8422 زواج مواطنين من غير مواطنات
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
أبوظبي: سلام أبوشهاب
كشف تقرير برلماني عن وجود أعداد كبيرة من عقود زواج المواطنين من غير المواطنات، والمواطنات من غير المواطنين خلال الأعوام 2018 - 2021، حيث بلغ عدد عقود زواج المواطن من غير المواطنة 8422، وعقود زواج المواطنات من غير المواطنين 2686.
وأكد التقرير الذي حصلت «الخليج» على نسخة منه، وأعدته لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل والسكان والموارد البشرية بشأن موضوع «سياسة الحكومة بشأن معايير وبرامج منح الزواج وبرامج تأهيل المقبلين على الزواج» وناقشه المجلس في جلسة سابقة، أهمية الحاجة إلى زيادة فاعلية مبادرات وزارة تنمية المجتمع وبرامجها، في تشجيع زواج المواطنين من مواطنات.
وجاء في التقرير أنه وفقاً لما أشار إليه الخبراء - وفق نتائج الدراسة الميدانية للجهات المعنية- أن من العوامل والأسباب الحقيقية التي تدفع المواطنين نحو الزواج من غير المواطنات تمثلت في ثلاثة عوامل: الأول، ضعف وعي الشباب، وقلة عدد البرامج التوعوية والتثقيفية بشأن ظاهرة الزواج من غير المواطنات ومخاطرها على الأسرة والمجتمع، والتأثير السلبي لزواج المواطنين من غير المواطنات، وزواج المواطنات من غير المواطنين على الهوية الوطنية والانتماء واللغة والكثير من المشكلات المجتمعية الأخرى. والثاني، غلاء المهور وارتفاع كلف الزواج من مواطنات، مقابل انخفاضها من غير المواطنات وغير المواطنين باختلاف جنسياتهم. والثالث ارتفاع المستوى التعليمي والثقافي للفتاة المواطنة وطموحاتها وتطلعاتها في العمل، وهذا ما أكده تقرير التوجهات المستقبلية في المجتمع 2031، حيث أشار في المحور الرئيس الأول «مجتمع المستقبل»، وضمن فقرة «أسر متماسكة واعية»، أنه بحلول عام 2030 سيشهد صعود اقتصاد المرأة وزيادة دور النساء في القوى العاملة العالمية، ما يحدث المزيد من التغيرات الأسرية، ومن ضمنها توقع تراجع نسب الزواج وانخفاض مستويات الخصوبة العالمية بنسبة 10%، ما سيترتب عليه ارتفاع نسبة العنوسة في المجتمع الإماراتي، وتأخر زواج المواطنات، حيث أشارت إحدى الدراسات إلى أن نسبة العنوسة المقدرة في الدولة تراوح من 70 إلى 75%.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات زواج الإمارات غیر المواطنین
إقرأ أيضاً:
الطلاق العاطفي.. عزلة داخل إطار اجتماعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تبدو مؤسسة الزواج في ظاهرها حصنًا للطمأنينة وواحة للأمان، لكن داخل هذا الكيان الذي يفترض أن يكون ملاذًا، تتشكل أحيانًا عزلة أكثر ضراوة من تلك التي يواجهها الإنسان بمفرده. الطلاق العاطفي، ذلك الطيف الصامت الذي يخيم على العلاقات الزوجية، ليس مجرد فتور في المشاعر، بل هو غربة حقيقية يعيشها شريكان تحت سقف واحد، وقد تكون أكثر قسوة من الطلاق التقليدي.
في فلسفة الزواج، تبدو العلاقة الزوجية انعكاسًا لفكرة الوحدة في التنوع، حيث يجتمع شخصان مختلفان ليشكلا كيانًا مشتركًا يتغذى على الحوار، والاحترام، والعاطفة.. لكن ماذا يحدث عندما يتآكل هذا الكيان بفعل غياب التفاعل الحقيقي؟
يتحول الزواج حينها إلى قوقعة خاوية، مجرد إطار اجتماعي يتمسك به الشريكان خوفًا من المجتمع أو حفاظًا على الأطفال، بينما القلوب تنبض في عزلة، وكأن كلاهما يسير في درب لا يلتقي أبدًا بدرب الآخر.
الطلاق العاطفي ليس مجرد غياب للحب، بل هو حالة وجودية يتلاشى فيها الشغف، ويُختزل فيها التواصل إلى مجرد كلمات سطحية، أو ربما صمت مدوٍ. إنه نوع من الانفصال الداخلي الذي يترك الإنسان يتساءل عن جدوى استمراره في علاقة فقدت عمقها.
اللافت أن الطلاق العاطفي لا يحدث فجأة، فهو نتيجة تراكمات صغيرة تبدأ بإهمال التفاصيل اليومية، أو بتجاهل احتياجات الآخر، حتى يصبح الشريكان غريبين داخل علاقة من المفترض أن تجمعهما.
غالبًا ما يُلقى اللوم في حالة الطلاق العاطفي على ظروف خارجية، مثل العمل، وضغوط الحياة، أو تربية الأطفال. لكن الحقيقة أعمق من ذلك. في جوهر الأمر، قد يكون الشريكان شركاء في صناعة هذه الفجوة، سواء عن قصد أو عن غير قصد.
فعندما تُختزل العلاقة الزوجية إلى أدوار نمطية، يتحول الزواج إلى مؤسسة بيروقراطية، حيث يصبح الشريكان موظفين يؤديان واجباتهما دون روح.
في كثير من الأحيان، يتجنب الأزواج الحديث عن المشكلات خوفًا من تفاقمها، مما يؤدي إلى تراكمها وتعمّق الفجوة بينهما.
وعندما يتوقف أحد الشريكين أو كلاهما عن العمل على تطوير نفسه أو الحفاظ على هويته الشخصية، تصبح العلاقة عبئًا، حيث يشعر الطرف الآخر بأنه مسؤول عن سد فجوة عاطفية لا يمكنه ملؤها.
في مجتمعاتنا العربية، يُعتبر الطلاق التقليدي وصمة اجتماعية، مما يجعل الطلاق العاطفي خيارًا غير مُعلن لكثير من الأزواج. يعيشون تحت وطأة ضغوط اجتماعية تمنعهم من اتخاذ قرار الانفصال، رغم أنهم منفصلون عاطفيًا منذ زمن طويل.
هذا التناقض يعكس قصورًا في فهمنا للعلاقات الزوجية، حيث يُنظر إلى الزواج كواجب اجتماعي أكثر من كونه شراكة حقيقية تستدعي التفاعل العاطفي.
ربما تكون البداية في فهم الزواج كحالة ديناميكية تتطلب إعادة التفاوض باستمرار حول الاحتياجات، والحدود، والتوقعات. في هذا السياق، يمكن طرح تساؤل: هل يمكننا تجاوز الطلاق العاطفي؟
الإجابة تكمن في إدراك أن العلاقات الزوجية ليست ثابتة، وأن التغيير قد يكون مفتاحًا لإعادة إحياء الحب والشغف.
فالحوار الحقيقي ليس مجرد كلمات، بل هو استماع بفهم، واستجابة باحترام. حين يشعر الشريك بأن صوته مسموع، تتجدد الثقة والدفء في العلاقة.
والتذكير بسبب بدء العلاقة في المقام الأول يمكن أن يكون عاملًا محفزًا لإعادة النظر في العلاقة بشكل إيجابي.
إن العلاقات القوية هي تلك التي تقبل هشاشة الإنسان وضعفه. فمشاركة المخاوف والأحلام بصراحة تعيد بناء جسور التواصل.
لذا فإن الطلاق العاطفي ليس فشلًا بقدر ما هو دعوة لإعادة النظر في معنى الزواج. قد يكون الزواج في جوهره مساحة للحرية العاطفية والتواصل الإنساني، لا مجرد قيد اجتماعي.
إن الاعتراف بوجود الطلاق العاطفي هو الخطوة الأولى نحو معالجته. بدلًا من الهروب إلى صمت قاتل، يمكننا العمل على بناء علاقات زوجية أكثر صدقًا وعمقًا، حيث يصبح الزواج رحلة مستمرة من النمو والاكتشاف المشترك.
في النهاية، قد لا يكون الحل المثالي في إنقاذ كل علاقة تعاني من الطلاق العاطفي، لكن الأهم هو أن ندرك قيمة الإنسان داخل العلاقة، وألا نتركه وحيدًا في مواجهة العزلة، سواء كان داخل الزواج أو خارجه.