رغم مراوغات إثيوبيا.. تدفق حصة مياه تاريخية من منابع النيل لـ مصر
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
بات واضحاً عزم إثيوبيا على الاستمرار في استغلال الغطاء التفاوضي لتكريس الأمر الواقع على الأرض في مفاوضات سد النهضة، وتعتبر أديس أبابا التفاوض بابا لاستخلاص صك موافقة من دولتي المصب على التحكم الإثيوبي المطلق في النيل الأزرق بمعزل عن القانون الدولي.
في هذا الصدد، كشف الدكتور عباس شراقي، أن منسوب بحيرة فيكتوريا وصل لأعلى منسوب له كما كان متوقعا، حيث بلغ 1136,86م فوق سطح البحر في 30 إبريل الماضي، متفوقا على المنسوب السابق المسجل في 17 مايو 2020 وقدره 1136,81م، مؤكدا أن المنسوب ارتفع بنحو 54 سم منذ أول يناير الماضي.
وأشار "شراقي" إلى أن كل سنتيمتر واحد في ارتفاع منسوب البحيرة يعني زيادة في كمية المياه بنحو 690 مليون م3، وبإجمالي 37 مليار م3 خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، موضحا أن موسم الأمطار مستمر لنهاية مايو الجاري، ما يعني إمكانية ارتفاع المنسوب إلى رقم أكبر.
وقال إن زيادة الأمطار في المنطقة الاستوائية غالبا يتبعها زيادة أيضا في أمطار الهضبة الإثيوبية التي تساهم بحوالي 85% من إيراد نهر النيل السنوي، وهو ما يعني تعويض جزء كبير من التخزين الخامس لسد النهضة الإثيوبي المقرر في يوليو القادم.
وأشار إلى أن الأمطار على المنطقة الاستوائية وصلت إلى أعلى من معدلاتها الطبيعية في العام المائي الجاري بنسبة 140%.
وأبدت إثيوبيا تعنتا فيما يخص سد النهضة خلال المفاوضات مع مصر والسودان، وأكدت مصر سابقاً فشل مفاوضات سد النهضة بسبب إثيوبيا وانتهاءها بلا عودة.
وأعلن وزير الري هاني سويلم، أنه ليس هناك أي تطور جديد في المفاوضات ولا عودة لها بالشكل المطروح لأنه استنزاف للوقت، مشيرا إلى أن أي سد يتم إنشاؤه على مجرى النيل يؤثر على مصر بطريقة متفاوتة.
وأوضح أنه وفقاً لاتفاقية إعلان المبادئ الموقعة بين مصر والسودان وإثيوبيا، لو تسبب سد النهضة بأي أضرار لدول المصب، فعلى المتسبب أن يدفع ثمن هذا الضرر، لافتاً إلى أنه من حق الدولة المصرية اتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة التهديد المباشر لأمنها.
أزمة سد النهضةوأكد سويلم أن التفاوض طوال المحادثات السابقة كان حول نقطة ما بعد الجفاف المطول، مؤكداً أن هذا هو أخطر موقف يمكن أن تتعرض له مصر والسودان، لذلك فهما يبحثان عن اتفاق قانوني ملزم يوضح طريقة التعامل في حالة الجفاف ومرحلة إعادة الملء وكيفية التشغيل.
كشف الباحث في الشأن الإفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم، عن آخر تطورات الموقف في سد النهضة، الذي يصفه بالسد الكارثي، مؤكدًا أن منسوب بحيرة سد النهضة يعادل نفس منسوب فترة الملء الرابع للسد.
وعن أزمة سد النهضة، أشار الباحث في الشأن الإفريقي إلى أن حجم التراجع الحالي في منسوب البحيرة يقدر بحوالي 7 مليارات في المتوسط، مؤكدًا أن ذلك يعني استعادة تلك الكمية والبدء في تنفيذ الملء الخامس بالسعة الجديدة من نهاية يوليو المقبل، وانتهاء الملء سيكون في منتصف شهر سبتمبر المقبل.
وأكد أنه خلال الشهر الجاري ستكون مناسيب بحيرة سد النهضة في أدنى مستوى قد تشهده، وكمية الملء الخامس للسد ستكون من 18 إلى 20 مليار متر مكعب، مرجحة للزيادة، وبذلك تصل سعة بحيرة سد النهضة إلى 60 مليار، والسعة القصوى للبحيرة 74 مليار
في وقت سابق، اتخذت إثيوبيا خطوات جديدة لبدء الملء الخامس لسد النهضة من دون تنسيق مع مصر والسودان.
وتعد بحيرة فيكتوريا ثاني أكبر بحيرة للمياه العذبة في العالم من حيث المساحة والأكبر في أفريقيا كما أنها أكبر بحيرة استوائية في العالم. تبلغ مساحتها 68870 كم مربع وقد أدى تشييد سد شلالات أوين على النيل في عامي 1949 و1954 بسبب ارتفاع مستوى منسوب المياه في البحيرة بمعدل 90 سم إلى ارتفاع 1135 م فوق سطح البحر. ويبلغ عمق أعمق نقطة في البحيرة 82 م وتعد بحيرة فيكتوريا إحدى البحيرات العظمى الأفريقية وتطل عليها ثلاث دول هي كينيا وأوغندا وتنزانيا كما تضم البحيرة حوالي 3000 جزيرة أصبح بعضها وجهة للسياح.
جدير بالذكر أن نهر النيل الأبيض ينبع من بحيرة فيكتوريا، وكان أول من تكلم عن هذه الحقيقة الرحالة العربي الإدريسي حوالي 1160 م والذي خلف خريطة دقيقة للبحيرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اثيوبيا فيكتوريا بحيرة فيكتوريا منسوب بحيرة فيكتوريا المياة سد النهضة النهضة بحیرة فیکتوریا مصر والسودان سد النهضة إلى أن
إقرأ أيضاً:
يستمر لآخر يوم .. صدفة تاريخية تزين رمضان كل عام | ما قصة المدفع؟
عادات يعكف المصريون علي القيام بها خلال شهر رمضان فى كل عام والتي من بينها مدفع رمضان حيث يواظب المواطنين على تلك العادات منذ قديم الزمن ، فقد زخر الشهر الفضيل بمظاهر احتفالية ودينية.
قصة مدفع رمضانتتغير خلال شهر رمضان ملامح الحياة اليومية وإيقاعها بشكل جذري بين المصريين، إذ تمتزج فيه الروحانيات الدينية بمظاهر احتفالية فريدة تنبض بالحياة.
تمتلئ الشوارع بالفوانيس المضيئة في الشوارع والمساجد، و"مدفع" الإفطار، و"موائد الرحمن" التي تجسد روح التكافل الاجتماعي وغيرها من المظاهر الاحتفالية الخاصة، مما جعل شهر رمضان تجربة استثنائية في ذاكرة كل من زار مصر.
مدفع الإفطارترسخت لدي المواطنين فكرة مدفع الإفطار وحافظوا عليها لفترة طويلة وأصبح دوي هذا المدفع مع غروب الشمس "الإشارة" التي يجتمع عليها الجميع لبدء الإفطار بعد صيام يوم طويل، كما أصبح من السمات المميزة للمظاهر الاحتفالية في مصر طوال شهر رمضان وحده.
صدفة مدفع رمضان وتقاليد متجددةتعد عادة إطلاق المدفع في رمضان واحدة من أبرز التقاليد المرتبطة بهذا الشهر الكريم في مصر، ولكنها، مثل العديد من العادات القديمة، تثير العديد من التساؤلات حول نشأتها وتاريخها، ورغم تعدد الروايات، يتفق المؤرخون على أن هذه العادة بدأت نتيجة لصدفة تاريخية، وإن كانت الروايات تختلف في تفاصيلها.
إحدى أشهر الروايات تشير إلى أن هذه العادة تعود إلى فترة حكم المماليك وتحديداً في عهد "خوش قدم" الذي كان أحد القادة العسكريين في مصر.
ففي عام 869 هجرياً (1465 ميلادياً)، أمر خوش قدم بتجربة إطلاق مدفع، وصادف ذلك أول أيام رمضان، حيث دوي المدفع في وقت الإفطار، مما جعل الأهالي يعتقدون أنه إعلان رسمي لبدء تناول الطعام، وعقب ذلك، قرر خوش قدم تكرار هذه العادة طوال شهر رمضان، بعد أن لاقت استحسان الأهالي.
المدفع في عهد محمد علي باشارواية أخرى تعود بالعادة إلى فترة حكم محمد علي باشا (1769-1849 ميلادياً حيث يقال إنه كان قد أمر بتجربة مجموعة من المدافع في وقت الغروب في أحد أيام رمضان.
ومع سماع المدافع، اعتقد الناس أنها إشارة لبداية الإفطار، مما دفعهم للمطالبة باستمرار هذه العادة طوال شهر رمضان، بل وفي توقيت الإمساك أيضا ، ومنذ تلك اللحظة، أصبح المدفع جزءًا من أجواء رمضان في مصر، وظل صوته يدوّي من قلعة محمد علي بالقاهرة حتى وقت قريب.
قصة الخديوي إسماعيلثمة رواية ثالثة تنسب هذه العادة إلى فترة حكم الخديوي إسماعيل، حيث يقال إن أحد الجنود كان يقوم بتنظيف مدفعه فانطلقت منه قذيفة بطريق الخطأ في وقت الغروب، ما جعل الأهالي يظنون أنها إعلان للإفطار. وعلى غرار الروايات السابقة، ترسخت هذه العادة مع مرور الوقت، وارتبطت بالصوت المميز للمدفع الذي يعلن بدء الإفطار.
الشهادة التاريخية لـ بيرتونقد تكون الرواية الأكثر دقة وتوثيقاً تتعلق بالرحالة الإيرلندي ريتشارد بيرتون، الذي زار مصر في عام 1853 في أواخر حكم عباس باشا الأول، في مذكراته التي حملت عنوان "رحلة بيرتون إلى مصر والحجاز"، ذكر بيرتون أن مدفع السحور كان يُطلق في حوالي الساعة الثانية والنصف صباحاً، ليُنبّه المسلمين للاستعداد لتناول وجبة السحور.
وأضاف أنه عند سماع المدفع، كان خادمه يوقظه من نومه إذا كان نائماً، مؤكداً أن المدفع كان ينطلق مرتين؛ مرة للسحور وأخرى للإمساك.
كما تحدث عن طقوس الإفطار، حيث كان المدفع يطلق عند حلول وقت المغرب، ويعلن قدوم ساعة الإفطار، ثم يتبعه الأذان ليدعو الناس إلى الصلاة.
و تظل قصة المدفع في رمضان واحدة من أروع التقاليد التي توارثها المصريون عبر الأجيال، لتستمر حتى يومنا هذا، حاملة معها عبق التاريخ والموروث الثقافي الذي يجسد أجواء رمضان في مصر.