وفرت لي 100 دولار شهريا.. «غمدان» أقلع عن التدخين منذ 6 سنوات لهذا السبب
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
منذ أكثر من 18 عامًا كانت السجائر هي الصديق الأول له، لا يستغنى عنها في كل الأوقات، يغضب عندما تنتهي لأنها تتحكم في مزاجه، سنوات طويلة لم يدرك فيها غمدان علي الجبوبي مدى خطورة التدخين، أو كم كان مزعجًا لأهل بيته، أو حتى المبلغ الذي أنفقه طوال حياته، وهو يستهلك تبغًا يهلك رئتيه ويدخل السم بيديه إلى جسده، لكن هذا الكابوس انتهى بشكل لا رجعة فيه منذ 6 سنوات، أدرك فيها أنه كان في غفلة، فيروي لـ«الوطن» كواليسها، وكيف استفاق من هذه الغمة التي سيطرت على حياته.
كان «غمدان» يظن أن السيجارة تُنهي مشكلات الحياة، وتهون عليه التفكير المرهق في مسؤولياته كأي أب برعى أسرة يحلم بتوفير الأمان لها، لكن نفسه لم تسمح له برؤية معاناة أهل بيته، فيروي أنه كان يدخن بشراهة منذ 18 سنة، في هذه الفترة لم يشعر بأنه يزعج زوجته وأولاده وجميع من حوله بصورة مستمرة: «كانو يتضايقوا جدا بس ما يتكلموا، المهم كانت كل فترة تزيد شراهتي للتدخين لحد أني كنت أدخن 3 باكت في اليوم».
«باكت» وراء الآخر يسحب بعضه مثل بكرة الخيط ولا يشعر «غمدان» الذي يعمل في كلية صنعاء للعلوم الاجتماعية، أنه يستنزف المال والصحة بشراهة كبيرة للتبغ، حتى جاء عام 2019 وكبرت ابنته الوحيدة، وعند عودتها من مدرستها لتشكو إليه يوميًا تذمر الزملاء والمعلمين من رائحة السجائر العالقة في ملابسها، شعر كمْ كانت هذه اللذة صعبة على من حوله، وفي إجازة عيد الفطر من نفس العام لم ينس السهرة التي ظل يدخن فيها حتى أذان الفجر آنذاك؛ ليستهلك أكثر من 40 سيجارة والدخان يحيط به من كل مكان، وجاء وقت اعتراض رئته على هذا الوضع المأساوي بسعال شديد لا ينتهي، حينها فكر في كلام ابنته وقرر التوقف عن التدخين، وترك آخر سيجارة مع الولاعة وقرر أن يولد من جديد، بتحد وإرادة بعدم ترك السيجارة تتحكم في حياته مرة أخرى.
صعوبة الإقلاعيقول «غمدان» إنه ترك آخر سيجارة ونظر إليها في الوقت المتبقي حتى الصباح، ومرّ اليوم الأول للإقلاع بصعوبة شديدة ثم اليوم الثاني أقل صعوبة، ومع الوقت رأى الأمر بسيطًا مع المزيد من التحدي: «الحمد لله كان يمر شهر وراء شهر ولقيت دعم وتشجيع من اللي حواليا، كنت أعمل حالات على الواتساب أنه لليوم 45 بلا تدخين برموز فرحة والباقي تشجيع كبير من كل الناس، بعد شهرين تمامًا حسيت بفرق كبير في الصحة، النوم، الأكل، والحالة النفسية كنت أتضايق من أي شيء بسهولة وقت لما كنت يدخن، لما تركت شفت أن الأشياء اللي كانت لتضايقني بسرعة ما عادت بتضايقني، بشرتي صفيت وراحت وساوس كثير وبدأت أتضايق من التدخين وأبعد عنه تمامًا وأنصح الناس تبعد عنه».
هذه الأصابع الصغيرة الإدمان عليها يعمي صاحبها عن أشياء كثيرة، لا يرى تضرر أسرته منها ولا صحته ولا يعلم كمْ من المال يستهلك في شرائها، كمن يشتري موته بيده، أما غمدان الجبوبي فيقول إنه منذ أن ترك التدخين أصبح يوفر قرابة الـ100 دولار شهريًا، وحتى الآن وبعد مرور 6 سنوات يحاول التعافي من آثار التدخين، لكن عزيمته تجعله صامدًا أمام كوابيس السجائر التي تطارده في أحلامه، لكن الأسرة والأصدقاء الداعم الأول له ولم يتركوه لحظة دون تشجيع يومي على خطوته التي غيرت حياته.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التدخين الإقلاع عن التدخين السجائر
إقرأ أيضاً:
أصحاب الوزن المثالي عرضة لأمراض القلب لهذا السبب
في تطور جديد في مجال أبحاث أمراض القلب، أظهرت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يمتلكون وزنًا نحيفًا لكنهم يعانون من وجود دهون خفية داخل عضلاتهم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب القاتلة.
الدراسة التي أجراها باحثون من كلية الطب بجامعة هارفارد ركزت على ظاهرة "الدهون العضلية"، وهي نوع من الدهون المخزنة بين الأنسجة العضلية.
ووجد الباحثون أن النساء اللاتي يمتلكن هذا النوع من الدهون كانت لديهن مخاطر أعلى من دخول المستشفى أو الوفاة نتيجة لنوبة قلبية أو فشل قلبي، بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم (BMI).
نتائج الدراسةشملت الدراسة 669 امرأة تم مراقبتهن في مستشفى بريغهام والنساء، وكان الهدف هو متابعة تأثير الدهون العضلية على صحة القلب لديهن.
وأظهرت النتائج أن كل زيادة بنسبة 1% في كمية الدهون المخزنة في العضلات تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو فشل قلبي بنسبة 7%. في المقابل، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يمتلكون كميات أكبر من العضلات الخالية من الدهون كانت لديهم مخاطر أقل للإصابة بأمراض قلبية.
ومن اللافت أن الدهون المخزنة تحت الجلد لم تُظهر نفس التأثير على زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو الأمراض القلبية الأخرى.
الآلية المحتملة وراء الدهون العضليةتقول البروفيسورة فيفياني تاكيتي، مديرة مختبر الإجهاد القلبي في مستشفى بريجهام والنساء، إن الدهون العضلية قد تساهم في زيادة الالتهابات داخل الجسم، كما أنها تؤثر على عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز. هذا الأمر قد يؤدي إلى حالات صحية تؤثر بشكل سلبي على الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
وأشارت تاكيتي إلى أن هذه النتائج تعطينا أداة جديدة لتحديد الأشخاص المعرضين بشكل أكبر لخطر الأمراض القلبية، بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم التقليدي. مع ذلك، ما يزال من غير الواضح كيفية التعامل مع هذه المخاطر، خاصة فيما يتعلق بالدهون العضلية، وهل يمكن لعلاجات جديدة مثل برامج إنقاص الوزن أن تؤثر على هذه الدهون بشكل خاص مقارنةً بأنواع أخرى من الدهون في الجسم.
التحديات في استخدام مؤشر كتلة الجسم
على الرغم من أن السمنة تُعد واحدة من أكبر المخاطر الصحية المتعلقة بأمراض القلب، فإن استخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI) كأداة تشخيصية لأمراض القلب والأوعية الدموية قد أثار الجدل. وتعتقد البروفيسورة تاكيتي أن هذا المقياس قد يكون غير دقيق في تحديد المخاطر الصحية الحقيقية، خصوصًا بالنسبة للنساء، حيث قد يتضمن BMI أنواعًا أقل خطورة من الدهون.
دراسة لم تُكتمل بعد
ويتابع الباحثون 669 امرأة تتراوح أعمارهن بين 63 عامًا، حيث تم قياس تكوين أجسامهن باستخدام الأشعة المقطعية، بما في ذلك نسبة الدهون والعضلات. تم بعد ذلك متابعة حالتهم الصحية لمعرفة ما إذا كانت أي من هؤلاء النساء قد تعرضت لنوبة قلبية أو تم نقلها إلى المستشفى بسبب فشل قلبي. على الرغم من نتائج الدراسة المشجعة، أشار الدكتور رانيل دي سيلفا من إمبريال كوليدج لندن إلى أن الدراسة كانت مراقبة بأثر رجعي، ما يعني أنها لا تقدم تفسيرات قاطعة بشأن تأثيرات النظام الغذائي أو التمارين الرياضية على الدهون العضلية.
وأوضح الدكتور دي سيلفا أن هذه الدراسة تمثل خطوة مثيرة للاهتمام في مجال البحث، معربًا عن أمله في أن تكون بداية لدراسات أكثر تعمقًا في هذا المجال لفهم العلاقة بين الدهون العضلية وأمراض القلب بشكل أفضل.