«الأموال الذكية» استثمار في محافظ الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
ترجمة: أحمد بن عبدالله الكلباني -
بعثت كل من «مايكروسوفت»، و«ألفابت» الشركة المالكة لـ «جوجل»، تقارير مفاجئة للمستثمرين لديها، كانت عبارة عن أحدث البيانات الدورية، أبرز ما جاء بالتقارير أن الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي وحوسبة البيانات حققت عوائد واضحة جدا.
وقد تجاوزت عوائد الشركات ما توقعته تقارير «وول ستريت»، حيث دعمت العوائد بزيادة في إيرادات المساحات السحابية المدفوعة، وشكلت الزيادة الهائلة خدماتُ الذكاء الاصطناعي، هذه الأخبار أشعلت أسعار أسهم الشركتين، وقد ارتفعت القيمة السوقية لها، فأسهم شركة «ألفابت» حققت ارتفاعا بما يعادل 17 بالمائة، وحققت شركة «مايكوسوفت» في أواخر يوم التداول بتاريخ 25 أبريل ما يعادل 6.
شكلت هذه الثورة تنافسا بين كبار صناع التكنولوجيا، بهدف السيطرة على مجال الذكاء الاصطناعي وجذب الجمهور إلى الاشتراك في خدماتها، وفي المقابل فإن المستثمرين في كلا الشركتين أصبحوا على قدر واع بأهمية التكنولوجيا عموما والذكاء الاصطناعي بشكل خاص، لذلك فإن المجال أصبح ضمن خطط المستثمرين في إدارة محافظهم الاستثمارية، وهذا التوجه لدى المستثمرين تؤكده كل من «مايكوسوفت» و«ألفابت» من خلال أدائهما المتميز في مجال الذكاء الاصطناعي، لذلك فإن عددا كبيرا من المستثمرين جعلوا المجال من أهم مجالات استثماراتهم المتنوعة.
شكل الارتفاع الكبير في إيرادات شركات التكنولوجيا من خلال المساحات السحابية المدفوعة المقترنة بالذكاء الاصطناعي مسارًا جديدًا غير مسبوق، لم تشهده قطاعات التكنولوجيا من قبل.
وقد أعلنت «مايكروسوفت» أن قطاع «أزور» السحابي التابع لها قد شهد نموا ملحوظا في الإيرادات، وشكل النمو ما نسبته 50 بالمائة، وما دفع هذه الزيادة الطلبُ الكبير على خدمات الذكاء الاصطناعي والتعليم الإلكتروني، وقد أسهمت منصة «أزور» وكذلك منصات أخرى للذكاء الاصطناعي مثل «ماشاين ليرنج» و «كوجنايتف سيفرفس»، أسهمت في أن تستفيد منها في مجال الذكاء الاصطناعي مختلف الشركات في جميع دول العالم، وقدمت لهم تطبيقات مختلفة، بداية من التحليلات التنبؤية وليس انتهاء في تقريب اللغات العالمية، وقد استخدمت شركات مثل «فيدكس» منصةَ «أزور آيه آي» في مجال تحسين عمليات التوزيع حول العالم وتعزيز مهارات تواصل العملاء وزيادة استقطاب العملاء إليها.
وعلى غرار «مايكروسوفت»، فقد حققت منصة «جوجل كلاود بلاتفورم» التابعة لشركة «ألفابت» اتساعا كبيرا في المستخدمين وزيارة كبيرة في الإيرادات، والسبب الكبير لهذه الزيادة الاشتراكات المرتبطة بخدمات الذكاء الاصطناعي وأدوات التعليم الإلكتروني، هذه المؤشرات تسلط الضوء على اعتماد الناس اليوم بشكل واسع النطاق على تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي التي دخلت بشكل كبير في مختلف الصناعات بالتالي أصبحت شركات الذكاء الاصطناعي تسوق لنفسها بشكل قوي عبر تلك الخدمات الذكية التي تقدمها.
لذلك نجد أن منصة «جوجل» التابعة لشركة «ألفابت» تقدم لمستخدميها مجموعة كبيرة من الحلول مدعومةً بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك خدمات «كلاود أيه آي»، و «تينسور فلو»، التي تسخر قوة الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور والتعرف على تفاصيلها التي تقدم الكثير من المعلومات المفيدة.
ومن الشركات التي استفادت من الذكاء الاصطناعي «سبوتي في» و «أير بوز»، وخاصة الذكاء الاصطناعي المقدم من منصة «جوجل كلاود أيه آي»، وذلك لتحسين ميزة تقديم التوصيات للمستخدمين وتبسيط عملية الوصول إلى منتجاتهم المرغوبة، الأمر الذي فتح بابا جديدا لنمو التجربة والابتكار فيها.
في خضم الثورة التكنولوجية في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن العملاقين «مايكروسوفت» و«ألبافت» تخوضان معارك شرسة في سبيل التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحاول كل شركة أن تصب كافة إمكانياتها من أجل تحقيق الأفضلية.
وتمثل الشراكة الاستراتيجية بين «مايكروسوفت» والشركة الجديدة «أوبن أيه آي» تحديا صريحا لشركة «جوجل» التي فرضت نفسها لمدة طويلة في مجال البحث على متصفحات الإنترنت، وبذلك عززت مكانتها في السوق التكنولوجية.
هذا التنافس بين الشركات العملاقة في مجال الذكاء الاصطناعي ولَّد فوائد كثيرة للمستخدمين، فكل شركة تحاول ترسيخ وجودها في المجال وإثبات قدرتها على الخدمة السهلة واليسيرة للجميع، وإلى جانب ذلك جعلت المجال بيئةً خصبة للمستثمرين في جميع أنحاء العالم.
ومن أمثلة ذلك فإن استحواذ «مايكروسوفت» على كل من «لينكيد آي إن» و«جيت هوب» أدى إلى تعزيز مجالها في الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي أدى إلى دمج خدمات كل شركة بالذكاء الاصطناعي بالتالي تجربة فريدة للمستخدمين.
وهذا مثال بسيط على كثير من البرامج التي دمجت معها الذكاء الاصطناعي وأسهمت بنقلات نوعية وإيرادات عالية.
ومن جهة «ألفابت» فقد قامت بعدد من الخطوات كذلك، منها على سبيل المثال استحواذها على «ديب مايند» في عام 2014، وهو أشبه بمختبر تحليل عبر الذكاء الاصطناعي يعزز قدراته المعلوماتية ذاتيا وكما يعزز قدرته على فهم اللغات، لتخرج منصة جديدة نتيجة هذا الاندماج وهي «ألفا جو»، المنصة المعززة بالذكاء الاصطناعي القادرة على منافسة البشر في ألعاب الذكاء مثل «الشطرنج»، وكل تلك التعاونات من «ألفابت» ترجع إلى هدف محاولة الاستحواذ على المجال والفوز في سباق الشركات.
إن اندماج التكنولوجيا وخاصة الذكاء الاصطناعي في المحافظ الاستثمارية فيه الكثير من الفوائد، فقد أثبتت التكنولوجيا قدرتها على مواجهة الاضطرابات الاقتصادية، والقدرة على مواصلة الاستثمار الناجح على المدى الطويل.
وبالفعل فإن المستثمرين في كل من شركة «مايكروسوفت» و«ألفابت» حققوا أرباحا على مدى طويل تخلله تقلبات في الأسواق العالمية، كما أن الاستثمار في هذا القطاع يتيح للمستثمرين التنويع في شركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، ويعدد الخيارات لهم، ومن الأسواق التي يستثمر فيها بالذكاء الاصطناعي بورصة «إي تي إف.إس». وتشير التقارير المبهرة إلى أن الاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي لا يمكن الاستغناء عنه وأن المجال ناجح فعلا، وعليه يجب على من ينوي الاستثمار استغلال الفرصة التي تقدمها التكنولوجيا لتحقيق نمو مالي مستدام في عالم رقمي سريع التطور.
نايجل جرين كاتب ومحلل مالي مهتم في مجال تطوير الاستثمار.
نقلا عن آسيا تايمز
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی مجال الذکاء الاصطناعی بالذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
رئيس الدولة: شهدت مع ماكرون توقيع «إطار العمل الإماراتي-الفرنسي للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي»
التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في باريس، فخامة إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية الصديقة.
وقال سموه، في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي «التقيت في باريس الصديق إيمانويل ماكرون حيث بحثنا العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات وفرنسا والعمل المشترك لتعزيزها خاصة في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا المتقدمة والطاقة والاستدامة والثقافة وغيرها».
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله: «شهدنا توقيع (إطار العمل الإماراتي-الفرنسي للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي)، كما تبادلنا وجهات النظر حول القضايا المشتركة. العلاقات الإماراتية-الفرنسية تاريخية ونموذج للشراكة التي تخدم التنمية وتدعم السلام والازدهار».
المصدر: الاتحاد - أبوظبي