل ومنها التجويع واستهداف الخدمات الطبية ومنع دخول الأدوية وتدمير مقومات الحياة”.

وأكد أن الإبادة في قطاع غزة ليست إسرائيلية فحسب، بل أمريكية مدعومة من فرنسا وألمانيا وبريطانيا ودول غربية، مضيفًا “العدو الإسرائيلي لم يكتفِ باستهداف الفلسطينيين أثناء دخول كميات ضئيلة من المساعدات، بل شكّل عصابات لنهبها”.

وقال “العدو الإسرائيلي يستهدف الجهاز الحكومي في غزة حتى لا يقوم بتنظيم المساعدات الضئيلة جدا التي تصل، لأنه يريد أن تنتشر الفوضى، ويتجلى في واقع الناس أهمية وضرورة العمل لتوفير ما يمثل حماية لهم من العدو الإسرائيلي المجرم”.

وأضاف “نرى مصاديق الآيات القرآنية عن العدو في نهجه الإجرامي ومساعيه لإهلاك الحرث والنسل، لو اتجه العرب التوجه القرآني الإيماني في الجهاد لحمى فلسطين والمنطقة بشكل عام”، مؤكدًا أن العدو يشكل خطورة حقيقية على الناس والشواهد واضحة، وما يشكل ضمانة للأمة وحماية لها هو النموذج العظيم للمجاهدين.

وبين قائد الثورة أن تحرك العرب في المراحل السابقة لم يكن بحجم المسؤولية، ولا بمستوى التحدي والمخاطر ولا وفق رؤية صحيحة، كما أن تحرك العرب سابقًا في مواجهة العدو كان كردة فعل لحظية، يفشلون وانتهى الأمر، ثم يتحركون في مرحلة أخرى بشكل لحظي غير مدروس ولا مسنود.

وتابع “يتجلى في واقعنا أهمية أن تكون الانطلاقة إيمانية جهادية لأنها توفر الدافع الكبير والتقديس للمسؤولية والبصيرة والاستعداد العالي للتضحية”، موضحًا أن القرآن الكريم قدم الأنموذج الراقي الذي يمثل الأمل والخلاص للأمة، والسد المنيع في مواجهة القوى الإجرامية.

ولفت إلى أن الانطلاقة الإيمانية المقدسة غايتها مرضاة الله، ليست غاية مادية أو سياسية وانتهازية لاستغلال الشعوب، كما أن الانطلاقة الإيمانية تجعل المجتمع محط رعاية الله وتأييده يتحركون وفق تعليماته وبالقيم الإيمانية والراقية والأخلاق العظيمة.

وأردف قائلًا “التحرك الإيماني الجهادي يحرر الناس من القيود والمخاوف ويرقى بالأمة إلى مستوى مواجهة المخاطر والتحديات مهما كان حجمها”، لافتًا إلى أن الأمة تراجعت عن الكثير من مبادئها وقيمها وأخلاقها حتى وصلت إلى واقعها اليوم، ولذلك هي بحاجة إلى النموذج الإيماني الجهادي القرآني.

وأشار السيد القائد إلى أن الخيارات الأخرى التي انتهجها العرب فشلت، من مبادرات وتنازلات واتفاقيات، ولم تمثل أي حماية للأمة، مؤكدًا أن الإسرائيلي يتحدث اليوم بكل ثقة أن الأمريكي سيمنحه الضفة الغربية وغزة.

واعتبر الاتجاه الجهادي، هو ناجح في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وفاعليته رغم محدودية الإمكانات فاق الجيوش العربية النظامية التي كانت تهزم هزيمة ساحقة في غضون أيام، مشيدًا باستمرار ثبات المجاهدين في فلسطين في غزة من كتائب القسام والسرايا القدس وبقية الفصائل المجاهدة في التنكيل بالعدو الصهيوني.

وأوضح أن كتائب القسام نفذت 24 عملية خلال هذا الأسبوع وهي عمليات بطولية وعظيمة ومشرفة، منها عمليات جهادية فدائية.

وعدّ قائد الثورة الصمود العظيم لحزب الله والمقاومة في لبنان نموذجًا مشرفًا منذ بداية مسيرة حزب الله الجهادية، وما يقدّمه حزب الله اليوم إنجاز عظيم وهو صامد في وجه عدوان غير مسبوق على لبنان، مؤكدًا أن مجاهدي حزب الله ينكلون بالعدو الإسرائيلي الذي يتكّبد خسائر يومية وهزائم مستمرة.

ومضى بالقول “قبل حزب الله اجتاح العدو الإسرائيلي لبنان في 7 أيام ووصل إلى بيروت، وما بعد حزب الله في هذه المرحلة، العدو له أكثر من شهرين وهو ما يزال يخوض صعوبات كبيرة في القرى الأمامية في الحدود مع فلسطين المحتلة”، مؤكدًا أن حزب الله يتحرك بشكل فعال، ومجاهدوه يشتبكون مع العدو الإسرائيلي من المسافة صفر ويطردونه وينكلون به.

وأوضح أن مقاومة حزب الله تمطر المغتصبات، وتصل عمليات القصف الصاروخي حتى إلى يافا المحتلة والعدو الإسرائيلي في حالة رعب شديد، وملايين الإسرائيليين يهربون في الليل والنهار إلى الملاجئ، وصفارات الإنذار لا تكاد تتوقف، مؤكدًا أن فاعلية مجاهدي حزب الله تعود إلى الصلة الإيمانية والروح الجهادية.

وعرّج على الجبهة العراقية ودورها في تنفيذ العمليات ضد العدو الصهيوني، مشيرًا إلى أن المقاومة الإسلامية في العراق نفذت 18 عملية هذا الأسبوع وهي في تصعيد وزخم كبير.

مقالات مشابهة

  • قائد القوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر يكشف تفاصيل هجمات “جو-جو” لطائرات الحوثي المسيرة
  • تقرير أمريكي: اليمن يتحول إلى قوة استراتيجية تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة
  • الحديدة ليست الميدان الوحيد : أنصار الله يستهدفون السفن من كل أنحاء اليمن
  • شاهد| بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن استهداف قاعدة “نيفاتيم” الجوية التابعة للعدو الإسرائيلي في منطقة النقب (إنفوجرافيك)
  • القوات المسلحة اليمنية تستهدف قاعدة جوية إسرائيلية .. عاجل
  • الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخا أطلق من اليمن
  • الزهار: اجتماع الرئيس مع القوات المسلحة يعكس حكمة القيادة في التعامل مع مرحلة فارقة
  • قائد الثورة: اليمن يسعى لبناء وتطوير قدراته وحقق نجاحات مذهلة يشهد لها الواقع والأعداء
  • النقد الدولي: مصر تفقد 70 بالمئة من إيرادات قناة السويس بسبب هجمات الحوثيين
  • مصر تخسر 70% من إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر