الكثيرون يعملون في وظائف تمنحهم شعوراً محدوداً بالرضا أو لا تشعرهم بالرضا على الإطلاق. إذ يشعر الواحد منهم بأن العمللم يعد مرضياً - وحتى إذا كان مرضياً في أي وقت من الأوقات- فهو ليس ممتعاً، بل هو ممل ومحبط، ويثير فقط  شعوراً باللامبالاة. وعلى الرغم من ذلك يظل البعض في وظائفهم، ويمارسون " الإقلاع الهادئ" من خلال القيام بالحد الأدنى من العمل بلا حماس من أجل تجنب فصلهم.

وهناك آخرون يفكرون بالفعل في تقديم استقالتهم. وإذا قاموا بذلك، ربما ينتهى بهم الأمر إلى التنقل من وظيفة لأخرى والاستمرار في الشعور بعدم الرضا. وهناك مسار ثالث محتمل وهو إعادة تشكيل الوظيفة.

كيف تتم عملية إعادة تشكيل الوظيفة؟

تقول المستشارة في مجال الوظائف راغنهيلد شتراوس، مؤلفة كتاب عنوانه: كيف تتعلم أن تحب عملك مجدداً من خلال إعادة تشكيل الوظيفة،"إنها عملية مستمدة من علم النفس الصناعي المؤسسي، الذي يقوم خلاله العاملون بصورة نشطة بتشكيل وظيفتهم". وتضيف أنها مقتنعة أنه بالنسبة  لكل شخص هناك وظيفة" يمكنه أن يشعر فيها بأنه على طبيعته ويحقق أهدافه بسعادة ويحظى بالتقدير للقيام بذلك". ويصف المدرب في مجال الوظائف، فولكر كلارشين، من يقومون بإعادة تشكيل وظائفهم بـ " مهندسي ديكور داخلي لوظائفهم". فبدلا من التنقل من وظيفة لأخرى، فإنك تقوم بإعادة تصميم وظيفتك لتلائمك بصورة أفضل. ولكن هل إعادة صياغة الوظيفة مجرد تيار عابر؟ تقول شتراوس لا - كما أنها ليست مجرد ميزة يحظى بها قليلون- واصفة إياها بأنها كفاءة رئيسية تتعلق بمكان العمل الجديد، يمكن للجميع استغلالها.


وتقول شتراوس "العاملون الذين يشعرون بالرضا يكون لديهم حافز أكبر ويكونون أكثر إنتاجية، مما يسفر عن انخفاض نسبة التغيب عن العمل، ونسبة تغير الوظيفة، وهما عاملان اقتصاديان لا يجب التقليل من أهميتهما". وحول كيف تتم عملية إعادة تشكيل الوظيفة؟ يقول كلارشين " يتعين أن تجلس في مكان هادئ وتفكر في وظيفتك". ما هو المهم بالنسبة لك؟ وما الذي تفتقده؟ ما هي المهام التي تريد تنفيذ الكثير منها، وما هي المهام التي تريد تمريرها لشخص آخر؟

حتى التغيرات الصغيرة يمكن أن تحدث تأثيرات كبيرة. وتعطي شتراوس مثالا على ذلك: العاملون الذين يواجهون مشكلة في التركيز في العمل في مكتب كبير مفتوح، ومن ثم  يشعرون بمزيد من التوتر، يمكن أن يشعروا بالراحة من خلال الانتقال لمكان عمل أكثر انعزالاً أو العمل من المنزل. وفي بعض الأحيان تكون المشكلة أعمق من ذلك، في هذه الحالة من الممكن أن يكون من المفيد النظر عن كثب لوضعك في الحياة. لنقل إن قيمك وأولوياتك تغيرت منذ أن أصبحت مؤخراً والداً، وتجد أن مهام وظيفتك ومسؤولياتك لا تلبي توقعاتك المتزايدة بشأن العمل الهادف والاستمرارية .

هل تزيد من نسبة الرضا عن العمل؟

وتشير شتراوس إلى أنه ربما يمكنك على سبيل المثال تولي مشاريع جديدة تعمل على تعزيز مبادرات الاستمرارية بشركتك بدلاً من أداء مهام في مجال واحد. وبمجرد أن يدرك المرء بالتحديد ما يريده،  فإن أول ما يجب فعله هو التحدث مع مديره بشأن هذا الأمر. ويقول كلارشين "إذا توصل الجانبان لاتفاق، إذن المسألة سوف تتعلق فقط بموافقة بقية أفراد الفريق". وأوضح أنه يجب مراعاة أنه على الرغم من أن إعادة تشكيل الوظيفة تمنح حريات جديدة، فقد تصحبها مسؤوليات جديدة. وقال "كما أنه من الصعب على المرء العدول عن هذه التغييرات إذا اكتشف أن مهامه القديمة كانت أفضل من الجديدة في نهاية الأمر".

ولكن إعادة تشكيل الوظيفة ليست دائماً الحل الأفضل للتعامل مع الوظيفة التي لا تحبها. وتقول شتراوس"في بعض الحالات يكون الوضع معقداً للغاية حتى أن عملية إعادة تشكيل الوظيفة التي تم التخطيط لها وتنفيذها بعناية لن تزيد نسبة الرضا عن العمل". وحين ذاك، سيكون حلك الوحيد هو تقديم استقالتك.

مع ذلك، تشير شتراوس إلى أن هناك أحوالاً ربما يمر بها المرء وتجعله لايمتلك القوة والتركيز لإعادة تشكيل وظيفته. وتقول إن المرء قد يكون في منتصف إجراءات طلاق أو يشعر بالحزن لفقدان شخص عزيز أو يعاني من مشاكل صحية خطيرة، حين ذاك يتعين التعامل مع هذا الوضع أولًا، وبعد ذلك مع الوضع الوظيفي.

 وتضيف شتراوس أنه ربما لا تكون الوظيفة سبب عدم الرضا. و"عند تقييم تغيرات العمل التي يرغب المرء القيام بها، يدرك بعض الأشخاص أنهم في حاجة لإعادة تنظيم حياتهم اليومية الشخصية، أو أن علاقاتهم تستنفد طاقتهم باستمرار" موضحة أنه يجب بدلًا من ذلك إجراء تغيرات في هذه المجالات. وأوضحت "يمكن أن يكون نوع مختلف من رعاية الأطفال أو علاج الأزواج أو هواية جديدة- أمراً يمكن أن يجلب المزيد من السعادة لحياة المرء ويوفر تغييراً مرحباً به".

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

بهدف إعادة الحياة والخدمات للمدينة… انطلاق حملة (حمص بلدنا)  ‏

حمص- سانا

أطلقت محافظة حمص بالتعاون مع الدفاع المدني السوري، وبمشاركة بعض ‏المنظمات والفرق التطوعية ورجال الأعمال اليوم حملة (حمص بلدنا) بهدف ‏إعادة إحياء المدينة وتخديم مختلف مناطقها عبر مجموعة مبادرات وخطوات ‏منظمة.‏

‏ ‏وانطلقت الحملة من خلال مسير جمع الجهات والفرق المشاركة من أمام ‏مسجد الصحابي خالد بن الوليد وصولاً إلى الساعة الجديدة، قدم فيه كشاف ‏حمص فقرات عزف وموسيقا وطنية.‏

وفي تصريح لمراسلة سانا بيّن منسق حملة (حمص بلدنا) إسماعيل ألفين أنه تم ‏تنسيق العمل بين الجهات المشاركة وإطلاق الحملة اليوم والتي تتضمن ثلاث ‏مراحل، أولها مرحلة إعادة التأهيل التي سيتم العمل فيها ضمن الإمكانيات ‏المتاحة ووفق الأولويات، وتتضمن فتح الطرقات المغلقة، وإزالة السواتر ‏والكتل الإسمنتية، وتأهيل مداخل المدينة والحدائق، وطلاء الأرصفة ‏والإنارة وغيرها.‏

وأضاف ألفين: إن المرحلة الثانية “الإدارة” سيتم فيها العمل على تشكيل لجان ‏الأحياء، والتنسيق معهم لمتابعة وإدارة المرافق التي تم تأهيلها، لنصل إلى ‏المرحلة الثالثة والمتضمنة متابعة الأعمال وتطويرها.‏

ولفت ألفين إلى أن الحملة ستشمل كل أحياء المدينة، وستنطلق من حي ‏الخالدية الأكثر تضرراً وحي الغوطة لاكتظاظه بالسكان وحاجته للخدمات.‏

بدوره أشار مدير الدفاع المدني بحمص شادي الحسن إلى أن حملة (حمص ‏بلدنا) هي حملة وطنية، هدفها توحيد الجهود لإحداث تغيير إيجابي في مدينة ‏حمص بعد تحررها من النظام البائد، لافتاً إلى أن المدينة بحاجة إلى ‏الكثير من الخدمات نتيجة حجم الدمار الكبير فيها.‏

ولفت مدير الدفاع المدني إلى أنه ستكون هناك فرق لإزالة الذخائر غير المتفجرة، ‏وفتح الطرقات، وترحيل الأنقاض، وإزالة القمامة، وإعادة تأهيل الحدائق ‏والشوارع، وزراعة النباتات، وتلوين الطرقات وغيرها.‏

بدوره أكد عميد فوج الكشافة بحمص الدكتور نجيب السباعي أن إظهار ‏الوجه الجميل لمدينة حمص وبالتنظيم وتوحيد الجهود هو واجب وطني.‏

‏ومن الفرق المشاركة الغرفة الفتية الدولية بحمص والتي أشار نائب رئيسها ‏بالمحافظة عدنان زردة إلى أهمية المشاركة يداً بيد لإعادة الألق لمدينة حمص ‏وتخديمها ودعم مختلف المبادرات التي تصب في هذا السياق.

مقالات مشابهة

  • مخزومي: لضرورة تعاون الجميع لإزالة العوائق التي تعترض تشكيل الحكومة
  • بهدف إعادة الحياة والخدمات للمدينة… انطلاق حملة (حمص بلدنا)  ‏
  • محافظة السويداء تستلم أول دفعة من جوازات السفر التي تمت إعادة طباعتها ‏وتحدد موعد توزيعها
  • ما البنود الإنسانية التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
  • إن جالك الغصب خدو بالرضا
  • التحكم المروري: إعادة العمل بالخط الساخن 1720
  • خبيرة تغذية تكشف الأسباب الخطيرة للشعور الدائم بالجوع
  • إعادة تشغيل محطة الأوكسجين بمستشفى مدني
  • سارة الأميري: إعلان "عام المجتمع" يعكس رؤية قيادتنا بأن المجتمع الإماراتي أساس التنمية والتقدم
  • باباجان يعلن ترشحه في الانتخابات الرئاسية التركية