في ذكراه الثامنة بعد المئة… عيد الشهداء نبراس لاستكمال النصر ودحر الإرهاب
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
دمشق-سانا
عندما بدأت أركان السلطنة العثمانية بالتداعي مع نهاية الحرب العالمية الأولى وأصبحت على شفا الانهيار استمات حكامها لإعادة تثبيت دعائم سلطانهم واستعادة أمجادهم بمزيد من البطش وعلى أكوام الجماجم، فأطلقوا العنان لولاتهم في كل أركان السلطنة المترامية والمتهالكة ليبدؤوا حقبة جديدة من البطش والقتل والتنكيل.
ولم يتوان جمال باشا السفاح الذي كان والياً على الشام في إظهار وجهه الحقيقي ووحشيته وبطشه ضد كل من ظن أنه يشكل خطرا على السلطنة، وجمع في السادس من أيار 1916 ثلة من الوطنيين وأعدم 14 منهم في ساحة البرج التي سميت “ساحة الشهداء” في بيروت و7 منهم في ساحة المرجة في دمشق ليكون هذا اليوم نبراساً اهتدى به كل الوطنيين الأحرار وتابعوا مسيرة نضالهم إلى أن تم وضع نهاية لهذه السلطنة البغيضة بعد أربعة قرون من البطش واستعباد الشعوب والتنكيل بها.
انكشفت نوايا جمال باشا السفاح يوم أن عقد ما سمي حينها “الديوان العرفي” وحاكم من خلاله عدداً من القادة العرب وقضى بإعدامهم شنقاً في السادس من أيار لأنهم طالبوا باستقلال بلادهم والتخلص من الحكم العثماني ونفذت أحكام الإعدام شنقاً على دفعتين واحدة يوم السبت الـ 21 من آب 1915 وأخرى يوم السبت الـ 6 من أيار 1916 وشهداء ساحة المرجة في دمشق: عبد الحميد الزهراوي، شفيق العظم، رشدي الشمعة، شكري العسلي، رفيق سلّوم، عمر الجزائري، عبد الوهاب المليحي. وشهداء ساحة البرج في بيروت: جرجي الحداد، سعيد عقل، عمر حمد، عبد الغني العريسي، عارف الشهابي، توفيق البساط، سيف الدين الخطيب، علي النشاشيبي، محمود البخاري، بترو باولي، أحمد طبارة، محمد الشنطي، أمين الحافظ، سليم الجزائري.
بعد قرن وثمانية أعوام يكاد السوريون يملؤون صفحات التاريخ بدروس لا تنسى في التضحية، قدموا وما زالوا مواكب الشهداء فما هانوا ولا نامو على ضيم، لم ينخدعوا بما زينه لهم الاستعمار الغربي ليفرض عليهم استبداد وعبودية بثوب جديد فانتفضوا في وجهه إلى أن نالوا استقلالهم.
قوافل المجد التي ارتقت إلى العلياء من أبناء الوطن دفاعا عن ثراه الغالي استمرت بعد انكسار شوكة العثمانيين وصولاً إلى دحر الاستعمار الفرنسي وتبعتها دماء طاهرة خضبت تراب فلسطين وكوكبة من شهداء الوطن الذين ارتقوا بعد أن سطروا أروع الملاحم في حرب تشرين التحريرية ومعارك الدفاع عن لبنان ضد العدو الصهيوني وصولاً إلى عبق التضحيات في ساحات المعارك ضد إرهاب تكفيري أراد نزع الفرح من حياة السوريين والنيل من مستقبل أبنائهم.
يسير السوريون اليوم وهم في خضم معركة الدفاع عن بلدهم في وجه الحرب الإرهابية والمخططات الاستعمارية في المنطقة، مستنيرين بمشاعل شهداء السادس من أيار الذين أضاؤوا الدرب أمام الأمة التي لطالما قدمت آلاف الشهداء لمقاومة ومواجهة الأعداء والمستعمرين بكل أشكالهم.
ومع أفول الإرهاب من معظم ربوع سورية بفضل تضحيات بواسل الجيش ودماء الشهداء يلتف السوريون حول جيشهم وقائدهم لاستكمال النصر المؤزر ودحر الإرهاب والاحتلال عن أرض سورية والبدء بإعادة الإعمار لتبقى سورية منارة لا يأفل نورها في هذا الشرق.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: من أیار
إقرأ أيضاً:
مفتي عام السلطنة
سارة البريكي
sara_albreiki@hotmail.com
سماحة الشيخ العلّامة الجليل أحمد بن حمد الخليلي، المُفتي العام لسلطنة عُمان.. لم يكن مرورك في هذه الحياة كأي مرور، ولم تكن تلك الدقائق التي مررت فيها علينا إلا ساعات من النقاء والصفاء والسكينة والهدوء، وما كان حضورك يساوى بحضور ولا بشاشتك بأي بشاشة أخرى، كنت تدخل القلب من أوسع أبوابه، وتسكن الروح من جنباتها، متربعًا على عرش قلب كل عُماني وكنت الصديق الصدوق المرافق لمن نحب.
من مثلك لا يُقدم اعتذاره فمن مثلك ملك يمشي على الأرض ونور من السماء وعالم من الروحانية ومن الصفاء وأنت بستان من الحكايات القديمة ورمز من رموز الوطن العزيز وكيان وطني كبير جداً وأنت المُحِب والحبيب والزمان والمكان.
عرفناك منذ الصغر وتربينا على حروفك وكلماتك ومواقفك ومبادئك الصادقة حتى كبرنا على نور وجهك الجميل الذي كان لنا جميعاً الرمز الطيب ومنارا شامخا نعود إليه إن كثر الخصوم.
سيدي الجليل وأبي الغالي الحاني إننا نوجّه لك رسالة حب وشكر وتقدير وعرفان ومحبة نظير عطاءاتك الطيبة التي تستحق كل التقدير والثناء وإننا لا نبالغ عندما نقول إنك الرمز الخالد وأنت أعز الأوفياء وأنقاهم فكنت رفيقًا مخلصاً للسلطان الخالد وسندا وعونا للسلطان الأبي هيثم العز.
عرفناك مذ كنَّا أطفالًا، وتربينا على كلماتك الجميلة التي كانت من أروع الكلمات التي رسخت فينا حب الدين الإسلامي واحترام مبادئه وقيمه الإنسانية وترعرعنا على صوتك، فكنت لنا الأمان والأمن تجري بمجرى الدم وتسكن في قلب كل عُماني بل كنت ولا زلت المشهور الأول الذي لا يعلى عليه وكنت متواضعا فرفعك الله وبارك الله فيك.
رسالة "الوصية الأخيرة" أقلقت كل محبيك وأثارت الحزن والخوف على شخصك الكريم، فكُلنا في عُمان نُحبك وخارجها أنت عالم فقه ودين وأخلاق وثقافة وواسطة تفاهم ومذكرة سلام وأنت الأب والوالد والمعلم والأستاذ والتقي الورع والتفاني والإخلاص والرسوخ والود.
إننا اذ نُثمِّن تواصلكم الدائم مع أبناء الوطن العزيز نقدم لكم أصدق عبارات الشكر والتقدير والامتنان على تحملكم للمسؤولية منذ الصغر ومنذ البداية ومنذ انطلاق المسيرة ومنذ بداية العهد الزاهر وانتم لا تكلون ولا تملون من خدمة الوطن وشعبه وأرضه.. فشكرًا لكم أيها الشيخ الجليل.
أحمد الخليلي، اسم لا يمكن ان يمر مرور الكرام؛ بل اسم بارز ولد عام 1942 بمحلة مفنيستي بجزيرة زنجبار، في 27 يوليو 1942م، كان والده مهاجرًا، وقد عاد إلى موطنه الأصلي عام 1964. درس القرآن الكريم والعلوم الدينية والعربية في زنجبار وعُمان على يد عدد من المشايخ. عمل بعد وصوله إلى سلطنة عُمان سنة 1964 مدرسا للقرآن الكريم والعلوم الشرعية بولاية بهلا وسط عُمان عام 1965، ثم انتقل للتدريس بمسجد الخور بالعاصمة العُمانية مسقط، عام 1974عين مديراً للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالسلطنة وفي عام 1975 عين مفتياً عاما للسلطنة بدرجة وزير.
ولسماحة الشيخ مجموعة من الفتاوى المطولة تناقش قضايا مهمة طبع بعضها، كما نشرت له مجموعة من الحوارات والمحاضرات والخطب تتحدث عن «إعادة صياغة الأمة»، وعن «الدين والحياة»، و«وحي المنابر»، و«المواهب السنية في الخطب الجمعية»، بالإضافة إلى سلسلة من المحاضرات في العقيدة والفكر الإسلامي.
كما له مؤلفات عديدة منها: جواهر التفسير، و"وسقط القناع"، وعادة صياغة الأمة، والحق الدامغ، وجواهر التفسير أنوار من بيان التنزيل، والإيلاء، وزكاة الأنعام، و"الاستبداد.. مظاهره ومواجهته"، والاجتهاد، والفتاوى، والمحكم والمتشابه، إلى جانب قائمة من الكتب الثرية الزاخرة بالعطاء الروحي والمعرفي.
سيدي الشيخ الجليل أحمد بن حمد الخليلي، نود نحن أبناء هذا البلد أن نُعرب لك عن صادق أمانينا لك بطول العمر والصحة والعافية، ولا زلنا ممتنين لك في كل وقت كامتنان الشجرة للماء العذب، حفظك الله ورعاك، وجزاك الله خيرًا، وبارك الله في عمرك وفي علمك وعملك، ووفقك لما يُحب ويرضى.
رابط مختصر