صحيفة البلاد:
2024-11-19@02:19:30 GMT

شاركني مشاكلك وسنبحث معاً عن الحلول

تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT

شاركني مشاكلك وسنبحث معاً عن الحلول

في أحد اللقاءات مع الأصدقاء وسط أجواء مقهى نابض بالحياة، جمعتني الأقدار بعدد من رجال الأعمال والمديرين التنفيذيين المخضرمين من قطاعات متعددة. وكان محور نقاشنا هو الفلسفة الإدارية الشهيرة “أحضر لي حلولاً لا مشاكل”. وعلى الرغم من ترويج هذه الفلسفة كباعث للإبداع والإنتاجية ،برزت تجارب حقيقية كشفت واقعاً مغايراً تماماً لما تروج له هذه الفلسفة.

فقد روى أحدهم تجربة صادمة مع مدير تبنى أساليب ترهيب ضد موظفيه الذين تجرأوا على إثارة المشكلات دون تقديم الحلول الجاهزة. كان الهدف الظاهر تعزيز الشعور الإلحاح وتحفيز الابتكار، لكن النتيجة كانت بثّ الخوف وتقييد الإبداع في بيئة عمل خانقة. فأصبح من الطبيعي أن يتحاشى الموظفون الإفصاح عن الصعوبات خشية العقاب، مفضّلين تقديم تقارير متفائلة زائفة لتجنُّب أي عقاب.

وهكذا تترك المشكلات دون رصد أو معالجة حتى تتفاقم ،وتنفجر كوارث لا يمكن السيطرة عليها ولا معالجتها ، لأنها لم يتم اتخاذ إجراء عاجل فور ظهورها. فقد أدى نهج “الحلول فقط” دون قصد إلى ترسيخ ثقافة التكتم، ضارباً عرض الحائط بالشفافية في سبيل الحفاظ على الذات.
يدعي مؤيدو هذا الشعار أنه يُمكِّن الأفراد ويُبسّط العمليات. لكن الصعوبات تكمن تحت السطح: فليس لكل مشكلة حل فوري، وتوقع حلول منفصلة يعيق الإبداع ويحبط النقاشات البناءة.

وقد يشجع هذا النهج بطريقة غير مقصودة على توجيه الاتهامات بدلًا من التحليل البنّاء، ما يُخنق وجهات النظر المتنوعة، ويحُول دون الحل التعاوني للمشكلات. كما أنه يخاطر بخلق بيئة من الرعب حيث يخشى الموظفون الحديث الصريح عن المشاكل التي يواجهونها.
إن مجرد رفض الشعار ليس الحل. فإيجادِ توازنٍ بين حل المشكلات بشكل استباقي وبين توفير بيئة عمل آمنة نفسيًا أمرٌ بالغ الأهمية. وعلى المدراء أن يشجعوا الحوار الإيجابي البناء بدلاً من خنق النقاشات الهادفة إلى كشف المشاكل.

كما أن التمييز بين الشكاوى وتحليل المشكلات ضروري، فالشكاوى توجه اللوم وتزيد انقسام الرؤى، بينما يحفز طرح المشكلات بشكل موضوعي على التعاون وإيجاد الحلول. وعلى المدراء أن يَمدّوا العون ويقدموا التوجيه عند الحاجة، بدلاً من توقع قدرة الأفراد على معالجة جميع المشاكل بأنفسهم.

وباستطاعة المدراء تعزيز التعاون والتمكين عن طريق تعديل عبارة “لا تحضر لي المشاكل” وجعلها “أَطْلِعْني على المشاكل، ولنتعاون معًا في إيجاد الحلول”. فهذا الأسلوب يُشجع على الإبلاغ المبكر عن المشكلات، ويحفز الإبداع، ويساهم في بناء فريق عمل قوي.
إن حل المشكلات بفعالية لا يعني بأي حال كبت المخاوف وتعلق كل الآمال على حلول فردية، بل يتعلق بتهيئة بيئة يشعر فيها الموظفون بالارتياح لطرح الصعوبات، والعمل الجماعي على إيجاد الحلول، والنمو معًا. فبالتعاون نستطيع إبراز إمكانات القوة العاملة، ما يسمح للشركات بالازدهار وسط الظروف المتغيرة.

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

خلال توقيف أبو المشاكل في طرابلس.. إطلاق نار بين الجيش ومطلوبين وسقوط جريحين

نفذت دورية من مخابرات الجيش بؤازرة قوة من الجيش مداهمة لاحد المطلوبين ويدعى "م.س" الملقب بـ "أبو المشاكل" في محلة شارع سوريا - التبانة، حيث جرى توقيف المطلوب واقتياده الى التحقيق، وفق ما أفادت مندوبة "لبنان 24" .

وافادت مصادر ان عملية التوقيف تخللها تبادل كثيف لاطلاق النار نتج عنها سقوط جريحين.

يُذكر ان الموقوف هو مطلوب للقضاء بعدة مذكرات توقيف.

مقالات مشابهة

  • إرهاصات قد تبشر بحل بعض المشكلات!!
  • تعليم قنا يبحث مع مجلس الآمناء سبل التعاون وحل المشكلات بالمدارس
  • اربيل.. اعتقال حلّال المشاكل الاسرية الذي هدد بنشر صور وفيديوهات ضحاياه
  • جلستان حواريتان لمفكر مغربي وكاتبة إماراتية بـ «الشارقة الدولي للكتاب»
  • حظك اليوم برج الدلو الأحد 17 نوفمبر.. حل مشاكلك بهدوء وحكمة
  • ليبيا تشارك بأعمال مؤتمر دولي حول المشاكل الصحية بالعالم
  • استشاري: مصر حلت أغلب المشكلات في مجال الإسكان
  • «چيل دولوز».. وإعادة تأسيس الخطاب الفلسفي
  • السائح: رغم الصعوبات والتحديات استطعنا الوصول إلى يوم الاقتراع لانتخاب المجالس البلدية
  • خلال توقيف أبو المشاكل في طرابلس.. إطلاق نار بين الجيش ومطلوبين وسقوط جريحين