قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن أهل القرآن هم أكثر الناس بركة، وأرفعهم درجة، وأربحهم تجارة؛ إذ هم أهل الله وخاصته.

الأزهر للفتوى: تنبؤ الإنسان بمستقبله من خلال حركة الكواكب يخالف صحيح الدين الأزهر للفتوى: ذكر الله تعالى من أيسر العبادات وأفضلها

واستشهد المركز بقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}، [فاطر:29، 30].

الأزهر للفتوى: تنبؤ الإنسان بمستقبله من خلال حركة الكواكب يخالف صحيح الدين

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن ادعاء قُدرة الإنسان على: جذب ما أراد من الأرزاق دون سعي لها، أو التنبؤ بمستقبله من خلال حركة الكواكب، أو معرفة الغيب، أو قدرته على ترك جسمه المادي ولقاء الموتى أو لقاء أجسام نورانية وشيطانية بجسمه الأثيري عن طريق بعض الطقوسِ؛ أفكار وممارسات تخالف صحيح الدين والعلم، وتُضلل العقل، وتُسوِّل الجرائم لمرتكبيها، وامتهانها جريمة والكسبُ منها حرام.

أوضح الأزهر للفتوى، أن الإسلام حفظ النَّفس والعقل، وحرَّم إفسادهما، وأنكر تغييب العقل بوسائل التغييب المادية كالمُسكِرات التي قال عنها سيدنا النبي ﷺ: «كلُّ مُسكِر خمر، وكل مسكِر حرام» [أخرجه أبو داود]، والمعنوية كالتَّعلُّق بالخُرافات.

واستشهد الأزهر للفتوى: فقد رأى سيدنا رسول الله ﷺ رجلًا علَّق في عضده حلقة من نحاس، فقال له: «وَيْحَكَ مَا هَذِهِ؟»، قال: من الواهنة -أي لأشفى من مرض أصابني-، قال ﷺ: «أَمَا إِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا، انْبِذْهَا عَنْكَ، فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا». [أخرجه أحمد وغيره]

وتابع: وكانت العرب في الجاهلية تزعم أنها ترى جِنًّا في الصحارى، يتراءى للمارين فيها ويتمثل في صور شتى ويضلهم عن طريقهم، يدعى (الغول) فأبطل سيدنا رسول الله ﷺ هذه الخرافة، وقال: «ولا غُول» [أخرجه مسلم]، وليس المراد هو نفي وجود الجن، وإنما المعنى أنه لا ينبغي للمسلم أن يعلق قلبه وعقله بضلال، ولا أن يتَّبع الخيالات والخرافات، ويعتقد فيها النَّفع والضُّر من دون الله.

وبين الأزهر للفتوى: كما جعل الإسلام الرضا بقدر الله واحدًا من أركان ستة قام عليها الإيمان بالله سبحانه، مع ضرورة السَّعي للأهداف، والأخذ بالأسباب المشروعة وحُسن الظَّن في الله سبحانه، حتى تأتي العبدَ أرزاقُ الله بطاعة لا بمعصية؛ فإن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته.

وأردف: جعلَ ادعاءَ معرفة الغيب منازعةً لله فيما اختص به نفسه، واتباعَ العرافين ضربًا من الضلال الذي يفسد العقل والقلب، ويُشوش الإيمان، وعَدَّ الكسب منه كسبًا من حرام.

فما البال إذن إن أدى التمادي مع هذه الخرافات والأفكار لفساد الاعتقاد، وارتكاب الجرائم، باسم العلم، والعلم منها براء؟!

وذكر، أن ما ينتشر -في هذه الآونة- من أفكار وطقوس وإيحاءات تدعم الخرافات والوساوس والتخيلات؛ وما يدعو إليه كثير من مدربيها، من قدرة الإنسان على معرفة الغيب، أو جذب كل ما أراد من الأرزاق بمجرد التفكير فيها دون سعي إليها من خلال ما يسمى بـ «قانون الجذب»، أو قدرته على خوض تجربة الاقتراب من الموت وترك جسمه المادي والطيران بجسمه الأثيري ومقابلة أشخاص في أزمان غابرة ورؤية أجسام ملائكية أو شيطانية من خلال ما يسمى بـ«الإسقاط النجمي»، أو أن النجوم فاعلة مُدبرة مؤثرة في مستقبل الإنسان ومصيره؛ لهي أفكار ضالة مُضِلَّة أودت بعقول كثير من الناس، بل وبحياتهم، وأدخلت الكثير منهم في أنفاق مظلمة من الإلحاد والاكتئاب والفقر والفشل والجريمة، أو في نوبات مزمنة من الاضطراب العقلي والنفسي والسلوكي، وقد ينتهي المطاف بأحدهم إلى إيذاء نفسه أو أهله، وقد تدفعه هذه الخرافات إلى قتل النفس التي حرّم الله؛ بزعم الراحة من الدنيا وعناءاتها.

وبين الأزهر للفتوى: كل هذا يجعل امتهان هذه الأنماط المذكورة جريمة، والتكسب منها محرمًا، ويَقضِي ألَّا نراها -فكرًا وسلوكًا- إلا كجُملةٍ من المُخالفات الدينية، سيَّما وأن عامة هذه الطقوس المذكورة مُستجلَبَة من أديان وثنية، إضافة إلى أنها تصطدم والعلم التجريبي، الذي لا يعترف بمنهجيتها في استنتاجاتها المُدَّعاة.

الطقوس والأفكار المذكورة ما هي إلا صورة مستحدثة من الدجل والخرافة

واختتم الأزهر للفتوى: خلاصة الأمر؛ أن الطقوس والأفكار المذكورة؛ ما هي إلا صورة مستحدثة من الدجل والخرافة والكهانة، أطلَّت على مجتمعاتنا في ثياب مهندمة منمقة، وبكلمات مرتَّبة منظَّمة تشبه كلام العلماء والعقلاء وليست منه في شيء، بل في طياتها الجهل والإثم، وصدق الحق سبحانه إذ يقول: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُون}. [الأنعام: 21]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر الأزهر العالمي للفتوى أهل القرآن أهل الله وخاصته الأزهر للفتوى من خلال

إقرأ أيضاً:

حكم ارتداء الطرحة اللوس؟.. عضو بـالعالمي للفتوى تجيب

أجابت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، عن سؤال تقول سائلته إنها تشعر بصراع داخلي بين رغبتها في ارتداء الحجاب وبين قدرتها الفعلية على الالتزام به بالشكل الشرعي الكامل، وارتداء حجاب يغطى جزءًا من شعرها أو يكشف الرقبة؟.

وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين، أن مجرد التفكير في الحجاب هو خطوة عظيمة تُحتسب عند الله، ولكن لا بد أن يتبعها صدق في النية وعزيمة في التنفيذ.

عباس شومان يرد بالأدلة على فتوى سعد الدين الهلالي: الحجاب فرض على المرأةالسيدة مريم كانت محجبة.. أحمد كريمة يرد على منكري حجاب المرأةهشام ربيع: الحجاب فريضة ربانية وليس عادة اجتماعية ولا يخضع للمزاجسعد الدين الهلالي يثير جدلاً فقهيًا في حكم الحجاب .. والأزهر والإفتاء يحسمان الجدل

وقالت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، "فيه بعض البنات بتقول: أبدأ ألبس الطرحة اللوس اللى هى بتغطي جزء من شعري أو جزء من رقبتي ظاهر، كنوع من التمهيد، هنا لازم نقف ونقول: الحجاب عبادة، وعبادة مفروضة، زيها زي الصلاة والصيام، ومينفعش نصلي من غير وضوء، أو نصوم نص يوم، فلو بدأتي بحاجة ناقصة، ممكن ده يثبتك على نفس النقص ده، وتحسي إنك كده عملتي اللي عليكي، وده مش صحيح".

وأكدت أن الحجاب الشرعي لا بد أن يستر الشعر والرقبة والصدر، مضيفة: "الطرحة اللي سايبة الرقبة باينة أو ملفوفة بشكل خفيف ومكشوف، دي مش حجاب شرعي، حتى لو شكلها جميل، الحجاب مش بس شكل، هو طاعة لله أولاً".

وقالت: "تعالي وتكلمي معانا، إحنا في مركز الأزهر العالمي للفتوى موجودين علشانك، لو محتاجة دعم نفسي أو حد يسمعك ويوجهك، كلمي الرقم 19906، فيه مفتيات متخصصات، وفيه وحدة دعم نفسي، وهنتكلم معاكي خطوة بخطوة، ونشجعك، ونسمعك من غير ما نحكم عليكي".

وتابعت: "ابدئي يا ستي، البسي الحجاب، حتى لو خايفة أو مترددة، بس خلي نيتك صادقة، واعرفي إن الشيطان بيحاول يثبّطك ويقنعك إنك مش قدها، لكنك قدها وقدود بإذن الله، ربنا قال: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"، فاجتهدي وربنا هيعينك، وكل خطوة ليها أجر عظيم".

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: حفظ القرآن وتدارسه يعفي المجتمع من الأمراض الفكرية
  • ما الوقت المناسب لارتداء البنت الحجاب؟.. الأزهر للفتوى يجيب
  • في موسم حصاد القمح.. الأزهر للفتوى يوضح أحكام الزكاة فيه
  • ما حكم الاحتفال بشم النسيم؟.. أمين الفتوى يحسم الجدل
  • حكم ارتداء الطرحة اللوس؟.. عضو بـالعالمي للفتوى تجيب
  • بمشاركة أكثر من 1000 طالب وافد.. الأزهر و«مؤسسة أبوالعينين» يكرمان الفائزين في مسابقة القرآن الكريم
  • استخدام مزيل العرق أثناء الإحرام.. الأزهر للفتوى يكشف الحكم
  • رمضان عبد المعز: منظومة الصدق في القرآن تشمل 5 مراتب رئيسية
  • سمية أبو العينين: الأزهر قبلة الوسطية في العالم وندعم جهوده في نشر الإسلام السمح
  • الأزهر للفتوى: نصوص الميراث قطعية لا تقبل التغيير ولا الاجتهاد