بين غزة وفيتنام.. ما أوجه الشبه في احتجاجات الجامعات الأمريكية
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
تحل اليوم الذكرى السنوية الرابعة والخمسين لإطلاق النار في جامعة كينت الحكومية، عندما أرسلت قوات الحرس الوطني بولاية أوهايو، لقمع احتجاجات بالحرم الجامعي على حرب فيتنام٬ والتي قتل على إثرها 4 طلاب، وأطلقت العنان لموجة من الاضطرابات في أنحاء البلاد.
وتأتي هذه الذكرى لتفتح باب المقارنات بين ما حدث سابقا من احتجاجات حرب فيتنام٬ وبين ما يحدث داخل الجامعات الأمريكية الان من احتجاجات واعتصامات ضد الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي على ما يقوم به من إبادة جماعية.
عدد القتلى
وكانت حرب فيتنام قد أكملت عامها الخامس في عام 1970، حيث أعلن الرئيس الأمريكي الجمهوري آنذاك ريتشارد نيكسون٬ توسيع نطاق الحرب لتشمل كمبوديا. وفي نهاية عام 1970، كان قد تم تجنيد ما يقرب من 1.8 مليون شاب أكريكي، ولقي ما يقرب من 30 ألفا حتفهم.
أما في غزة فلا تقاتل أي قوات أمريكية في العدوان على غزة، لكن بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي٬ أرسلت الولايات المتحدة سفنا حربية وحاملات طائرات قرب الأراضي المحتلة٬ للقيام بمساعدة الاحتلال، فضلا عن مئات الأطنان من الذخائر والقنابل التي تسببت بمجازر بحق الفلسطينيين.
هذا بخلاف الدعم العسكري الذي لم يتوقف٬ والذي يضمن بحسب الإدارة الأمريكية التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي في الشرق الأوسط.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة فيوجد أكثر من ١٠٠ ألف بين شهيد وجريح منذ بداية العدوان الإسرائيلي٬ والذي وصف بالإبادة الجماعية.
وقد نظم الطلاب في العشرات من الجامعات على مستوى الولايات المتحدة مظاهرات أو اعتصامات للتعبير عن معارضتهم للإبادة الجماعية في غزة، مطالبين المؤسسات بالتوقف عن التعامل مع شركات الاحتلال التي تدعم الحرب. واعتقلت الشرطة ما يزيد على ألفين من المحتجين.
مواقف الجمهور
تراجع التأييد للعدوان على غزة، داخل المجتمع الأمريكي من 50 بالمئة في استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة غالوب إلى 36 بالمئة ويأتي هذا التغيير في المواقف نتيجة لتزايد أعداد الضحايا في غزة.
ويواجه بايدن، الذي وافق الشهر الماضي على لتقديم مساعدات إضافية بقيمة 14 مليار دولار للاحتلال، انتقادات واسعة لسياسته، إذ صوت مئات الآلاف من الناخبين بوضع العلامة أمام اختيار "غير ملتزم" في بطاقة اقتراع الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي مؤخرا.
وقد أشار السناتور الديمقراطي بيرني ساندرز إلى قرار الرئيس الأمريكي الأسبق ليندون جونسون عدم الترشح في انتخابات عام 1968 وسط الغضب المتزايد من حرب فيتنام.
وقال ساندرز إنه يشعر بقلق بالغ من أن الرئيس بايدن يضع نفسه في موقف لا يكون فيه بمعزل فقط عن الشباب، بل عن الكثيرين في القاعدة الديمقراطية.
حجم الاحتجاجات
وبحسب الأستاذ في جامعة برينستون٬ كيفن كروس٬ فإن حجم الاحتجاجات وحدتها ازدادا بحلول عام 1970، إذ اجتذبت بعض المظاهرات عشرات، بل ومئات الآلاف من المشاركين.
وأضاف في الليلة السابقة لإطلاق النار على الطلاب، أحرقوا مبنى فيلق تدريب ضباط الاحتياط. ولم يكن هؤلاء مجرد مجموعة من الطلاب يجلسون في خيام على العشب٬ في إشارة إلى طلاب الجامعات الأمريكية الذين يتظاهرون الان ضد الاحتلال.
وقال كروس إن الاحتجاج في كولومبيا كان من الممكن أن يتلاشى إذا اختار المسؤولون تجاوزه بهدوء حتى يحل الصيف٬ من دون استخدام العنف ضد الطلاب.
وفي احتجاجات عام 1970، كان هناك نحو 7.2 مليون طالب مسجلين في الجامعات الأمريكية، شكلت الطالبات 41 بالمئة منهم بينما كان الطلبة السود ٧ بالمئة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية فيتنام غزة الاحتلال امريكا غزة الاحتلال فيتنام المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجامعات الأمریکیة حرب فیتنام عام 1970 فی غزة
إقرأ أيضاً:
أمريكا.. وزارة العدل تجري تحقيقًا في احتجاجات حرب غزة بجامعة كولومبيا
أعلن تود بلانش، نائب وزير العدل الأمريكي، الجمعة، أن وزارة العدل تجري تحقيقًا حول الاحتجاجات الطلابية التي شهدتها جامعة كولومبيا بسبب الحرب في غزة، وذلك للنظر في ما إذا كانت هذه التظاهرات تنتهك القوانين الاتحادية الخاصة بالإرهاب.
وأوضح بلانش أن التحقيق يشمل أيضًا الانتهاكات المحتملة للحقوق المدنية المرتبطة بالمظاهرات التي هزّت حرم الجامعة في نيويورك العام الماضي، مشيرًا إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تولي اهتمامًا خاصًا بهذه القضية في إطار سعيها إلى "القضاء على معاداة السامية في البلاد".
وأضاف بلانش أن التحقيق يشمل مراجعة تعامل إدارة جامعة كولومبيا مع الاحتجاجات السابقة، لتحديد ما إذا كانت قد انتهكت قوانين الحقوق المدنية أو ارتكبت جرائم إرهابية، مشددًا على أن "هذا التحقيق تأخر كثيرًا". وفي خطوة موازية، نفذت جهات إنفاذ القانون الاتحادية، الخميس، مذكرة تفتيش ضمن تحقيق منفصل حول ما إذا كانت الجامعة تؤوي مهاجرين غير شرعيين داخل حرمها الجامعي.
وتصاعدت التوترات في مدينة نيويورك بعد قيام السلطات باعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل، الذي يدرس في جامعة كولومبيا، حيث تم توقيفه أولًا في نيويورك يوم السبت الماضي، قبل أن تحتجزه سلطات الهجرة في ولاية لويزيانا تمهيدًا لترحيله. وأثار اعتقاله موجة انتقادات واسعة من قبل نواب الحزب الديمقراطي، إضافة إلى المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى جانب منظمات حقوقية ونشطاء مدافعين عن الحريات المدنية.
وردًا على ذلك، احتشد عشرات النشطاء، الخميس، داخل قاعة الاستقبال في برج ترامب بمدينة نيويورك، احتجاجًا على اعتقال خليل، مطالبين الإدارة الأمريكية بالإفراج عنه ووقف خطط ترحيله، في ظل اتهامات بأن ترحيله يأتي بسبب دعمه للقضية الفلسطينية. ووفقًا لشرطة نيويورك، بلغ عدد المعتقلين من المتظاهرين خلال هذا الاحتجاج 98 شخصًا.
ونظّمت هذه التظاهرة مجموعة "الصوت اليهودي من أجل السلام"، وهي منظمة يهودية تقدمية تعلن مناهضتها للصهيونية، حيث أصدرت بيانًا قالت فيه إن هدف الاحتجاج هو "التعبير عن رفضنا الجماعي للقمع المتزايد ضد النشطاء"، مؤكدة رفضها لما وصفته بـ"تجريم الفلسطينيين وكل من يطالب بوقف الإبادة الجماعية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني بتمويل أمريكي".
ووفقًا لتقديرات شرطة نيويورك، وصل عدد المحتجين داخل البرج إلى أكثر من 150 شخصًا، فيما انتشرت عبر المنصات الرقمية صور لمتظاهرين يحملون لافتات كتب عليها عبارات مثل "حاربوا النازيين لا الطلاب" و"الحرية لمحمود.. الحرية لفلسطين". كما أظهرت مقاطع فيديو أفراد الشرطة وهم يعتقلون بعض المتظاهرين، في حين أكدت السلطات المحلية أن عملية إخلاء المحتجين من المبنى تمت دون وقوع إصابات.
ويعد برج ترامب، الواقع في شارع فيفث أفينيو بمانهاتن، مقرًا لمؤسسة ترامب، كما يضم شقة الرئيس الأمريكي وزوجته، ويقيم فيه نجله بارون ترامب منذ بداية عامه الدراسي في جامعة نيويورك خلال خريف العام الماضي. ورغم الضجة التي أثيرت حول الاحتجاجات، لم تصدر مؤسسة ترامب أي تعليق رسمي بشأن الواقعة حتى الآن.
ويبدو أن اعتقال خليل يشير إلى بدء إدارة الرئيس ترامب في تنفيذ وعودها الانتخابية بترحيل النشطاء المولودين في الخارج الذين شاركوا في موجة الاحتجاجات التي شهدتها الجامعات الأمريكية خلال العام الماضي. ومن المتوقع أن يثير هذا الملف المزيد من الجدل في الأوساط السياسية والحقوقية، خاصة في ظل تصاعد التوتر حول السياسات الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.